ديسمبر 22. 2024

لم يكن حجيجا ذلك الطواف

عفرين بوست-لاوند ميركو

والمسافة بين الحاجز الأخير وقمة جبل الأحلام لم تكن ضمن الشعائر المقدسة أبدا ، والصورة لم تكن لطابور السبي في بابل ، الفراغ الذي كانت الجموع تنشده مازال يروي كل التفاصيل ويحكيها ، وحدها بساتين الرمان في” كرزيلة ” كانت شاهدة لبعض مشاهد الذهول العابرة ، ست أناث من عدة أجيال متعاقبة ، يجمعهم من الخصر حبل مشدود ، وكأنهم في رحم الفجيعة توائم مجتمعون بحبل سري يحفظهم  من التوه والضياع ، دجلة كانت بينهم على ظهرها رضيعة مشدودة ، وكل الصيحات تتقاذف الفضاء لتختلط بهدير الطائرة دون جدران الصوت والقذائف ، بعد مسير الساعات السبعة وصلت القافلة الصغيرة إلى القمة ، جلسن قرب صخور ” كيمار ” يتفقدن بعضهن والأنظار كلها نحو الأسفل نحو سهول المكان وبساتينه الحزينة

رغم بكاء السماء حينها إلا أن الأم صدمتها تلك الرضيعة التي لم تعي حجم المأساة فطارت محلقة فوق الغيوم بدون استئذان ، لحقت بها شهقة قوية أصدرتها الأم ولكن دون جدوى

كانوا ست أناث فقط ….عندما تابعوا المسير لم تكن الرضيعة مشدودة إلى ظهر أمها ، ومازالت دجلة حتى اللحظة هائمة في ذكريات اللاوعي البشري..

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons