عفرين بوست ــ متابعة
أصدر موقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسيّ المتخصص بالمعلومات الاستخباراتية تقريراً ذكر فيه أنّ لقاءً عُقد في مدينة حلب، جمع رئيس جهاز الاستخبارات العامة السوريّة حسام لوقا، مع متزعمي للميليشيات التابعة لتركيا.
وأوضح الموقع أنَّ اللقاء جرى بعد يومين على مشاركة لوقا في اجتماع موسكو الرباعيّ منتصف نيسان/أبريل الماضي، والذي جمع وزراء دفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات في روسيا وتركيا وإيران وسوريا.
وبحسب التقرير، فإنَّ لوقا نقل خلال اللقاء الذي جرى في مدينة حلب، إلى متزعمي الميليشيات مضمون الاجتماع الرباعيّ في موسكو، وقدّم لهم شروطاً للمصالحة، ومن ضمنها انسحاب القوات التركيّة التي تحمي وجودهم شمال غربي سوريا.
وأشار التقرير إلى أنّ ضباطاً من الجيش الروسيّ انتقلوا من مدينة الباب إلى مدينة حلب، للإشراف على المفاوضات التي أجراها لوقا، لافتاً إلى أنّ لوقا هو الأكثر قرباً من روسيا، من بين ضباط استخبارات النظام السوريّ.
وعن نتائج الاجتماع الرباعي العسكري- الأمني في موسكو، لفت الموقع إلى أنَّ اللقاء ركّز على تطبيع العلاقات بين النظام وتركيا، موضحاً أنّه فيما اشترطت تركيا عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، طالب حكومة دمشق بخروج القوات التركيّة من الأراضي السورية، وفتح الطريق الدوليّ السريع “إم-4”.
وكان وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيين قد اجتمعا مع نظرائهم من النظام السوري في 25/4/2023، بحضور وزيري دفاع روسيا وإيران، وذلك للمرة الثانية، فيما عُقد الاجتماع الأول في 28/12/2022.
وذكر التقرير أن لوقا عقد اجتماعاً مغلقاً مع رئيس الاستخبارات التركيّة هاكان فيدان خلال اللقاء الرباعيّ، لكن نتيجته الوحيدة كانت هي الاتفاق على عقد الاجتماع مرة جديدة.
وتداولت مواقع إعلاميّة في 16/4/2023 خبر عقد اجتماعٍ في مبنى حزب البعث في مدينة حلب، حضره حسام لوقا رئيس شعبة الاستـخبارات وضباط روس، وكلاً من المدعو عصام بويـضاني متزعم ميليشيا “جيش الإســلام” والمسؤول الشرعيّ المدعو “سمير كعـكة”. وقد نوقش في الاجتماع الوضع القائم في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ والميليشيات المقرّبة من ميليشيا “جيش الإسلام”، إضافة إلى آلية تطبيق عملية التسوية لمسلحيها خلال المرحلة المقبلة.
وبحسب التقرير يعتبر لوقا “بطلاً أمنيّاً”، إذ تم تكليفه بقيادة مفاوضات عمليات المصالحة المحليّة عام 2021، وكان المسؤول عن تقديم ما تمّت مناقشته على المستوى الإقليميّ والدوليّ إلى الميدان السوريّ، كما يعتبر في الوقت نفسه “مكوك التطبيع”، ما جعله في طليعة عملية التطبيع مع السعودية التي زارها في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ويأتي نشر التقرير بالتزامن مع عقدِ اجتماع رباعي على وزراء الخارجية في موسكو في 10/5/2023، ومطالبة دمشق بالانسحاب من الأراضي السورية وتأكيد أنقرة على مسار التطبيع مع مطالبة دمشق بالتعاون الأمني لضمان المخاوف الأمنيّة، ولتكون اتفاقية أضنة 1998 أرضية العلاقة بين الطرفين برعاية روسية مباشرة.
وفي سياق متصل ومع نشر تقرير موقع انتلجس وعشية الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركيّة التي تُجرى اليوم الأحد 14/5/2023، شهدت المناطق الخاضعة للاحتلال التركي استنفاراً عسكرياً وأمنياً وأصدرت ما تسمى “وزارة الدفاع التابعة للحكومة المؤقتة” بياناً أكّدت عدم وجود نية لقوات الاحتلال التركيّ للانسحاب من الأراضي السورية بصرف النظر عن نتائج الانتخابات.
يذكر أنّ ميليشيات “الفيلق الثالث” والتي تضم “جيش الإسلام والجبهة الشاميّة” قد تم طردها من عفرين المحتلة وإخراجها إلى مدينة إعزاز بعد اشتباكات مسلحة استمرت عدة أيام مع تحالف ضم “هيئة تحرير الشام” وميليشيات “فرقة الحمزة/الحمزات وسليمان شاه/العمشات” في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.