ديسمبر 23. 2024

اختطاف كُردي في راجو بذريعة “الردة”.. ومخاوف على حياته

عفرين بوست

أقدمت ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، على اختطاف المواطن الكردي “رضوان محمد محمد/٤٠ عاماً”، من منزله الكائن في قرية “جقماقي مزن/جقماق كبير” التابعة لناحية راجو، بتهمة الردة، وذلك في الثلاثين من يوليو الماضي.

وبحسب منظمة حقوق الانسان – عفرين، فإن مسلحي الميليشيا أقدموا على اختطافه بعد وفاة زوجته “جنات” وهي من أهالي قرية “حسن كلكاوي التابعة لـ راجو، حيث منع المسلحون غسل جثمانها وتكفينها في جامع القرية وفقاً للأعراف والتقاليد المتبعة في الإقليم المحتل، كونها اعتنقت المسيحية ما أثار غضب زوجها، فقاموا باختطافه واقتياده إلى مقر المليشيا في مركز مدينة عفرين بتهمة الردة عن الإسلام.

وأبدت المنظمة مخاوفها من أن تقدم الميليشيا على تطبيق حكم الردة عليه، بذريعة اعتناقه للمسيحية، فيما كان يعمل المواطن “رضوان” مدرساً للغة الانكليزية في قريته وفي القرى المجاورة قبل احتلال عفرين.

ويشجع الاحتلال التركي نشر الافكار المتطرفة والجهادية، في إطار مساعيه لحل الكُرد أو إجبارهم على التهجير القسري تحت طآلة التهديد بالخطف والتعذيب، مقابل فدى مالية يحصل عليها المسلحون.

نشر التطرف عبر المدارس والمعاهد

وفي إطاره جهوده لدفع المجتمع العفريني نحو التطرف، سعى تنظيم الاخوان المسلمين منذ بدأ احتلال عفرين بكل السبل والطرق، وعبر مسميات عدة بعضها اغاثي وبعضها دعوي، بغية نشر الفكر المتشدد في عفرين، عبر افتتاح معاهد دينية، وتشجيع الأطفال على ريادة الجوامع وتلقي الدروس الدعوية، إضافة لإرسال فرق دعوية إلى القرى، وأخيراً عبر تنظيم مسابقات دينية دعوية.

وحاولت هيئات التنظيم، تشجيع الأطفال على الفكر الديني المتشدد، عبر تقديم هدايا والعاب او مقبلات وحلويات وما الى ذلك من خدع، يحاولون من خلالها جر الأطفال نحو فكرهم.

وكانت قد بثت “عفرين بوست” في العشرين من مايو 2019، صوراً لكتيبات يجري تدريسها في المساجد والجوامع، تبرهن مساعي الاحتلال والمستوطنين لزرع التطرف والتشدد الديني في عقول الأطفال، وحضهم على رفض الآخر وتكفيره، وقال مراسل “عفرين بوست”، أنه يجري تشجيع الأطفال على الحضور إلى الدورات الدينية ضمن الجوامع والمساجد، عبر تقديم بعض الهدايا البسيطة لهم، كالمقبلات وبعض قطع البسكويت، إضافة إلى منحهم “عداد البسملة!”.

ويأتي تشجيع الاحتلال التركي للدورات الدينية استكمالاً لسياساته الطائفية التي يعمل على تغذيتها منذ احتلال عفرين آذار العام 2018، حيث افتتح العديد من المعاهد والهيئات الدينية، كمعهد “الفتح المبين” في كورزيليه، بالتعاون مع “تجمع شباب تركمان سوريا”، ومدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا” مكان الثانوية الشرعية وسط مدينة عفرين.

كما عمل الاحتلال التركي على تكثيف المواد الدينية في المناهج التي اقرها بعفرين عبر فرضه مواداً كـ (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، على طلاب المرحلة الابتدائية، كما تنشط المنظمات العاملة تحت عباءة العمل الخيري، والتي تسعى لتعليم الأطفال الصلاة وغيرها.

التدين بالقوة والسلاح والترهيب

فيما تفرض المليشيات الإخوانية قوانينها بقوة السلاح على السكان الأصليين الكرد، ففي السادس والعشرين من سبتمبر العام 2019، أصدرت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي، قراراً يقضي بمنع فتح المحلات التجارية أثناء أوقات الصلاة في قرية “باسوطة” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً.

وقال مراسل “عفرين بوست” إن الميليشيا أصدرت تعميماً رسمياً مختوماً من قبل ما تسمى بـ “أمنية باسوطة” العائدة لها، ينص على منع السكان من فتح المحلات التجارية أثناء أوقات الصلاة، وحمل التعميم ختم مليشيا “فرقة الحمزة” وختم “امنية باسوطة”، وحذرت الميليشيا بموجبه من مخالفة القرار تحت طائلة المحاسبة، فيما تخضع للميليشيا قرى أخرى كـ (غزاوية وبرج عبدالو وإيسكه) وما حولها.

وأتى القرار لفرض تعاليم دينية متشددة بقوة السلاح، رغم إن الإقليم معروف بتعدده الديني، حيثُ تتواجد مجموعات دينية وطائفية متنوعة، بجانب تشييد جوامع جديدة في الكثير من قرى الإقليم.

ملاذ آمن للدواعش

وبجانب فرض التدين بالسلاح، وجد مسلحو تنظيم داعش وهو الوجه الآخر لمسلحي الإخوان المسلمين، ضالتهم في عفرين، ففي الثالث من أكتوبر العام 2019، تمكن مراسل “عفرين بوست”، من رصد تواجد طبيب داعشي في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو يُزاول مهنته في “مشفى قنبر” الذي استثمر المستوطنون بعض أقسامه وقاموا بتعديل اسمه إلى “مشفى عفرين المركزي الخاص” ضمن ساحة (ميدانى آزادي\البازار القديم).

وأكد المُراسل أن المدعو “غسان جاموس” وهو طبيب اختصاصي في الجراحة العظمية، قد افتتح إلى جانب عمله بالمشفى، عيادة في جوار مدرسة “الثانوية الشرعية” في حي عفرين القديمة، ويزاول مهنته بشكل اعتيادي، فيما كان المدعو” جاموس” قد أعلن في العام 2015، بشكل رسمي وصريح مقاطعته للميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر”، ومبايعة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث ينحدر المدعو “غسان جاموس” من منطقة “طيبة الامام” الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة حماة، وتخرج العام 2004 من كلية الطب البشري في جامعة حلب، وتخصص في مجال الجراحة العظمية.

تدمير المزارات

وفي سياق متصل، ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، كان استهداف معتقدات السكان الاصليين الكرد سياسة ممنهجة، ففي الاول من فبراير\شباط 2019، أقدمت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على تدمير ونبش مزار ديني خاص بالعلويين الكُرد في ناحية موباتا/معبطلي، حيث قام المسلحون بأعمال حفر وتدمير ونبش في مزار ” آف غيري” الذي يحظى بقدسية لدى أبناء الطائفة العلوية في البلدة.

وفي التاسع من فبراير\شباط 2019، حصلت “عفرين بوست” على مقطع فيديو مصور، يظهر الأضرار التي لحقت بمزار أصلان دا دا العلوي، الواقع شرق قرية “كورزيليه جيه” في ناحية بلبلة\بلبل.

وفي العاشر من فبراير\شباط 2019، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن الميليشيات الإسلامية المحتلة لقرى “ميدانيات” التابعة للناحية، أقدمت على القيام بأعمال نبش وحفر وتدمير لمزار “شيخموس ” الشهير، محدثةً دماراً كبيراً فيه رغم اعتراض أهالي القرى المجاورة.

وفي السابع عشر من فبراير\شباط 2019، أقدم مسلحو الاحتلال التركي على تدمير شواهد القبور في مزار “شيخ حميد” في قرية “قسطل جندو” التابعة لناحية “شرا\شران” وهو مزار ايزيدي، كما تم قطع الشجرة المعمرة الواقعة أمام المزار والتي تعتبر ذات مكانة مرموقة لدى الأهالي.

وتحاول الميليشيات الإسلامية ضرب التعدد الديني والمذهبي في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، عبر تخريب الرموز والمقدسات الدينية العائدة للعلويين والإيزيديين الكُرد، وفرض الثقافة الدينية المتطرفة، على المجتمع العفريني المتنوع على المستوى الديني والمذهبي في الإقليم.

ويشار إلى أن أغلب المزارات الدينية، الإسلامية منها والأيزيدية والعلوية، قد تعرضت لأعمال حفر ونهب ونبش وتدمير على يد الميليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر\الجيش الوطني”، وأبرزها مزار “حنان” التاريخي الذي يحظى بقدسية وتبريك لدى مختلف الطوائف والمذاهب الدينية في الإقليم الكُردي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons