عفرين بوست ــ خاص
علم مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا أن جهاز الاستخبارات التركية بصدد توزيع منازل على بعض الأشخاص، على أنها مكافآت، نظير عملهم وتعاونهم مع الاستخبارات، وعلى أساس أن البيوت التي ستُوزع مستولى عليها بحجة أن أصحابها كانوا من أعضاء “الحزب” وهو التوصيف المتداول للعاملين في “الإدارة الذاتية”.
وقد حصل المراسل على أسماء بعض الأشخاص الذين سينالون المكافأة، ومن بينهم شخص يعرف باسم “أبو ثروت” وهو من المكون التركماني، وشخص آخر يُعرف باسم “ماميك” وثالث يُعرف باسم “أبو خليل”، كما يفترض أن ينال المكافأة أيضاً أشخاص كُرد مثل “ج. م” من معبطلي، وآخر من قرية الزيارة لم يتسنَّ معرفة اسمه.
ووفق مراقبين، فإن سلطات الاحتلال تتطلع أن تشكل المكافآت حافزاً لأشخاصٍ آخرين ليتعاونوا معها، ويرون أن عملية منح المكافآت لا تختلف من حيث آليتها عن الرواتب التي تموّلها دولة قطر، وتوزعها سلطات الاحتلال على المسلحين والمرتزقة، وكذلك عن اقتطاع الأراضي ومنحها للمستوطنين والجمعيات الإخوانية لتقيم المنشآت الدينية والتعليمية لنشر التطرف في المنطقة، ففي كل تلك الحالات لا تتكلف سلطات الاحتلال أي أعباء مالية، إلا أنها تستغل عوائد ذلك في تثبيت الاحتلال والتغيير الديمغرافي.
هذا وكان قد قال تقرير لـ عفرين بوست في السابع عشر من سبتمبر\أيلول الجاري، إن ما يحدث في عفرين خطة متكاملة تهدف إلى إنهاء الوجود الكردي في منطقة لطالما عُرفت تاريخياً بأنها شبه كردية خالصة، ونسبة الكرد هي الأعلى على الإطلاق، وكان اسم “كُرداغ” بالتركية موازياً لاسم جبل الكرد وجياي كورمينج.
وذكر التقرير أن تدني نسبة الكرد فيها إلى 20% دليل على إبادة كاملة وتهجير قسري وتغيير ديمغرافي، وجاء ذلك بالتزامن مع ما تداولته كثيرٌ من مواقع التواصل الاجتماعيّ خلال يومين سابقين، لتسجيل صوتي لمتزعم في ميليشيا “الفرقة 23” والذي يُدعى “أبو عمر” وكان يشغل منصب رئيس قسم الطوارئ فيها، يطالب فيه بطرد من تبقى من الكرد في عفرين تحديداً بين عمر (١٥ -٥٠) سنة بمعنى تطهير عرقي تحت الطلب.
وقال المدعو أبو عمر: “أخوتي قادات الفصائل، الخلية هاي مو أول مرة بتفجر، والمفروض من سن 15 سنة إلى سن 50، ما يضل ولا كردي بعفرين أو ضواحيها، وهاد الشي من حقنا”. متابعاً: “متل ما شبابنا وأهلنا تهجرت، لازم نهجرهم ونشردهم.. بتمنى من قادات الفصائل بشكل عام تتعامل مع الأمر بحزم، والفصائل يلي في بصفوفها أكراد تفصلهم”، ورغم أن القول بأن “التسجيل الصوتي قديم” قد يكون صحيحاً، والذي أتى على صيغة تحريض وتوجيه لنظرائه من متزعمي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”، لكن تطبيقات تلك الدعوات لا تزال سارية منذ اليوم الأول من العدوان والاحتلال وحتى اليوم الحالي.