ديسمبر 22. 2024

في ذكرى فاجعة شنكال… جمعيات إخوانية تدشن مشروع مدرسة على أنقاض البيت الإيزيدي بعفرين

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختيار يوم فاجعة شنكال لوضع حجر الأساس لبناء مدرسة إخوانية في إقليم عفرين المحتل، وأن يكون الموقع هو مركز الاتحاد الإيزيدي سابقاً، فمع الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي، استنفرت أدوات التنظيم الإخواني الموالية لأنقرة من جمعيات وهيئات لتدخل الإقليم بأسمائها المتعددة وتنشط في مجالات البناء لتقوم بتثبيت ركائز الاحتلال عبر بناء منشآت تعليمية ودينية لتغيير الثقافة الأصلية للسكان.   

في هذا السياق أفاد مراسل عفرين بوست بأن احتفالية جرت في السادس من أغسطس/ آب الجاري لبدء العمل على بناء مدرسة “عفرين” بتمويل من جمعية الشيخ عبد الله النوري الكويتية، وإشراف جمعية “الأيادي البيضاء”. وتم اختيار موقع مركز اتحاد الإيزيديين السابق في عفرين.

خصوصية اختيار الموقع واليوم المصادف لذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين في شنكال عام ٢٠١٤ من قبل إرهابيي داعش، تأكيدٌ على توافق نهج الاحتلال التركي مع تنظيم داعش، عدا أن عدداً من عناصر داعش تمت إعادة تدويرهم وضمهم إلى صفوف ما يسمى “الجيش الوطني السوري” ويعملون بإشراف الاستخبارات التركية في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة.

 يذكر أن مركز الاتحاد الإيزيدي في عفرين تم نهبه وسرقة محتوياته بعد الاحتلال مباشرةً، وتم تدميره عبر تفجيره في الخامس من حزيران 2018، كما تم تدمير تمثال زرادشت في المركز، وطال التدمير الكثير من المزارات الدينية الإيزيدية في الإقليم المحتل وفُرضت الأسلمة على أتباع الديانة الإيزيدية، في سياق محو الديانة الإيزيدية ونشر الفكر التكفيري المتشدد.

ودمر الاحتلال التركي أكثر من 15 مزارا للايزيديين في عفرين وقاموا بعمليات الحفر والتنقيب والبحث داخلها بالإضافة لقطع وحرق الأشجار المقدسة لدى الايزيديين، بينها مزار باريسه خاتون، وعبد الرحمن، وشيخ حميد، وشيخ بركات، وملك آدي، وجل جانه، وشيخ غريب، ومزار حنان”، بالإضافة الى حرق شجرة مباركة في قرية كفرجنة في مزار “قره جورنه” ومزار “هوكر” في ناحية شرا/ شران وتدمير مزار شيخ جنيد في قرية فقيرا التابعة لناحية جنديرس.

تحول إقليم عفرين في ظل الاحتلال إلى مركز استقطاب للجمعيات الإخوانية، وهناك عدد من المشاريع التي يتم العمل عليها بتمويل جمعية عبد الله نوري وإشراف جمعيات الأيادي البيضاء، منها مشروع ترميم مدرسة قطمة، وبناء مدرسة الإمام الخطيب ومدرسة كويت الخير في جندريس، وفي 31/12/2019 تم عرض مقطع مصور عن مشروع بناء مدرسة “كويت الخير” والتي تقوم على مساحة إجمالية 2500م2 ومساحة طابقية 1400م2.

من الجدير ذكره أن جمعية (الأيادي البيضاء) حصلت على الترخيص للعمل في تركيا وأنشأت مكتباً لها في مدينة إسطنبول في 27/02/2013، باسم BEYAZ ELLER YARDIMLAŞMA DERNEĞI، وفي 24/09/2014 حصلت على ترخيص لمكتب أنطاكيا، المعني بتنفيذ المشاريع ومتابعة الوضع لقربه من الحدود السورية التركية.

وأما جمعية عبد الله النوري فهي تندرج في لائحة الجمعيات الإخوانية الكويتية، التي نشطت كمراكز تحويل للأموال القادمة من قطر وإرسالها إلى فروع التنظيم بالاقليم، وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير نشرته عام 2014 إن مئات الملايين من الدولارات تنفق، سواء من أفراد أو من جمعيات خيرية في الكويت، على جبهة النصرة، وفقاً لمصادر في الخزانة الأمريكية.

الترويج بأن التمويلات القادمة لتمويل المشاريع في عفرين كويتية، توصيف فضفاض، للإيحاء بأن التمويل حكومي رسمي أو شعبي، والحقيقة أن التمويلات محددة بالجمعيات المرتبطة بالإخوان المسلمين فقط ولا تمثل دولة الكويت حكومة وشعباً.

إلى جانب المدارس ينشط بناء المساجد بنفس الغاية، فقد أعلنت “جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48” الإخوانية مباشرتها مشروع إقامة مسجد في قرية تل طويل التابعة لمركز عفرين على أرض زراعية تم الاستيلاء وتعود ملكية الأرض لمواطن كُردي من قرية عشونة التابعة لناحية بلبله/بلبل.

وفي 25/7/2020 أقام الاحتلال التركي احتفالاً لوضع حجر الأساس لمشروع بناء مسجد الذاكرين، الذي تبنت إنشاءه جمعية الإغاثية الإنسانية التركية IHH المعروفة بنشاطها الإرهابي وضلوعها بنقل الأسلحة إلى سوريا وانفجرت فضيحتها بداية عام 2014.

مع احتلال الجيش التركي والفصائل الاسلامية الموالية له لمقاطعة عفرين مرست العديد من الانتهاكات بحق الحجر، البشر والشجر وأخرها إمحاء تركيا مزارات الديانة الايزيدية في عفرين وبناء الجوامع بدلآ منها لتطهير الايزيدين في المنطقة.

ويتوزع الايزيديون في عفرين على 22 قرية ويقدر نسبتهم أكثر من 25 ألف نسمة وبحسب المصادر فأنه بعد الاحتلال التركي لعفرين بقي حوالي 3 الاف ايزيدي في قراهم.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons