عفرين بوست-خاص
قبل نحو عامين ونصف وصل العم “محمد رشيد إيبو” البالغ من العمر 72عاماً، إلى قرية “الأحداث” شمال حلب بعد تهجيره القسري من قريته دراقليا بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، لينتهي به المطاف في منزل مدمر بفعل المعارك التي شهدتها القرية قبل تحريرها من تنظيم داعش.
ورغم أنه لم يرق له السكن في تلك الخرابة، بيد أن للضرورة أحكام فقرر وزوجته إعادة ترميمه.
وفي السياق، قال لـ “عفرين بوست” حول تجربته: “حينما وصلنا إلى هذا المنزل فقد كان خراباً وشبه مدمراً والأحجار المُهدّمة كانت متناثرة على كافة أرضية المنزل، وبالرغم أن بقاءنا هنا مؤقتاً فقد قمت برفقة زوجتي بإعادة بناء هذا المنزل بعد تنظيفه وجمع الأحجار من الأراضي والمنازل المهدمة بواسطة الجرار، وقد بقيت على هذا المنوال مدة أسبوعين لحين أن جمعت ما يكفي من الأحجار، فأنا أعتبر عملي هذا كتراث أحمله معي في كل مكان، فإن مت لتبقى هذه التصميمات ذكرى للأجيال القادمة”.
كما جعل العم محمد من فناء المنزل المدمر حديقة مصغّرة مستفيداً من خبرته الزراعية، بجانب أنه استفاد من مخلفات الحرب والأحجار المميّزة المتوفرة في الأنحاء لتزيين المنزل، حتى بات كتحفة فنية يرتادها الشبان والشابات، وكذلك العرسان لالتقاط الصور التذكارية فيه، لتعكس صورة متخيلة عن منزله الحقيقة في قريته قبل تهجيره منه.
وحوّل منزله الأصلي في قريته، يقول المسن الكردي: “كنت قد صممت منزلي في دراقليا كما يحب قلبي، وقد أسميته “قلعة هارون الرشيد”، فقد كنت أجمع الأحجار الكريمة والنادرة من الجبال وعند البحيرات لأزيّن بها المنزل، كان في منزلي مرآب صغير ولكن تعرض لغارة طائرةٍ إبان هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين، أرسل لي أحدهم صورة فعرفت أن مرآب منزلي قد تدمر وقد سرق الجيش الحر جميع ممتلكاتي وسرقوا البوابة الرئيسية للمنزل التي يبلغ سعرها الآن حوالي مليوني ليرة سورية، عدا ما سرقوا من أشياء أخرى”.
ويختم العم محمد إنه مُذ كان شاباً، كانت تستهويه التحف الفنية والمنحوتات، وعمل في ذلك المجال، واليوم يتمنى أن يعم السلام ليعود كلٌّ إلى دياره، وأن يعود هو إلى قلعته في قرية دراقليا بـ عفرين.