نوفمبر 15. 2024

أخبار

الاحتلال غير ملامح عفرين.. وسكانها: نشعر بأنن نعيش في ظل “العثمانية”

عفرين بوست

في تقرير مُطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني امس الثلاثاء، تحدث أحد الصحفيين عن عمليات التتريك التي طالت إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

ويقول أحد الصحفيين المتابعين للأوضاع في عفرين والمناطق التي يحتلها الجيش التركي والمسلحون العاملون لديه: “لا مشكلة لدى الفصائل استبدال أسماء مدارس سميت بأسماء شهداء ورواد سوريا بأسماء تركية وعثمانية إرضاءً لتركيا، فعلى سبيل المثال، تمت تسمية أكبر ساحة في مدينة اعزاز باسم (حديقة الأمة العثمانية)، وأثار ذلك غضب بعض الأهالي الغيورين على البلد، فحذفوا كلمة العثمانية من المدخل، الأمر الذي أثار حفيظة الفصائل”.

فيما تقول نوجين، وهي أم لطفلين في عفرين: ” الهيمنة التركية على شمال سوريا تشمل جميع جوانب الحياة، إذ أن التعيينات الإدارية التي تجري في عفرين وما حولها تأتي من السلطة المركزية في تركيا، سواء كان في مجال الإدارة أو التعليم أو حتى الخطابات العامة”.

وتضيف: “المدارس والمستشفيات والمعابر والمؤسسات العسكرية كلها مزينة بالعلم التركي وأحياناً إلى جانبه علم المعارضة، بتنا في عفرين كمن يعيش في ظل الدولة العثمانية من كثرة الشعارات التي تمجد تركيا”.

ومنذ بدء الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي في آذار العام 2018، منحت سلطات الاحتلال بطاقات هوية مخصصة للأجانب، إلى السكان المحليين في عفرين، ونظريًا، جعلت بطاقات الهوية التركية من سكان عفرين الاصليين لاجئين داخل أراضيهم.

فسعت حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى “الجيش الحر” منذ احتلالهم الإقليم في 18 آذار/مارس 2018، الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين والمباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر ورفع صور رئيس وعلم  تركيا، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر لأردوغان.

وحول ذلك قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا بفتح مدارس عفرين وتعليم التلاميذ اللغة التركية والمساعدة في إدارة مستشفيات، توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”،  وقامت سلطات الاحتلال بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية.

وبعد إحكام احتلالها لإقليم عفرين، بدأت تركيا بتغيير “ديموغرافيا” المنطقة باستبدال السكان الأصليين الكُرد، بآخرين تم جلبهم مع المسلحين من مناطق استعادها النظام السوري بعد طرد المليشيات الإسلامية التي تدين بالولاء لحكومة رجب طيب أردوغان.

كما ادعى الاحتلال التركي أمتلاكه وثائق عثمانية لتبرير سيطرته على مدينتي جرابلس ومنبج في محافظة حلب، متذرعاً كذلك بوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق أخرى شمالي سوريا، لبسط نفوذها عليها.

ومن إدلب إلى عفرين في حلب، لم تتوقف الأطماع التركية في السيطرة على المزيد من الأراضي السورية، بذريعة مواجهة قوات سووريا الديمقراطية، ولم يقتصر التدخل التركي في سوريا على قضم الأراضي، بل امتدت الهيمنة التركية لتشمل الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات العامة التي باتت تعج باللغة التركية.

وأنشأت أنقرة على سبيل المثال شبكة كهرباء في مدينة جرابلس، حيث عُلقت صورة أردوغان على جدار في مستشفاها الرئيسي المدعوم من أنقرة، وفق تقرير نشرته “فرانس برس” في أكتوبر الماضي، فيما يُسمح في مكتب البريد هناك باستخدام الليرة التركية فقط، التي تراجعت إلى أدنى معدلاتها مقابل الدولار خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة من تركيا.

كما روج الاحتلال التركي كذلك لافتتاح جامعة غازي عنتاب لثلاث كليات في بلدات تقع بتلك المنطقة بحسب ما نقلت “رويترز” عن الجريدة الرسمية التركية اكتوبر الماضي، وأضافت الصحيفة أن الجامعة ستفتح كلية للعلوم الإسلامية في اعزاز بسوريا، وأخرى للتربية في عفرين، وثالثة للاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons