أبريل 28. 2024

أخبار

ملف || بلدة قباسين الكرديّة بريف الباب.. بؤر استيطانية وتطهير عرقي وترسيخ التغيير الثقافي

عفرين بوست ــ خاص

لا تحظى القرى الكرديّة في ريف منطقة الباب المحتلة بمتابعة إعلاميّة، ومنها بلدة قباسين الكرديّة التي رزحت تحت أنواع مختلفة من السيطرة العسكريّة إلا أنّها توافقت في ممارسة التغيير الديمغرافيّ والثقافي حيث بلغ التغيير الديمغرافيّ إلى مستوى التطهير العرقيّ، لأنها كلها ترتبط بسلطات الاحتلال التركي، وما تعيشه قباسين هو حالة توأمة مع إقليم عفرين الكرديّ المحتل.

آخر مشاريع الاحتلال التركيّ 

افتتحتْ مؤسسةُ “التّعليم فوق الجميع” القطرية، في 26/3/2024 بالتّعاون مع الهلال الأحمر القطري، قرية “كتارا” السكنية والتعليميّة في قرية قباسين الكرديّة.

وفيما تم الترويج للمشروع بدوافع إنسانيّة وغاية الالتزام توفير التعليم والمأوى للفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في العالم، إلا أنّ أي مشروع ترعاه سلطات الاحتلال التركي في قرية كردية يأخذ بعداً مختلفاً في مقدمها إيجاد مؤسسات التغيير الثقافيّ وتثبيت التغيير الديمغرافيّ.

وتتألف قرية كتارا من 30 خيمة مبتكرة مغطاة بمادة مقاومة للحرائق والتقلبات الجوية. وتتميز بمرافق تعليمية وصحية وخدمية، وتوفر بيئة مستدامة وشاملة، مع تجهيزِها بأربعة مرافق تعليمية مصمّمة بمساحة 175 م2.، ويسهل عملية التفكيك وإعادة التجميع عند الضرورة. وتم إنشاؤها وتصميمها بالتعاون مع شركة “زها حديد” للمشاريع الهندسيّة والإنشائيّة. وبعد افتتاح قرية “كتارا” زار وفد الهلال الأحمر القطريّ مشاريع أخرى ينفذها في شمالي سوريا.

مشاريع التغيير الديمغرافي والثقافي

قباسين أو باشكوي قبل التعريب، تقع البلدة على بعد 3 كم شرق مدينة الباب، وهي ذات أكثرية كرديّة، وتبلغ نسبة الكرد فيها نحو 70%، وتتبع لها قرى الكندرلية، عرب ويران، برشاية، بوغاز، ترحين، مصيبين، زمكة، وهي واحدة من عشرات البلدات والقرى الكرديّة في منطقة الشهباء،

كان احتلال هذه المنطقة فيما سمته أنقرة “عملية درع الفرات” بهدف الفصل الجغرافيّ بين عفرين وكوباني، وعزل عفرين وحصارها، ولتكون هدف الاحتلال لاحقاً. وبعد الاحتلال كان تغيير هوية قباسين الكرديّة هدفاً أساسيّاً، وذلك عبر إنشاء البؤر الاستيطانيّة فيها وكذلك في القرى الواقعة المحيطة بها لعزلها بإقامة سوار محيط بها، ووفق إحصاء قام به المجلس المحليّ نهاية عام 2019، بلغ عدد العوائل في البلدة 4330 عائلة منها 2942 عائلة من أبناء المنطقة، فيما بلغ عدد العوائل المستقدمة 1388. ويتجاوز عدد سكان قباسين وريفها 70 ألف نسمة، وتتم متابعتها إداريّاً من قبل مسؤولي ولاية غازي عينتاب. 

وباحتلالها بدأ العمل على التغيير الثقافيّ عبر إنشاء المدارس والنشاط الدينيّ. وتتابع سلطات الاحتلال تنفيذ مشاريع الاستيطان عن كثب وتبعث من وقتٍ لآخر وفوداً لتفقدها ومتابعتها ميدانية، وفي هذا السياق زار قباسين والي عينتاب ونائبه مرات عديدة، كما تزورها أيضاً وفود من وزارة التعليم التركيّة ووقف الديانة التركيّ، والمنظمات التركية مثل آفاد.

بؤر استيطانية أخرى

ــ ضاحية قباسين السكنيّة: كانت أول البؤر الاستيطانيّة، ففي 30/12/2017 وقّع المجلس المحليّ في قباسين مذكرة تفاهم مع شركة جوك ترك “للإنشاءات والبناء”، التركية لإنشاء مشروع سكنيّ، باسم “ضاحية قباسين السكنية”، ويضم خمس كتل إسمنتيّة. ويحتوي على 225 شقة سكنية، ونحو 30 محلاً تجاريّاً، بمساحات مختلفة، ومبنية على النمط التركيّ. على أن تطرح للاكتتاب ويدفع ثمنها بأقساط شهرية، وقُدّر سعر المتر المربع فيها بنحو 155 دولاراً. وتبدأ خطواتها التنفيذيّة في العام التالي، وعلى أن ينتهي العمل في أغسطس/آب 2019.

وبموجب المذكرة تستملك الشركة التركيّة الأرض على أن يحصل المجلس المحليّ على نسبة معينة من الشقق لقاء ثمن الأرض. بحسب مدير المشروع، علي عبيد، وكان نموذج العقد الموقع يكشفُ نوايا الاحتلال في فتح آفاقٍ استثمارية أمام الشركات التركيّة الإنشائيّة والهندسيّة والتي لم تتوقف على متعهدي البناء بل شملت خدمات الكهرباء والماء والبريد.

لكن المشروع لم يحظَ بإقبال على الاكتتاب خلافاً لتوقع المجلس المحلي بزيادة نسبة الشراء عقب الانتهاء الكامل من البناء، وفي 16/5/ 2019 افتتح باب الاكتتاب على الشقق السكنيّة والمحلات التجاريّة في ضاحية قباسين بتجهيز ثلاث كتل سكنية وتجهيز الطوابق الأرضيّة التي تضم المحلات.

ــ مشروع قرية ماسة السكنيّة: والتي تم افتتاحها في 19/3/2023 لإسكان نحو 500 أسرة، وتم إنشاؤها بالتعاون مع مؤسسة “سيريا ريليف” في ريف قباسين. وتم ربط مشروع القرية بمشروع أكشاك لتوفير فرص العمل وتأمين الخدمات، وتم افتتاحها في 27/12/2023 مع مدرسة بحضور معاون مدير تربية غازي عينتاب ووفد من سيريا ريليف (سوريا ياردم).

ــ قرية الإنسانيّة أولاً: في قباسين، وهو مشروع مشترك بين الهلال الأحمر القطري وهيئة آفاد التركية، وتتسع لألف أسرة مع توسعة إضافية تبلغ 144 شقة، ليصبح المجموع 1144 شقة سكنيّة مفروشة بالكامل، إضافة إلى مسجدين ومدرسة ومركز صحيّ وخزان مياه وشبكة مياه وصرف صحيّ ومحال تجاريّة.

– قرية الكمال الخيرية: ويتم بناؤها في قباسين من قبل مكتب الهلال الأحمر القطري في تركيا ببنائها في منطقة قباسين، بالتعاون مع هيئة آفاد التركية، وبتمويل من تبرعات من سمتهم “فاعلي الخير” في قطر، وتستهدف توطين 124 أسرة. وفي 8/7/ 2023 قام وفد الهلال الأحمر القطري بجولة تفقدية لسير العمل في موقع قرية الكمال الخيرية.

ــ قرية القلوب الرحيمة: وتقع في قرية الكندرلية بريف قباسين، وتم توزيع 1500 وحدة سكنية في 9/10/2023، وقد نفذته وأشرفت على تنفيذه جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، بتمويل من جمعية القلوب الرحيمة الفلسطينيّة.

ــ مدينة الكرامة: في 6/9/2023، بحضور نائب والي غازي عينتاب “براق آق الر”، وبالتعاون مع منظمة قطر الخيرية وُضع حجر الأساس لمدينة الكرامة في قرية سوسنباط بريف قباسين، وتتألف من 1680 منزل سكنيّ، مزودة بالخدمات الأساسيّة و4 مدارس، وروضة للأطفال ومرافق صحيّة وترفيهيّة، ومسجد وسوق تجاري وشبكات للكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتم تكريم نائب الوالي.

ــ قرية عطاء وقد نفذته منظمة عطاء للإغاثة الإنسانية، في قرية الكندرلية، لإسكان العائل المقيمة في مخيمات ريف بلدة: برشايا، زمكة، الوادي الأخضر، قبة الشيح.

وهناك مشاريع استيطان أخرى في ريف قباسين منها مشروع باسم “أرض الأمل” وفي قرية البرج وتنفذه الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية التركيّة “انصر”، والتي نفذت مستوطنة بالاسم نفسه في إقليم عفرين.

وفيما عدا مشاريع الاستيطان تتوزع في ريف قباسين العديد من المخيمات منها: شيبران والمنهل والنور ومصيبين والحرية وزمكة وبرشايا، والوادي الأخضر وقبة الشيح. وبعد زلزال 6/2/ 2023 أنشئت فيها ثلاثة مراكز إيواء.

اللافت في مشاريع الاستيطان في قباسين أنها بتمويل قطريّ بالدرجة الأولى وإشراف تركيّ مباشر، فيما تتعدد مصادر تمويل النشاط الاستيطانيّ في عفرين المحتلة والتمويل الفلسطيني أحدها.

مشاريع مدارس ودورات تعليميّة

تولي سلطات الاحتلال التركيّ أهمية كبيرة للتعليم لترسيخ التغيير الثقافيّ، عبر إنشاء مزيدٍ من المدارس وتنظيم الدجورات الدينيّة وتعليم اللغة التركيّة.

وعملت منظمة قطر الخيريّة على تمويل العديد من مشاريع السكن والمدارس في قباسين وريفها، ومنها مشروع توسعة مدرسة بواقع 5 قاعات صفية لتستوعب 450 طالب تم افتتاحها في 15/1/2024.   

ــ 17/1/2022، افتتحت بحضور وفد من وقف الديانة التركي روضة أطفال باسم (براعم الجنة).

– 22/2/2022، استبدلت منظمة قطر الخيرية 20 خيمة بكرفانات وبلغ عدد الطلاب المستفيدين 950 طالب.

ــ 16/3/2022، تم توزيع شهادات التورم على مدرسي اللغة التركية في مدارس قباسين وريفها، بحضور عميد الكلية في جامعة غازي عينتاب ــ فرع الباب والمنسقين الأتراك.

ــ 29/6/2022، افتتحت جمعية أحفاد “القره كاجي” التركمانية في بلدة. وفي 18/4/2022 تم اغتيال رئيس الجمعية المدعو حسن قدور كمو الملقّب “حسن خلة”.

ــ 20/9/2022، افتتحت مدرستان في مخيمي النور والمنهل بريف قباسين بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية بحضور المدير الإقليميّ لجمعية قطر الخيرية مشعل الهاجري.

– 8/9/2022، افتتحت مدرسة باسم “عبد الباسط الساروت” للتعليم الابتدائي في بلدة، بتمويلٍ من “المنتدى السوري”، وحضر حفل الافتتاح نائب والي غازي عينتاب التركيّة انل الكال، والرئيس التنفيذي للمنتدى السوري المدعو غسان هيتو. وممثل لمنظمة إحسان.

– 3/1/2023، أنهت منظمة قطر الخيرية بناء مدرستين في مخيمات مصيبين والحرية بريف قباسين وشملت ألف طالب.

ــ 5/2/2024، أنهت منظمة IYD من أعمال تحسين مدرسة علي يلماز في بلدة قباسين.

وتنظم السلطات المحلية التي أوجدها الاحتلال التركيّ دورات متتابعة ثقافية ودينية وفي اللغة التركيّة بإشراف مباشر من سلطات الاحتلال وحضور مسؤوليه.

المنظمات والمؤسسات النشطة في قباسين وريفها

تنشط في قباسين العديد من المنظمات منها: قطر الخيرية، صندوق قطر للتنمية، المنتدى السوريّ، منظمة عطاء للإغاثة الإنسانية، منظمة شفق، وقف الديانة التركيّ، منظمة IHH، منظمة الهلال الأحمر التركي، وزارة الشباب والرياضة التركية، منظمة IYD الإغاثية التركية، منظمة آفاد التركيّة، جمعية آندا الوفاء للإخوة التركية، جمعية القلوب الرحيمة الفلسطينيّة، منظمة رحمة بلا حدود، تكافل الشام، منظمة وطن، جمعية جود الخيرية الكويتية، منظمة إحسان، أورانج – Orange Organization، المرخصة في تركيا، ولديها مكتب في مدينة غازي عينتاب. مؤسسة Mercy Hands Europe، ومؤسسة بناء للتنمية والتي أعلن المجلس المحليّ في 16/5/2018 أنها بالتعاون وتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيّة ستنفذ مشاريع دعم وتأهيل مكان السكن. جمعية غازي شام للتعليم والثقافة والإغاثة، منظمة مداد التعليمية ومنظمة الرواد، منظمة بنفسج، منظمة بنيان، منظمة بذور الأمل، منظمة الأيادي للإغاثة والتنمية، منظمة ألفا للإغاثة الإنسانية، منظمة البشائر.

داعش في قباسين

في بداية الأزمة السوريّة، سيطرت على بلدة فصائل مسلحة عربية وكرديّة، ثم سيطرت عليها “داعش” خلال مرحلة تمدده ووصوله إلى مدينة أعزاز ومطار منغ العسكريّ. وتوالت محطات عديدة في السيطرة ما بين ميليشيات “الجيش الوطنيّ وداعش”. وفي 8/1/2014 سيطرت “كتائب الجبهة الإسلامية” على مدينة الباب، وعلى جميع حواجز ومداخل المدينة، ولم يعد لتنظيم “داعش” أي حاجز أو مقر إلا مقر واحد على أطراف المدينة، فيما انسحب فلول “داعش” إلى بلدة قباسين المحاذية وهي مقره الرئيسي والمعقل الأول للمعتقلين من مدينة الباب وما حولها.

عام 2014، سيطر مرتزقة داعش على قباسين على نحو مفاجئ دون مقاومة. في نهاية سبتمبر 2014 شنت “داعش” حملات اختطاف واحتجز نحو 900 مواطن كردي من قرى وبلدات منطقة الشهباء بينها قباسين. وعمد “داعش” إلى تهجير المواطنين الكرد. أواسط يناير 2014 قام مرتزقة داعش بتهجير 28 عائلة كرديّة من أهالي بلدة قباسين، بحجة العلاقة مع وحدات حماية الشعب.

تعرض المواطنون الكرد في البلدة لأسوأ أنواع الانتهاكات من قبل “داعش” والميليشيات الإخوانية التابعة للاحتلال التركيّ. فقد أجبر الأهالي على البقاء في القرية وتم منعهم من الفرار وحرمانهم من حرية السير في الشوارع والأسواق وارتداء ما يريدون، كما منع “داعش” الأهالي من مشاهدة التلفزيون أو استخدام الهواتف في جميع الأماكن، وأغلقت محلات بيع وصيانة أجهزة التلفزيون وأجهزة الهواتف الخليوية في مدينتي الباب قباسين وصودرت الأجهزة. وحُرّم تناول المعلبات وأجبرت النساء على ما سموه اللباس الشرعيّ (العباءة والنقاب) اعتباراً من عمر 6 سنوات. وكانت الدوريات تجوب الشوارع ويتم اعتقال النساء وتعرض بعضهن للجلد، وأما الرجال فكان يُوجّه إليهم السؤال إذا كانوا كرداً ليتم اعتقالهم فوراً.  

نفذ “داعش” أحكاماً جائرة بحق الأهالي لترهيبهم منها إعدام الشاب الكردي علاء أسعد علوش (21 سنة) في 28/10/2014 بقطع رأسه بذريعة الكفر بعد شهرين من اختطافه. وقتلوا امرأة حامل فيما كانت تسير في الشارع، بعدما صرخت من الألم إذ فاجأها المخاض، بذريعة أنّ صوت المرأة عورة ولا يجوز أن ترفعها في الطرق والأماكن العامة، وقتلت مع جنينها الذي كان على وشك الولادة.

ويروي أهل المدينة صلب فتى عمره 14 سنة، ثم قتله رمياً بالرصاص، وأبقوا جثمانه معلقاً ثلاثة أيام، حتى عمت رائحة الجثة المتفسخة.    

مساء الأربعاء 28/5/2014 طوّق نحو 300 عنصر من تنظيم (داعش) قرية قباسين الكردية يتزعمهم المدعو أبو دجانة العراقي وهو أمير داعشي وتمت مداهمة المنازل والبدء بحملة اعتقالات واختطفوا 193 مواطن كردي بأعمار مختلفة (17ــ70 سنة)  بذريعة أنّ لديهم قائمة مطلوبين، واستمرت حملات الدهم والاعتقالات إلى اليوم التالي وأُحضرت حافلات لنقل المعتقلين الذين تعرضوا للضرب وهم مكبلين ومعصوبي الأعين أمام الأهالي، ونُقلوا إلى مدينة الباب وفُرض حصار على قباسين وأغلقت كل الطرق والمداخل ومُنع الأهالي من الخروج إلى أراضيهم الزراعيّة، وتم تهديدهم عبر مكبرات الصوت. كما نفذ في 11/7/2014 حملة دهم واعتقالات في البلدة طالت عدداً من المواطنين.

تطهير عرقي في ظل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له

معلوم أنّ أنقرة بدأت احتلال ريف حلب الشرقي فيما سمته “عملية درع الفرات” باتفاق مع موسكو، واحتلت مدينة جرابلس في 24/8/2016، واحتلت تركيا منطقة الباب وريفها وفق اتفاق (حلب ــ الباب).

وبدأت أنقرة في 6/11/2016 عمليةً عسكريّةً لاحتلالِ مدينة الباب، وتبادلت ميليشيات “الجيش الوطني” مع تنظيم “داعش” السيطرة على بلدة قباسين عدة مرات رغم الدعم التركي للميليشيات، ففي 17/11/2016 استعاد داعش باستخدام السيارات المفخخة السيطرة بعد يوم من سيطرة مسلحي الميليشيات المدعومة من أنقرة. وفي 22/11/2016 سيطرت الميليشيات عليها. وخلال عمليات تبادل السيطرة (التسليم والاستلام) تم تدمير أكثر من 400 منزل في البلدة.

وفي 23/2/2017 سيطر الجيش التركيّ وميليشيات “الجيش الوطنيّ” على البلدة. ووفق مراقبين فإنّ المعارك التي خاضها الجيش التركيّ كانت عبارة عن عمليات استلام وتسليم، وأما مشاهد المعارك فقد كانت لغاية إعلاميّة والترويج لدور لأنقرة في محاربة “الإرهاب”، وبذلك كانت معارك السيطرة على منطقتي جرابلس والباب أقنية مباشرة لانتقال عناصر “داعش” إلى صفوف ميليشيات “الجيش الوطنيّ”.

في 10/4/2018 وصلت مدينة الباب قافلة تتكون من 74 حافلة. في إطار اتفاق الترحيل النهائيّ للمسلحين في الغوطة الشرقية، وتم نقل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” ومستقدمين من دوما، وأقلت لحافلات 3548 شخص، بينهم 1346 طفل و877 امرأة، وتم توزيعهم على بلدة قباسين ومدينة أعزاز.

بعد الاحتلال التركيّ للقرى الكرديّة بريف الباب بدأت مرحلة جديدة من التغيير الديمغرافي الذي يرقى للتطهير العرقيّ، وشملت الخطة إفراغ نحو 70 قرية كرديّة ما بين جرابلس والباب وطردت العوائل الكردية من قرية نعمان وتم توطين عوائل تركمانيّة مستقدمة من حمص في منازلهم.

وقامت ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات”، خلال عام 2017، بتهجير عوائل كرديّة من سوسنباط وقباسين، وأسكنت 60 عائلة قدمت من حمص ومن مخيمات جرابلس في منازل المواطنين الكرد.

فوضى وتفجيرات

عاشت بلدة قباسين الكردية واقعاً مؤلماً على مدار سنوات الأزمة السورية، وفرضت سلطات الاحتلال التركيّ عليها سياسة استهدفت هويتها وثقافتها، في سياق خطة موسعة للتضييق على الكرد وحصرهم ضمن أسوار التغيير الديمغرافيّ. وكغيرها من المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ تشهد البلدة حالة فوضى وتكرر وقوع التفجيرات.

– 14/4/2018، انفجار دراجة نارية مفخخة في البلدة.

– 29/5/2018، انفجار سيارة مفخخة قرب الحديقة المجاورة لكازية حاج عارف.

– 8/7/2018، انفجار دراجة نارية عند دوار بلدة قباسين ما أودى بحياة 3 مدنيين بينهم طفل، وإصابة 6 آخرين.

– 3/3/2019، انفجار دراجة نارية في بلدة قباسين تسبب بوقوع جرحى.

– 11/4/2019، انفجار لغم بسيارة عسكرية ووقوع قتلى وجرحى.

– 6/5/2019، انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق الأغنام ما أدى لإصابة 8 مدنيين.

– 3/7/2019، تفجيران بدراجتين ناريتين مفخختين بشكل متتابع أديا لإصابة عدد من الأشخاص.

– 5/10/2019، انفجار دراجة ناريّة في بلدة قباسين.

– 9/11/2020، مقتل شخصين وإصابة ثالث، بتفجير قنبلة يدوية قرب مركز الدفاع المدني وسط بلدة قباسين.

– 25/1/2022، مقتل طفل، وإصابة 4 أطفال آخرين، بانفجار في معمل لتصنيع مواد البناء (البلوك)، على طريق قباسين الباب.

– 17/4/2022، مقتل المدعو حسن خلة رئيس جمعية ما تسمى “أحفاد القره كاجي” التركمانيّة التابعة للاحتلال التركي بانفجار عبوة ناسفة، بسيارته في بلدة قباسين.

– 27/6/2022، انفجار عبوة ناسفة بسيارة متزعم لميليشيات الاحتلال التركي في قرية “الشويحة” شمال بلدة قباسين.

– 10/2/2023، استهدف مسلحون مجهولون حاجز “قناقوي” التابع لميليشيا “سليمان شاه” على طريق برشاية شمالي قباسين ما أدى لمقتل 4 مسلحين.

– 14/8/2023، مقتل مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” بانفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في قرية الشيخ ناصر.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons