عفرين بوست ــ خاص
في عفرين المحتلة تتم سرقة الزيتون على مدار اليوم، ولا تقتصر على مسلحي الميليشيات بل على عموم المستوطنين، ويتم ذلك علناً وبمجموعات من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، ويباع الزيتون المسروق إلى عشرات البسطات المنتشرة على قارعة الطرقات علناً، دون أدنى درجة من المساءلة.
حصلت عفرين بوست على صور توثق تجمعات للمستوطنين وعوائلهم في ثلاثة مواقع مختلفة لبيع الزيتون المسروق إلى بسطات على قارعة الطرق، وتظهر صورتان موقعاً قرب مفرق ناحية موباتا/ معبطلي فيما الصورة الثالثة لمفرق قرية آستير.
وأفاد مراسل عفرين بوست بأنّ السيارات تكون محملة بأكياس الزيتون ويتم بيعها لباعة جوالين “بسطات” منتشرة في المواقع التي أُخذت منها الصور. وأضاف أنّ مجاميع من المستوطنين بعضهم من عوائل المسلحين يقومون بسرقة الزيتون من الحقول ويبيعونها لأصحاب البسطات. وفيما يزعم هؤلاء بأنّهم يتجولون في الحقول لجمع بقايا حبات الزيتون بعد جني الموسم وما يعرف “العفارة”، فإنهم في الواقع يختارون الحقول التي لم يتم جني المحصول منها وليس لها حارس لحمايتها، ويسرقون موسمها.
وأوضح المراسل أنّ الحد الأدنى لمعدل شراء الزيتون المسروق في أصغر بسطة في ناحية راجو سواء داخل البلدات أو على طرقات لا يقل عن عشرة أكياس “جوالات” باليوم، وأغلبها يشتري كميات أكبر بكثير. قد تصل إلى 80ــ 90 جوالاً باليوم. فكثير من البسطات تورد 3 سيارات شحن من الزيتون بنهاية اليوم وكلّ سيارة محملة بنحو 25 جوالاً. وبعضها 4 سيارات باليوم. وفي داخل بلدة راجو ينتشر نحو 35 بسطة لشراء الزيتون المسروق.
المجموعات التي تقوم بسرقة الزيتون ليست بالضرورة محسوبة على الميليشيات المسلحة، بل هم من عموم المستوطنين، وقسم منهم من عوائل المسلحين، وفي نهاية عملهم قد يجتمعون في توقيت واحد أمام إحدى البسطات ويبلغ عددهم 10 سيارات محملة بالزيتون بانتظار البيع.
بالمجمل إنّ عملية البيع العلنية للزيتون المسروق من حقول أهالي عفرين، تؤكد أنّ السرقات أيضاً علنية، في ظل فوضى أمنية وعدم اتخاذ أي إجراء لمنع سرقة الزيتون رغم مرور أكثر من شهرين، إذ بدأت أولى السرقات مع مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.