عفرين بوست ــ خاص
التظاهر في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال التركيّ ينظم عادةً بأوامر من المشغل التركيّ في كلّ مرة، ضد أيّ إنجاز أو استحقاق في مناطق الإدارة الذاتية، وقد ارتفعت الأصوات مؤخراً رفضاً للانتخابات البلدية القادمة والتي ستجرى في 11/6/2024، وبالمقابل تشهد بلدة أخترين حراكاً شعبياً رفضاً لتعيين المجلس المحلي دون انتخاب، ليكون بذلك التظاهر في حالتين متناقضتين.
في مدينة أعزاز، 1 حزيران/يونيو 2024، أقام المجلس الإسلاميّ السوريّ الإخوانيّ ما أسماه ندوة فكريّة وتوعويّة بعنوان “العقد الاجتماعيّ أداة من أدوات قسد للانفصال: حقيقته، خطورته، مآلاته”، وبحسب المجلس فقد تناول اللقاء “إشكاليات الإعلان عن عقد اجتماعيّ داخليّ، وخطورة بناء خطوات عمليّة عليه كالانتخابات المحليّة، وآثار ونتائج هذه الخطوات الانفصاليّة على الثورة السوريّة والمناطق المحررة وعلى المنطقة ودول الجوار”.
اللافت أنّه في سياق الدعاية للندوة التي تستهدف الإدارة الذاتيّة تم توصيفها بأنّها “فكرية توعوية” والقفز فوق حقيقة أنها سياسيّة وتنفيذ لإرادة سلطات الاحتلال التركيّ، فيما تنظيمها من قبل ما يسمى “المجلس الإسلاميّ السوريّ” الذي يقوده الإخوان المسلمون متعمّد لأجل توظيف الخطاب الدينيّ في إطار التحريض ضد الإدارة الذاتية.
يأتي ذلك بعد دعوة عامة للخروج في عدد من المدن والبلدات الواقعة تحت الاحتلال التركيّ يوم الجمعة 1/6/2024، في مظاهرات ترفض الانتخابات البلدية في مناطق الإدارة الذاتية.
فيما دعا ما يسمى مجلس العشائر والقبائل السورية إلى عقد المؤتمر الخامس يوم الإثنين 3/6/2024، في بلدة سجو بمنطقة أعزاز المحتلة تحت شعار “نحو سوريا موحدة خالية من الإرهاب والاستبداد والتطرف”، ويبدو أن تزامن المؤتمر مع الحراك الذي تدفعه سلطات الاحتلال جاء لتوظيف الصوت العشائريّ في سياق زيادة الأصوات المعارضة للانتخابات البلدية.
في مدينة أخترين الخاضعة للاحتلال التركي تمّ تنظيم تجمع شعبيّ كبير لمعظم عوائل مدينة أخترين، وأعربوا عن رفضهم تعيين المدعو “أحمد حبو” رئيساً للمجلس المحليّ من قبل الحكومة المؤقتة بأمر من القائمقام التركيّ المدعو “حمزة أوزبيلجي” الذي وصفته أوساط المعارضة بـ”الفاسد”.
وأصدرت عوائل في بلدة أخترين بياناً وصفت فيه تعيين رئيس المجلس المحلي بموجب القرار 18 تاريخ 30/5/2024، بأنّه مجحف، وتمّ بناءً على تمنيات ورغبات تعلمها الحكومة المؤقتة ولا تحقق تطلعات الشعب وأنه لا يساوي الحبر الذي كُتب به، لأنه قرار أمر واقع لا قرار إرادة حرّة. وحمّل البيان الائتلاف السوري المعارض مسؤولية هذه القرارات الفتنويّة وطالب بإجراء انتخابات حرّة بإشراف منظمات المجتمع المدني التي غيّبتها الحكومة، وأكّد أنّ رئيس المجلس يجب أن يكون منتخباً من الشعب وليس مفروضاً من أحد.
ويوم الأحد 2/6/2024 أغلق أهالي بلدة أخترين مبنى المجلس المحليّ في سياق الاحتجاج على تعيين رئيس للمجلس دون انتخابات.
بالمجمل تتيح سلطات الاحتلال كامل المجال للتظاهرات عندما تكون ضد الإدارة الذاتية، فيما تُمارس مختلف أنواع التضييق والقمع حيال المظاهرات المناهضة لسياسة الاحتلال ولو في مجال ضيق، لا سيّما تمت مواجهة الاحتجاجات ضد رفع تسعيرة الكهرباء في عفرين المحتلة بإطلاق الرصاص الحي مما أدى لوقوع قتلى، وكذلك اعتقل عدد من المحتجين ضد موكب رسمي في قرية سجو – أعزاز في 17 آذار 2024، قيل إنه كان يضم أعضاء ما يسمى الائتلاف السوري والحكومة المؤقتة وشخصيات من الاستخبارات التركيّة.