عفرين بوست-خاص
يواجه أهالي عفرين المهجرين قسراً لمناطق الشهباء شمال سوريا، وخاصةٍ القاطنين منهم في المخيمات، خطورة واحتمالية انتشار وباء كورونا لقرب المسافات بين الخيم، وذلك بعد ظهور العديد من الحالات المصابة ووفاة واحدة منهم في المنطقة، فيما فرض حجر صحي لمدة 15 يوم على ناحية “أحرزيه\أحرص”، واتخذت “الإدارة الذاتية” هناك عدة تدابير وقائية في المنطقة.
وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في شمال شرق سوريا لـ 50 حالة، بعدما سجلت هيئة الصحة في الخمس من أغسطس الجاري، 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ووفاة إحدى الحالات في مقاطعة الشهباء، وتعافي حالة بمدينة قامشلو.
وحرصاً على أمن وسلامة أهالي عفرين المهجرين قسراً في الشهباء وسلامة سكان المنطقة الأصليين، اتخذت “الإدارة الذاتية” في الشهباء، العديد من الإجراءات والتدابير الوقائية منعاً من انتشار وباء كورونا بين الأهالي.
وتعتبر معاناة الشهباء أكبر، واحتمالية انتشار الفيروس فيها أوسع، كون المنطقة عانت من قبل الحرب الدائرة في سوريا من الإهمال، وما تزال من الهجمات مستمرة عليها من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، بين الحين والأخرى على المقاطعة، بجانب أن “الإدارة الذاتية” لا تتحكم بجميع معابرها، حيث يتمتع النظام السوري بالمقدرة الأكبر على ذلك، نتيجة حصارها بين مناطق نفوذه، ومناطق نفوذ الاحتلال التركي.
ويعيش مهجرو عفرين في الشهباء في خمسة مخيمات متواجدة في قرى الشهباء وناحية شيراوا، وترتفع نسبة الخطورة هناك لأن الخيم قريبة من بعضها، وفي حال انتشار الوباء بين أهالي المخيمات، ستكون الخطورة اسوء وسيصعب السيطرة عليها، على عكس الأهالي المتواجدين في المنازل المنتشرة في كل بلدات وقرى الشهباء.
واتخذت “الإدارة الذاتية” في المنطقة العديد من التدابير الوقائية اللازمة لمنع تفاشي المرض بشكلٍ أكبر، والحرص على سلامة الأهالي، ومنها توزيع منشورات توعوية حول ضرورة وكيفية الوقاية من انتشار الفيروس والتعامل معه ومع المصابين بالمرض.
كما فرض حظر كلي على ناحية “أحرزيه\أحرص” بعد وفاة مصاب بالكورونا من أهالي المنطقة، كما لن يسمح لأحد من خارج المخيمات بالدخول إليها، بجانب رش المبيدات وتوزيع الأدوية الوقائية في القرى والنواحي.
وكان المريض المتوفى بفيروس كورونا من سكان ناحية “أحرزيه\أحرص” قادماً من مدينة حلب قبل عدة أيام، وقد اختلط مع اقرانه قبل وفاته، قبل اكتشاف إصابته بفيروس كورونا، فيما سيستمر الحجر الصحي على ناحية “أحرزيه\أحرص” لمدة 15 يوم مُتواصلة.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة وانتشار فيروس كورونا في المنطقة، يزيد الحصار الخانق مستمر على يد النظام السوري على الشهباء من معاناة الأهالي، حيث تفتقر الصيدليات والمراكز الطبية ومشفى المنطقة للأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وفي هذا السياق، وسعياً من النظام السوري لانتشار وباء كورونا بشكلٍ أكبر بين أهالي عفرين المهجرين قسراً للشهباء، فأنه عمد قبل عدة أيام لدفن إحدى الجثث المتوفية بفيروس كورونا في قرية دير جمال بمناطق الشهباء، وهو ما رفضه الأهالي، حيث يستوجب دفن موتى الكورونا في أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية.