ديسمبر 23. 2024

سرب من الفواجع المحلقة في سماء ذلك اليوم الأليم..

عفرين بوست-لاوند ميركو

١٦ / ٣ / ٢٠١٨                             ( ١٠)

سرب من الفواجع المحلقة في سماء ذلك اليوم الأليم، تنادي لصلاة الفجر جوامع المدينة والهدير لا يبارح سماؤنا أبدا، الرابعة فجرا، موعد النساك مع العبادة في محاريب أشلاؤنا المبعثرة،

جرت العادة أن يهرع الجميع إلى الأقبية كلما زمجرت في الأجواء طائرة،

التوقيت ذاته الذي أصيب فيه العم أصلان بجرحه القاتل في الخاصرة اليمنى، عشرات العوائل المذعورة وصلت إلى قبو البناية تحتمي من صليل القذائف الشاردة، همهمات الأطفال وأنينهم يملئ تفاصيل المكان والكل يحتمي من الحمم باللاشيء،

صوت فرهاد يشق الضجيج والانفجارات:

أمي

أمي مازالت في البيت

أرجوكم ساعدوني للإتيان بها

لا تستطيع المشي.. أرجوكم إنها أمي

كانت أم فرهاد عجوزا تسكن في الطابق الرابع من تلك البناية القريبة من حرش الزيدية، يعرفها أهل الحي جيدا (فيدان محمد عبدو) الأم الطيبة المقهورة مرضا وألما، يسارع شابان من أهل الحي لمساعدة فرهاد في حمل أمه إلى القبو، الموت لا ينتظر أحدا،

بعد وصولهم بالمرأة العجوز إلى ذلك القبو الأخير، هرعت إحدى القذائف المجنونة إلى مدخل البناية حيث يقف فرهاد …. انفجار ضخم يهز المكان …دخان أسود ينفث حقده الدامي …العجوز وحيدة مع الجيران …وكل الابن الذي أنقذ أمه ينتشر قطعا من اللحم المشوي فيما تبقى من جدران المكان.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons