عفرين بوست ــ خاص
علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن محكمة تركية أصدرت حكماً على مواطن كُردي بالسجن المؤبد، رغم أنه اختطف من قبل مليشيا مُسلحة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بسبب دفاعه عن عرضه، في وجه المسلحين!
وفي التفاصيل، أفاد مراسل “عفرين بوست” في إقليم عفرين الكُردي المحتل، بأنه في إحدى القرى بريف عفرين، كان معتاداً أن يتردد مسلحو الميليشيات إلى دار المختار الذي عينه المجلس المحلي في ناحيته، وفي الثامن عشر من مارس العام 2019، نزل عدد من مسلحي ميليشيا “المنتصر بالله” في دار المختار، وبينهم المسلح (م.س) الذي كان كثير الزيارة لبيت المختار، دون أن يفصح عن نواياه الدنيئة المُبطنة.
ونحو الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل، صعد المسلح (م.س) خلسة إلى السطح وتحت جنح الظلام، وتسلل إلى حيث تنام أبنة المختار وهي فتاة في العشرين من عمرها، والتي أفاقت على الحركة المريبة في الغرفة، وصرخت بأعلى صوتها، ليندفع شقيقها ويستطلع الأمر.
ومع وصوله، هرب المسلح (م.س) سريعاً واختفى من المشهد، كما هرع الوالدان إلى ابنتهما، وعلما بالأمر، ولكنهما كتما القصة عن الجيران الذين حضروا إلى الدار مع إطلاق الفتاة للصرخة، وأجاب الوالدان على سؤال الجيران بأنّ لصاً قد تسلل إلى بيتهم بقصدِ السرقة وأنّه هرب مع اكتشافِ أمره، وفي هذه الأثناء كان (م.س) قد ولى هارباً من بيت المختار دون أن يلفت النظر.
ورغم فداحة ما ارتكبه المسلح (م،س) من خيانة لمستضيفه، إلا أنّه عمد إلى إجراء انتقاميّ من العائلة بعد انكشاف أمره، فقد عاد المسلحون إلى دار المختار بعد يومين واعتقلوا ابنه البالغ من العمر 28 عاماً، واقتادوه إلى مقر المليشيا في القرية، حيث تعرض للضرب والإهانة والتعذيب، ومن ثم تم نقله إلى الأراضي التركيّة، حيث تم إيداعه السجن.
واستمر التحقيق في السجن التركيّ مع ابن المختار تحت التعذيب والإساءة، وتجاهلت المحكمة حيثيات القضية وحقائقها، وأن التهمة مفبركة وكيدية وانتقامية، فاضطر الشاب للاعتراف بأنّه كان يتعامل مع “وحدات حماية الشعب” خوفاً على حياته، وبعد فترة تم تقديمه للمحكمة التي أصدرت قراراً بالسجن المؤبد بحقه.
وتتكرر عمليات الحكم التعسفي التي يطلقها القضاء التركي بحق أهالي عفرين، رغم اعتراض المنظمات على ذلك، واعتباره عملية غير مشروعة، ففي السابع من يوليو الجاري، أفاد ذوو معتقل كُردي شاب لـ “عفرين بوست” أن محكمة تركية حكمت على أبنهم بالسجن المؤبد، الذي كان قد اعتقل في مدينة “جندريسه\جنديرس” بريف إقليم عفرين المحتل، وتم سوقه لداخل الأراضي التركية.
وأوضح المصدر حينها، أن الاستخبارات التركية اعتقلت الشاب “منان عبدو إيبش/19 عاماً” بتاريخ 15/8/2019 من منزله الكائن في الحارة التحتانية بمدينة “جندريسه\جنديرس” الكائن في محيط التل الأثري، بذريعة قيامه بزرع الألغام، وساقته إلى داخل الأراضي التركية.
وأضاف المصدر أنهم علموا مؤخراً أن محكمة تركية قضت بالسجن المؤبد على الشاب منان، بتهمة انتمائه للقوات العسكرية إبان فترة “الإدارة الذاتية” السابقة، وقيامه بزرع الألغام، علما أنه كان قاصراً لحظة اعتقاله.
ويعمد الاحتلال بين الفينة والأخرى إلى اختطاف المدنيين الكُرد، بغية إلصاق تهم ملفقة بهم، عبر توجيه تهم كاذبة إليهم، بادعاء أنهم ينفذون عمليات تفجير في عفرين أو اختلاق تهم أخرى، في سبيل تبرئة ساحة مسلحي الإخوان من عمليات الاختطاف المتواصلة بحق الكُرد، خاصة مع توسع تسليط الاعلام العالمي للضوء على جرائمهم في عفرين ومنها خطف النساء الكُرد وتعذيبهن، لأسباب انتقامية وكيدية.
إذ يسعى الاحتلال التركي إلى تبرئة مسلحيه من الترهيب الممنهج الذي تمارسه المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر، بحق السكان الأصليين وعموم إقليم عفرين الكردي المحتل، بشراً، شجراً وحجراً.