عفرين بوست-خاص
رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، عمليات بيع واسعة للمنازل العائدة للمواطنين الكُرد سواء المُهجرين أو الذين يتم طردهم من منازلهم والاستيلاء عليها من قبل مسلحي الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يقوم بها المستوطنون والمسلحون على حد سواء بدون رقيب أو حسيب.
وفي السياق، أقدم مسلح من ميليشيا ” المنتصر بالله” على بيع ستة منازل عائدة لمهجري عفرين في المنطقة الواقعة على طريق الملعب البلدي، ووثق المراسل أسماء البعض من أصحاب المنازل التي تم بيع كل منزل بمبلغ 2500 دولار أمريكي بواسطة السمسار المدعو “أبو علي” من أهالي إعزاز، والذي يقيم منذ فترة طويلة في المدينة، ومنهم: (محمد رشيد حمو – محمد خليل/كفردليه – محمد ناصر/كوكبة – وأخرى كانت عيادة أطفال).
من جهتها، أقدمت ميليشيا “جيش الإسلام” على الاستيلاء على منزل أرملة كردية تُدعى “نظيفة” في حي الأشرفية، وهي من أهالي قرية “حج قاسما” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، ورغم تقدمها بشكوى لميليشيا “الشرطة العسكرية” إلا أن رفضت البت فيها.
بدوره، أقدم المدعو “ابو وليد” المتزعم في ميليشيا “المعتصم” على بيع منزلين في حي الأشرفية بمبلغ 650 دولار أمريكي لكل منزل، علماً أن المنزلين يعودان لمواطنين من عائلة “خنتك”، كما باعت الميليشيا منزل المواطن الكردي ” شيخ حمزة” بمبلغ 700 دولار أمريكي، يقع في محيط المدخل الشرقي للمدنية (مدخل القوس).
كما أقدم شقيق “جمال كبصو” المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” على الاستيلاء على منزلين عائدين للمواطن الكردي “عبد الرحمن\أبو عبدو” من أهالي قرية ترميشا التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، رغم أنه متواجد في المدينة ويقيم بالإيجار في حي الزيدية.
في الأثناء، عثرت “عفرين بوست” على مجموعة مغلقة في الفيس بوك، تحت مسمى “سوق إدلب الكبير” وتختص بالإعلانات الخاصة ببيع البيوت والمنهوبات، حيث نشر أحد المستوطنين ويُدعى “الشامي أبو سعيد” إعلاناً في المجموعة عرض خلاله بيع عدة بيوت في عفرين بمبلغ 700 دولار أمريكي للمنزل الواحد.
وعمد الاحتلال التركي وميليشياته منذ اليوم الأول لاحتلال عفرين في الثامن عشر من مارس العام 2018، إلى إفراغ الإقليم، ريفاً ومدينة من محتوياته، بسرقة كل ما وصلت له أياديهم، وهو ما وصفه أهالي عفرين بـ “يوم الجراد”.
وعلاوة على استيلاء الاحتلال التركي وميليشياته على أملاك سكان الأصليين الكرد المهجرين، بما فيها المواسم الزراعية والمنازل والعقارات، جرى استهداف الكُرد بشكل ممنهج بعمليات خطف متواصلة بهدف الحصول على فدى مالية، بغية إفقارهم ودفعهم للتهجير القسري عن أرضهم، ليستبيحها المسلحون وذوهم المستوطنون.
كما قسّم الاحتلال، عفرين وقراها إلى قطاعات، لتحتكر في كل قطاع، مليشيا واحدة أولوية السرقة واللصوصية والاستيلاء على أملاك المهجرين العفرينيين وتوزيعها على مسلحيها أو المستوطنين من عوائل هؤلاء المسلحين.
ولا يزال إقليم عفرين الكُردي، يعاني منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، نتيجة انتهاكات المليشيات الإسلامية المتواصلة بإشراف الاحتلال التركي وتخطيطه، حيث يتعامل مسلحو المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” و”الجيش الوطني السوري” مع الممتلكات الأهالي الواقعة ضمن قطاعاتهم على أساس أنها غنائمهم التي حصلوا عليها في غزوة عفرين!