سبتمبر 21. 2024

أخبار

بانوراما الأسبوع: تأكيد أممي لتفشي الإجرام بمناطق الاحتلال.. توثيق 12 حالة خطف بينها (شابة وسيدة خمسينية).. استشهاد طفل برصاص طائش ومدني كُردي بتفجير “دوار كاوا”.. ومهجرو عفرين يطلقون “مهرجان ليلون السينمائي الدولي” الأول من نوعه

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين التاسع عشر إلى الخامس والعشرين من سبتمبر\أيلول، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في التاسع عشر من سبتمبر\أيلول، استشهد الطفل الكردي يوسف إبراهيم عبدو عثمان البالغ من العمر عامين، جراء إصابته برصاصة طائشة أثناء تواجده أمام باب منزل عائلته الكائن في شارع الفيلات وسط مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، وفقا لمراسل عفرين بوست في المدينة. وأضاف المراسل أن الطفل يوسف ووالده كانا متواجدين أمام باب المنزل، بقصد التوجه إلى طبيب، حينها أطلق مسلح من جماعة هارون المنضوية في صفوف ميليشيا “الفرقة 23” الرصاص على مسلحين آخرين كانوا يركبون دراجة نارية، إلا أن رصاصة طائشة أصابت رأس الطفل الكردي مباشرة، ما أدى لفقدانه الحياة على الفور. والطفل يوسف من أهالي قرية كورزيلي/قرزيحيل التابعة لمركز عفرين. وكان شارع الفيلات يعد من أرقى شوارع عفرين، إلا أنه في ظل الاحتلال وما رافقه من حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح وغياب المحاسبة والقانون بشكل تام، وبات يعج بالمستوطنين ومحال بيع الأسلحة والمقرات العسكرية للميليشيات الإسلامية.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في التاسع عشر من سبتمبر\أيلول، اختطفت مليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أمس الجمعة، الشابة الكردية “مريم عفديك شيخو” من أهالي قرية “قيسم\قاسم” التابعة لناحية راجو في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، ولايزال مصيرها مجهولاً. وفي سياق متصل، اختطفت مليشيا “فرقة السلطان مراد” بتاريخ السادس عشر من سبتمبر الجاري، الشاب الكردي “مراد عبد الرحمن رشيد” البالغ من العمر 25 عاماً، من أهالي ناحية “جندريسه\جنديرس”، ولا يزال مصيره مجهولاً هو الآخر.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية”، داهموا منزلاً واختطفوا شقيقين. وتمكن المراسل من التعرف على هوية الشقيقان، وهم كل من إدريس حاجي (55 عاماً) ونبي حاجي (34 عاماً)، ونهب المسلحون خلالها سيارة المواطن إدريس حاجي، وهي من نوع “سابا” حمراء اللون، كما سرقوا مبلغاً من المال كان بحوزته، وأكد المراسل أن مصير وأسباب عملية المداهمة والاختطاف مجهولة.

في العشرين من سبتمبر\أيلول، اختطفت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مُواطنة من قرية “كورا” التابعة لناحية جندريسه/جندريس بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، واقتادوها لجهة مجهولة. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية جندريسه\جنديرس، فإن المليشيات الإخوانية في القرية المذكورة، اختطفت المواطنة “عوفة سيدو\٥٥ عامآ”، إذ تم اختطافها وهي في طريقها لمنزل أبنتها الواقع في حي المحمودية بمركز عفرين. وبالتزامن، أقدمت مليشيا “الشرطة العسكرية” على اعتقال كلٍ من: “رشيد خورشيد /32/عاماً”، و”ديدار خورشيد /34/عاماً” من أهالي قرية “كورا”، بحجة تعاملهما مع الإدارة الذاتية السابقة، وذلك يوم الخميس العاشر من سبتمبر الجاري، بجانب سرقة سيارة خاصة ومبلغ من المال وعدة أجهزة موبايل كانت بحوزة أفراد الأسرة.

كذلك، أقدمت ميليشيا “الأمن السياسي” على اعتقال شاب كُردي أثناء توجهه إلى مركز إقليم عفرين المحتل، بذريعة أداءه “واجب الدفاع الذاتي” في فترة “الإدارة الذاتية” السابقة. وأضاف المراسل أن الحاجز الأمني التابع لميليشيا “الأمن السياسي” في مدخل مدينة عفرين الشرقي (حاجز القوس) اعتقل المواطن جانكين عثمان (28 عاماً) أثناء توجهه من قريته كفرجنة إلى مدينة عفرين، بقصد العمل، (إذ يعمل في ورشة خياطة)، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، ولم ترد معلومات إضافية عن وضعه.

في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي، على اعتقال شاب كردي من منزله الكائن في مركز ناحية موباتا/معبطلي بريف إقليم المحتل شمال سوريا، وذلك بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة، وفقا لمراسل عفرين بوست. وأوضح المراسل أن عناصر من الاستخبارات التركية اعتقلوا الشاب محمد حاجي حسن وساقوه إلى مركزها في البلدة، مشيرا إلى أن استخبارات التركي تعتزم نقله إلى مركز مدينة عفرين.

كذلك، قال تقرير لـ عفرين بوست: لا يزال مصير المواطن الكرُدي “إبراهيم خليل عبدو” البالغ من العمر “37 عاما”، مجهولا منذ اختطافه على يد مسلحين ملثمين في 2/5/2019، أثناء عمله برفقة نجله ”محمد” في حقل الزيتون الواقع في موقع “دروميه” القريبة من قرية كُركا/كوركان التابعة لناحية موباتا بريف إقليم عفرين الكرُدي المحتل شمال سوريا.  وبحسب مصادر عفرين بوست فإن ثمانية مسلحين ملثمين كانوا يستقلون سيارتين من نوع “بيكآب” بيضاء اللون اختطفوا إبراهيم، واقتادوه لجهة مجهولة، بينما تركوا نجله “محمد” في حال سبيله. وأكدت المصادر أنه بعد مضي عشرين يوما من عملية الاختطاف، تواصل المسلحون مع ذويه وهددوهم بقتله في حال الامتناع عن دفع فدية مالية تبلغ مائتي ألف دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المسلحين كانوا يرسلون صورا تظهر آثار التعذيب عليه للضغط عليهم من أجل دفع الفدية المطلوبة، إلا أن ذوي المختطف لم يتمكنوا من تأمين المبلغ المطلوب ومنذ تلك الفترة لا يزال مصيره مجهولا، وسط مخاوف من إقدام المسلحين على تصفيته فعلاً، وعبرت المصادر عن اعتقادها أن يكون الخاطفون ينتمون لميليشيا “اللواء 112″ التي تحتل قرية بعدينا، بينما لم تستبعد مصادر أخرى أن تكون ميليشيا ” لواء محمد الفاتح” التي تحتل قرية كُركا/كوركان هي التي اختطفت المواطن “إبراهيم” كون الموقع يقع بالقرب من القرية الأخيرة.  

كذلك، داهمت استخبارات الاحتلال التركي ومليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قرية “هيكيجه” التابعة لناحية “شيه/شيخ الحديد” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، واعتقلوا العديد من مواطني القرية. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شيه”، بأن المداهمة تمت بمشاركة العشرات من السيارات، وطالت منازل أهالي قرية “هيكيجه” في الناحية، لافتاً إلى أن عملية المداهمة كانت في الساعة ٦ صباحاً، بينما كان جميع أهالي القرية نائمون في منزلهم. وخلال عملية المداهمة، اختطفت المليشيات الإخوانية عدداً من أهالي القرية، إذ وثقت أسماء كل من المواطن “خميس حمدان السلوم”، “عمار حسين حسن أدهم”، ممن تم اقتيادهم لجهة مجهولة، ليضحى مصيرهم غير معروف. في حين ذكر المراسل أيضاً أن الاحتلال وميليشياته كانوا سيختطفون مواطناً أخر، إلا أنها تراجعت بسبب كون أن زوجته كانت قد وضعت مولودها حديثاً، وكانا لوحدهما في المنزل، بيد أنهم هددوه وأكدوا أنه مطلوب وسيعودون لاعتقاله خلال الأيام القادمة. وفي سياق آخر، وبالتزامن مع بدء موسم جني محصول الزيتون، لا يتجرأ أهالي قرى ناحية “شيه/شيخ الحديد”، على الذهاب لجني المحصول ولا حتى عن طريق العمال، إثر التهديدات التي يتلقونها من المليشيات الإخوانية، ليتاح لهؤلاء نهب الموسم.

في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، أقدمت ميليشيا “الشرطة المدنية ” برفقة مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام”، على مداهمة ثلاثة منازل في قرى دوديه وكازيه وكاواندا (ميدانيات) وقامت باعتقال ثلاثة مواطنين الكرد بحجة التعامل مع الإدارة الذاتية. والمعتقلون هم كل من: 1 – محمد شيخ حسن بن مصطفى – قرية دوديه، 2 – شعبان شيخو بن حميد – قرية كازيه، 3 – محمد حسن بن شيخو – قرية كاواندا، كذلك، أقدمت مليشيا “الجبهة الشامية” في الثاني من سبتمبر الجاري، على اختطاف المواطنة الكردية “زينب” من حي الأشرفية بمركز عفرين، ونهبت منها مبلغ مالي قدره 2500 دولار، كما اقتادوا السيدة لجهة مجهولة ولا يزال مصيرها مجهولاً.

التفجيرات في عفرين..

في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، ارتفعت حصيلة الشهداء الكُرد في التفجير الذي وقع عند “دوار كاوا الحداد” وسط عفرين في الـ 14 من أيلول الجاري، حيث فقد مواطن من قرية “كازيه” حياته بعد تأثره بالإصابة. وقال مراسل “عفرين بوست” إن المواطن “عبد الرحمن وقاص” من قرية “كازيه” التابعة لمركز مدينة عفرين، استشهد أمس الإثنين، بعد صراعه مع الجروح التي أصيب بها بالتفجير الذي وقع عند “دوار كاوا” بواسطة سيارة مفخخة قبل أيام. وأشار المراسل إن المواطن كان يعاني من حروق وإصابات بالغة، وإنه كان يتعالج في مشافي عفرين دون معرفة إذا ما تم السماح له بالعبور إلى تركيا أم لا.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، استولت منظمة “الخوذ البيضاء” على عدة محاضر عقارية في محيط خزان المياه بحي الأشرفية بغية إقامة مُخيم عليها. وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الآليات العائدة للمنظمة بدأت بتسوية الأرضية لاقامة مخيم عليها وايواء مستوطنين جدد فيها، علما أن المحاضر العقارية تعود لكل من المواطنين الكُرد: “ناصر من قرية قيبار، حنان ناصر من قرية قيبار، محمود كلش من قرية قيبار-  والمواطن محمد علي”. وفي سياق متصل، باع مسلح من جماعة “باسل مرعناوي” المنضوية ضمن صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منزلاً عائداً للمواطن الكردي “محمد ابو ألياس”، حيث اشتراه مستوطن منحدر من محافظة إدلب، ويقع المنزل في حي الأشرفية وتم بيعه بمبلغ 1000 دولار أمريكي. كما قام المدعو ” أبو علي” وهو أيضاً من مسلحي ميلشيا “الجبهة الشامية”، ببيع منزل المواطن الكردي “فوزي خليل”، والذي يقع في محيط مدرسة “ميسلون” بحي الأشرفية، لمسلح آخر وذلك بملغ 1700 دولار أمريكي.

كذلك قال تقرير لـ عفرين بوست: اعتدى مستوطنون من الغوطة الواقعة في ريف دمشق، ممن جلبهم الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين إلى إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، لترسيخ التغيير الديموغرافي وتنفيذ أجنداته التوسعية، على امرأة عفرينية بعدما طالبت بمنزلها الذي استوطنوه خلال يوم من غيابها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أنه قبل 5 أيام، وللاطمئنان على والدتها المريضة، توجهت المواطنة “كلستان إيبش ذات الـ38 عاماً” و المنحدرة من ناحية “جندريسه”، وتقطن في مركز عفرين، لمنزل أهلها في جنديرس. وبعد عودة المواطنة كلستان (وهي متزوجة من ناحية راجو وأم لثلاثة أولاد)، في اليوم الثاني من زيارتها، تفاجئت باستيلاء مستوطنين من الغوطة على منزلها. وحينما طالبت كلستان المستوطنين بالخروج من المنزل، رفضوا وهاجموا المواطنة الكردية بشكل متهور، حيث تسببوا لها بكدمات نتيجة الضرب، بدت آثارها واضحة على وجه السيدة الكردية.

السرقات والأتاوات في عفرين

في العشرين من سبتمبر\أيلول، رصدت عفرين بوست غرفة للتواصل الجماعي على تطبيق التليغرام، تحمل اسم “مدينة عفرين للتجارة” يتم فيها عرض المسروقات من أغراض المنزلية وأكبال كهربائية وأدوات نحاسية تراثية قديمة، بالإضافة إلى الحطب الذي تم الحصول عليه من قطع أشجار الزيتون.

في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال تقرير لـ عفرين بوست: يسرق المستوطنون الرمان من حقول قرى “باسوتيه\باسوطة” و”برج عبدالو”، ويبيعونها بسوق الهال، حيث جرى سرقة الرمان من حقل المواطن الكردي “محمد إبراهيم” و”خليل علي في قرية الباسوطة، وأيضاً من حقل المواطن “خليل حسن” و”محمد بطال” من قرية “برج عبدالو”. وفي سياق متصل، تقوم مؤسسة “شركة الكهرباء” بسرقة وانتزاع أعمدة خطوط الهاتف في قرية “قره تبه” و”قيبار” ومن على الطريق الرئيسي الواصل بين حلب وعفرين، عبر متعهد من عائلة “كبصو” التي تنحدر من مدينة تل رفعت، ليصار إلى تركيبها في مدينة عفرين، حيث يتم احتساب الفواتير على ميزانية المجلس المحلي، رغم أنها مسروقة.

كذلك، قال تقرير آخر لـ عفرين بوست: بعد سنتين ونصف من تهجيرهما، باع مسلح من مليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أثاث منزلين عائدين لمواطنين عفرينيين مهجريّن، بشكل كامل وذلك للاستفادة منه مادياً. وتواصل مواطنان مهجران من عفرين مع مراسل “عفرين بوست” وأخبراه عن بيع مسلح من “الجبهة الشامية” وهو منحدر من “تل رفعت”، لأثاث منزلهما في شارع الفيلات، وأشار المراسل إن المسلح باع أثاث منزل المواطنين “بدرخان محمد” و”ريزان محمد”. وقال أحد المواطنين إن أثاث منزله يساوي قرابة الـ 10 ملايين ل.س، بينما قال الآخر إن كل باب من في منزل يساوي قرابة الـ500 ألف كونه مصنوع من الألمنيوم. وكان هذا المسلح يحتل منزل المدنيين منذ بداية احتلال عفرين، وقال المواطنان إنه باع الأثاث انتقاماً، كونه اعتبرهما من مؤيدي “الإدارة الذاتية”. وتنهب الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، منازل السكان الأصليين الكُرد في عفرين منذ إطباق الاحتلال العسكري في الـ 18 من آذار عام 2018، إذ جرى تصريفها في أسواق المناطق المجاورة كـ مارع وإعزاز والباب وإدلب.

جرائم الاعتداء البدني..

في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، أقدم مستوطنون، على الاعتداء بالضرب على المواطن الكرُدي “بكر حسو” (في السبعينات من عمره) بسبب خروجه إلى سطح منزله بهدف تركيب ألواح الطاقة الشمسية، وفقا لمصادر عفرين بوست الموثوقة. وأوضحت المصادر أن السبعيني “حسو” خرج اليوم إلى سطح منزله، لتركيب ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، إلا أن المستوطنين (المنحدرين من إدلب) الذين يحتلون المنزل المجاور اعتبروا الأمر كشفا على نسائهم!، فقاموا بالاعتداء عليه بالضرب ووجهوا إليه اهانات لفظية أيضا رغم أنه رجل كبير في السن. وأضافت المصادر أن السبعيني الكردي توجه إلى المدعو ” أبو جمعة” أمني ميليشيا “جيش الأحفاد” في القرية، وتقدم بشكوى لديه، إلا أنه برّر للمستوطنين فعلتهم بداعي “ممنوع الخروج إلى سطوح المنازل لعدم الكشف على النساء!” قائلا له ” منيح ما إجوك بالسلاح”!

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في التاسع عشر من سبتمبر\أيلول، استهدف مجهولون يوم أمس الجمعة، عربة عسكرية تابعة للميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بعبوة ناسفة في مركز ناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، ما أدى لمقتل مسلح وإصابة خمسة آخرين، وفقاً لمراسل عفرين بوست في مركز الناحية. وأضاف المراسل أن العربة العسكرية كانت مركونة أمام إحدى مساجد البلدة، واستغل منفذو العملية فترة دخول المسلحين إلى المسجد بزرع عبوة ناسفة في عربتهم، وعند عودتهم للعربة انفجرت بهم، وأسفر ذلك عن مقتل مسلح واحد على الأقل وإصابة خمسة آخرين. ورجح المراسل أن تكون عملية الاستهداف تلك في إطار التصفيات الداخلية بين الميليشيات المتنافسة بسبب خلافات على مناطق النفوذ والسرقات.

في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، شهدت ناحية راجو مقتل امرأة مستوطنة برصاص مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ما أدى لنشوب توتر أمني، وفقا لمصادر عفرين بوست في الناحية. وأكدت المصادر أن نحو 20 عربة عسكرية محملة بمسلحين من ميليشيا “فيلق الشام تقف حاليا أمام مدرسة قرية كُريه/محمدلي (إحدى قرى ميدانيات) برقفة جنود أتراك وحضور العشرات من المستوطنين، وذلك بسبب قيام مجموعة مسلحة تتبع لميليشيا “فيلق الشام” المحتلة لقرية “كاواندا” بقتل أمرأة مستوطنة في قرية “سيمالا” لأسباب غامضة. 

في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، اندلعت اشتباكات بين مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” و”أحرار الشام” في قرية جولاقا التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين المحتل، وأسفرت عن إصابة مسلحين فيما لا يزال التوتر سائدا في القرية، وفقا لمراسل عفرين بوست.   وأوضح المراسل أن سبب الاشتباكات بين الطرفين يعود لوقوع حادث مروري بين دراجة نارية وسيارة في القرية، وتضرر السيارة العائدة لأحد مسلحي ” الحمزات” التي تحتل القرية، بينما يتمركز مسلحي “أحرار الشام” في معسكر تدريبي بمحيط القرية.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، تزامناً مع اليوم العالمي للسلام بدأت فعاليات افتتاح “مهرجان ليلون السينمائي الدولي” وذلك من “مخيم برخودان” بناحية فافين التابعة لمناطق الشهباء، وذلك على خشبة مسرح يُحضر له منذ 6 أشهر على التوالي. وشارك في افتتاح “مهرجان ليلون السينمائي الدولي” ممثلون عن هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا، العشرات من الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية، والآلاف من مهجري عفرين القاطنين في المخيمات. وانطلقت فعاليات المهرجان بالوقوف دقيقة صمت، ألقيت بعدها كلمات من قبل عضوّي الإدارة في اللجنة التحضيرية لمهرجان ليلون الدولي للأفلام “محي الدين أرسلان” و”جنكين عبدو”، بجانب كلمة لـ الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، “عائشة رجب”، والرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية بإقليم عفرين “شيراز حمو”. وخلال كلماتهم، رحبوا بالمشاركين في المهرجان وأشادوا بأهمية ومكانة المهرجان في ظل الظروف والشروط العصيبة التي يمر بها أهالي عفرين بالتهجير القسري، وأكدوا أنهم أصحاب رسالة سامية بوجه الغزو التركي وممارساته اللاإنسانية بحق الثقافة والفن العفريني. وتخللت فعالية الافتتاح الاستماع إلى الرسائل المصورة من قبل المخرجين السينمائيين المشاركين في المهرجان من كافة انحاء العالم، وعرض مسرحي تضمن كيفية تحضير وأهداف مهرجان ليلون والقائمين عليه. من ثم قدمت فرق “هيئة الثقافة والفن في مقاطعة عفرين” عروض فنية من الرقص والغناء، ومن ثم عرض فيلم قصير للمخرج محمد أرسلان، والذي يتحدث عن حياة الفنان بافي صلاح، لتنتهي فعاليات افتتاح المهرجان بعقد حلقات الدبكة على واقع الأغاني وطبل والمزمار العفريني وسط تفاعل الحاضرين.

في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، عرض مهرجان ليلون السينمائي الدولي في مقاطعة الشهباء أول أفلامه المشاركة في المهرجان. وقدم مهرجان ليلون السينمائي الدولي المنظم من قبل كومين سينما آفرين، فرع مقاطعة عفرين في الشهباء أمس الثلاثاء في ساعات المساء أول أفلامه المشاركة في عروض المهرجان، وذلك على خشبة مسرح مخيمي برخودان وسردم في الشهباء. وعرض خلال اليوم الأول 11 فلم منهم ما هو قصير وآخر طويل، حيث عرض في مخيم برخودان فلم “الجوع” المؤلف في الهند للمخرج كاتيبان شيقيورييي، كما قدم فلم “من أجل الحرية” للمخرج الكردي آرسين جليك المعد في مناطق شمال وشرق سوريا. وفي الوقت ذاته، عرض في مخيم سردم فيلم “صرخة السماء”، المعد في العراق للمخرج شهرام قادر، بعدها عرض فيلم “بدون” الذي أعده المخرج هربت بيك في بولندا، بالإضافة لعرض فيلم “سعد شجرة الزيتون” المصور في إيران للمخرج أحمد الزيري، كما عرض فيلم “الجبل” المعد ايضاً في إيران للمخرج تيمور غديري، وفلم “السيد سيلف” المنشأ في بلغاريا، وفلم “آخر” المعد في المغرب للمخرج كريم تجودع باسم “طيف الزمان”. بعدها عرض فيلم “فيس بوم” المعد في ايطاليا للمخرج ماسيمو فاينلي، وآخر الأفلام كان بعنوان “هذا الطرف والطرف الأخر” المصور في إيران للمخرج جواد جانجي. وتمحورت الأفلام التي عرضت في اليوم الأول، على مواضيع وأحداث مختلفة حول التاريخ والكوارث والأحداث التي شهدتها عموم مناطق العالم، إذ سيستمر المهرجان في يومه الثاني على التوالي بعرض أفلامه في مخيمي برخودان وسردم اليوم الأربعاء، في ذات التوقيت.

في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، واصل مهرجان ليلون السينمائي الدولي في مناطق الشهباء، عروض أفلامه في اليوم الثاني على التوالي بمشاهدة المئات من مهجري عفرين في مخيمي برخودان وسردم. وعرضت مجموعة من الأفلام متنوعة الأفكار والثقافات واللغات من بلدان مختلفة وذلك في مخيم برخودان وسردم بحضور المئات من مهجري عفرين. حيث عرض فيلم كرتوني معد في هونغ كونغ، سلط الضوء على أزمة المياه والأزمات الاجتماعية التي تمر بها الشعوب وخلالها يجدون الحل عند الأطفال الذين يدركون سبب انقطاع المياه كما أن الفلم يبرهن أن العالم سيكون أمام كارثة إنسانية بسبب فقدان المياه. في حين عرض فلم معد في لبنان باسم الجبل الأحمر للمخرج اللبناني كامل حرب وتمحور حول منع الأطفال من التسلق لجبلٍ ما وكل من غامر وتسلق يفقد آثره. كما أن اليوم الثاني حمل فلم مصور في أمريكا اسمه 1% للمخرج جوستا فو كوليتي المتحدث عن سيطرة السلطة الحاكمة على البلدان عموماً، بالإضافة لفلم مؤلف في إيران بعنوان كلمة المرور للمخرج حسن محتاري والذي ركز على العبارة التي تطلب كلمة السر عند الدخولِ إلى ملف ما.

وعرض فلم الخطوة للمخرج أجاي براكاش غوغار المشارك في المهرجان من الهند، والذي بين أن العمل الصغير باستطاعته فعل الكثير احياناً، وفلم أمم مثلك للمخرج رامي الجابر المعد في مصر، يتضمن فحواه الفلم أهمية الصداقة وحماية الحيوان والرفق بهم. كما عرضت في مخيم سردم 6 أفلام، حمل أولهم عنوان شاهين للمخرج سالار طهراني من إيران، دار أحداثه حول رجلٌ في الأربعين من عمره يعمل شرطي، ويحمل بداخله الشك الدائم تجاه زوجته المتخرجة من كلية الفنون ويدوم الإرهاق والشكوك في حياتهم. وعرض فيلمٍ أخر من المانيا بعنوان الحلم العام للمخرجين ديف لوجيك وليندا هيكيتيدور، وتمحور حول مساعي عدد من الشبان للوصول إلى الحرية والرغبة في الهجرة لخارج الوطن ظناً منهم أنهم سيجدونه إلا أنهم يستيقظون على صاعقة معاكسة. كما عرض فيلم أفضل جائزة للمخرج وحيد كفريواعد من العراق، حول مخرج يشارك في مهرجان بغداد السينمائي فيحصل على جائزة أفضل مخرج إلا أنه يتعرض للضرب والاعتقال على يد إرهابيي داعش الذين يدمرون جائزته أمام عيونه ويعبرون أن الفن والمشاركة فيه من المحرمات في الدين الإسلامي وفق اعتقادهم. في حين عرض فيلم الجلاد للمخرج جوزيف فواز المعد ايرلندا، والذي تحدث عن السلطة والاستبداد، وفلم أخر بعنوان البرزخ للمخرج حسين حسام من مصر، ويتحدث عن الحرية ومطالبة الشعب بها ورغبتهم الملحة في التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم. وكان آخر أفلام اليوم الثاني بعنوان معجزة مجنحة للمخرجة زهرة ميرزاعد من أذربيجان ويروي الفلم قصة فتاة تسعى لزيارة والدها وهو في السجن.

كذلك، احتفلت عائلة كردية مهجرة من عفرين، بميلاد الطفل الشهيد “عارف محمد” في مقبرة الشهداء في مناطق الشهباء، بحضور أصدقاء المدرسة التي كان يدرس فيها قبل استشهاده. وقام المحتفلون بعيد ميلاد عارف الثامن بقطع قالب كيك (يحمل صورة عارف) وأشعلوا الشموع وقدموا الهدايا، مرددين شعار “عارف جي ولن يموت” بدل عبارة “ميلاد سعيد يا عارف”. وكان قد استشهد الطفل “عارف” جراء قصف نفذته القوات التركية على مدينة تل رفعت في الثاني من أيلول 2019، والذي أسفر عن استشهاد 10 أشخاص آخرين جلهم من الأطفال.

اثار عفرين..

في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، وبحجة انهم افتتحوا مقالع لاستخراج الحجر، يدمر وينقب مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” مغارة تاريخية في منحدر جبل ليلون بالقرب من قرية “إيسكا/إسكان”، ليستمر الاحتلال التركي في دفن وتدمير معالم وآثار عفرين. إذ حصل مراسل “عفرين بوست” في جنوب الإقليم، على صور حصرية تظهر حجم التدمير الذي ألحقته ميليشيا “فيلق الشام” بمغارة “ديلك” الواقعة على سفح جبل ليلون بالقرب من قرية “إيسكا” في ناحية شيراوا بريف عفرين، حيث تحتل ميليشيا “فيلق الشام” القرى الواقعة ما بين عفرين وإدلب. وقال المراسل إن المسلحين يروّجون أنهم افتتحوا مقلعاً لاستخراج الحجر، إلا أنهم يعملون على التنقيب بحثاً عن لُقى أثرية أو كنوز، وذلك لأن المصادر المحلية من قرية “إيسكا” تفيد بأن المغارة قديمة جداً، وتعود للحقبة التاريخية التي تم بناء قلعة سمعان فيها.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبله\بلبل” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إن ميليشيا “صقور الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قطعت قبل عشرة أيام، 300 شجرة عائدة للمواطن رشيد سليمان في قرية “قزلباشا” التابعة للناحية. وقال المراسل إن الاحتلال التركي يتعمد قطع أشجار المواطنين الذين لا زالوا في عفرين، وذلك بقصد تهجيرهم بأسرع وقت من عفرين.

تغيير معالم عفرين وريفها

في العشرين من سبتمبر\أيلول، في مسعى لتكريس التتريك، وإمعاناً في تغيير البيئة الثقافية والاجتماعية في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، انشئت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، دواراً جديداً باسم “أرطغرل”. حيث أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شرا\شران”، أن ميليشيا “فيلق الشام” احتفلت بإنشاء دوار أطلقت عليه اسم “دوار أرطغرل”، وذلك على الطريق المؤدي من بلدة “ميدانكي” إلى قرية “نازا”، وجاء الدوّار على شكل مجسم إسمنتي مثلثي الشكل، كتب عليه اسم أرطغرل باللغتين التركية والعربية. وقد أطلق الأسم نفسه ضمن أولى حملات التتريك في عفرين، حيث جرى تغيير اسم عبارة التلل إلى ” شارع أرطغرل “، وفي الثامن والعشرين من أبريل العام 2019، قامت ميليشيا “سليمان شاه” (العمشات) بتخريج كتيبة تحت مسمى “أشبال أرطغرل”، في حفل حضره أعضاء مما يسمى بـ”ائتلاف المعارضة السورية في إسطنبول”، ومتزعمي ميليشيات ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري”، حيث تضمنت مراسم التخرج عرضاً عسكرياً على أنغام الموسيقا العثمانية، فيما رُفعت الشعارات والأعلام التركية في المكان، ووضعت على صدور مسلحي الكتيبة مع باقي الشارات. وبدأ إطلاق الأسماء التركية والعثمانية عقب احتلال إقليم عفرين الكردي، وتم تغيير أسماء ساحات المدنية والمدارس والشوارع في بعض القرى والأحياء، وتعمل سلطات الاحتلال التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين على تغيير الثقافة الاجتماعية الكُردية لـ عفرين باستخدام التغيير الديمغرافي. وأرطُغرُل بك هو والد عثمان من قبيلة قايي، من أتراك الأوغوز، وهو ابن سُليمان شاه تلك الشخصية الافتراضية التي هي محل جدل وشك، وقد أنكر وجودها كثير من المؤرخين والكتب التاريخية الرصينة.

خلاص عفرين..

في التاسع عشر من سبتمبر\أيلول، حذّرت مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت أمس الجمعة 18/9/2020، من تردي حالة حقوق الإنسان في مناطق محدّدة من شمال سوريا وشمال غربها وشمال شرقها والواقعة تحت احتلال القوات التركيّة المليشيات الإخوانية التابعة لها، في ظلّ تفشّي العنف والإجرام. وأشارت مفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان إلى نمط مقلق من الانتهاكات الجسيمة، ساد خلال الأشهر الأخيرة بالمناطق المذكورة، بما في ذلك عفرين ورأس العين وتل أبيض، ووُثق تفاقم عمليات القتل والخطف والنقل غير القانوني للأشخاص ومصادرة الأراضي والممتلكات وعمليات الإخلاء القسريّ. وذكرت أن من الضحايا معارضون منتقدون لتصرّفات المليشيات المسلّحة الموالية لتركيا، والأشخاص الأثرياء لدرجة تكفي لدفع فدية، وكذلك مدنيون ضحايا الاقتتال الفصائلي على تقسم السلطة دون اهتمام بسلامة المدنيين ما يدمر البنية التحتية أيضاً. ففي الفترة بين 1 كانون الثاني/يناير وحتى 14 أيلول/سبتمبر 2020، تحقّقت المفوضيّة من مقتل 116 مدنياً على الأقل، بينهم 15 امرأة و20 طفلًا، بعبوات ناسفة استخدمها مجهولون، وأيضاً متفجرات من مخلفات الحرب، كما أصيب 463 مدنياً بجروح. وأشارت المفوضية أيضاً إلى استيلاء الميليشيات الإخوانية على منازل الممتلكات المدنيين الخاصة والتجارية ونهبها، واستيلاء عوائلهم على العديد من تلك الممتلكات، كما وثّقت المفوضية خطف واختفاء مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وانتهاكات أخرى خطيرة لحقوق الإنسان، ولا يزال مصير بعضهم مجهولاً. ودعت المفوّضة السامية السلطات التركية لاحترام القانون الدولي وضمان وقف الانتهاكات المرتكبة من قبل المليشيات الإخوانية الخاضعة لسيطرتها الفعلية” وذكّرت بحق المدنيين بالمناطق المحتلة بالحصول على الحماية والتعويض.  كما دعت أنقرة لإطلاق تحقيق فوريّ ونزيه وشفاف ومستقل بالحوادث المتحقق منها، وكشف مصير المحتجزين والمخطوفين من قبل المليشيات الإخوانية، ومحاسبة المسؤولين عما قد يرقى في بعض الحالات إلى مستوى الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك جرائم الحرب. وأكّدت قائلة: “ويبقى هذا الأمر بالغ الأهمية بما أنّنا تلقّينا تقارير مقلقة تزعم نقل بعض المعتقلين والمخطوفين إلى تركيا بعدما اعتقلتهم مجموعات مسلّحة موالية لتركيا في سوريا”. وأعربت المفوضة السامية عن قلقها المستمر من أن أطراف النزاع في سوريا يستخدمون الخدمات الأساسيّة كالمياه والكهرباء كسلاح حرب، مذكرة بقطع ضخ المياه عن مليون شخص بمدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها، من قبل الميليشيات الإخوانية التابعة لتركيا، والمحتلة لمحطة علوك في “سريه كانيه\رأس العين”.

وفي السياق، قال المحامي حسين نعسو، الإداري في الهيئة القانونية الكردية، في تصريح لـ “عفرين بوست”، حول تقييمه العام لتقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الذي صدر في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول 2020، أن “التقرير بشكل عام جيد وقريب جداً من المهنيّة ويتميز عن غيرها من التقارير السابقة بأنّه يشير بوضوح تامٍ إلى مسؤولية الدولة التركيّة عن العديد من الجرائم التي تم وصفها بجرائم الحرب”. وحول الأهمية المتوقعة للتقرير، والقول إنه لم يخرج من دائرة التوصيف الأولي، ليحسم في استنتاجاته، قال المحامي حسين نعسو: “في معرض تقييمنا لتقرير اللجنة علينا أن نميّز بين القرار الاتهاميّ الصادر عن هيئة قضائيّة وبين خلاصة ما توصلت إليها لجنة ما مكلفة بالتحقيق في قضيةٍ ما حيث لم يدرك الكثيرين ممن انتقدوا تقرير اللجنة هذه بأنَّ هذا التقرير ليس بقرار اتهاميّ أو حكم صادر عن هيئة قضائيّة حتى نناقش أركان الجريمة وظروف وملابسات وقوعها والجزم باتهام أيّ شخصٍ”. وفي تقييم أولي للتقرير الأممي قال المحامي حسين نعسو: “التقرير هو خلاصة ما توصلت إليها اللجنة من جمعٍ للأدلةِ والاستماع إلى شهادات الشهود والاطلاع على تقارير المنظمات الحقوقية بغية إحالتها إلى مجلس حقوق الإنسان، ورغم وجود العديد من الملاحظات عليه”. ويؤكد نعسو على أنه يمكن القول، إن “التقرير بشكل عام جيد وقريب جداً من المهنيّة ويتميز عن غيرها من التقارير السابقة بأنّه يشير بوضوح تامٍ إلى مسؤولية الدولة التركيّة عن العديد من الجرائم التي تم وصفها بجرائم الحرب، أي أنّه وجه الاتهام إلى تركيا كدولة احتلال بخلاف التقارير السابقة وخاصة في الفقرات 67-68-69 من خلال تذكير تركيا كدولة احتلال بواجباتها والتزاماتها القانونية تجاه المناطق التي تحت سيطرتها من حفاظٍ على الأمن وتأمينٍ لسلامة وحياة المواطنين، وفقاً لواجبات دولة الاحتلال الواردة في اتفاقيات جينيف الأربعة”. متابعاً: “وكذلك من خلال التأكيد على وجود سيطرة فعلية لها على المناطق التي هي تحت سيطرتها وفقاً لما تم اشتراطه في المادة 42 من اتفاقيتي لاهاي 1899-1907 لاعتبار الدولة دولة احتلال إضافة إلى سردها الدقيق للعديد من الجرائم وتأكيدها بانه تم جمع معلوماتها من مصادر متعددة ومتطابقة”. وأشار نعسو إلى الجهات المعنية بالتقارير الحقوقية والأممية فقال: “هناك العديد من المجاميع الإرهابيّة في سوريا وفقاً للتصنيف الدوليّ وبالتأكيد خطاب اللجنة ليس موجّهاً إلى تلك الجماعات بل إلى المجتمع الدولي من خلال مجلس حقوق الإنسان الذي بدوره يستطيع فعل الكثير إن كان يوجد لديه الرغبة والإرادة والضوء الأخضر السياسي من الدول العظمى!!! حيث بإمكانه إحالة التقرير مرفقاً بالتوصيات إلى مجلس الأمن ليصار هناك إلى إصدار قرار تحت البند السابع أو إحالة الملف للجنائية الدولية”. وختم نعسو حديثه بالتأكيد على أهمية التقارير الأممية والحقوقية، فقال: “هذه التقارير ليست فقط للأرشفة، بل لها أهمية كبير من حيث اعتماده كدليل قانوني وموثوق به لكونه صادر عن جهة حقوقية دولية وذلك في المحاكم الدولية مستقبلاً لإدانة تركيا ومرتزقة الجيش الوطني السوري الإرهابي وحاضنته السياسية الائتلاف السوريّ”.

في العشرين من سبتمبر\أيلول، في تصريح خاص لموقع “عفرين بوست”، رحبت نادين ماينزا نائبة رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية USCIRF، بتقرير لجنة التحقيق الدولية الذي يؤكد الانتهاكات بحق الأقليات الدينية، واعتبرت أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لا تزال توفر أفضل ظروف الحرية الدينية في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اللجنة دعت الإدارة الأمريكية إلى منحها اعترافاً سياسياً كحكومة محلية. وفي تقييمها لتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، حول ما تلاقيه الأقليات الدينية من إيزيديين ومسيحيين وعلويين في المناطق التي تحتلها تركيا شمال سوريا، قالت نادين ماينزا نائبة رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية USCIRF في تصريح لموقع عفرين بوست: “نرحب بتقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الذي يؤكد الظروف المروعة للإيزيديين والمسيحيين والأقليات الأخرى في المناطق التي غزتها تركيا وتحتلها الآن، وأشار رئيس فريق الأمم المتحدة باولو بينهيريو إلى أن “الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا ربما قد ارتكب جرائم حرب تتمثل في أخذ الرهائن والمعاملة الوحشية والتعذيب والاغتصاب”. وأضافت: “عقدت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية USCIRF جلسة استماع في يونيو/حزيران، بشأن “حماية الحرية الدينية في شمال شرق سوريا” التي وثقت عمليات القتل والاغتصاب والخطف والاستجوابات القسرية والابتزاز وتدمير المواقع الدينية من قبل القوات المتحالفة مع تركيا في عفرين ورأس العين ومناطق أخرى في شمال سوريا، كما أدانت منظمة مراقبة الإبادة الجماعية هذه الفظائع ووصفتها بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”. وحول تقييم الحرية الدينية في مناطق الإدارة الذاتية، قالت ماينزا: “كانت هذه المناطق مجتمعات جميلة ومتسامحة تحكمها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا AANES تم إنشاء هذه الحكومة الرائعة في وسط حرب أهلية أثناء محاربة داعش، ولا تزال توفر أفضل ظروف الحرية الدينية في الشرق الأوسط. والتناقض بين AANES وتركيا واضح جداً، لهذا السبب، أوصت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدوليةUSCIRF الحكومة الأمريكية بتوسيع مشاركتها مع AANES، ومنحهم اعترافًا سياسيًا كحكومة محلية شرعية، ورفع العقوبات عن المناطق التي يحكمونها، يجب على الولايات المتحدة أيضًا المطالبة بإدراجها في جميع الأنشطة المتعلقة بقرار الأمم المتحدة 2254، إن إدراج AANES في الحل السياسي هو على الأرجح الطريقة الوحيدة لضمان بقاء الحرية الدينية في سوريا”. وحول رد الفعل إزاء التقرير السابق الذي أصدرته اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية USCIRF في 28 أبريل/نيسان 2020 قالت ماينزا: “في تقريرنا السنوي لعام 2020، فاجأنا البعض بالتأكيد بتوصيتنا الجريئة بأن على الحكومة الأمريكية “ممارسة ضغوط كبيرة على تركيا لتوفير جدول زمني لانسحابها من سوريا”، من الواضح أنه عندما قامت تركيا بغزو واحتلال الأراضي في سوريا، فإن قواتهم وحلفائهم الإسلاميين قد ارتكبوا انتهاكات صارخة للحرية الدينية ضد الأقليات، نحن نقدر استمرار الإدارة والكونغرس في الحوار معنا بشأن هذه التوصيات ونأمل أن يتم النظر فيها بجدية”. وفيما يتعلق بالموقف التركي إزاء صدور التقارير الأممية وإمكانية رفضها أدت نادين ماينزا: “مع تقرير الأمم المتحدة الجديد عن جرائم الحرب، أصبح الآن من الصعب على تركيا رفض هذه التقارير باعتبارها خاطئة، ببساطة هناك الكثير من الأدلة، يجب أن نستمر في التحدث علناً والضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بواقع ما يحدث في شمال شرق سوريا، إذا لم نفعل الصواب، فقد يعني ذلك نهاية الإيزيديين وبعض أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، لحسن الحظ، تزداد جوقة الأصوات التي تلفت الانتباه إلى هذا الوضع، ومن الواضح أن حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لم يعد بإمكانهما غض النظر”. وعبّرت ماينزا في حديثها لـ “عفرين بوست” عن قلقها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باستهداف الأكراد ممن غيروا ديانتهم إلى المسيحية بتهم الردة في عفرين، وعلى وجه الخصوص بشأن “رضوان محمد” الذي تم القبض عليه بسبب قيامه بجنازة مسيحية لزوجته، متأملة أن تسعى السلطات التركية من أجل الإفراج الفوري عن رضوان. وتعتبر اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية USCIRF، لجنة حكومية فيدرالية تابعة للولايات المتحدة، وهي مستقلة تحظى بتأييد من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي). وتعمل اللجنة على رصد ممارسة الحق في حرية الدين والعقيدة خارج الولايات المتحدة بوجه عام، وتعتمد اللجنة التي أنشئت بموجب أحكام قانون الحريات الدينية الدولية IRFA الصادر عام 1998، على المعايير الدولية في رصدها الانتهاكات المتعلقة بحرية الدين والعقيدة خارج الولايات المتحدة، وتقدم التوصيات المتعلقة بالسياسات إلى الرئيس ووزير الخارجية والكونغرس في الولايات المتحدة، ككيان مستقل ومنفصل ولا يمت بصلة بوزارة الخارجية الأمريكية. وكانت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية USCIRF، قد أصدرت تقريرها السنوي في 28 أبريل /نيسان الماضي، ودعت فيه واشنطن إلى “ممارسة ضغط كبير على تركيا لتوفير جدول زمني لانسحاب قواتها من سوريا”، وقالت فيه إن “على الولايات المتحدة ضمان “ألّا يوسع الجيش التركي وجماعات المعارضة السورية المسلحة المدعومة منها منطقة سيطرتهم في شمال شرق سوريا، وأن لا يقوموا بأيّة عمليات تطهير دينية وعرقية جديدة في تلك المنطقة، وطالبتها بوقف انتهاكات حقوق الأقليات الدينية والعرقية الضعيفة”.

كذلك، وفي متابعة لمجريات الأحداث بعد صدور التقرير لجنة حقوق الإنسان الخاصة بسوريا في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، وتداعيات ذلك على الواقع في عفرين والإجراءات التركية وسلوكيات الميليشيات، كتبت الصحفية والزميل في مركز المشرق للبحوث “إليزابيث تسوركوف” في 18 سبتمبر/ أيلول مجموعة تغريدات على موقع تويتر. وتحدثت تسوركوف عن اجتماع عقدته الاستخبارات التركية مع متزعمي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، واستقت معلوماتها من أحد الحاضرين فيها دون أن تذكره بالاسم، وقالت: إن “سمعة “الجيش الوطنيّ السوري” وتركيا هي ما يهم، وليس وقف الانتهاكات في الواقع”. وقالت إليزابيث تسوركوف: “استدعت الاستخبارات التركية، الخميس السابع عشر من سبتمبر/ أيلول، قادة جميع الميليشيات المدعومة من تركيا وما يسمى “الجيش الوطني السوري” إلى اجتماع في غازي عينتاب، بعد نشر تقرير أممي دامغ حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها الجيش الوطني السوري”. وتابعت: “تقرير لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يدعو تركيا إلى احترام القانون الدولي ووقف الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات المسلحة الخاضعة لسيطرة تركيا، بما في ذلك عمليات القتل والخطف والنقل غير المشروع ومصادرة الأراضي والممتلكات والإخلاء القسري، حيث صدر تقرير جديد ومهم عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الخاص بسوريا، مع فصلٍ مخصص للانتهاكات في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في سوريا، ووثقت الهيئة عمليات نهب واحتجاز رهائن مقابل فدية وتعذيب واغتصاب أثناء الاحتجاز من قبل “الميليشيات” المدعومة من تركيا”. وأكملت: “ووفق أحد الحاضرين في الاجتماع، اقترح “أبو سعيد” ضابط المخابرات التركي المسؤول عن ملف سوريا، على السلطات التركية تأسيس مجلس علماء دين لحل المشاكل التي تنشأ بين “الميليشيات”، إذ يتم غالباً حل المشكلات من خلال المعارك المسلحة، وأحد العلماء هو “المدعو عمر حذيفة”، ويعمل لصالح “ميليشيا فيلق الشام”، وآخر هو “المدعو عبد الله الشيناني”، المرتبط بميليشيات دير الزور، لم يُعطَ “متزعمو الميليشيات” خياراً، وصدر الأمر إليهم بالخضوع لحكم المجلس”. وتابعت: “بعد ذلك، تحدث “أبو سعيد” عن تقرير لجنة التحقيق، بنبرةٍ قاسية غير مسبوقة، وطلب من “متزعمي الميليشيات” وقف الانتهاكات بحق المدنيين، ولزم جميع “متزعمي الميليشيات” الصمت، عدا شخصٍ واحد، يبدو أنّه “المدعو أبو حاتم شقرة”، “متزعم ميليشيا فصيل أحرار الشرقية”، وقد رفع صوته، وقد أسكت أبو سعيد “المدعو أبو حاتم”، وأخبره أن الفوضى التي أحدثتها أحرار الشرقية في قتل “الشهيدة” هفرين خلف هي التي لفتت الانتباه إلى انتهاكات “الميليشيات”. وأشارت أن “الغريب أن الأتراك أيدوا أبو عمشة، “متزعم ميليشيا العمشات”، ويعتبرونه نموذجاً للسلوك الجيد، فقد عمل “المدعو أبو عمشة” في الأشهر الأخيرة على تنظيم قوته وأجرى العديد من التدريبات للعناصر، إلا أن لجنة التحقيق أشارت مرارًا وتكرارًا إلى انتهاكات الميليشيا (المقصود سليمان شاه/ العمشات). وهم متورطون (حسب مصادري) بالابتزاز والحصول على أموال الحماية ومصادرة المنازل والسرقات”. وتتابع إليزابيث سرد وقائع من الاجتماع نقلاً عن مصدرها وتذكر مسألة في غاية الأهمية وهي أن التخوف التركي كان سببه انكشاف الدعاية التي تقدمها للعالم أمام الحقائق الذي ذكرها التقرير الأممي وليس وقع الانتهاكات، فتقول: “خلُص “أبو سعيد” إلى أن “متزعمي الميليشيات” سيتحملون المسؤولية عن انتهاكات عناصرهم، لكنه لم يحدد الطريقة، وتركيا تدفع تركيا رواتب “مقاتلي الجيش الوطني السوري” وتسلحهم، ولكن أنقرة حتى الآن لم تستخدم نفوذها للضغط على “الميليشيات” لوقف الانتهاكات”. وتكمل: “أكد “أبو سعيد” في مناقشته لانتهاكات “الفصيل” على توثيقه وتداوله من العالم الخارجي. وكان واضحًا للمشارك في الاجتماع (مصدري) أن سمعة “الجيش الوطني السوري” وتركيا هي ما يهمه، وليس وقف الانتهاكات في الواقع، وبينما تعترف تركيا بشكل خاص بانتهاكات وكلائها السوريين، رفضت علنًا تقرير الأمم المتحدة الدقيق والمثير للقلق الذي يوثق التعذيب والاغتصاب والنهب والجرائم الأخرى التي ارتكبتها “الميليشيات السورية”. وتشدد أنه “لم يكن هذا اللقاء الأول بين الاستخبارات التركية و”متزعمي الميليشيات” بخصوص انتهاكاتهم وفسادهم، ففي الآونة الأخيرة، ضغطت تركيا عليهم لوقف تهريب اللاجئين إلى تركيا”. وتذكر إليزابيث في تغريدتين متتاليتين أحداث 28مايو/ أيار الماضي، في عفرين واقتحام مقر ميليشيا “فرقة الحمزة”، التي كشفت عن نساء كُرديات مختطفات لتذكر اجتماعاً سابقاً مع متزعمي الميليشيات في أعقابها، فتقول في الأولى: “في مايو/ أيار، بعد أن اقتتلت جماعة من “ميليشيا الحمزة” ومقاتلون من الغوطة فيما بينهم في عفرين، وقتلوا المارة، اندلعت احتجاجات واسعة النطاق من قبل المستوطنين العرب، عقد ضباط عسكريون أتراك اجتماعات مع متزعمين وعناصر من مراتب أدنى من “الجيش الوطني السوري” يطلبون منهم وقف الانتهاكات”. وفي الثانية تشير إلى الإجراءات التعسفية واستمرار الاعتقال بدون اتهام، فقالت: “وخلال الاقتتال الداخلي، تم اكتشاف 11 كرديًا محتجزًا (بينهم 8 نساء وطفل) في مكانٍ مظلم، تديره “ميليشيا الحمزة”، في عفرين، منذ ذلك الوقت، تم نقلهم ببساطة إلى سجن جديد تديره فرقة الحمزة في بزاعة (منطقة الباب)، ولم يتم بعد توجيه اتهامات إليهم بارتكابِ أية جريمة”. وتشدد تسوركوف أنه و”بكل الأحوال فالصورة التي قدمتها أنقرة عن واقع المناطق التي تحتلها اهتزت بقوة، وثمة أصوات وتقارير مهمة لجهة مقاربة حقائق الانتهاكات، من منظمات وهيئات دولية وتقارير إعلامية وناشطين، بانتظار سقوط الدعاية التركية تماماً وانكشاف العري الفاضح لسياسة أنقرة في المناطق التي احتلتها وأغلقتها أمام الإعلام”.

في الواحد والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال تقرير لـ عفرين بوست: اتسمت مقاربة “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” لتقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الذي صدر في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول 2020، بكثير من الموضوعية والعقلانية السياسية، فرحبت بالنقاط الإيجابية، ودعتها لزيارة مناطقها وتقصي الحقائق. وفي حوارٍ أجرته “عفرين بوست” مع رئيسة الهيئة التنفيذيّة لـ “مجلس سوريا الديمقراطيّة” السيدة “إلهام أحمد”، أكدت على توصيف تركيا بـ”دولة احتلال”، وعبرت عن الترحيب بالتقرير، مشيرةً إلى توجيه الدعوة إلى لجنة التحقيق لزيارة مناطق “الإدارة الذاتية” بما فيها مخيم الهول، لمعرفة الحقائق عن قرب، وحول تجنب التقرير توصيف تركيا بالاحتلال، أشارت إلى أن عمل اللجنة هو لأجل مهمة محددة، برصد انتهاكات حقوق الإنسان، وأن وقف الانتهاكات مسؤولية المجتمع الدولي. وفيما يلي حديث أحمد كاملاً: “من الواضح أن عمل اللجنة هو لأجل مهمة محددة وهي رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وما ورد في التقرير يؤكد على ما قامت به تركيا والفصائل الإرهابية المرتبطة بها من جرائم بحق الإنسانية، تركيا هي دولة احتلال بموجب القانون الدولي، وتتصرف كدولة مارقة في الإقليم من دون أن يكون هناك أي رادع دولي يوقف الانتهاكات التركية بحق شعوب المنطقة، وما تقوم به في عفرين ورأس العين من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق المكون الكردي على وجه التحديد ليست إلا أعمال ممنهجة تأتي في سياق التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي، حيث تعد هذه الانتهاكات جرائم ضد الإنسانية يتوجب على المجتمع الدولي أن يحاسبها عليها”. و”اعتمدت هذه اللجنة على الوثائق والتقارير والشهادات المقدمة إليها عن بعد، ولذلك أصدرنا بياناً نرحب فيه بتقرير اللجنة ودعوناها إلى زيارة المنطقة لتقصي الحقائق عن قرب، كونها لم يسمح لها بزيارة المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والمناطق الخاضعة لسلطة النظام، يهمنا أن تثبت لجنة التحقيق جميع هذه الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق السوريين، وأن تطال يد العدالة جميع المجرمين”. “دعوتنا للجنة التحقيق لزيارة شمال وشرق سوريا تشمل أيضاً زيارتهم إلى مخيم الهول للاطلاع على الواقع الحقيقي هناك وحجم الأعباء التي تقع على عاتق الإدارة الذاتية في ظل الإمكانيات المحدودة الموجودة لدينا، علما أن الإدارة تقوم بجدولة أسماء الموجودين في المخيم من أبناء المنطقة وبشكل دوري يتم إخراجهم وتسليمهم إلى ذويهم”. “وبسبب عدم جدية بعض الدول بالتعاون معنا في استلام مواطنيهم من الدواعش، وعدم تحمل المسؤولية في تلبية الاستحقاقات المطلوبة منهم، وعدم تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المتورطين في الإرهاب، فإن هذا شكل عبئ كبيراً على الإدارة يتطلب من المجتمع الدولي التعاون معنا لأجل تلبية احتياجات المخيم من جميع النواحي”. “لقد أوصت اللجنة أن توقف الفصائل الإرهابية المرتبطة بتركيا انتهاكاتها وجرائمها بحق السوريين، كما أوصت تركيا القيام بمسؤولياتها بضبط هذه الفصائل، ومن المعلوم أن هذه الفصائل تأتمر بأوامر تركية، ولوقف هذه الانتهاكات على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته باتخاذ إجراءات وتدابير عاجلة تنهي الاحتلال التركي لجميع الأراضي السورية بموجب القانون الدولي”.

نشر التطرف..

في التاسع عشر من سبتمبر\أيلول، وصلت يوم أمس الجمعة، مجموعة من المرتزقة السوريين وعناصر تنظيم الإخوان المسلمين من ليبيا لى عفرين بعد انتهاء عقودهم، فيما غادرت دفعة جديدة إقليم عفرين المحتل إلى داخل الأراضي التركية للتوجه من هناك لى ليبيا. أفاد مراسل عفرين بوست اليوم أن عدداً من مسلحي من جماعة أوسو التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، قد عادوا من ليبيا بعد الانضمام للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانيّة في طرابلس، مضيفا أن عدداً من المرتزقة/القتلة المأجوين أتموا استعداداته للسفر إلى ليبيا، وغادروا مدينة عفرين المحتلة الساعة السادسة من صباح اليوم، من مقرهم جانب سوق الهال. وحسب المراسل فإن عددهم بلغ 42 مرتزقا وهم ينتمون لجماعة “الأوسو” المنضوية في ميليشيا “الجبهة الشامية” و15 مرتزقا من ميليشيا “لواء الشمال”، حيق توجهوا إلى مدينة إعزاز وعبرها سيدخلون إلى الأراضي التركيّة، ليتم نقلهم إلى ليبيا.

في العشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست اليوم أن مجموعة من المرتزقة عددهم 50 عنصراً أنهت استعداداتها يوم أمس للسفر إلى ليبيا والانضمام للقتال لدعم حكومة الوفاق الإخوانية في مدينة طرابلس. وأضاف المراسل، كان الموعد المحدد صباح اليوم، وتم تحديد نقطة التجمع قرب مسجد أبي بكر الصديق وسط مدينة عفرين.

في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، انطلقت دفعة من مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من مقرها في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، صوب مركز التجميع في مدينة مارع، تمهيداً لإرسالهم إلى أذربيجان. وأضاف مراسل “عفرين بوست” أنه قد خرجت يوم أمس الإثنين، أن دفعة من المسلحين (65 مسلحاً\قاتلاً مأجوراً) من مقر المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو “مالك الأوسو” الكائن في حي الأشرفية، وتوجهت إلى مدينة إعزاز تمهيد لإرسالهم إلى داخل الأراضي التركية ومن ثم إلى أذربيجان. مردفاً أن دفعة أخرى من مليشيا “فرقة الحمزة” خرجت من مقر الميليشيا الكائن في المصرف الزراعي بحي المحمودية، إضافة لدفعة أخرى من ميليشيا “لواء السمرقند” قدمت من ناحية “جندريسه\جنديرس”، وتوجهت صوب مدينة إعزاز، وكذلك خرجت دفعة من مقر المدعو “نضال البيانوني” بالقرب من سوق الهال. إلى ذلك ذكر موقع يسمى “جسر”، نقلا عن مصادره، أن جيش الاحتلال التركي افتتح منذ مدة معسكراً تدريبياً لمسلحي المليشيات الإخوانية المسماة بـ”الجيش الوطني السوري”، بالقرب من مدينة الباب وذلك بغية تدريبهم وإرسالهم إلى أذربيجان برفقة القاعدة العسكرية لتركيا المزمع إنشاؤها على الحدود بين البلدين. وعلى غرار إرسال تركيا لقتلة مأجورين سوريين إلى ليبيا، ستبدأ أولى الرحلات لهؤلاء القتلة السوريين من تركيا إلى أذربيجان يوم الجمعة القادم 25 أيلول/سبتمبر 2020، بعدد يقرب من 1000 قاتل وراتب يتراوح من 1500 إلى 1800 دولار. وبدأت أنقرة بشكل فعلي، خلال الساعات الأخيرة، بتحريك مليشيات الإخوان المسلمين بغية التجنيد والتوجه نحو أذربيجان، بهدف التواجد على الشكل الذي بات سائداً كـ“مرتزقة سوريين” إلى جانب الحكومة الحليفة لتركيا في أذربيجان، ضد أرمينا. وفي السياق، نقل موقع محسوب على المعارضة، وعلى لسان مصدر عسكري في المليشيات الإخوانية بإنَّ المخابرات التركية وجهت أوامرها لتلك المليشيات بهدف التجنيد للتوجه نحو أذربيجان براتب 2000 دولار شهرياً، وبعقود لـ3 أشهر، منوهًا بأنَّ الوضع كما هو في ليبيا من ناحية سرقة المتزعمين لخمسمائة دولار أو أكثر من رواتب المسلحين، وبأنَّ الرواتب ستكون بالليرة التركية بحسب سعر صرف البنك المركزي التركي وهي “طريقة من المخابرات التركية لسرقة فروقات سعر الصرف”. وأكمل المصدر بأنَّ الأوامر الأولية هي لتجهيز 1500 قاتل مأجور من مليشيا “فرقة السلطان مراد” و”فرقة الحمزة” و”فيلق الشام”، متابعًا بأنَّ متزعمي المليشيات لا تعلم حتى اللحظة، ما هو الهدف من التوجه إلى أذربيجان، ومن هي الجهات التي سيقاتلونها بالضبط، وسط أنباء مشوشة حول الوجهة أو فيما إذا كان العناصر سيقيمون بقواعد عسكرية أو يتجهون نحو معارك ستشهدها المنطقة.

كذلك، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكردي المحتل، عصر ذلك اليوم، تجمُّع المئات من مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية “ماراتيه\معراتة” (3كم غرب مدينة عفرين) وانطلاقهم بالحافلات صوب مدينة إعزاز، تمهيداً لنقلهم إلى آذربيجان. وأوضح المراسل أن عدد “المسلحين\القتلة المأجورين” المنطلقين من قرية “ماراتيه/معراتة” لوحدها كان يتراوح بين 300- 400 مسلحاً، مضيفاً أن المسلحين كانوا يرتدون اللباس المدني. وفي سياق متصل، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن الاستخبارات التركية افتتحت مكتباً جديداً لتسجيل أسماء الراغبين بالتطوع في صفوف ميليشيا “الشرطة الحرة الليبية” التابعة لحكومة فائز السراج الإخوانية، موضحاً أن المكتب يقع في محيط مشفى آفرين (الشفاء حالياً)، وسط المدنية. وأضاف المراسل أن المكتب يشهد اقبالاً كبيراً، حيث تم رصد طوابير طويلة، مؤكداً أن عدد المتطوعين لحد يوم أمس الثلاثاء، بلغ 460 مسلحاً.

النظام السوري..

في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، اعتقل النظام السوري، على حاجز مدخل “مقاطعة الشهباء” مُهجراً عفرينياً قادماً إليها من مدينة حلب، مما أثار حفيظة الأهالي ودفعهم للتظاهر رفضاً لممارسات قوات النظام، حيث احتشد الأهالي وطالبوا قوات النظام بالإفراج عنه. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، فأنه في ساعات ظهر أمس، اعتقل النظام السوري على أخر حاجز له متوجه من مدينة حلب لمناطق الشهباء، المهجر العفريني “مجيد محمد سيدو ميمى” ذو الـ40 عامآ. وأفاد المراسل أن المواطن “مجيد” كان قادماً من مدينة حلب واعتقل دون سبب، وأن المواطن من أهالي قرية “كعنيه كوركي” التابعة لناحية “جندريسه/جندريس” بريف عفرين. ورداً على تلك الممارسات من قبل النظام السوري، من اعتقال وفرض الحصار على أهالي الشهباء، خرج العشرات من الأهالي بتظاهرة أمام حاجز النظام السوري الواقع في ناحية أحداث، رافضين التجاوزات، ومرددين شعارات غاضبة، حيث طالبوا بالإفراج عن المواطن الكردي المعتقل، والكف عن مضايقة أهالي عفرين المهجرين هناك.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons