ديسمبر 22. 2024

فأجاءها المخاض إلى جذع نخلة.. قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا….

عفرين بوست- لاوند ميركو

16.03.2018

عذرا يا إله مريم عذرا

حين استندت إلى جدران الموت الباردة تشهد وقائع الميلاد خارج حدود الأمكنة الشاحبة ، كأزقة المخيمات الفلسطينية شوارع حي المحمودية في عفرين ، أقسم أن السماء كانت تبكي من هول الفاجعة ، وحتى سكان السماء كانوا قد أشاحوا بأنظارهم عن تلك الصور القادمة من كوكب الإنسان .

الهطول المفاجئ لأسراب القذائف ودويها المرعب كان قد عجل بالمخاض قبل الأوان ، وحيدة مريم بين عشرات الجدران ، خانتها قدماها في المدخل بينما وليدها يستعجل الميلاد ، تفتقت في ذلك اليوم بشاعة الإنسان على أكمل وجه ، صيحاتها تستغيث أناس تاهوا عن بوصلة الضوء ، الطفل الصغير والأم وكل المارة والقذائف يصرخون ،

_ يااااااا الله

صوت مريم خائرة في المدخل ، تحاول الوصول إلى الطفل دون جدوى مازال الحبل السري يجمعهما ، تلك الأزقة مختلطة بها دموع المارة وماء المطر الأحمر من دماء مريم وضحايا المجزرة.

توقف رجلان عندها وهم يلتفتون في كل الإتجاهات بحثا عن امرأة تساعدهم ، ما كان هناك أحد سوى بضع خطوات بعيدة المدى وأنين ، أخرج من جيبه أحدهم سكين وقطع الحبل السري وعقده ثم غطى الطفل بقميصه المبلول .

حملوا الطفل والأم وركضوا طويلا والقذائف تهطل بكل الحقد حتى تواروا عن الأنظار.

لم يكن هناك جذع نخيل ..عذرا يا إله مريم عذرا…

#Flashback_Efrîn
#Flashback_Afrin
#فلاش_باك_عفرين

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons