ديسمبر 23. 2024

لدواعٍ انتخابيّة وتحريضاً للهواجس الأمنيّة… أردوغان يروّج لرفضِ الانسحاب من سوريا والعراق

عفرين بوست ــ متابعة

في سياق تصريحات التصعيديّة المثيرة للتوتر مع قرب إجراء الانتخابات التركية 2023 أضاف الرئيس التركيّ أردوغان، تصريحاً جديداً وانضم إليه مسؤولون من قيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم، ما يوحي بأن تخلي أردوغان وحكومته عن السلطة بحال خسارتهم الانتخابات لن تكون أمراً سهلاً. واللافت أنّ الرئيس التركيّ يركّز بدرجة كبيرة على تحريض الهواجس الأمنية ويتهم المعارضة بعلاقتها مع حزب العمال الكردستانيّ، لإحداث اختراق فيها، وينتقد تصريحات مسؤوليها التي تؤكد على الانسحاب من سوريا والعراق.

ألقى الرئيس التركيّ أردوغان كلمة في مركز صناعات الفضاء والطيران التركيّة في بلدة قهرمان كازان بمدينة أنقرة، زعم فيها أنَّ وحدات حماية الشعب الكرديّة ــ أحد مكونات الأساسيّة لقوات سوريا الديمقراطيّة تدعم مرشح تحالف الأمة المعارض، كمال كيليشدار أوغلو.

وحضر إلى جانب أردوغان حلفاؤه رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، ورئيس حزب الاتحاد الكبير، مصطفى دستيجي، ورئيس الحزب اليساري الديمقراطي، أوندر أكسكالي.

وذكر أردوغان أن الحكومة لن تتهاون مع جميع من يستهدفون أرواح الأتراك بدءاً من تنظيم داعش الإرهابيّ وصولاً إلى وحدات حماية الشعب الكرديّة. واتهم أردوغان البعض وفي مقدمتهم كيليشدار أوغلو بأنّهم يجرون لقاءات مع تنظيم العمال الكردستاني، الذي يدعمه، مؤكداً أنّهم لن يسملوا البلاد إلى رئيس يبلغ المنصب بدعمِ من التنظيم الإرهابي.

ويوم الأحد ألمح أردوغان خلال اللقاء الجماهيري في أنقرة إلى تشديد سياسته، وهاجم أردوغان جميع الأحزاب المشاركة بتحالف الأمة المعارض، قائلًا: “أعماهم الطمع لدرجة أن يجلسوا على طاولة المفاوضات مع الجناح السياسي لتنظيم العمال الكردستاني الذي أسال دماء العشرات من أبناء المدينة. هؤلاء هم السيد كمال والسيدة ميرال ومن ناحية أخرى باباجان وداود أوغلو ورئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة”.

وتابع: “يا سيد كمال، من أين تتلقى التعليمات من قنديل، معقل العمال الكردستاني. ماذا تقول قنديل؟ إنهم سيدعمون السيد كمال. يا لا الروعة! أخبرني من صديقك أخبرك من تكون. هل ستنعم البلاد بأي فائدة من رفاق قيادات قنديل؟”

وفي تصريحات أردوغان أمام تجمّع انتخابي جماهيري كبير، في مدينة إزمير في 294/2023، وجّه الاتهام للمعارضة قائلاً: “إن كيليتشدار أوغلو يُهدي منصب رئاسة الجمهورية للتنظيمات الإرهابيّة”، وأشار إلى أن “التناقضات داخل طاولة المعارضة التركية كبيرة وواضحة”. وأضاف: “بعضهم يقول إنه في حال فوزهم، سيسحبون القوات التركية من سوريا والآخر يقول لا يُمكن سحبها..

واعتبر كبير مستشاري أردوغان، محمد أوشوم، خلال لقاء في برنامج على قناة خبرترك أنّ فوز المعارضة بالانتخابات الرئاسية سيشكّلُ انقلاباً على عملية الاستقلال التام لتركيا، وقال: “هناك صراع بين الدول العالميّة والدول القوميّة. تركيا أحد الدول القوميّة قادرة على التصالح مع الغرب وروسيا بآن واحد. لا توجد أيّ مناصب بالمعارضة تقدم ضمانات بشأن التعامل المنهجيّ تجاه التنظيمات الإرهابيّة. مؤخراً أفاد أحد المسؤولين البارزين بحزب الشعب الجمهوريّ أنهم سيبحثون سحب الجنود الأتراك من سوريا والعراق”.

ووصف أوشوم تغيير السلطة خلال الانتخابات القادمة بالانقلاب على الاستقلال التام لتركيا، قائلاً: “أعتقد أن فلسفة السلطة الغربيّة ستهيمن على سياسة تركيا وستتعرض وحدة تركيا الجغرافيّة والسياسية للخطر. هل سينجح هذا؟ تلك نقطة مختلفة، لكن أرى أن عقيدة الدولة الأصولية ستبرز”.

وفي السياق نفسه وصف وزير الداخلية، سليمان صويلو، الانتخابات المقبلة بالمحاولةِ الانقلابيّة السياسيّة وذلك في كلمة ألقاها بوقف العلوم والثقافة في إسطنبول التابع لجماعة النور. وأشار صويلو إلى أنّ الرئيس الأمريكي هو من صرح بهذا الأمر قبل سنوات قائلاً: “بعدما فشلت جميع أساليبهم السابقة رأوا أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على تركيا. هذه الانتخابات لن تكونَ انتخابات سهلة. هذه الانتخابات هي الانتخابات سيخوضها الجميع بسائر مكتسباتهم ومدخراتهم. هذه الانتخابات ليست قضية دولتنا فقط، بل أنّها قضية العالم الإسلاميّ والأعوام القادمة. إنّها قضية ما إن كان العالم سيتشكل من جديد أم لا”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons