عفرين بوست
في تقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني امس الثلاثاء، تحدثت سيدة كُردية عن عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد على يد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وتقول جميلة التي تعيش في لندن، في حديثها للموقع البريطاني إن شقيقها خُطف مؤخراً في عفرين من قبل المليشيات الإسلامية: ” خطفوه واتصلوا بنا من هاتفه لطلب الفدية كشرط للإفراج عنه، ما كان علينا إلا أن نرسل لهم 10 آلاف جنيه استرليني ليتركوه”.
وتضيف: “كان أخي يعلم بأنهم سيكررون فعلتهم ويقبضوا عليه مرة أخرى بأي حجة لطلب المزيد من المال، لذلك هرب من عفرين إلى مخيمات النازحين في تل رفعت منذ بضع أشهر”.
ويقول تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي إن “ضحايا عمليات الخطف من جانب الجماعات المسلحة أو العصابات الإجرامية، جميعهم مدنيون من أصل كردي والذين يُنظَر إليهم على أنهم ميسورون، كالأطباء ورجال الأعمال والتجار، وعادة يختفي الضحايا عند نقاط التفتيش، أو يتم خطفهم من منازلهم ليلاً”.
ويعتبر شقيق جميلة محظوظاً لأنهم لم يقتلوه بعد استلام المال، فقد وثقت لجنة تابعة للأمم المتحدة حالة مشابهة في 13 مايو/أيار الماضي وقالت: “خطفت جماعة مسلحة رجلين وطفلاً يعاني من إعاقة ذهنية أثناء سفرهم من عفرين إلى اعزاز. وأُفيد أنه عُثر على جثث المخطوفين بعد اختفائهم بأربعين يوماً وآثار التعذيب بادية عليهم”.
أما إذا ألقي القبض على أحد العاملين في المؤسسات الكُردية السابقة (في إشارة إلى الإدارة الذاتية في عفرين)، أو إذا كان ناشطاً سياسياً وينتقد أفعال المليشيات المسلحة علناً، فمصيره السجن في أنقرة إن لم يتم قتله من قبل المليشيات التابعة لها على حد قول أمين أحمد، الذي يوثق ما يجري من انتهاكات في عفرين بسرية تامة.
ويرى الكثيرون من سكان المنطقة الأكراد بأن الهدف من عمليات الخطف والابتزاز والاعتقال هو تحقيق كسب مادي للمليشيات المسلحة بعد أن خفضت أنقرة من دعمها المالي لها.
وقالت نورهان، وهي شابة تعاني من إعاقة في قدميها لبي بي سي، إن جاراتها من مناطق دير الزور وحمص والمقيمات حالياً في منازل الأكراد ذكرن لها بأن تركيا كانت تدعمهم كثيراً في البداية، وتقدم لهم كل ما يحتاجوه من مواد غذائية ورواتب جيدة لرجالهم، إلا أنهم خفضوا مساعداتهم إلى النصف، وأحياناً لا يتلقون أي مساعدة على مدى شهور قائلين لهم “عليكم تدبير أموركم اليومية بأنفسكم”.
وتضيف نورهان: ” نعم إنهم يتدبرون أمورهم عن طريق نهبنا وسرقة بيوتنا والاستيلاء على محاصيلنا دون رقيب أو حسيب، بتنا نخاف ترك ديارنا لمدة ساعة واحدة، لأنها كافية لسرقة جميع محتويات المنزل حسب التجارب التي نعيشها”.
وبحسب الأمم المتحدة، “فقد نزح ما يزيد عن نصف سكان المنطقة الأصليين خلال الهجوم التركي الذي ترافق مع أعمال نهب وسرقة واعتقالات منذ مارس/آذار 2018”.
لكن تلك الإحصائيات غير صحيحة، لكون السكان الأصليون الكُرد يؤكدون أنهم باتوا أقل من ربع المقيمين حالياً في الإقليم الكُردي المُحتل، إذ يهيمن المستوطنون من ذوي المسلحين القادمين من ارياف دمشق وحمص ودير الزور وحلب وادلب على أكثر من 75% من المجموع السكاني الحالي.