عفرين بوست- تقارير
يشتكي غالبية أهالي مدينة منبج من حالة الفلتان الأمني التي خيمت على المدينة بعد سيطرة ميليشيات “الجيش الوطني السوري” عليها يوم الأحد 8/12/2024، والتي تشكل ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه/العمشات، وفرقة الحمزات” عامودها الأساسي، وطالب الأهالي بخروج العناصر المسلحة من المدينة لوقف السرقات والانتهاكات بحق المدنيين.
وفق شهادة أحد تجار منبج الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خسائر المدنيين خلال الأسبوعين الماضيين تجاوز الـ200 ألف دولار، إذ نُهبت بعض المحال التجارية والمنازل والمؤسسات العامة في المدينة على يد عناصر تلك الميليشيات، ففي ليلة الاثنين الماضي 16 الشهر الجاري، سُرقت محال للموبايلات في السوق الرئيسية، وكأقل تقدير تصل قيمة المسروقات إلى حوالي /20/ ألف دولار أمريكي، إضافة لسرقات كثيرة طالت سيارات المدنيين وممتلكاتهم.
يقول آخر إن السرقات ما تزال مستمرة في المدينة، ويتم استهداف المنازل عبر عناصر مسلحة بحجة التفتيش والبحث عن مطلوبين.
تعاني المدينة وريفها من أوضاع خدمية مزرية وسط انقطاع الكهرباء وفقدان الخدمات الأساسية التي كانت متوفرة في منبج سابقاً، ويؤكد عدد من تجار المدينة على أنهم يحضرون للرحيل والاستقرار في مدينة حلب، نتيجة فقدان الأمن واستمرار الفلتان الأمني لوقت طويل، مثل ما يحدث في عفرين منذ سنوات عدة.
كما انتشرت عصابات سرقة عدة في القرى والبلدات المحيطة بمدينة منبج، التي تتشكل من عناصر ميليشيات “العمشات، والحمزات”، حيث ألقى أهالي تلك القرى القبض على عدد منهم.
في مقطع مصور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إلقاء أهالي قرية في ريف منبج القبض على عنصر من العمشات كان برفقة آخرين، قاموا بسرقة محولة الكهرباء والكابلات الكهربائية التي تغذي تلك القرى، وخلال حديث العنصر المسلح أكد انه ثمة مجموعات عدة مؤلفة من عناصر هذه الميليشيات تمتهن السرقة والنهب في المنطقة.
عدة قبائل عربية في منطقة منبج قد أصدرت تحذيرات، أنها ستعمل على حماية القرى التي يتواجدون فيها لدرجة إعطاء الصلاحية لأبناء قبائلهم بإطلاق النار على أي شخص يُقدم على سرقة الممتلكات الخاصة والعامة في ريف منبج، وذلك عبر بيان صدر في 21 الشهر الجاري باسم قبيلة ” بني عصيد” واطلعت عفرين بوست عليه.
مع تزايد حالة الفلتان الأمني، انتشرت أخبار عدة تفيد بقيام عنصر من “العمشات” باغتصاب طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات فقط، ولم نتمكن من تأكيد صحة الخبر وتفاصيله الدقيقة.
إلا أنه ثبت اندلاع اشتباكات بين قبائل عربية في ريف منبج الشمالي مع عناصر ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، وعلى إثرها انسحب عدد من عناصر تلك الميليشيات باتجاه ريف مدينة حلب، وسط تقدم لقوات سوريا الديمقراطية بمحيط منبج، ونشرت “قسد” مقطع مصور يظهر عدة عربات ودبابات معطوبة تابعة للقوة المشتركة (العمشات والحمزات) على طريق حلب منبج صباح اليوم 24/12/2024، وهو ما يثبت صحة الأنباء الواردة من هناك.
تأتي هذه التطورات مع استمرار الاشتباكات في محور سد تشرين وجسر قرقوزاق، إذ قالت قيادية في “قسد” إن ساحة المعركة شهدت اشتباكات عنيفة ليلة أمس، إثر قيام الميليشيات الموالية لتركيا بالهجوم من محوريين على سد تشرين وتم التصدي لها وقتل العشرات منهم.
تشهد ساحة المعركة في منطقة سد تشرين منذ 13 يوم تطورات مثيرة، إذ لم تتمكن الميليشيا الموالية لتركية التقدم رغم الدعم المقدم لهم من قبل تركيا لوجستياً وعسكرياً.