عفرين بوست ــ متابعة
في توقيت انتخابيّ بغاية الحساسية أعلن الرئيس التركي أردوغان تحييد متزعم تنظيم “داعش” الإرهابيّ المدعو “أبو الحسين القرشي” في رسالة للناخبين الأتراك تحرض الهواجس الأمنيّة، رغم حقيقة أن العملية جرت في منطقة تحتلها أنقرة منذ أكثر من خمس سنوات.
ذكرت وكالة الأناضول التركية نقلاً عن الرئيس التركيّ أردوغان إعلان، مساء أمس الأحد، تحييد متزعم تنظيم “داعش” الإرهابيّ المدعو “أبو حسين القُرَشي”، خلال عملية خاصة للاستخبارات التركيّة في سوريا. وذكر أردوغان أنّ “الاستخبارات التركية، كانت تتعقب المدعو أبو حسين القرشي، منذ زمن طويل”.
اللافت أنّ الرئيس التركيّ لم يشأ أن يكشف مزيداً من التفاصيل عن العملية ومكانها، ولكنها تزامنت مع تداول خبر وقوع انفجار كبير وقع فجر السبت 29/4/2023، في مقر لميليشيا “جيش الشرقية” بناحية جنديرس ولم ترد معلومات عن سبب وقوع الانفجار أو حصيلة الخسائر البشريّة.
ووقع الانفجار في فيلا المواطن الكرديّ “محمد كوردا” التي حولتها الميليشيا لمقر عسكري لها، وتقع في منطقة “دشتا حنارا – حقول الرمان” على طريق قرية مسكة – سيندانكة.
وأكدت مصادر “عفرين بوسن” أن الفيلا قد تهدمت بشكل كامل بفعل الانفجار الغامض، وفرضت الميليشيا طوقاً أمنياً حول الموقع ومنعت التجوال في القرية مسكة، ودعت إلى عدم الخروج من منازلهم عبر غرف الواتس.
المفارقة أنّ أردوغان أكّد أنّ الاستخبارات التركية تعقبت المدعو “القرشي” منذ فترة طويلة، في منطقة محتلة يعتقل فيها أهالي المنطقة الكرد، تتعرض منازلهم لحملات المداهمة دون أسباب موجبة، ما يثبت أن سلطات الاحتلال ماطلت في عملية تصفية شخص بهذا المستوى من الخطورة، بل الأرجح أنّها لم تكن في وارد تنفيذها، إلا أن يكون ذلك تضحية على مذبح الانتخابات التركيّة القادمة، والمطلوب استثمار العملية على أنها إنجاز أمني كبير وشد الناخبين الأتراك على أنها عملية أمنية تخدم الأمن القومي التركيّ. ولعل أنقرة أرادت قطع الطريق على التحالف الدوليّ، ومنعه من تنفيذ العملية بسبب التداعيات السلبيّة على الانتخابات.
والمدعو “أبو الحسين الحسيني القرشي”، هو رابع متزعم لتنظيم “داعش”، وقد تسلم منصبه في 30/10/2022 بعد مقتل المتزعم السابق المدعو “أبو الحسن الهاشمي القرشي” والذي عرف باسم “زيد العراقيّ”، و”أستاذ داعش” في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بتفجير نفسه بعد محاصرته من قبل مسلحين في بلدة جاسم بمحافظة درعا.
قياديو داعش اُستهدفوا في مناطق تخضع لسيطرة أنقرة
كلّ العمليات التي نفذها التحالف الدوليّ لمكافحة الإرهاب نفذت في منطقة تخضع للاحتلال التركيّ، بعدما باتت ملاذهم الآمن، واستهدفت قيادات على أعلى المستويات، منها ثلاث عمليات عسكريّة في منطقة شمال غربي سوريا، الأولى استهدفت “أبو بكر البغدادي” في 27/10/2019 في باريشا قرب الحدود التركيّة، واستهدفت الثانية خليفته المدعو “عبد الله قرداش” الملقب “أبو إبراهيم القرشي” في أطمة في 3/2/2022. واستهدف التحالف في العملية الثالثة ما يسمّى “أمير بلاد الشام” المدعو ماهر العكال/ أبو ماهر أثناء تنقله بدراجة نارية في قرية خالتا/ خالطان بناحية جنديرس في 12/7/2022، وبرفقته ابن عمه “منهل العكال” وكانا قياديين في ميليشيا “جيش الشرقية”، وهي ذاتها الميليشيا التي ارتكب مسلحوها مجزرة جنديرس عشية عيد نوروز، واعتبروا إيقاد شعلة نوروز كفراً، وكان بحوزة “العكال” بطاقة تعريف صادرة عن مجلس عفرين المحليّ التابع للاحتلال التركيّ تخوله من التحرك بحريّة في المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ.
كما نفذ التحالف الدولي العديد من عمليات التصفية في مناطق مختلفة تخضع لقوات الاحتلال التركيّ آخرها عملية في قرية السويدة بريف جرابلس التي تخضع لسيطرة ميليشيا “صقور الشمال” وذلك فجر يوم 17/4/2023، أدت إلى مقتل المدعو “إبراهيم المعن” الملقب (دلهم) وهو عنصر في تنظيم “داعش”، واعتقال آخر، وتصفية قيادي يدعى “أحمد عيد الجبوريّ في 3/4/2023 على أطراف بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، إضافة إلى العديد من العمليات في مناطق الباب وجرابلس ورأس العين وإدلب.