عفرين بوست-خاص
انتشرت الصورة أدناه كثيرا وتفاعل معها كثيرون وأضحت رمزا للمأساة العفرينية وكذلك التهجير القسري الذي كان الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية المرافقة ينفذه في أواسط شهر آذار من عام 2018 حيث تسبب القصف العشوائي ضد قرى وبلدات ومدن إقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إلى خروج مئات الآلاف من أهالي الإقليم صوب حلب وريفها.
تظهر الصورة عجوزا كرديا يقف إلى جانب جثمان ولده في منحدر جيل أحلام /كاشي كيماري/ محتارا في أمره، بعد أن فارق الحياة متأثرا بجراحه.
فما قصتهما؟
الرجل العجوز هو مصطفى بوزو المكنى ب «محمد علي”، عمره 75عاما، وهو من أهالي قرية دالا في ناحية موباتا/ معبطلي، والشخص الملفوف ببطانية مدماة هو ابنه آزاد مصطفى بوزو 30/عاما/، متزوج وزوجته حامل في الشهر الرابع.
خرج آزاد من منزله في ال 16 من آذار 2018 من منزله في حي المحمودية بعفرين لتفقد آثار القصف التركي على المدينة إلا أن قذيفة أخرى سقطت بالقرب منه ما أدى إلى إصابته بشظايا في مناطق مختلفة من جسمه وأخطرها كانت في مؤخرة رأسه، حيث أسعف من قبل الأهالي إلى مشفى آڤرين.
كانت اصابة “آزاد” حرجة مما دفع بطاقم المشفى لإرساله إلى حلب إلا أنه عند وصولهم إلى جبل الأحلام، أكد الطاقم الطبي أن حالته ميؤوس منها فرفعت الأجهزة الطبية عنه وأكمل طريقه لإسعاف المصابين الآخرين مما أدى إلى وفاته في الحال أمام عيون والده، حيث اضطر والده لدفنه في جبل الأحلام بمساعدة أناس كانوا يُهجرون إلى خارج عفرين، حيث لم يتمكن من إخراج جثمان إبنه معه أو العودة به إلى داره.
في ذلك اليوم قصف الاحتلال التركي وميليشياته قافلة مدينة كانت متجهة إلى قرى ناحية راجو، التي كانت قد سقطت بيد الاحتلال، وهو ما تسبب بوقوع مجزرة “حي المحمودية”، التي راح ضحيتها 21 شهيداً والعشرات من الجرحى.
وبعد استشهاد آزاد بخمسة أشهر، أنجبت زوجته الحامل طفلة فأسمته بـ “آذار” على وزن آزاد، حيث كانت تنوي تسمية المولود على اسم أبيه فيما لو كان صبياً.
الطفلة آذار آزاد بوزو والأب الشهيد آزاد بوزو