عفرين بوست ــ متابعة
إن صدقت رواية تصفية متزعم “داعش” المدعو “أبو الحسين الحسيني القرشيّ” من قبل الاستخبارات التركيّة، فقد كان حتى الأمس القريب بحماية الميليشيات التابعة لأنقرة، وليس تحت مراقبتها، وجاءت التصفية لدواعٍ انتخابيّة، وحرص أردوغان إعلان ذلك بنفسه.
قالت الإدارة الأمريكية الإثنين 2/5/2023 إنّه ليس لديها معلومات تدعم مزاعم أنقرة بقتل متزعم “داعش”، وأضافت أنّها لا تستطيع تأكيد مزاعم تركيا أنّها شنت عملية عسكرية أسفرت عن مقتل متزعم “داعش”.
نقل موقع المونيتور الأمريكيّ الإثنين 2/5/2023 نقلاً عن مسؤول أمريكيّ تواصلت معه عبر البريد الإلكترونيّ وتذكر اسمه ومنصبه أنّ الولايات المتحدة لم تؤكد ادعاء أردوغان بمقتل متزعم تنظيم “داعش” ونقلت عنه قوله: “نحن غير قادرين على تأكيد ذلك. علاوة على ذلك، ليس لدينا أي معلومات تدعم هذا الادعاء”.
من جهة ثانية لم يصدر تنظيم “داعش” أي بيان لتأكيد خبر مقتل المدعو “أبو الحسين الحسيني القرشيّ” أو نفيه.
وكان الرئيس التركيّ أردوغان، قد أعلن الأحد، أن بلاده قتلت متزعم “داعش” في سوريا، وعرّفته باسم “أبو الحسين الحسيني القرشي”. وقال خلال مقابلة على الهواء مباشرة: “تم تحييد هذا الشخص في سوريا أمس من خلال عملية نفذتها وكالة مخابراتنا”، وأضاف أنّ الزعيم المتشدد كان تحت مراقبة المخابرات التركية لفترةٍ طويلةٍ.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركيّة الحكومية، نقلاً عن مصادر أمنية لم تسمها، مقتل المدعو “القرشي” بعد غارة استمرت أربع ساعات على مخبئه في بلدة جنديرس شمال سوريا في ريف عفرين في 29 أبريل/ نيسان. على مسافة أقل من 15 كيلومتراً (تسعة أميال) عن الحدود التركية.
وذكرت الأناضول أن وحدات العمليات الخاصة التركيّة فجرت في البداية جدران المجمع المحيط بمخبأ “القرشي”، الذي فجّر نفسه بسترة ناسفة بعد اقتحام الوحدة مدخل المخبأ والجدران الخلفيّة، بحسب التقرير، الذي أشار إلى عدم وقوع إصابات في صفوف الجنود الأتراك.
وأشارت المونيتور إلى تزامن توقيت تصفية المدعو “القرشي” مع حملة أردوغان الانتخابيّة، وبقي أسبوعان على الانتخابات البرلمانيّة والرئاسية المصيريّة في تركيا المقررة في 14/5/2023.
أنقرة ادعت اعتقال متزعم “داعش” السابق الذي قُتل في درعا
أوردت القيادة المركزيّة الأمريكيّة، الأربعاء 30/11/2022، خبر مقتل زعيم تنظيم “داعش” السابق المدعو “أبو الحسن الهاشميّ القرشيّ”. وقالت إنّه قُتل في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في درعا جنوب سوريا، وذكرت أنّ مسلحي المعارضة قاموا بهذه العملية.
الخبر نفسه نشرته معرفات مقربة من التنظيم في تسجيل صوتيّ نُسب إلى المتحدث باسمه “أبو عمر المهاجر” أعلن فيه مقتل “عبد الرحمن العراقي/ أبو الحسن الهاشمي القرشي”، دون تحديد مكان وزمان مقتله. وأعلن التنظيم تعيين المدعو “أبو الحسين الحسيني القرشيّ” متزعماً جديداً للتنظيم خلفاً للمقتول. وحثَّ المتحدث أتباع التنظيم في جميع الدول على مبايعة الزعيم الجديد، ولم ترد في التسجيل الصوتيّ تفاصيل عن الزعيم الجديد.
وكان مقاتلو مدينة جاسم شنوا حملة على منازل تحصن داخلها خلايا من تنظيم الدولة، في 14 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستمرت الاشتباكات حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو “عبد الرحمن العراقي”
إلا أنّ أنقرة روجت لروايتين في توقيتين مختلفين الأولى جاءت بتاريخ 26/5/2022، وتفيد بإلقاء القبض على زعيم تنظيم “داعش” الجديد، زيد العراقيّ؛ المكنى “أبو الحسن الهاشمي القرشيّ”، بعملية أمنية نفذت في إسطنبول، وأكد موقع “أوضه تي في” التركيّ أن المعتقل هو “أبو الحسن القرشيّ”، دون توضيح كيفية حصوله على المعلومات، لافتاً إلى أنّ الرئيس أردوغان سيعلن بنفسه خبر القبض عليه.
يذكر أن من أسماء متزعم “داعش” السابق” “أبو الحسن الهاشميّ، أو زيد العراقي”، أيضاً بـ “أستاذ داعش”، وكان يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة مزعومة. وتولى أبو الحسن قيادة التنظيم بعد مقتل زعيمه السابق “أبو إبراهيم القرشي” بعملية أمنية أميركية على الأراضي السورية في 3/2/2022.
ونقلت وكالة بلومبرغ الأمريكيّة عن مسؤولين أتراك، وصفتهم بأنّهم “رفيعو المستوى”، أنّه جرى إلقاء القبض على الزعيم الجديد لتنظيم “داعش”، خلال مداهمة جرت مؤخراً في إسطنبول.
وأكد موقع أوضه تي في أن المعتقل هو “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، لافتاً إلى أن الشرطة لم تطلق النار خلال مداهمة المنزل الذي كان يقيم فيه.
الرواية الثانية كانت بإعلان الرئيس التركيّ أردوغان الخميس 8/9/2022 أنّ القوات التركية ألقت القبض على “قيادي كبير” في تنظيم الدولة الإسلاميّة. وقال أردوغان للصحافة على متن الطائرة خلال عودته لتركيا من جولة في منطقة البلقان إنّ القياديّ ملقب بـ “أبو زيد” واسمه الحقيقي بشار خطاب غزال الصميدعي. وأضاف أردوغان أنّ تقريراً للأمم المتحدة نشر في يوليو/تموز أفاد بأنّ الصميدعي “أحد كبار القياديين في التنظيم الإرهابي”.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن عدداً من الأدلة تشير إلى أنّ “الصميدعي” قد يكون في الواقع الرجل المعروف باسم “أبو الحسن الهاشميّ القرشيّ” وهو عراقي يُعتقد أنه الخليفة الجديد لتنظيم الدولة الإسلاميّة.
وتابع أردوغان “جرت منذ زمن طويل متابعة ارتباطات هذا الإرهابيّ في سوريا واسطنبول، وحصلت أجهزة الاستخبارات على معلومات حول نيته دخول تركيا بطرق غير شرعية”. وأردف “تم اعتقاله خلال عملية نفذها جهاز الأمن التابع لجهاز المخابرات التركية وشرطة اسطنبول”، دون أن يحدد تاريخ هذا الاعتقال.
وفق الرواية التركيّة يفترض أّنّ من يشغل منصب “خليفة التنظيم” معتقل لدى تركيا منذ مايو/أيار أو سبتمبر/أيلول الماضي، وبخاصة أن الفاصل الزمني عن عملية التصفية هي 36 يوماً فقط، ويؤكد ذلك إعلان نعي “الخليفة” من قبل التنظيم وتعيين خليفته وكذلك تأكيد القيادة المركزيّة الأمريكيّة ينسف الرواية التركيّة بالكامل.
بالمطلق تحاول الحكومة التركيّة عبثاً أن تظهرَ نفسها شريكاً فاعلاً، في محاربة “الإرهاب” وتبرئة نفسها من تهمة دعمه، ولذلك روّجت لخبر اعتقال “الصميدعي” على أنّه الخليفة “أبو الحسن الهاشمي القرشي”.