نوفمبر 22. 2024

أخبار

أنقرة تبعث 300 مسلحاً سورياً لدعم الإخوان في اليمن… فهل تعيد بذلك صياغة المناطق المحتلة في الشمال السوري؟

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستخبارات التركية طلبت رسمياً من ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين السورية تجهيز مرتزقة بهدف إرسالهم إلى اليمن للقتال مع الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين، مقابل رواتب مغرية وحوافز إضافية.

وكانت عفرين بوست نشرت في الحادي عشر من يوليو\تموز، تقرير نقلا عن مصادرها في أوساط مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسممون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، أن الاستخبارات التركية افتتحت مكتباً لتسجيل أسماء الراغبين بالتوجه إلى اليمن، تمهيداً لإرسالهم بهدف القتال إلى جانب “حركة الإصلاح” الإخوانية في اليمن. وحسب المصادر، فإن المكتب يقع في شارع الفيلات وسط مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، وتحديداً في الشارع المُحاذي لمقهى “شو كافيه” الشهير، ويتم إضفاء طابع السرية على عمل المكتب، لكن مصادر “عفرين بوست” استطاعت التعرف على عنوان المكتب وجلبت أسماء بعض المسلحين الذي تقدموا للتسجيل في المكتب. ومن المعروف أن أنقرة ترسل منذ منتصف عام 2019 “مرتزقة\قتلة مأجورين” من الميليشيات الإسلامية ممن يُعرفون بـ “الجيش الوطني السوري” إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانية التي تدعمها تركيا، وبلغ عدد من تم إرسالهم أكثر من 15 ألف “مرتزق\قاتل مأجور” سوري. وأضافت المصادر أن ميليشيا “السلطان مراد” هي أكثر من تقبل على التسجيل، وتم التعرف على كل من (أبو عبد الله الحلبي، أبو عدي الديري وأبو جعفر مدني) ممن سجلوا أسمائهم للذهاب إلى اليمن، مُشيرة إلى الراتب الشهري المتفق عليه بين المكتب والمتقدمين، يبلغ 5500 دولار أمريكي. وهو راتبٌ مغرٍ للمرتزقة ويعادل ضعفي راتب المرتزق الذي يقاتل في ليبيا ويبلغ نحو 5500 دولار أمريكي،

الاجتماعات والتصريحات والدعاية التركية وتصريحات مسؤولي حزب الإصلاح الإخواني كلها تؤكد أن أنقرة بصدد تكرار السيناريو الليبي في اليمن، والمسألة تتعلق بإيجاد موطئ قدم في اليمن حيث الضفة الشرقية للبحر الأحمر وفي منطقة تتميز بأهمية استراتيجية وهي مضيق المندب كأحد أهم معابر نقل الطاقة العالمي (21 ألف سفينة سنوياً) وبخاصة بعدما استكملت خطوات تواجها في القرن الإفريقي وأقامت قاعدة عسكريّة في الصومال. فقد دخلت أنقرة متحالفة مع قطر في تنافس مباشر مع دول التحالف العربي، وأسهمت في إحباط المفاوضات اليمنية.

ويعتبر بعض المراقبين افتتاح الاستخبارات التركية لمكتبٍ لتسجيل أسماء المسلحين من الميليشيات السورية الموالية لأنقرة الراغبين بالتوجه للقتال في اليمن خطوة تمهيدية لإرسالهم للقتال إلى حزب حركة الإصلاح الإخوانيّة في اليمن، في سياق إعادة صياغة المناطق التي تحتلها والانتقال إلى الاحتلال المباشر، ضمن مهلة غير محددة.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما يسمى غرفة عمليات غصن الزيتون طلبت من الميليشيات السورية الموالية لأنقرة تجنيد المرتزقة في المناطق التي تحتلها تركيا، فيما تسميه مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، بواقع 300 مرتزق من ميليشيا.

وقال عبد الرحمن: إن أردوغان لن يقف عند حدود ليبيا فهو يهدف إلى مصر واليمن وهؤلاء المرتزقة مشبعون بكره السعودية والإمارات وسواهما، ويعمل الإخوان وحلف أردوغان على إحداث الفوضى لتتولى جماعات موالية لهم الحكم في هذه البلدان.

وبالفعل فقد بدا سماسرة المرتزقة في إقليم عفرين المحتل بالدعاية والترويج لدى ميليشيات الإخوان المسلمين الموالية لتركيا، وفي هذه الأثناء تستغل أنقرة الهدنة في إدلب وواصلت تعزيز وجودها العسكري في إدلب ليبلغ عدد الجنود الأتراك في المحافظ نحو 11500 جندي فيما أدخلت بعد الهدنة الأخيرة في 5 آذار الماضي 4990 آلية مدرعة، وليبلغ عدد مجمل الآليات منذ 2/2/2020  حتى الآن، 8325 شاحنة وآلية عسكرية ودعمتها بوسائط دفاع جوي، ليبدو معها أنها بصدد خطة بقاء طويل الأمد في المحافظة وبذلك يستكمل السيطرة على المناطق السورية الحدودية الممتدة ما بين جسر الشغور حتى جرابلس.

الحليفة قطر تؤدي دورها في تمويل المشروع التركي، وهي مركز الإخوان في الخليج، وتعمل على دعم خطة أنقرة في إيجاد مركز جديد للإخوان في المنطقة، عبر تقديم الدعم إلى معسكرات تعز التي يقودها الإخواني حمود المخلافي، وبذلك يتكرر السيناريو السوري والليبي، بالاعتماد على عملاء قوى محلية ذوي توجهات إخوانية.    

ووفقاً لمراقبين فإن أنقرة تسعى لإفراغ مناطق السورية المحتلة من الميليشيات والانتقال إلى الاحتلال المباشر تدريجياً، عبر نقل المرتزقة عبر الترهيب والترهيب إلى جبهات القتال في ليبيا واليوم في اليمن، وربما في أذربيجان، وتعمل على نشر القوات التركية لتتولى زمام الأمور مكانهم، وتبرر ذلك بأنه إجراء عقابي للميليشيات بسبب ما بدر من سلوكيات وفساد، والحقيقة أن أنقرة نفسها تراقب كل التفاصيل على الأرض، وكل ما يحدث هو بإشراف الاستخبارات التركية وتوجيهاتها، وكانت الميليشيات الإخوانية هي أداة التنفيذ بعدما رهنت نفسها للسياسة التركية، واليوم لا خيارات لديها إلا الامتثال أو التمرد لتكون العاقبة وخيمة جداً.

ووفقاً موثقة فقد كشف أحد ضباط الاستخبارات التركية في عفرين أنه سيتم قريباً نقل كل عناصر الميليشيات السورية خارج البلاد، وهذا ما يؤكد أن أنقرة تخطط لتفريغ المناطق المحتلة والانتقال إلى مرحلة الاحتلال المباشر بعدما استنزفت المناطق تماماً ونهبت خيراتها وربطتها اقتصادياً بتركيا وأجرت التغيير الديمغرافي فيها.

وكانت أنقرة قد أرسلت عشرات ضباط الاستخبارات إلى اليمن باسم “هيئة الإغاثة الإنسانية” التركية ووصلوا إلى مأرب وشبوة عن طريق منفذ “شحن” في محافظة المهرة والقريب من الحدود مع عُمان، حيث تتم عبره عمليات تهريب السلاح، وقد حصل الضباط الأتراك على تسهيلات من وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري محافظ المهر السابق راجح باكريت وفق ما ذكرته صحيفة العرب اللندنية.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019 تستمر عملية نقل المرتزقة السوريين للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانيّة المنتهية الصلاحية وفق مقتضيات اتفاق الصخيرات 2015، إذ لم تفِ بتعهداتها، وبلغ عدد المرتزقة السوريين الذين وصلوا إلى ليبيا 16500 مرتزق بينهم 350 طفلاً دون الـ 18 عاماً، انتقلوا من الأراضي السوريّة إلى غازي عينتاب ومنها إلى مطار إسطنبول بعدما أنشأت حكومة أنقرة جسراً جوياً مباشراً إلى ليبيا، وحالياً يتم تجهيز دفعات جديدة لإرسالهم مع تحضيرات لبدء معارك سرت والجفرة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ويضاف إليهم نحو 2500 مرتزق تونسيّ تم نقلهم من سوريا إلى ليبيا عبر المطارات التركيّة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons