عفرين بوست ــ خاص
توفيت المواطنة الكردية “ملك إيبو” بعدما احتملت الحرمان على مدى أكثر من خمس سنوات حقل الزيتون وهو مصدر رزقها، ومنزلها وهو المأوى، حتى تلقت التهديد بالقتل واقتحم عليها مسلحون ليلاً.
أفاد مراسل “عفرين بوست” أنّ المواطنة الكرديّة “ملك خليل إيبو” (63 سنة) من أهالي قرية علي جارو ــ ناحية بلبله، توفيت أمس 6 نوفمبر بسبب إصابتها بجلطة دماغيّة، على خلفية تهديدات مباشرة بالقتل واقتحام مسلحين ملثمين عليها ليلاً.
المواطنة ملك هي أرملة المرحوم “منان حسين إبراهيم”، عادت إلى قريتها قبل نحو عام من مناطق التهجير القسري في الشهباء، فيما كلّ أولادها مهجرون قسراً في منطقة الشهباء، عدا ابنة متزوجة في القرية. وقد استولت ميليشيا “صقور الشمال” على أملاكها بما فيها منزل العائلة، وقد طالبت باستعادته مراراً دون جدوى.
المدعو “أسمر” المسؤول الاقتصاديّ في ميليشيا “صقور الشمال” هو الذي يسكن في منزل المواطنة ملك، ويرفض إخلاءه، وقد هددها بنفسه رداً على مطالبتها بالمنزل والأراضي المستولى عليها.
كانت المواطنة ملك تقيم في منزل قريبٍ لها في القرية، ويوم الأحد وفي وقت متأخر من ليل اقتحم عليها مسلحان ملثمان وهدداها مجدداً، وأصيبت بحالة رعب وخوف، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بجلطة دماغية، وتم نقلها إلى المشفى التخصصي في مدينة عفرين حيث توفيت.
وبحسب وصيتها تم نقل جثمانها إلى منزلها الذي حرمت منه أكثر من خمس سنوات، ليتم التشييع انطلاقاً منه.
الحادثة أثارت موجة استنكار كبيرة، وتداول العديد من النشطاء قصة المواطنة ملك التي قضت قهراً، وحرُمت من منزلها، وعلق كثيرون على عودتها إلى منزلها ملفوفة بالكفن.
الوفاة قهراً ليست حادثة طارئة، بل نتيجة مباشرة للاحتلال وبالوقت نفسه أسلوبُ للقتلِ لا تُستخدمُ فيه أدواتُ القتلِ وأساليبها المعروفة، وفي حوادث كثيرة قضى المسنون بنوبات قلبية حادة بسبب القهر والقسوة وسوء المعاملة وانتزاع الملكيات بالقوة من قبل المسلحين والمستوطنين، في ظل فقدان تام للأمن وعدم وجود أجهزة قضائية نزيهة تعيد الأملاك إلى أصحابها وقصة المواطنة “ملك” واحدة من قصص عديدة، وهي نموذج لآلاف حالات الحرمان والعجز عن استعادة الأملاك والمنازل التي أفنى الأهالي أعمارهم في سبيلها.
