ديسمبر 22. 2024

ظلم العدالة والتنمية …للشرق

عفرين بوست _ خاص

بقلم المحامي شيخو بلو

منذ بداية الألفية الجديدة بدأت تركيا تهيئ نفسها للتمدد في منطقتي الشرق الأوسط و آسيا الوسطى، ولاتوفر اية حجة او مبرر لتحقيق ذلك فتارة تتذرع بالعنصر التركي في جمهوريات آسيا الوسطى، وحين تتوجه نحو الشرق الأوسط تتذرع بالرابطة الدينية – السنية، والإرث العثماني…. وقد وجدت فرصتها التاريخية لتحقيق ذلك مع انهيار الإتحاد السوفياتي وانطلاق موجة الربيع العربي وسوء الأحوال في المنطقة العربية التي تواجه التغيير الصعب.

لتحقيق ذلك أطلقت تركيا مشروعها السياسي الجديد المكون من حزب العدالة والتنمية كنموذج للإسلام المعتدل ” الشعبوي ” مع التيار الطوراني ” الدولة العميقة ” ويعتبر احمد داوو اوغلو هو مهندس سياسات تركيا الجديدة وخصوصا كتابه الصادر في عام 2000 تحت عنوان ” العمق الإستراتيجي لتركيا ” وفيه يدعو لإنتهاج سياسة ” صفر مشاكل مع الجوار ” كمدخل ضروري يحقق غاية المشروع، نظرا لتوجس دول المنطقة من السلوك التركي طيلة خمسة عقود تلت الحرب العالمية الثانية،وبإعتباره قارئا جيدا للتاريخ تفرد اوغلو عن رفاقه مؤسسي تركيا الجديدة: عبد الله غول و رجب طيب اردوغان والداعية فتح الله غولن، تفرد برأي خاص يضمن نجاح المشروع وذلك بالصلح بين الأكراد والأتراك فهو يرى مشاركة الكرد في أعباء هذا المشروع، شرطا هاما لنجاحه، كما حدث عندما كان الكرد جند الدولة العثمانية… وقبلها معركة ملاذ كرد….. وتم اطلاق ” مشروع الحل ” وتفاوضت تركيا مع حزب العمال الكردستاني مباشرة وعلى اعلى المستويات، ومن المرجح إن لقاءا جرى بين زعيم حزب العمال الكردستاني السيد عبد الله اوجلان ورجب طيب اردوغان، لم يوافق حزب العمال الكردستاني على غزو دول الجوار لمصلحة تركيا وانتهت المفاوضات التي استمرت اكثر من ثلاث سنوات، دون حل يرضي الجانبين، وهذا مايفسر العداء التركي الشديد لحزب العمال الكردستاني وكل القوى والأحزاب التي تعتبرها امتدادا لذلك الحزب الذي حرم تركيا من تحقيق برامجها التوسعية على حساب دول الجوار، والتي من المفترض أن تركيا تنتهج حيالهم سياسة صفر مشاكل….؟

على اثر ذلك تم فرض العزلة على زعيم حزب العمال الكردستاني واقصي داوود اوغلو واجبر على الخروج من المشهد السياسي التركي، ليحل محله زعيم حزب الحركة القومية، المتطرف، ولتبدأ تركيا حربها السافرة على دول الجوار، التي تشكل جزءا من تركيا حسب ” الميثاق المللي ” الذي تطالب به تركيا رسميا على لسان كبار مسؤوليها الرسميين…؟!

فتركيا اليوم تقود جيشا بل جيوشا من الجهاديين الإسلاميين، تستخدمهم في تخريب الإقليم وزعزعة توازن دوله الهش اساسا لغايات بعيدة كليا عما تدعيه من مبادئ،…. ومصالح…. فنبدأ من الإنقسام الفلسيطيني الأسوأ في التاريخ والذي سببها انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية، وبرعاية رسمية من تركيا الجديدة…. ثم التدخل التركي في شؤون مصر وسوريا والسودان والعراق ودعم قطر لتمزيق البيت الخليجي…
– لابد من تحالف الإقليم بوجه سياسات تركيا الجديدة، ووقف تخريبها ووضع حد لطموحاتها التوسعية…. ولإعادة التوازن لهذا الشرق لابديل عن اسناد دور مشرف للكرد في معركة الشرق للدفاع عن نفسه.

المقالة تعبِّر عن رأي صاحبها

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons