عفرين بوست-خاص
عمد مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلى نبش وتخريب مزار “الشيخ ركاب” الأيزيدي في قرية “شاديريه/شح الدير”، بحثاً عن الكنوز واللقى الأثرية، بجانب محاولة إنهاء كل ما يمت للأديان المتنوعة في عفرين بصلة.
وحصلت “عفرين بوست” على صورة حصرية من داخل مزار الشيخ ركاب تظهر النبش والتدمير الحاصل في المزار الأيزيدي، حيث قال مراسل “عفرين بوست” في منطقة “دشتا جومه” جنوب عفرين، إن الميليشيات الإسلامية تفعل ذلك بهدف البحث عن الكنوز والدفائن.
وليس هذا المزار الأول الذي يدمره الاحتلال التركي للمكون الكردي الأيزيدي، فقد تم سابقاً تدمير ونبش مزار “الشيخ علي” في قرية باصوفان التابعة لناحية شيراوا جنوب شرق عفرين، حيث تحاول أنقرة وميلشياتها الإخوانية تدمير كافة الآثار التي تدل على الكُرد في عفرين، ووجودهم التاريخي المتجذر فيه.
وفي هذا الصدد قال الكاتب الأيزيدي “سليمان جعفر” وهو مهجر من عفرين في الشهباء لـ “عفرين بوست” إن “مزار الشيخ ركاب يتواجد فيه ضريح أحد المتصوفين الإيزيديين حيث يتبرّك الايزيديون به”، وأضاف: “تاريخه يعود إلى حقبة ما قبل الإسلام في المنطقة”.
وأشار “جعفر” إن الهدف من تدمير المزارات هو: “محاولة تركية لتقديم تاريخ مزيف، يوضحون فيه إن هذه المنطقة هي منطقة تركية، حيث يحاولون وضع صبغة إسلامية عليه، إذ وضعوا على باب مزار الشيخ بركات جملة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)”.
وكان قد قال علي عيسو مدير مؤسسة ايزدينا في تصريح لـ”عفرين بوست” في السادس عشر من أبريل الماضي، حول أوضاع الايزيدين في عفرين والاختلافات التي وقعت إبان احتلال عفرين، إنه “يتعرض الايزيديون في عفرين لانتهاكات ممنهجة تستهدف هويتهم الدينية والعرقية”.
وأشار حينها إن “حدة الانتهاكات زادت في الأشهر الأخيرة، نظراً لرغبة المتطرفين المحتلين للمنطقة بطرد أكبر عدد ممكن من الأيزيديين ودفعهم نحو الأسلمة عبر اساليب ارهابية عديدة ومنها خطف النساء والفتيات الأيزيديات وتذكيرهنّ بجرائم في السبي والاغتصاب”.
أما حول العدد التقريبي للمهجرين الأيزيديين من عفرين، فقال عيسو: “فيما يتعلق بأعداد الإيزيديين الذين تهجروا من عفرين، بلغ عددهم وفقاً لإحصائية مؤسسة ايزدينا حوالي 90% من الإيزيديين الذين فروا من عفرين، ومن القرى الإيزيدية التي خلت تماماً من الإيزيديين كانت قرية بافلون”.
وبالنسبة لممارسة الكُرد الأيزيديين شعائرهم الدينية داخل عفرين، فقال عيسو: “منذ اليوم الأول لاحتلال عفرين لم يمارس الايزيديون شعائرهم الدينية، وهذا الأمر تجلى أيضاً في عدم قدرة الأيزيديين القيام بالمراسيم الدينية المتعلقة بأمواتهم وفي الكثير من الحالات رفضت الفصائل المتطرفة زيارة الأيزيديين لقبور موتاهم”.
أما المزارات الدينية للكُرد الأيزيديين في عفرين المحتلة، فيشير حولها عيسو إن “أكثر من ثمانية عشرة مزار ديني يعود للإيزيديين مدمر بشكل كلي وجزئي، كما أن مزار الشيخ شرفدين في قرية بافلون، بداخلها قنبلة لم تنفجر من مخلفات الغزو التركي، حيث تعمد متطرفو عملية غصن الزيتون إلى عدم إزالتها فضلاً عن رميهم للأوساخ في مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، وهذا نقلاً عن فريق رصد مؤسسة ايزدينا الذي يعمل بشكل سري في عفرين”.