نوفمبر 08. 2024

أخبار

الاحتلال التركي يستغل الدين لضمان ولاء أدواته في عفرين المحتلة

عفرين بوست-خاص

يواصل الاحتلال التركي استغلال الدين والسعي لجعله مطية يحقق بها أهدافه، عبر نشر الخطاب الشعبوي والتطرف الديني النابذ للآخر المختلف، والذي يستند على نظرية فناء الآخرين وهلاكهم بغية إحقاق ما يعتبرونها خلافتهم العثمانية المزعومة.

ويعتمد الاحتلال التركي في ذلك بطبيعة الحال على الجماعات المتخلفة، ذات الخلفية الثقافية الدينية الصرفة، ممن يمكن خداعهم ببساطة باستحضار التعاليم الدينية والأحاديث التي يجري تفسيرها بما يتوافق مع مصالح الاحتلال التركي، لكسب قلوب المستوطنين وإظهار نفسه أنه المنقذ من النظام ومن الانفصاليين المزعومين (في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية).

ولا يدرك هؤلاء المغيبون بحكم الرابطة الدينية مع الاحتلال التركي، والتي تساهم جماعات الإسلام السياسي وبشكل خاص تنظيم الإخوان المسلمين في تضخيمها، في كونهم مجرد أدوات يحقق بهم الأتراك توسعهم العرقي والثقافي المستتر باسم الدين على باقي شعوب المنطقة.

كما لا يدركون أن جميع الإجراءات الحالية، التي تقوم على نظرية “الأخوة التي لا حدود لها” بين مسلحي الإخوان السوريين والجانب التركي، ليست إلا خدعة سيجري العمل بها حتى تترسخ العثمانية من جديد داخل المجتمعات السورية، قبل أن يتخلص منهم المحتل التركي جميعاً.

ولإظهار نفسه حامي الدين، لا يتوقف الاحتلال التركي في إقليم عفرين الكُردي المحتل أو غيره، عن افتتاح وتدشين الجوامع، ليضمن عبرها تخريج أجيال جديدة من المتطرفين الذين يقاتلون من أجل أنقرة حسب الطلب والرغبة، مرة ضد المكونات السورية في شمال شرق البلاد، وأخرى في ليبيا، وتارة في اليمن وربما في أذربيجان لاحقا.

وفي ذلك السياق، قالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي إن ما تسمى بـ”هيئة الإغاثة الإنسانية التركية “İHH”، قد بدأت ببناء مسجد “الذاكرين” في مركز عفرين، وأنه سيتسع لـ 1500 مصلٍ.

وبحسب بيان صادر عن “İHH”، أمس السبت، شارك نائب رئيس الهيئة إرهان يملاك، في وضع حجر الأساس، على أن ينتهي بناؤه في غضون عام، حيث زعم يملاك، في البيان، إلى “قلة عدد المساجد في مركز مدينة عفرين”، وهو ما لا يتناسب مع المساعي التركية الساعية لتخدير الشعوب بالدين، كما حصل على مدار أكثر من أربعة قرون مع مختلف الأقطار العربية التي خضعت سابقاُ للاحتلال العثماني التركي.

ومنذ احتلال عفرين، سعت التنظيمات المتطرفة كـ تنظيم الاخوان المسلمين لنشر التطرف بكل السبل والطرق، عبر افتتاح مؤسسات مسميات عدة بعضها اغاثي وبعضها دعوي، بغية نشر الفكر المتشدد في عفرين، إلى جانب افتتاح معاهد دينية، وتشجيع الأطفال على ريادة الجوامع وتلقي الدروس الدعوية، إضافة لإرسال فرق دعوية إلى القرى، وتنظيم مسابقات دينية دعوية.

كما حاول تنظيم الاخوان المسلمين تشجيع الأطفال على الفكر الديني المتشدد، عبر تقديم هدايا والعاب او مقبلات وحلويات وما الى ذلك من خدع، لجر الاطفال نحو فكرهم، حيث افتتحت في ذلك السياق، العديد من المعاهد والهيئات الدينية، كمعهد “الفتح المبين” في قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، بالتعاون مع “تجمع شباب تركمان سوريا”، ومدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”.

أما الاحتلال التركي فجهد على تكثيف المواد الدينية في المناهج التي اقرها بعفرين، ففرض مواداً كـ (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، على طلاب المرحلة الابتدائية، وشجع نشاط المنظمات العاملة تحت عباءة العمل الخيري، والتي تسعى لإجبار الأطفال على تعلم الصلاة وغيرها.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons