ديسمبر 23. 2024

ما حقيقة الفرن المُفتتح من قبل “أبو عمشة” في “شيه”.. ولماذا التقى مسلحوه مع أهالي “كاخرة”؟

عفرين بوست ــ خاص

يعتمدُ الاحتلالُ التركيّ ومعه مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على الترويجِ لأكاذيب بغاية تجميلِ الاحتلالِ وإخفاءِ الحقائقِ عبر الدعاياتِ، لتقديمِ صورةٍ مغايرةٍ للرأي العام مضمونها حُسن المعاملة، والمفارقة أنّ الدعايةَ نفسها تدينهم وتؤكّد الانتهاكاتِ المرتكبةِ من قبلهم.

في هذا السياق، أفادت مصادر محليّة من داخل إقليم عفرين الكرديّ المحتل، بأنَّ مسلحي ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المعروف باسم (العمشات) في ناحية “شيه/ شيخ الحديد” يروّجون لدعاية تقديم المساعدات للأهالي أو بتخفيض أسعار المواد الغذائيّة وتحديداً مادة الخبز، وهو ما يطرح السؤال للاستفسار حول حقيقة ذلك؟

ووفق رصد مراسلي “عفرين بوست”، كلّ ما يتم الحديث عنه من خدمات أو تسهيلات تتعلق بالمستوطنين، تأتي في إطار خطة تثبيت التغيير الديمغرافيّ، ومن جملة الحوادث أنّ مستوطناً قادماً من مدينة إعزاز استولى على مبنى محطة ضخ المياه في مركز الناحية وهو من المرافق العامة، وحوّله إلى مخبزٍ باسم (فرن قمرين الحديث).

مع العلم أنّه يوجد في الناحية مخبزان تعود ملكيتهما للمواطنين (فريد ومحمود درديك)، وفي مسعى لجني المكاسب، هدد المسلحون أصحاب الأفران بقطع مادة الطحين، وبذلك فإنّ هذه الخطوة التي تبدو في ظاهرها إنسانيّة، لا تنفصل عن الإطار العام لسياسة التضييق على سكان المنطقة الأصليين الكُرد، حتى في لقمة العيش.

إلا أنّ عمليات تجميل قبائح المسلحين لا تصمدُ أمام آلاف الأدلة التي تناقضُها، فقد تحوّل إقليم عفرين بعد التغيير الديمغرافيّ إلى خزانٍ بشريّ لتجنيد وتغذيةِ حروبِ الاحتلال التركيّ، حيث أفادت مصادرٌ محليّة لـ “عفرين بوست” أنّ المدعو سيف الدين جاسم (شقيق محمد جاسم المعروف باسم أبو عمشة\متزعم المليشيا) عقد اجتماعاً لأهالي ناحية “شيه/شيخ الحديد” في ساحة القرية (ساحة النبعة)، وتحدث إليهم ليشجّعهم على الانضمام للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق الإخوانيّة الموالية لأنقرة.

وقد حاول المدعو “سيف” إغراء المدنيين بالمقابل وهو 2000 دولار أمريكيّ، لتأتي تلك الخطوة في ظل ظروفٍ معيشيّة صعبة تشهدُ غلاءً كبيراً وبطالة عامة يعتاش خلالها المسلحون والمستوطنون على أعمال السرقة والسلب والتعديات على الأملاك الخاصة والعامة.

ويُذكر أنّ مواقع التواصل الاجتماعيّ تداولت مؤخراً مقطعاً مصوراً لحوار بين مرتزقين أحدهما في ليبيا والآخر في إدلب، يتبين خلاله آلية تحويل المبالغ، إذ يأخذ المرتزق نحو 300 دولار في ليبيا، فيما يحوّل 1700 إلى ذويه في سوريا وفق التعليمات التركيّة.

وفي سياق تجميل الاحتلال أيضاً، شكّل مسلحو ميليشيا “العمشات” لجنةً من المستوطنين لتقومَ بزيارة منازل المواطنين الأصليين الكُرد في قرية “كاخرة\إيكي ياخور” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، للضغط عليهم بغية التستر على انتهاكات المليشيا في القرية، خاصة بعد تخيير العوائل الكرديّة في القرية ما بين دفع الفديات للبقاء في منازلهم أو طردهم منها وإسكانهم في خيم أقيمت على أطراف القرية، فيما تسكن العوائل المستوطنة على مرأى منهم في منازلهم.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons