نوفمبر 08. 2024

أخبار

منبج تتجاوز “العناية المشددة”.. واتفاق مُبطن بين القوات الكُردية وقوات النظام للتعامل مع مُخرجات تنافس الروس والتحالف الدولي

عفرين بوست

مع خشية الأهالي في منبج من “موجة نزوح جديدة للمرة الثالثة” على التوالي، عقب نزوحهم منها مرتين في السابق، كانت الأولى عقب احتلال داعش المدينة، فيما كانت الثانية أثناء تحريرها من مقاتلي التنظيم، كشفت الاحداث المتلاحقة منذ العشرين من ديسمبر للعام 2018، حجم التنافس الجاري على المنطقة، ما بين القوى المحلية والأطراف الدولية.

ففي الثالث والعشرين من ديسمبر، وبعد التهديدات التركية باجتياح الشمال السوري وقرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، شهد الشارع في الشمال السوري حالة من الذعر خوفاً من انتقال الفلتان الأمني والانتهاكات من المناطق المحتلة من قبل تركيا والفصائل التابعة لها، وعلى أثره، قامت مجموعة من قيادة القوات الأمريكية بجولة راجلة في مدينة منبج وأجرت استطلاعاً للرأي داخل المدينة، حول التدخل التركي في المدينة.

وأبدى الأهالي رفضهم القاطع لدخول القوات التركية إلى منبج، وخشيتهم من عمليات انتقام قد تجري بحقهم وعمليات قتل ومجازر واعتقالات، كما جرى في منطقة عفرين الكردية، كذلك تحدث السكان للوفد عما سيسببه الهجوم التركي من حالة تشريد لعشرات آلاف المواطنين من سكان المدينة وريفها.

كما نشر المجلس العسكري لمنبج مقاطع فيديو لدوريات أمريكية في قرية عرب حسن غربي مدينة منبج على خطوط التماس مع الاحتلال التركي، إثر انتشار أنباء عن إرسال الاحتلال التركي لتعزيزات عسكرية إلى خط الساجور، شمالي المدينة.

وعلى الجانب الآخر، كانت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي تعمل على تعزيز مواقعها في مناطق تحتلها جنوب جرابلس على خطوط التماس مع مجلس منبج العسكري، وقال متحدّث باسم إحدى تلك المجاميع الإسلامية أن مسلّحين تدعمهم تركيا عززوا مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج في إطار استعدادهم لانسحاب القوات الأمريكية بعد قرار واشنطن المفاجئ سحب قواتها، وقالَ المدعو “يوسف حمود” الناطق باسم مليشيات إسلامية “الجيش الوطني” التي قامت تركيا بإنشائها وتعمل على تمويلها: «يوم أمس تم توجيه بعض أرتال من قوات الجيش الوطني السوري إلى محور منبج وأخذت مراكز أولية من أجل المعركة»، وذكرَ حمود لوكالة “رويترز” أن القوات الأمريكية ما زالت في منبج وأن المسلحين المدعومين من تركيا لن يتقدموا إلا بعد أن تنسحب”.

وأظهرت مقاطع مصورة بثتها المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي مسلحين، أكد ناشطون أنهم كانوا سابقاً ضمن تنظيم “داعش” الإرهابي، ويقاتلون حالياً مع مليشيات إسلامية تابعة لأنقرة في عفرين، ويسعى الاحتلال التركي لاستخدامهم في الحرب على منبج، وبينت المقاطع المصورة مسلحين إسلاميين ملتحين من مليشيا “أحرار الشرقية”، يحمل أحدهم سكيناً في يده خلال تحضيرات يعدها المتطرفون على تخوم مدينة منبج التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية قبل عدة سنوات من تنظيم داعش.

ويهدد المسلح الإسلامي من أسماهم بـ “ملاحدة الأكراد”، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، في حين شهدت الأيام الأخيرة حالة من التخبط في صفوف المليشيات بين الأوامر التي تلقتها بالتحضر لبدء العملية والأوامر المعاكسة، في حين أشار ناشطون موالون للمليشيات الإسلامية ان تلك الانباء تأتي بهدف التشويش على المقاتلين الكُرد، الذين يؤكدون في المقابل جاهزيتهم للتصدي للمليشيات المتطرفة التابعة للاحتلال التركي.

جاء ذلك بالتزامن مع معلومات سربتها إحدى الوكالات الكردية عن مضمون ما سمي بـ «المبادرة الروسية» التي قدمتها لمجلس سوريا الديمقراطية، وقالت إن: روسيا اقترحت في مبادرتها على مجلس سوريا الديمقراطية نشر قوات من جيش النظام على الحدود مع تركيا لمنع الاجتياح التركي للمناطق الكُردية، وأضاف أن «روسيا طلبت في مبادرتها تسليم المناطق العربية الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور والرقة والحسكة ومنبج إلى النظام مقابل إرسال قوات من جيش النظام للحدود لمنع الاجتياح التركي».

لكن المعلومات التي سربت بينت رفض مجلس سوريا الديمقراطية المبادرة، وأصر على التفاوض علناً حول مجمل الملفات دون تسليم أي منطقة للنظام في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن «هناك تنسيقا بين روسيا وتركيا للمزيد من الضغط على مجلس سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات للنظام وتسليمه المناطق»، وأوضحت المعلومات أن «ليس من مصلحة روسيا والنظام دخول الجيش التركي شمال البلاد، لان ذلك سيعقد الأمور تماما كما انه لن يخرج بسهولة لاحقاً».

وبدوره كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن روسيا عرضت على قوات سوريا الديمقراطية نشر قوات من حرس الحدود التابعة للنظام السوري، للحيلولة دون الاجتياح التركي المرتقب، كما اشار المرصد الى لقاء بين وفد من قوات سوريا الديمقراطية والسلطات الروسية، في العاصمة الروسية موسكو، مشيراً إلى أن الوفد وصل إلى العاصمة الروسية للتباحث حول مستقبل شرق الفرات.

وبيّن المرصد، أن العرض حصل على «موافقة مبدئية من قبل قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن النقاش والجدال لا يزال قائماً حول إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة شرق الفرات»، وأن قوات سوريا الديمقراطية اشترطت أن «يجري إرسال قوات حرس حدود نظامية وليس قوات على شكل القوات التي جرى سابقاً إدخالها لعفرين على شكل قوات دفاع شعبية».

ورغم نجاح الاحتلال التركي في تحقيق معظم الأهداف الاحتلالية لعملية درع الفرات، فإن مدينة منبج، بقيت المنطقة الوحيدة غربي النهر التي لاتزال تحت سيطرة “سوريا الديمقراطية”، وذلك بسبب الخط الأحمر الذي وضعه الأميركيون ولم يجرؤ يومها التركي على تخطيها، فـ قسد كانت رأس الحربة في عمليات واشنطن ضد داعش، ونجحت في تحقيق انتصارات عدة على التنظيم الإرهابي وطرده من مناطق واسعة في الشمال السوري.

وفي محاولة الروس لسبق الاحتلال التركي، وملئ أي فراغ قد يتركه الانسحاب الأمريكي، أصدر المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري في الخامس والعشرين من ديسمبر، توضيحاً بشأن انتشار قوات النظام وعودة مركز التنسيق الروسي في بلدة العريمة التابعة لمدينة منبج شمال سوريا، واكد المجلس عودة مركز التنسيق الروسي السوري لبلدة العريمة بريف منبج بعد انسحابه منها قبل فترة، واشار المجلس أن تواجد قوات النظام في العريمة وغربها ليس جديد، ولكن بسبب التطورات الاخيرة هناك تعزيز وزيادة لقواته المتواجدة هناك سابقا.

وأفادت وكالة الأناضول التركية الموالية لحزب العدال والتنمية الإخواني، أن رتلاً مكوناً من 40 سيارة دفع رباعي محملة بالجنود، ودبابتين، وعربات مصفحة، وشاحنات تحمل معدات، دخلت المدينة في خطوة توحي بأن الأكراد قد يلجؤون إلى النظام لحماية مناطق سيطرتهم من هجوم تركي، وقال خبراء أميركيون في واشنطن إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا يتناقض مع خططه لتقويض نفوذ إيران في سوريا والعراق، كما يتناقض مع ما سبق أن أعلنه مستشار الأمن القومي جون بولتون، والمبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري، من أن الوجود الأميركي العسكري في سوريا هدفه القضاء على داعش وطرد النفوذ الإيراني هناك.

وفي السابع والعشرين من ديسمبر، صرح الناطق الإعلامي لمجلس منبج العسكري شرفان درويش التابع لقوات سوريا الديمقراطية إن “القوات الحكومية ترسل تعزيزات إلى مواقعها في مناطق سيطرتها إلى غرب منبج ولكن لم تدخل إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) غرب منبج”، وأضاف “لم نبلغ إلى الآن بشيء حول دخول تلك القوات، هناك جهات سياسية تقود مفاوضات مع الحكومة السورية، لكن نحن كعسكريين لم نبلغ بشيء”، وقال درويش “لا يزال وضع الجبهات مع الجيش التركي وفصائل المعارضة يشهد حالة استنفار بالنسبة لقواتنا وسط وصول تعزيزات عسكرية منهم إلى المنطقة”.

وفي ظل حرب التصريحات، جاء التصريح الأكثر قوة من القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في الثامن والعشرين من ديسمبر، عندما أشارت أنهم حاربوا الإرهاب، ويتعرضون للتهديدات من قبل الاحتلال التركي، داعيةً قوات النظام السوري لحماية منطقة منبج من الغزو التركي، وأشارت القيادة العامة بأنهم ينتمون لسوريا أرضاً وشعباً، وحدوداً، داعية قوات النظام للقيام بواجبها لحماية حدود مدينة منبج والدولة السورية، لكن هذه الدعوة وعلى أهميتها لكنها كانت مرافقة بمخاوف من أوساط كردية من تكون دمشق قد عقدت صفقة مع أنقرة بوساطة روسية، حيث سبق أن دعت وحدات حماية الشعب النظام السوري للقيام بواجباته في إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بيد أنه ماطل في القيام بها ورفض مُساندة وحدات حماية الشعب بشكل فعال، ما أسفر عن احتلال تركيا والجماعات الإسلامية المتطرفة لـ عفرين.

بيد أن الإجابة من قوات النظام السوري لم تتأخر هذه المرة، ما أشار بشكل ضمني إلى وجود اتصالات للقوات الكردية مع النظام السوري، وقالت قوات النظام السوري في بيان لها، إنها دخلت منطقة منبج للمرة الأولى منذ سنوات من تحرير “وحدات حماية الشعب” وقوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش الإرهابي، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية في الثاني عشر من أغسطس \ آب للعام 2016، من تحرير المدينة من تنظيم داعش الإرهابي، بدعم من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، عقب 73 يوم من المواجهات.

وقالت قوات النظام في بيانها: ”تضمن القوات المسلحة السورية الأمن الكامل لجميع المواطنين السوريين وغيرهم الموجودين في المنطقة“، في إشارة فيما يبدو الى قوات التحالف الدولي التي لا تزال لها قواعد في المنطقة، بما فيها القوات الامريكية والقوات الفرنسية، إضافة إلى تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية، كـ مجلس منبج العسكري.

وعقب الإعلان عن انتشار قوات النظام في منبج، قال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا ترحب بعودة المناطق الكردية السورية إلى سيطرة الحكومة، وأضاف المتحدث ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف: ”هذا توجه إيجابي“، ليأتي ذلك بعد اتهامات روسية سابقة للكُرد بالسعي لإنشاء كيان مستقل بدعم امريكي.

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام انتشرت في محيط منطقة منبج على خطوط التماس بين مناطق تواجد قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية من جهة، وقوات مجلس منبج العسكري وجيش الثوار من جهة أخرى، بعد أن كانت وصلت أمس تعزيزات من مئات العناصر من قوات النظام وحلفائها، والمناطق التي كان من المفترض أن تكون فيها القوات الأمريكية‘ قد شهدت انتشار قوات النظام.

وأضاف المرصد أن المفاوضات لا تزال مستمرة حول انتشار قوات النظام على طول الشريط الحدودي بين الأراضي السورية والاحتلال التركي بين نهري دجلة والفرات، وإذا ما سار الأمر في منبج وتطور وامتد إلى الشمال السوري، فإن المنطقة سيجري تجنيبها من عملية عسكرية تركية، لأن الذريعة ستسحب من أردوغان، وخصوصاً أن المنطقة تضم ملايين السوريين من سكان المنطقة والنازحين إليها، وسيكون مصيرهم مجهولاً في حال عملية عسكرية، وأستغرب المرصد السوري أن تنظيم “داعش” عندما كان يسيطر على مئات الكيلومترات من الشريط الحدودي مع تركيا، فإن الأخيرة لم تكن تجد فيه تهديداً لأمنها القومي الذي تدعي أن القوات الكردية تهدده.

وسارعت أنقرة الى الردّ بأن الوحدات الكردية التي “تسيطر على المنطقة بقوّة السلاح ليس لها الحق أو السلطة بأن تتكلم باسم السكان المحليين أو أن توجه دعوة لأيّ طرف كان”، محذرة كل الأطراف من مغبّة القيام “بأي عمل استفزازي”، وهو ما أثار حفيظة المراقبين، وقال رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن يبقى لديها ما تفعله في منبج فور مغادرة ”المنظمات الإرهابية“ المنطقة (في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية التي يعاديها الاحتلال التركي)، وذلك بعد ساعات من إعلان جيش النظام السوري أنه دخل المدينة، ليوجه بذلك صفعة جديدة إلى المليشيات الإسلامية المرتهنة للقرارات التركية، و التي تدعي أنها ثائرة على النظام السوري.

بدورها، رحبت إيران بدخول قوات النظام السوري إلى مدينة منبج شمال سوريا، بعد انسحاب “وحدات حماية الشعب” منها، معتبرة أن هذه الخطوة تسهم في أرساء الاستقرار بالبلاد، وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيان صادر عنه، على ضرورة ضمان وحدة الأراضي السورية، مشددا على أن إيران تعتبر دخول الجيش السوري إلى منبج “تأصيلا لسيادة الحكومة القانونية السورية على كل بقعة من هذا البلد وخطوة جديدة نحو تسوية أزمة سوريا”.

فيما أوضحت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في منبج نورا الحامد لوكالة فرانس برس أن المفاوضات مع دمشق بشأن منبج “تمت برعاية روسية”، مشيرة الى أن “قوات النظام لن تدخل مدينة منبج نفسها، بل ستنتشر عند خطوط التماس” مع تركيا والفصائل السورية الموالية لها، ورداً على سؤال لفرانس برس، امتنع التحالف الدولي في رسالة عبر البريد الإلكتروني عن “مناقشة أين تتواجد قواتنا في سوريا أو الجداول الزمنية المحددة بشأن الوقت الذي ستتحرك فيه”، “لأسباب أمنية”، الا أن الحامد قالت لفرانس برس إن “قوات التحالف ما تزال موجودة في مواقعها ومقراتها وتسيّر دورياتها عند خطوط التماس”.

لكن يبدو أن دعوة الوحدات الكردية للنظام السوري وارسال الأخير قواته إلى تخوم منبج قد خلطت أوراق اللعبة من جديد، في ظل تصارع التحالف الدولي وروسيا على النفوذ في منبج، حيث استشعر مراقبون رغبة الوحدات الكردية في عدم الرهان على الموقف الفرنسي و الأمريكي، عبر ادخال النظام الى الحدود الفاصلة مع الاحتلال التركي، لضمان عدم تمرير صفقة سرية على حساب المقاتلين ضمن قسد، حيث اشارت بعض الترجيحات إلى نية أمريكا الانسحاب بشكل منسق مع تركيا، مع احتمال إدخال الأخيرة إلى المناطق التي يخرج منها الجيش الأمريكي، وبالتالي فإن انتشار النظام سيمنع ذلك أو سيجعل فرص مقاومته أكبر.

ليعلن التحالف الدولي عقب ذلك نفيه الأنباء عن دخول قوات النظام السوري إلى مدينة منبج، وذكر التحالف في بيان أصدره: “على الرغم من عدم صحة المعلومات المتعلقة بالتغييرات التي طرأت على القوات العسكرية في مدينة منبج السورية، فإن قوات التحالف لم ير أي مؤشر على صحة هذه الادعاءات”، وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة “رويترز” أن عشرات من عناصر جيش الولايات المتحدة لا يزالون داخل المدينة ولم يغيروا مواقعهم داخلها، مشيرا إلى أنهم لم يلاحظوا قوات للنظام السوري داخل المدينة بل في تخومها فقط، كما نفت الناطقة باسم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، جيهان أحمد، لمراسل قناة “روسيا اليوم” تصريحات نقلتها وسائل إعلام ونسبتها إليها ترحب فيها بدخول قوات النظام السوري إلى منبج.

اما الصحفي “مصطفى عبدي” فأدى هو الآخر بمعلومات عن مصادره، أكد فيها انتهاء مسودة أولى لاتفاق بين مجلس منبج العسكري وقوات حكومة بشار الاسد برعاية روسية، تضمن انتشار قوات النظام على طول حدود منبج غرباً في مناطق التماس مع جيش الاحتلال التركي وانشاء نقاط مراقبة روسية جديدة في بلدة العريمة والدندانية وزنقل، أما الخط الشمالي الذي ماتزال القوات الامريكية تشغله بدءا من عرب حسن وحتى الساجور، فسيسلم للروس تدريجياً مع الانسحاب الأمريكي إن تم.

وأضاف عبدي عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: “المناقشات جرت بإشراف التحالف الدولي بدأت قبل اسبوع على وقع التهديدات التركية باجتياح مدينة منبج التي تحظى بالاستقرار والامان مقارنة مع الفلتان الامني في المدن المحتلة المجاورة لاسيما الباب وجرابلس، وهو سيعني ان اردوغان سيواجه الآن بوتين وبشار الأسد وجهاً لوجه”، مضيفاً: “من المتوقع إن تم الاتفاق ان يعمم في مناطق شرقي الفرات، ردا على خطوة الانسحاب الأمريكي من سوريا حيث سيتم ملئ الفراغ بالقوات الروسية والاوربية كذلك وخاصة الفرنسية”.

وعلى صعيد الدور الفرنسي، أكدت رئاسة الأركان الفرنسية، بشكل غير مباشر، وجود عسكري بري لقواتها على الأراضي السورية بعد سنوات من الإنكار، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول” التركية الموالية لحكومة العدالة والتنمية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين، وفي رد من الأركان الفرنسية على سؤال خطي بعثت به الوكالة التركية “هل لديكم جنود في البر أم أنكم تحاربون “داعش” من الجو فقط؟ كيف ستدعمون (ي ب ك) إذا لم يكن لديكم جنود على الأرض؟”، قالت الأركان الفرنسية إن قواتها تنفذ عمليات في الشرق الأوسط ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”.

وأضافت أن “فرنسا تنفذ عمليات من البحر والبر والجو من أجل مكافحة “داعش” في إطار عمليات “العزم التام” و”الشمال” منذ عام 2014 وحتى اليوم”. وتابعت أن هناك حوالي 1100 جندي فرنسي يقومون بمهام في الشرق الأوسط، دون أن توضح أماكن انتشارهم، ومن جهة أخرى أشارت رئاسة الأركان الفرنسية إلى عدم تأثر عملية “الشمال”، بقرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها من سوريا، معتبرة أن انتهاء “الخلافة” لا يعني اجتثاث “داعش”، وأنه “لهذا السبب تتواصل عمليات الجنود الفرنسيين”، وكشفت “الأناضول” في تقرير لها، أن الجيش الفرنسي ينشط حاليا في 9 نقاط داخل سوريا، بعد أن كان ينشط في 5 نقاط في مارس الماض، ونقلت الوكالة التركية عما قالت إنه مصادر محلية موثوقة، إن حوالي 200 جندي فرنسي يتواجدون في النقاط التسعة الموجودة في مناطق الإدارة الذاتية الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية.

ويتولى مجلس منبج العسكري وقوات الأمن الداخلي في مدينة منبج مهام الحماية والدفاع عن المدينة بعد انسحاب وحدات حماية الشعب منها عقب الاتفاق التركي الأمريكي بخصوص منبج، وتحصل قوات مجلس منبج العسكري وقوى الأمن الداخلي، على دعم من قوات التحالف الدولي وكذلك من قسد.

وكانت وحدات حماية الشعب شاركت إلى جانب قوات مجلس منبج العسكري في عملية تحرير منبج من تنظيم داعش الارهابي، ثم انسحبت إلى شرق الفرات بعد أن تم تسليم المدينة إلى إدارة مدنية وسلمت مهام الحماية إلى مجلس منبج العسكري وقوى الأمن الداخلي، وأبقت على عدد من المستشارين العسكريين لتدريب قوات منبج، وبعد الاتفاق الأمريكي التركي بخصوص منبج سحبت الوحدات مستشاريها العسكريين أيضاً من المدينة.

وتشير تقديرات المراقبين إلى خروج منبج بشكل ما من المرحلة الحرجة، مع الإشارات الموجودة بتوصل الوحدات الكردية إلى اتفاق مع الروس والنظام السوري للتعاون والانتشار في حال الانسحاب الأمريكي من المنطقة، دون اغفال الدور الفرنسي الذي قد يسعى للإبقاء على مراكز حتى في حال الانسحاب الأمريكي، مما قد يعني بشكل ما بقاء الوضع في منبج على ما هو عليه حالياً ريثما يتم التوصل الى اتفاق اشمل بين النظام السوري والقوات الكُردية برعاية التحالف الدولي وروسيا، في عموم مناطق شمال سوريا وشرق الفرات.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons