ديسمبر 18. 2024

أخبار

جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في منبج، ارتكبتها الميليشيات بقيادة جيش الاحتلال التركي

عفرين بوست ــ تقارير

وجّهت ما تسمى “الإدارة المدنية في مدينة منبج” التابعة للاحتلال التركيّ نداءً إلى الأهالي (عسكريين ومدنيين) لإعادة الممتلكات العامة التي نُهبت خلال فترة ما سمته بـ”التحرير” وما صاحبها من فوضى، وأمهلت الإدارة أسبوعًا لإعادة المسروقات، مشدّدة على أنّ الممتلكات العامة هي حق للشعب، ومتوعدة بملاحقة المخالفين قضائيًا بعد انتهاء المهلة.

بدأت الهجمات على مدينة منبج اعتباراً من 27 نوفمبر/ تشرين الثاني وأخذت منحى تصاعدياً، ويوم الخميس 5/12/2024 تمّ قصف معبر عون الدادات ومواقع في الريف، ما أدى لاستشهاد مواطنة وإصابة اثنتين أخريين.

وفيما كان السوريون يحتفلون بسقوط النظام السوريّ في دمشق صبيحة الأحد 8/10/2024 بدأ مسلحو ميليشيات “الجيش والوطني السوري” هجوماً واسعاً على مدينة منبج على ثلاث محاور بدعم ناري من الطيران المقاتل والمسير والمدفعية التركيّة، فيما نشطت الخلايا النائمة داخل المدينة. وقد قصفت طائرة تركية حربية مبنى يضم هيئات الإدارة الذاتيّة في مدينة منبج قرب دوار السبع بحرات.

الإعلام التركي كان مواكباً للهجوم، وفيما كانت قناة “خبر تورك” التركية تنقل مباشرة مشاهد في محيط مدينة منبج، وفي أسفل الشاشة عبارة “فريق قناة خبر تورك من حدود منبج، الجيش الوطني السوري يستكمل عملياته”. ولقطة لحاجز أقامه المسلحون في أحد الشوارع، تظهر بوضوح إشارة تنظيم “داعش” الإرهابي على أكتاف عناصر الحاجز، وكذلك راياته. فيما كان الإعلام التركيّ يزعم تحرير المدينة.

ليؤكد ذلك العلاقة الوثيقة بين حكومة الاحتلال التركيّ وتنظيم “داعش”، خلافاً لمزاعم وزير الدفاع التركيّ يشار غولر بأن داعش لم يعد يشكل أي تهديد، بل ويثبت أنّ ما يجري هو معارك انتقام لهزيمة “التنظيم وتحرير مدينة منبج في 12/8/2016.

وفي 11/12/2024، تمّ التوصل لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية لحماية الأهالي في مقاطعة منبج، بعدما تم احتلال عدة أحياء من المدينة بدعم جوي وبري من جيش الاحتلال التركي.

وبعد سيطرة مسلحي ميليشيات الاحتلال التركيّ على مدينة منبج وريفها تعرضت مئات المنازل والمحال التجاريّة لحملة نهب وسرقة واسعة، وخرج الأهالي يوم الخميس 12/12/2024 للتظاهر تندياً بالانتهاكات، وأعلنوا “إضراب الكرامة” السبت 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

كما ارتكب المسلحون جرائم حرب وانتهاكات صارخة شملت عمليات إعدام ميداني والتعذيب وإهانة مواطنين واختطافهم بذريعة العمل أو العلاقة مع الإدارة الذاتية، إضافة إلى عمليات نهب وسرقة ممنهجة. وقد ناشد بعض الأهالي إدارة العمليات العسكريّة للتدخل، لأن مسلحي الميليشيات أوصل المدينة إلى حالة من الفوضى.

مجازر وجرائم قتل

الثلاثاء 10/12/2024 ثلاث إداريات من تجمّع نساء زنوبيا في مدينة منبج (قمر السود، عائشة عبد القادر، إيمان) استشهدن في استهداف مباشر لجيش الاحتلال.

وحاصرت مجموعة مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي مشفى قرب دوار المطاحن، حيث كان يتلقى عشرات المصابين العلاج، وأغلقوا طريق إجلائهم إلى خارج المدينة، وتم إعدامهم بطريقة بشعة.

تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لإعدام مصابيّن كانا يتلقيان العلاج في مشفى، ويتحدث أحد القتلة بلغةٍ عربيّة فصيحة ركيكة. فيما لا يُعرف تحديداً عدد المواطنين المصابين والمرضى الذين أعدموا داخل المشفى.

وارتكب الاحتلال التركي أمس الاثنين 10/12/2024 مجزرة في قرية خرفان بريف منبج، استشهد على إثرها 10 مواطنين جراء قصفها بالطائرات المسيّرة. وذلك بعد ارتكاب مجزرة في بلدة مستريحة التابعة لناحية عين عيسى راح ضحيتها اثنا عشر شخصاً من عائلة واحدة أغلبهم من النساء والأطفال، وتلتها مجزرة أخرى بحق طفلين في قرى مدينة كوباني.

في 13/12/2024، قتل مسلحو غرفة عمليات “فجر الحرية” المدعومة من تركيا، الشاب حسين الخصو من أهالي قرية العسلية في ريف منبج المحتلة. كما قتلوا المواطن علي جمال الشيخاني النيفي صاحب مطعم الشهبندر، في مدينة منبج، خلال تصديه لمسلحين يسرقون مطعمه.

جرائم سرقة موثقة بالصور

وثقت مقاطع مصورة قيام أربعة مسلحين من ميليشيات “الجيش الوطني السوري” بإعدام ميدانيّ لأربعة مقاتلين من قوات مجلس منبج العسكري أو مدنيين رفضوا احتلال مدينتهم. ويظهر في أحد المقاطع مسلحون يطلقون النار على الجرحى. وفي مقطع ثانٍ يظهر متزعم ميليشيا وهو يأمر بقتل الجرحى الموجودين في صندوق سيارة من نوع كيا.

مقطع ثالث أظهر ثلاثة مدنيين محتجزين يتعرضون للإهانة والإذلال، ويجبرهم مسلحون على تقليد أصوات الحيوانات.

فيما وثق مقطع رابع تعرض مواطن مسن للضرب بالسياط والأحزمة، والصفع والركل بشكل متكرر، بأوامر مباشرة من متزعم، وصف المسن بـ “الشايب الخنزير” وأمر بتعذيبه دون رحمة.

ولا تعرف إحصائية دقيقة لعدد المواطنين الذين اُختطفوا وما زال مصيرهم مجهولاً، وسط مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو حتى تصفيتهم.

وثق مقطع مصور اقتحام خمسة مسلحين لغرفة يوجد فيها ثلاثة أشخاص، وأقدموا على ضربهم وإهانتهم، وسرقة هواتف محمولة وتحطيم كاميرات المراقبة.

أظهر مقطع مصور سبعة مسلحين من ميليشيا “مغاوير جرابلس” التابعة لـ”الجيش الوطني”، يقتحمون منزلاً في قرية النواجة بضواحي منبج. ويسرقون محتويات المنزل، وسيارتين (مرسيدس 220 فضية وكيا سوداء- موهافي)، وأزالوا لوحاتها لتجنب التعقب. وواصلت مجموعة المسلحين اعتداءاتها على منازل أخرى في القرية، وقامت بأعمال نهب وسرقة وثقتها كاميرات المراقبة.

وسرق مسلحو ميليشيات (الحمزات – العمشات – السلطان مراد)، نحو 70 سيارة مدنية للأهالي، في مدينة منبج وقراها، ونقلوها إلى مدينة عفرين المحتلة لبيعها.

واقتحم مسلحون منزل المواطنة ملك قاسم، عضوة الهلال الأحمر الكردي، واختطفوها مع شقيقها، وفيما تم الإفراج عن شقيقها، نُقلت ملك إلى مدينة عفرين المحتلة. واختطف الشاب إسماعيل الحاجي، بعد ضربه وتعذيبه، وسرقوا سيارته.

وفي 14/12/2024 منعت الميليشيات عبور قافلة لإجلاء المدنيين وتضم 10 حافلات و6 سيارات إسعاف، برفقة وفد من المنظمات الدولية والتحالف الدوليّ وذلك لدى وصول القافلة إلى جسر قرقوزاق.

استهداف منشأة سد تشرين

خلال الهجوم على منبج، استهدف جيش الاحتلال التركيّ بضربات جويّة وقصف مدفعيّ سد تشرين، ما تسبب بأضرار كبيرة وخروج منشأة السد عن الخدمة. وانقطاع خدمات التيار الكهرباء عن كامل مقاطعتي منبج والفرات منذ العاشر من الشهر الجاري.

بالمجمل ترتقي الجرائم التي ارتكبها مسلحو ميليشيات “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي في منبج وريفها ولا زال إلى مستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، وتشمل: الإعدام خارج نطاق القضاء والإعدام الميدانيّ للجرحى والمعتقلين، والتعذيب والمعاملة المهينة واستهداف المدنيين والممتلكات العامة والخاصة والأعيان التي يمنع القانون الدوليّ استهدافها ويؤكد تحييدها في النزاعات المسلحة واختطاف المدنيين وأعمال السلب والنهب والسرقة، ويعدها انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons