نوفمبر 22. 2024

أخبار

عفرين منذ الاحتلال.. سطو ونهب وخطف وابتزاز وفدية واتاوات واضطهاد وتطهير عرقي

عفرين بوست

تطرق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس السبت، إلى الأوضاع في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا، وقال إنه لا تزال موجات الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وانتهاكات حقوق الإنسان تسيطر على “عفرين” المحتلة من قبل أنقرة والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، منذ أكثر من عامين، وسط صمت من القوى الإقليمية والمجتمع الدولي، حيث رصد المرصد الأوضاع المتردية التي تشهدها عفرين، ومن بينها:

سلب الممتلكات وإفقار المواطنين

أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 24/7/2020، بأن مسلحين من مليشيا “فرقة الحمزات”، أقدموا على سرقة عدد من منازل المواطنين في قرية “قدا” التابعة لناحية راجو، في إطار تضييق الخناق على من تبقى من أهالي المنطقة لإجبارهم على الخروج منها.

وبحسب معلومات “المرصد السوري”، فإن مليشيا “سليمان شاه” المعروف بـ“العمشات”، أجبرت سكان قرية ياخور (كاخرة) التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين في 24/6/2020، على الخروج من منازلهم ووضعهم في مخيمات عشوائية واقعة عند الأطراف الشمالية للقرية.

واستقدم مسلحو “العمشات”، مسلحين من عدة كتائب تابعة للمليشيا، واتخذوا منازل المدنيين مقرات لهم، إضافة إلى قيام مسلحي أمنية تابعة لـمليشيا ”جيش الشرقية” ، بتهديد نحو 50 عائلة مستوطنة من محافظتي إدلب وحلب، وإجبارهم على إخلاء المنازل التي يقطنوها في مدينة جندريسه\جنديرس بريف عفرين خلال مهلة محددة، وفي حال رفض الأهالي يتم طردهم بقوة السلاح.

ونتيجة عمليات السلب والجبايات التي تفرضها المليشيات الإخوانية، تزايدت معدلات الفقر بين المواطنين في عفرين، حيث يرزح 47% من المواطنين السوريين تحت خط الفقر، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 70%.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كشف المرصد السوري في 21/7/2020، عن تعمد المليشيات استغلال المرافق العامة لجباية الأموال، حيث أنشأت ميليشيتا “السلطان مراد” و”لواء الشمال” أبنية ومحال تجارية في محيط الملعب بمدينة عفرين وأجروها لصالحهم، فيما واصلت تلك المليشيات أعمال الحفر والإنشاءات لاستغلال تلك المرافق العامة الحيوية وتأميمها في المنطقة والانتفاع بعائدها لصالح النفوذ التركي ومسلحيه.

تدمير المواقع الدينية والأثرية

ورغم كل ما نشره المرصد السوري عن تخريب المواقع الدينية والأثرية سعياً لجذب انتباه المجتمع الدولي والمنظمات المعنية، فإن المليشيات الإخوانية تواصل أعمال التنقيب عن الآثار وحفر وتخريب المزارات الدينية بحثًا عن تحف أثرية في عفرين، ففي 15 أبريل/نيسان، علم “المرصد السوري” أن مسلحين من مليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” بدأوا بعمليات الحفر في تل “أرندة الأثري” الواقع في ناحية “الشيخ حديد” في ريف عفرين الغربي.

ويذكر أن التل يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثًا عن الآثار من قبل مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه”، الأمر الذي أدى لتضرر التل بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.

وفي سياق متصل، شهد مزار “شيخ حميد” في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شرا\شران في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب، ويعتبر ذلك المزار مكانًا مقدسًا للكُرد الإيزيديين، كما يرتاده مسلمو المنطقة، ويعد من المعالم التاريخية لمنطقة عفرين، واتهم الأهالي مسلحي المليشيات بالقيام بأعمال الحفر التخريبية بتسهيل من المخابرات التركية.

تجريف البيئة الطبيعية وتغيير ملامحها

ولا تزال المليشيات الإخوانية ترتكب الانتهاكات في حق البيئة الطبيعية وتساعد عليها في مناطق عفرين، حيث يواصل المستوطنون من المحافظات السورية قطع الغابات الحراجية والأشجار في قرية روتا\روطانلي التابعة لناحية موباتا\معبطلي، بعد أخذ موافقة من مليشيا “سمرقند”.

وفي منتصف آذار/مارس 2020، علم المرصد السوري أن مسلحي المليشيات الإخوانية قطعوا عدداً كبيراً من الأشجار من حي المحمودية في مركز مدينة عفرين، تزامنًا مع استمرار مسلحي المليشيات بقطع الأشجار في مناطق متفرقة من الريف.

الانفجارات والانفلات الأمني

وشهدت مدينة عفرين عدة توترات وانفلاتات الأمنية اتخذت أشكالًا عديدة ما بين اشتباكات بين المليشيات المتناحرة وانفجارات المفخخات، وفي 22/7/2020، رصد المرصد السوري اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة بين مجموعات تابعة لمليشيا “جيش الشرقية” وسط الأحياء السكنية لمدينة “عفرين” دون أسباب واضحة، أسفرت عن مقتل مواطنة وإصابة طفلها بجروح خطيرة، بالإضافة لوقوع جرحى آخرين من المدنيين.

وعلم “المرصد السوري” أن هذه المليشيات المتقاتلة تستخدم قذائف صاروخية في صراعاتها، واستخدمت دراجة نارية مفخخة في مدينة عفرين في 24/6/2020، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة 9 بجروح. وفي 20/6/2020، وقع انفجار سيارة ملغمة وسط أحياء المدينة السكنية، ما أسفر عن إصابة 6 بينهم طفل وخسائر مادية كبيرة.

الاعتداء على النساء والأطفال والعجائز والتنكيل بهم

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة وقائع تكشف انتهاك حقوق المدنيين عمومًا، والمرأة والطفل على وجه الخصوص. وفي هذا الإطار، اعتقل مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” في أبريل الماضي، عددًا من النساء المسنات من أهالي قرية “داركير” التابعة لناحية موباتا\معبطلي في ريف عفرين وأخلي سبيلهن بعد دفعهن غرامات مالية بعد ثلاثة أيام من اختطافهن.

وفي السياق ذاته، علم المرصد السوري أنه جرى اغتصاب فتاة عفرينية بقرية “كوتنلي” في ريف عفرين 2/6/2020 من قبل مسلحي مليشيا “السلطان مراد”، ثم هددوا العائلة بتصفيتها إذا لم يتم التكتم على الأمر، وأكدت مصادر موثوقة لـ”المرصد السوري”، في 29/5/2020، وجود عشرات النساء العاريات في معتقلات مليشيا “فرقة الحمزة”.

وعن حوادث قتل الأطفال، كشف المرصد السوري في 9/7/2020، طريقة جديدة لقتل الأطفال إلى جانب قتلهم في الانفجارات والاجتياحات وعمليات الاقتتال بين المليشيات، وهي “الرمي من شاهق”، فقد توفي طفل من مستوطني ريف دمشق بعد إلقاءه من قبل مجهولين من الطابق السادس، وقبل ذلك توفي أيضاً طفل بالطريقة ذاتها، كما أصيب 3 آخرين لنفس الأسباب، ووفقاً لأحد الأطفال الذين أصيبوا، فإن “سيدة هي من تقوم بدفعهم من علو شاهق ليسقطوا أرضاً”.

وقد أدت سياسات القوات التركية المحتلة والمليشيات الإخوانية التابعة لها في عفرين، إلى كوارث بيئية وإنسانية، وسط تغافل من المجتمع الدولي الذي صم آذانه وغض بصره عن عمليات التنكيل بالمواطنين واغتصاب حقوقهم وحرياتهم، ما يدفع بالمرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تجديد مطالباته المستمرة لوضع حد للتوغل التركي في الأراضي السورية، ووقف الانتهاكات التي تمارسها أنقرة في حق المواطنين السوريين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons