عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين العشرين إلى السادس والعشرين من يونيو\حزيران، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:
جرائم القتل..
في العشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”، لا يزال قتلة الراعي الكُردي طاهر حبش “المعاق ذهنياً” من مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” طلقاء يتحكمون في مصائر من تبقى من السكان الأصليين في قرية ديكيه التابعة لناحية بلبل/بلبلة دون محاكمة أو حساب. رفض الشاب الكُردي طاهر محمد حبش البالغ من العمر حينها (39عاما) الخروج من قريته كما العديد من أهالي القرى، وبينما كان يسرح بقطيعه من المواشي بأواخر شهر آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” الواقعة بالقرب من مفرق قرية “شيخ” إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مسلحون من تلك الميليشيا إلى المنطقة، وبدأوا بإطلاق الرصاص الغزيز في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنية الهروب، فأطلق أحد المسلحين من مسافة قريبة الرصاص المباشر عليه وأراده شهيداً. وحسب مصادر “عفرين بوست”، تقدم اشقائه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال التركي في قرية “جيه/جبلية”، إلا أن جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً. وبعدها بفترة وجيزة، أقدمت دورية من ميليشيا “فيلق الشام” قادمة من قرية “ميدان أكبس/راجو” على اختطاف فريد حبش وشقيقه صلاح حبش، وتم سوقهما إلى سجن الميليشيا في “ميدان أكبس” حيث قضيا في مركز الاختطاف ذاك نحو شهر ونصف، لاقا خلالها شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي، بسبب إقدامها على التقدم بشكوى ضد الميليشيا لدى الجنود الأتراك. وأقدمت الميليشيا حينها على الاستيلاء على شاحنة من طراز “هونداي” من منزلهما في القرية، وكذلك أقدمت الميليشيا على سرقة كافة محتويات منزل المواطن “فريد حبش” في القرية خلال فترة اختطافه مع شقيقه. وأفرجت الميليشيا عن الشقيقين (فريد وصلاح) بعد إجبارهما على دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، شريطة ألا يقدما ثانية على فتح جريمة قتل شقيقهما “طاهر”. وفي السياق نفسه، ومن الجرائم المفجعة التي تكشفت خيوطها مؤخراً، جريمة تصفية الشاب الكرُدي “كمال محمد علي” وهو من أهالي قرية “غزاوية” التابعة لناحية شيراوا. حيث كان الشاب مقيماً مع عائلته في قرية “برج عبدالو” القريبة، لكون لهم أملاك فيها، قبل أن يتعرض أواخر شهر أيار عام 2018، مع رجلٍ آخر من أهالي سراقب التابعة لمحافظة إدلب، كان يعمل لدى العائلة، أثناء عملهما في ري البساتين ليلاً، إلى الضرب والتعذيب والقتل العمد على يد مسلحين من الميليشيات. ولم يتم نشر الخبر على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في حينه، خشية تعرض العائلة لجرائم أخرى، إذ بقيت الجريمة قيد النسيان وسجلت ضد مجهول، كما كل الجرائم التي يقترفها مسلحو الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
الاختطاف وعمليات الابتزاز..
في العشرين من يونيو/حزيرن، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” على اختطاف قاصرين كُرديين على حاجزها الأمني بحي الأشرفية بذريعة ” المُكابرة”، وساقتهما إلى مقرها الكائن في محيط “دوار كاوا”، لتفرج عنهما بعد وقت قصير وفق لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن كل من “رشيد شيخ كيلو\16عام” و”صلاح مصطفى\17عام”، قد تم توقيفها على حاجز ميليشيا “الجبهة الشامية”، وتم سوقهما إلى المقر الأمني للميليشيا في محيط “دوار كاوا” بحجة المُكابرة، وتم الافراج عنهما في اليوم ذاته. وأكد المراسل أن حواجز الميليشيا تستفسر من كل من يمر عبر حاجزها، إن كان كُردياً أم عربياً، مسلماً أم إيزيدياً، وفي حال كان الشخص كردياً يتم سوقه إلى المقر الأمني، ليتم استجوابه وتفتيش هاتفه للعثور على أي حجة لخطفه وابتزازه مالياً. ويبدو جلياً سعي المسلحين إلى إهانة الشبان الكُرد اليافعين، بقصد إذلالهم والإساءة إلى انتمائهم الأثني، خاصة مع انفضاح المسلحين على المستوى المحلي والعربي والدولي، كونه ليسوا سوى عملاء ومطايا للاحتلال ليتوسع ويحتل الأراضي التي يدعي أحقيته فيها بذريعة أنها خضعت يوماً لاحتلال “العثمانية” البائدة. وفي الوقت الذي تبدو فيه الأمور في عفرين ملتبسة على الأهالي، يشير مراقبون أن توغل الاحتلال التركي في ليبيا وتهديده لقبرص واليونان، استدعى صحوة عربية وأوروبية وإن كانت متأخرة، لكنها لم تفت بعد، وتمثلت في الموقفين المصري والفرنسي. ومن غير المستبعد أن تتحول المواجهات الكلامية بين الاحتلال التركي واليونان من جهة، أو المواجهات الكلامية بين الاحتلال التركي وجمهورية مصر العربية من جهة أخرى، إلى حرب مفتوحة على كامل الاحتمالات، ولعل أبرزها، إعادة تحجيم الاحتلال التركي إلى حدوده، وإجباره على الانسحاب من كل المناطق التي دخلها بقوة السلاح و”المرتزقة\القتلة المأجورين”، في كل من سوريا وليبيا وغيرهما.
في الثاني والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: لا يزال مصير الشاب الكُردي “فرات محمود إبراهيم” مجهولاً منذ أن اختطف أوائل شهر نيسان عام 2018، من قبل الميليشيات الإسلامية. ووفقاً لمصادر “عفرين بوست” فإن المواطن “فرات” من مواليد 1993، قرر العودة إلى دياره في قرية “حسن ديرا” التابعة لناحية “بلبله\بلبل”، إلا أن ميليشيات الاحتلال اختطفته على أول حاجز أثناء دخوله الإقليم الكردي المحتل، ولا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم. ورجحت المصادر أن يكون “فرات” متواجدا في سجن الراعي، الذي يضم المئات من المختطفين والمختطفات الكُرد في ظل التغاضي التام من قبل المنظمات الدولية الحقوقية عن ملف مفقودي عفرين. كما خصص جيش الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين المعروفون بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في مدينة مارع المحتلة، سجناً خاصاً بالمختطفين والمعتقلين الكُرد من أهالي إقليم عفرين المحتل، عبر تحويل مدرسة لسجن.
في الثالث والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: خطفت ميليشيا “أحرار الشرقية” سيدة كُردية بذريعة تسترها على ديانة مواطني كُردي إيزيدي، حيث تلاحق الميليشيا الكُرد من أبناء الديانة الإيزيدية في المدينة بذريعة إنهم “عبدة الشيطان”، حيث تعتبر أن كل من لا يدلهم على العائلات الإيزيدية بإنه يتستر على الكشف عن “عبدة الشيطان” (على حد زعمهم). وتحدثت “أمينة\اسم مستعار” من مدينة عفرين لـ “عفرين بوست” وقالت إن ميليشيا “أحرار الشرقية” جاءت وسألت عن عائلة (ح ج) وهم جيرانهم على طريق قرية “كفر شيل” بالقرب من مدرسة التجارة، وسألوهم إذا كانوا إيزيديين أم مسلمين ورددوا جملة “هل هم من عبدة الشيطان؟”. وأضافت: “فقلنا لهم لا، هم مسلمون كي نحميهم من الخطف، إلا أنه قبل اسبوع من الآن جاءت هذه الميليشيا نفسها مرة أخرى وخطفتني بداعي التستر على “عبدة الشيطان” والتعامل مع الحزب، وتم نقلي لأسبوع إلى مدينة الباب ومن ثم استطعت الخروج”. وتابعت “أمينة”: “هنا، في عفرين، باتت حماية الإيزيديين جريمة تختطف أو تعتقل من أجلها”، منوهة إن المواطن (ح ج) استطاع الهروب مع عائلته إلى مدينة حلب، قبل مدة، ليحمي نفسه وعائلته من الخطف. وفي سياق منفصل، اختطفت ميليشيا “جيش الاسلام” أول أمس السبت المواطن الكُردي جميل حمدوش، البالغ من العمر قرابة الخمسين، من منزله في قرية “كفرجنة” التابعة لناحية “شرا\شران”، حيث لا يزال مصيره مجهولاً.
الاستيطان في عفرين..
في الواحد والعشرين من يونيو/حزيرن، قال مصدر خاص لـ”عفرين بوست”، أن عدداً كبيراً من مستوطني ادلب ومعهم اغنامهم، قد استوطنوا على ضفاف نهر عفرين، ولا زالوا هناك من قرية عين دارة الى اخر الحدود قرية “ملا خليل” القريبة من اطمة. وأضاف المصدر أن هؤلاء يقومون بالرعي الجائر بين بساتين الاهالي في الليل، وعند تقديم الشكوى لمليشيات الاحتلال، يقول المسلحون للسكان الأصليين الكُرد، أن عليهم أن يصوروا الرعيان ويأتوا بالإثبات. لكن الاهالي لا يستطيعون ممارسة حراسة الارض في الليل، لكونهم غير قادرين على تغطية الحماية لمنازلهم وأراضيهم في الوقت عينه، وبالمحصلة، يقوم المستوطنون بالسرقة من المحاصيل والفواكه أيضاً، لكيلا يبقى من خيار أمام الأهالي سوى بوضع ناطور من المستوطنين أنفسهم للحراسة.
في الرابع والعشرين من يونيو/حزيرن، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس” أن مزارعاً كُردياً تعرض للتنكيل من قبل مستوطن مُسلح من ريف حلب الغربي، أمس الثلاثاء، حيث يعتبر المستوطنون عفرين مستباحة لهم. وأشار المزارع الكردي للحادثة بالقول: “كنت في أرضي بين أشجار الأجاص بالقرب من قرية “تلفة/تللف” التابعة لناحية جندريسه، رأيت شخصاً مسلحاً يقطف الثمار من أرضي”. وأضاف: “ذهبت إليه، فتبين لي إنه مستوطن، وكانت لهجته قريبة من لهجة أهالي عين جارة بريف حلب الغربي”، متابعاً: “قلت له، لماذا تقطف الثمار، أخرج من أرضي”، فرد عليّه المستوطن وقال: “سأقطف الثمار غصباً عنك، هذه الأرض لنا ونحن حررناها”. وأشار المزارع إن المستوطن كان مسلحاً، وعليه لم يتجرأ على مواجهته، وأضاف “المستوطن قال لي سآتي مرة أخرى لكن هذه المرة ليس لوحدي”، في تهديد صريح له بأنه سيستقدم معه مسلحي الميليشيات الإسلامية. ويستخدم المستوطنون تلك العبارة بشكل لافت، حيث يزعمون أنهم حرروا الأرض من أهلها، مظهرةً إصرار المستوطنين على مواصلة الضرب بسيف الاحتلال، رغم ما كشفه العالم العربي والغربي من مطامع لأنقرة في احتلال المناطق التي كانت خاضعة سابقاً للاحتلال العثماني. وبدلاً من أن يراجع المستوطنون وأبنائهم المسلحون مواقفهم، التي برروا من خلالها العمالة للاحتلال التركي، وساهموا معها في احتلال إقليم عفرين الكردي ومناطق من شرق الفرات إلى جانب المناطق المحتلة المسماة بـ”درع الفرات” وصولاً إلى ليبيا، يواصل هؤلاء السير على نهجهم التقسيمي لسوريا، من خلال تتريك المناطق الخاضعة لاحتلال مسلحيهم، والتي كان آخر استخدام العملة التركية في المناطق المحتلة شمال سوريا.
النساء في عفرين..
في العشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: انتشر في تاريخ 29 أيار 2020 على شبكة الانترنت فيديو مصور من داخل مقر مليشيا “فرقة الحمزة”، التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل، أثناء اقتحامه من قبل مسلحين ومستوطنين منحدرين من ريف دمشق، وظهر في الفيديو ثماني سيدات كنّ مختطفات لدى المليشيا المسلّحة وبرفقتهنَّ طفل. وجرى الاقتحام على خلفية قيام مسلح من مليشيا “فرقة الحمزة”، في 28 أيار 2020، بإلقاء قنبلة يدوية داخل متجر لمستوطن من الغوطة الشرقية، وأدى إلى مقتل شخصين اثنين أحدهما طفل وجرح آخرين، ما دفع عدداً من المستوطنين للتظاهر أمام المقر، مطالبين بتسليم المتورطين ومحتجين على الاعتداءات المتكررة بحق المدنيين/ات. وفي الصدد، قالت 12 منظمة في السابع عشر من يونيو الجاري، إنه على الرغم من أنَّ الفيديو بدا وكأنه عملية إفراج عن السيدات المحتجزات، إلّا أنّ مكانهنّ غير معروف حتى هذه اللحظة، وهوياتهنّ وأسماؤهنّ وأسباب احتجازهنّ غير معروفة أيضاً، وثمة أنباء متضاربة ومفزعة عن تسليمهنّ مجدداً لمليشيا “فرقة الحمزة” المعروف بارتكابه انتهاكات لا تحصى، من سرقة وخطف وقتل وترهيب للمدنيين/ات. وهناك أنباء أخرى عن تسليمهن لمليشيا “الشرطة العسكرية” بحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا. وتابعت المنظمات: “استطاع ناشطون/ات، بالتزامن مع اختفاء السيدات، توثيق أسماء سيدتين ظهرتا في الفيديو وهنَ: “هيفاء الجاسم” من عفرين (محتجزة منذ 2018)، و”روكان منلا” (من بلدة جويق محتجزة منذ تموز 2019) بحسب توثيق النشطاء، ما يعني أن واحدة على الأقل من المحتجزات قد أمضت سنتين حتى اليوم محتجزة داخل مقر فصيل عسكري دون أن تعرف عائلتها بمكانها أو أسباب اعتقالها والظروف التي مرت بها”. وأضافت: “لقد صُدمنا في حركة عائلات من أجل الحرية من منظر السيدات المُحتجزات في مقر عسكري برفقة طفل، وبظروف مهينة للكرامة الإنسانية، وندين أي محاولة لتبريره من قبل الفصيل بحجة وجود “أسباب أمنية” تستند بالدرجة الاولى إلى الانتماء العرقي للسيدات وكونهن كورديات، ويعني عدم الكشف عن مصير وهويّات المحتجزات عدم تمكّن عوائلهنّ من التواصل معهن، وحرمانهن من الحق في توكيل محام والوصول للعدالة”. وأردفت: “تدين حركة عائلات من أجل الحرية السلوكيات التمييزية التي تقوم بها أي جهة كانت على أساس عرقي أو ديني أو طائفي أو مناطقي أو جنسي. تُحمّل مسؤولية إطلاق سراح السيدات المحتجزات وسلامتهن لسلطات الأمر الواقع في مدينة عفرين، وعلى رأسها القوات التركية بوصفها المتحكم الرئيسي في المدينة. إذ لا يمكن لفصائل الجيش الوطني أو الشرطة العسكرية أو المدنية، ارتكاب انتهاكات مماثلة لولا التساهل التركي معها”. وأكدت المنظمات أنه “لم يكن احتجاز السيدات الثماني الحالة الأولى ولا الوحيدة في عفرين، فقد واصلت فصائل الجيش الوطني المدعومة تركياً على مدى العامين الماضيين ممارسة الاعتقال التعسفي والتغييب بحق المدنيين والمدنيات من سكان المدينة من العرب والكورد، على مرأى ومسمع من القوات التركية، بحسب تقارير صادرة عن منظمات حقوقية دولية من بينها لجنة التحقيق الدولية المستقلة ومنظمة العفو الدولية. كما وثقت عدة منظمات حقوقية سورية حدوث 506 حالة اعتقال تعسفي في عفرين خلال النصف الثاني من 2019 وأكدت أن هناك ما لا يقل عن 15 امرأة في عداد المختفيات قسراً في منطقة عفرين منذ بداية 2020”. وقالت: “وثقت هذه التقارير أيضاً قيام الفصائل بممارسة التعذيب بحق مدنيين ومدنيات في مقراتها العسكرية بطريقة مطابقة لممارسات الأفرع الأمنية للنظام، التي تدّعي فصائل المعارضة محاربته. ويضاف إلى ذلك عمليات الخطف والابتزاز وطلب الفدية من المعتقلين/ات وذويهم من أجل إطلاق سراحهم”. وأشارت أنهم في حركة عائلات من أجل الحرية والمنظمات الموقعة على هذا البيان، يطالبون “الحكومة التركية بالتحرك الفوري والضغط على قواتها وفصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والمدنية في مدينة عفرين من أجل: 1. الكشف عن مكان وهوية السيدات المحتجزات وإطلاق سراحهن فوراً. 2. فتح تحقيق حول أسباب احتجازهن وظروفهن أثناء فترة الاحتجاز ومحاسبة المسؤولين عنه. 3. الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين/ات في مقرات الفصائل العسكرية وخاصة النساء والأطفال، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات. 4. إيقاف عمليات الاعتقال في عفرين دون مذكرة رسمية صادرة عن جهة قضائية مختصة. 5. إنهاء حالات الاحتجاز دون محاكمة. 6. السماح لمنظمات محايدة بالدخول إلى جميع مراكز الاحتجاز والاطّلاع على أوضاع المحتجزين الإنسانية وخاصة النساء. 7. شرح وإيضاح الأسس القانونية التي تتم على أساسها عمليات التوقيف والاعتقال، ونشرها بلغة واضحة ومفهومة لجميع السكان في مدينة عفرين. مستطردةً: “كما تدعو حركة عائلات من أجل الحرية جميع المنظمات والهيئات المحلية والدولية الحقوقية والإنسانية، وكذلك الأطراف الدولية المؤثرة على الملف السوري، للضغط على الحكومة التركية لإيقاف انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات التعسفية في المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها شمال سوريا”. والمنظمات الـ12 الموقعة على البيان هي: 1. رابطة عائلات قيصر 2. سوريون من أجل الحقيقة والعدالة 3. امبيونتي واتش – منظمة رصد الإفلات من العقاب 4. بدائل 5. دولتي 6. أورنمو 7. حملة من أجل سوريا 8. منظمة حررني 9. النساء الآن من أجل التنمية 10. الرابطة السورية للمواطنة 11. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان 12. مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
التفجيرات في عفرين..
في الواحد والعشرين من يونيو/حزيرن، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن 6 مستوطنين بينهم أربعة أطفال قد أصيبوا بجراح، جراء تفجير عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين، دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عن التفجير. وأوضح المراسل أن عبوة ناسفة مزروعة في سيارة تم تفجيرها على أوتوستراد الفيلات في المنطقة الواقعة بين مشفى آفرين ومشفى ديرسم، وأسفر عن إصابة ستة مستوطنين بينهم أربعة أطفال، تم إسعاف 4 مصابين لـ”مشفى آفرين\الشفاء حالياً”، والمصابيّن الآخريّن إلى “المشفى العسكري\الشهيد فرزندا”. من جهتها أصدرت ما تسمى بـ “رابطة المستقلين الكُرد السوريين” بياناً زعمت فيه أن سيارة مفخخة استهدفت مكتبها، دون ذكر المزيد من التفاصيل عن الأضرار التي لحقت بمكتبها أو الجهة القائمة بالتفجير. وأتى التفجير عقب ساعات من اقتحام مسلحي ميليشيا “جيش الشرقية” أمس السبت، لمقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” المنضوية في صفوف ميليشيا “الحمزة”، وهما ميليشيتان تابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، حيث يمكن ربط العمليتين معاً، برغبة المسلحين في استهداف التشكيلات التي يمكن أن تنازعهم في السطوة والنفوذ لدى الاحتلال التركي.
في الثاني والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: يسعى الاحتلال التركي إلى تبرئة مسلحيه من الترهيب الممنهج الذي تمارسه المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر، بحق السكان الأصليين وعموم إقليم عفرين الكردي المحتل، بشراً، شجراً وحجراً. وفي السياق، يعمد الاحتلال بين الفينة والأخرى إلى اختطاف المدنيين الكُرد، بغية إلصاق تهم ملفقة بهم، عبر توجيه تهم كاذبة إليهم، بادعاء أنهم ينفذون عمليات تفجير في عفرين، في سبيل تبرئة ساحة مسلحي الإخوان، خاصة مع توسع تسليط الاعلام العالمي للضوء على جرائمهم في عفرين ومنها خطف النساء الكُرد وتعذيبهن، لأسباب انتقامية وكيدية. وفي السياق، عرضت وسائل إعلام تركية أمس الأحد، خبراً حاولت من خلاله تبرير اختطاف عائلة كردية، كانت “عفرين بوست” قد تطرقت في وقت سابق إليها، حيث ادعت أن قوات الاحتلال قد عثرت خلال تفتيشها منزلين تابعين للعائلة على بطاقة ذاكرة لكاميرا تضم مشاهد لتفجيرات إرهابية. وبحسب المعلومات التي عرضتها وسائل إعلام الاحتلال، تضم “الخلية” المزعومة كل من الكنة “نيفين م” وزوجها “جنغين”، وحماها “محمد أ” وحماته “جليلة ج”، إلى جانب “شيار أ” وحماه “عثمان أ” وحماته “زينب أ” . ويتابع إعلام الاحتلال بأن “نيفين شيخ م” اعترفت أن شخصاً يحمل الاسم الحركي “أمين” والموجود في منطقة “تل رفعت” هو من نسق تنفيذ 11 تفجيراً، وزعمت أيضاً أن “محمد أ”، اعترف أنه كان في صفوف “ي ب ك” قبل إطلاق الغزو التركي عمليته على الإقليم الكردي، ويفترض إعلام الاحتلال أن العائلة كانت تنفذ التفجيرات مقابل 500 دولار. واكتفى إعلام الاحتلال بالحديث عن “بطاقة ذاكرة لكاميرا تضم مشاهد لتفجيرات إرهابية” دون عرضها، مع العلم بأنه توجد احتمالية لإجبار العائلة على تمثيل تلك المشاهد، بغية منح الاحتلال الحجة لمواصلة الجرائم التي يقترفها في عفرين عبر مسلحيه، إن كانت تلك المشاهد غير معروضة سابقاً. خاصةً، أن الاحتلال ادعى أنه العائلة المكونة من 7 أشخاص، قد نفذت 11 تفجيراً، وهو ما يعني أن تلك التفجيرات قد عرضت سابقاً على وسائل الإعلام الكردية، لو كان ادعاء الاحتلال صحيحاً. فيما سيكشف امتناع الاحتلال عن عرض تلك المشاهد المصورة التي يدعي ضبطها لدى العائلة المختطفة، أو عرضه مشاهد لم تعرض سابقاً على القنوات الكُردية، بأن تلك المشاهد قد تم تصويرها تحت التهديد والإجبار، بغية تلفيق التهمة للعائلة الكُردية، بقصد منح مسلحيه الحجة لمُواصلة ترهيب أهالي عفرين أمام العالم.
في الرابع والعشرين من يونيو/حزيرن، انفجرت دراجة نارية مفخخة وسط مركز إقليم عفرين المحتل، مسفرةً عن مقتل أربعة وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، بينهم شهيدان كُرديان، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن دراجة نارية مفخخة انفجرت على مقربة من محطة رحمان للمحروقات في حي المحمودية، وأدت لاستشهاد الشابين الكُردييّن “محمد أحمد طاهر حماليكو\33عاماً” من قرية “حسيه/ميركان” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” والشاب “عيسى حسين\17عاماً” من أهالي قرية ماراتيه التابعة لمركز عفرين، إضافة لمقتل خمسة أشخاص آخرين، لم يتم التعرف على هوياتهم بعد. وأضاف المراسل أن الانفجار تسبب أيضاً بحدوث أضرار مادية كبيرة في المحال التجارية والمساكن الواقعة في موقع التفجير.
الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيرن، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المحتل أن متزعمون في ميليشيا “أحرار الشرقية” يستولون على المئات من الشقق السكنية وكذلك على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة في حي المحمودية ومحيطه. وفي التفاصيل، يستولي المدعو “أبو جمو” متزعم ميليشيا “لواء شهداء الحسكة/أحرار الشرقية” على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية الواقعة في جنوب محيط حي المحمودية بذريعة أن ملكيتها تعود لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، رغم أن أصحابها الحقيقيين يتواجدون في عفرين وهم من أبناء قرى (قستليه كيشك – سيويا – حسيه)، حيث يقوم المدعو “أبو جمو” منذ أكثر من عامين بإيجار تلك الأراضي لمستوطنين منحدرين من بلدة تل جبين/ريف حلب. كما يستولي المتزعم في ميليشيا “أحرار الشرقية” على عقارات سكنية في الحي ويقوم بفرزها لمحاضر ويبيعها للمستوطنين كي يبنوا عليها مساكن أو محالا تجارية، إلى جانب 30 بناءً سكنياً في المنطقة الواقعة على طريق كفرشيل ومحيط مركز الثقافي وصولا لحي المحمودية، إضافة لمتفرقات من الشقق السكنية في الحي ويقوم بإيجارها للمستوطنين، وكلها تعود لمهجري عفرين. ونال المدعو “أبو جمو” أرباحاً مالية طائلة من تلك الأراضي والعقارات ، حتى وصل به الثراء لافتتاح مكتب للصرافة والحوالات المالية في شارع الفيلات تحت أسم “مكتب البركة للصارفة”. إلى ذلك يستولي شريكه في تزعم الميليشيا، المدعو “أبو زيد” على 65 شقة سكنية في محيط مدرسة “أبراهيم هنانو” بحي الأشرفية، ويستثمرها لصالحه، بينما يستولي “أبو حسنة” المتزعم الآخر في الميليشيا على كل الشقق الخالية الواقعة في شارع الملاهي، في حين يستولي الداعشي السابق و الشرعي في الميليشيا حاليا المدعو “أبو البرء” على مبنى سكني كامل يقع في تقاطع شارع مشفى آفرين مع الأوتوستراد الغربي ويفتتح في المحال التجارية الوقاعة أسفل البناء مسلخا ومنهلا لمياه الشرب.
السرقات والأتاوات في عفرين
في العشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: بعدما نهبت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ “العمشات” 6 ملايين ونصف ليرة سورية، ومحصول العنب والزيتون والجوز العائد لهم، في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، توفي والدهما (الأب والأم) قهراً، لتعيش أختان لوحديها في بيتهما تحت رحمة المسلحين، حيث تدفعان للميليشيا شهرياً 15 ألف ليرة، لكي يحموا أنفسهم منهم. ونقل مراسل “عفرين بوست” حديث سيدة كردية من “شيه\شيخ الحديد”، شرحت خلاله مدى المعاناة التي يقاسونها في ظل احتلال ميليشيا “العمشات” لناحية “شيه”. وأشارت السيدة لذلك، بالقول: “لا نستطيع الخروج من شيه، كون الميليشيا تأخذ المال من كل خارج وداخل، أناس كرماء يرسلون لنا المال من الخارج، لكنها تصل إلينا بصعوبة، بسبب ممارسات الميليشيا في هذه الناحية بالذات”. وأضافت: “توفت والدتي منذ سنة، ووالدي قبل ما يقارب الستة أشهر، قهراً على نهب الميليشيا لموسم الزيتون والعنب والجوز العائد لنا، والذي هو مصدر عيشنا، والآن نعيش أنا وأختي لوحدنا في منزلنا بشيه تحت رحمة الميليشيا”. وأردفت بالقول: “ندفع شهرياً 15 ألف للميليشيا، لكي يحمونا من أنفسهم، بالإضافة إلى أنه يتوجب علينا إذا أردنا الذهاب إلى بستاننا أو كرومنا أن ندفع الأتاوة لحاجز الميليشيا كي يسمحوا لنا بالعبور، فكل شيء هنا بالمال”. وتعاني النساء الكُرد في إقليم عفرين المحتل من قبل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين من أوضاع صعبة، إذ جرى الخطف العديدات منهن، ورغم انفضاح مليشيا كـ”فرقة الحمزة” خلال اقتتال مع مستوطنين في مركز عفرين، نهاية مايو الماضي، بقيت الأطراف الدولية الفاعلة كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي صامتين، في وصمة عار جديدة ستلاحقهم جميعاً على الدوام.
في الرابع والعشرين من يونيو/حزيرن، تواصل ميليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “أبو عمشة” استباحة ممتلكات ما تبقى من المواطنين الكُرد وابتزازهم ماليا عبر فرض الاتاوات تحت مسميات عدة، أبرزها توفير الحماية لسكان الناحية. وفي الصدد، أوضح مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا فرضت خلال الشهر الحالي فقط، مبلغ 75 ألف دولار على ثلاثة مواطنين كُرد ميسوري الحال من أبناء مركز الناحية وهم كل من (حج قدري\إمام جامع) /25 ألف دولار – و(سعيد كوجر/25ألف دولار) – و(حج عارف\25 ألف دولار أمريكي). وتفرض الميليشيا على ما تبقى من العائلات الكُردية في مركز الناحية والقرى التي تحتلها في الناحية اتاوة شهرية على شكل “إيجار” وقدرها عشرة آلاف ليرة سورية رغم أنها تسكن منازلها، كما تفرض الميليشيا على أصحاب الفلل والبيوت الفارهة مبلغ 25 ألف ليرة سورية شهريا بذريعة أنهم أغنياء! وأضاف المراسل أن الميليشيا افتتحت معسكراً في المعصرة الفنية العائدة للمواطن “رفعت باجو” والكائنة في قرية “جقلا” بالقرب من الجدار الحدودي، وتقوم بتدريب المسلحين فيها بهدف إرسالهم إلى ليبيا. ويقول العديد من سكان الناحية أن المدعو “أبو عمشة” قد حوّل الناحية إلى إمارة خاصة به ويفرض على سكانها ما يشاء من اتاوات وخطف وقتل وتعذيب.
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: يستخدم مسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، في إقليم عفرين الكردي المحتل، نسائهم في نهب وسلب المال من المدنيين، وهو ما حصل مع مستوطن من حلب استولى على محل في شارع السياسية بمدينة عفرين. وحول ذلك، قال مراسل “عفرين بوست” أن “أبو علاء الحلبي” وهو مستوطن من حلب وله محل لبيع الألبسة المستعملة (البالة) واقع في شارع السياسية بالقرب من مدرسة أمير غباري، فيما الأخيرة تتخذ مقراً لجنود الاحتلال التركي حالياً، قد تعرض لابتزاز مالي من قبل نساء مسلحين. وأشار المراسل إنه قد دخلت قبل يومين امرأتان إلى محله، واختارتا قطعتين من الألبسة وقالتا إنهما ستقومان بتجربته، فحصل ذلك وخرجتا بعد مدة قصيرة، حيث جاء مسلحان من حمص، واتهموا المستوطن بأنه تحرش بالامرأتين. ونوه المراسل أن المسلحين أجبرا “أبو علاء” على الذهاب معهم إلى مقرهم، ودفع 400 دولار، لكي يتم إخلاء سبيله وإسقاط التهمة عنه. وتابع إن المرأتين قالتا في المقر أن الرجل أدخلنا إلى المحل، وقال لنا ادخلوا وسأعطي لكل واحدة منكما 100 دولار، ونحن دخلنا لنعرف ما سيحصل في النهاية، ودخلنا وأخبرت زوجي وابني بأن يأتوا، إلا أن أبو علاء الحلبي نفى ذلك، وأكد أنه تلفيق بقصد نهب الـ400 دولار. ولفت المراسل إلى أن المنطقة التي يقع فيها شارع السياسة تتقاسم مجموعة مليشيات السيطرة فيها، ومنها مليشيا “فرقة السلطان مراد”، كما توجد مقرات لمليشيا “أحرار الشرقية” و”لواء المجد”.
جرائم الاعتداء البدني..
في الرابع والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “سمرقند” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد اعتدت بتاريخ العشرين من يونيو الجاري، بالضرب على ما تبقى من الأهالي الكُرد في قرية “كفر صفرة” التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، بينهم نساء، وسط إطلاق الرصاص في الهواء، مسببة حالة من الذعر بين الأهالي، وذلك على خلفية نزاع نشب بين طفل كردي وآخر مستوطن (أبن أحد المسلحين). وأوضحت المصادر أنه في ظهيرة يوم السبت الماضي، نشب عراك بين أحد أطفال المستوطنين وطفل كُردي، فتدخل على إثرها والد الطفل المستوطن وهو أحد مسلحي ميليشيا “لواء سمرقند” واعتدى بشكل وحشي على والدة الطفل الكُردي وهي السيدة “زينب خليل خلو” وهي (أرملة)، وابنة عمتها “فريدة عثمان خلو” التي هبت للدفاع عن قريبتها، ما أدى لتوسع نطاق الشجار مع قدوم المزيد من المستوطنين، حتى انتفض أهالي القرية كلهم وتعاركوا بالأيدي مع المستوطنين، وردوا الاعتداء عن السيدتين الكرديتين. وأضافت المصادر أن مسلحي الميليشيا عمدوا إلى إطلاق الرصاص الغزير في الهواء لبث الرعب في نفوس الأهالي المنتفضين، ومن ثم عمدوا إلى اختطاف الشاب “مسعود عثمان خلو” وسوقه إلى مقر الميليشيا في القرية، حيث تم ضربه وتعذيبه لمدة أربع ساعات ومن ثم أفرجت عنه. وتنفذ المليشيات الإسلامية اعتداءات من هذا النوع بين الفينة والأخرى، في مختلف مناطق إقليم عفرين المحتل، حيث يسعى مسلحو المليشيات الإسلامية إلى خلق جو من الترهيب حول أنفسهم لدى السكان الأصليين الكُرد، عبر تنفيذ عمليات تعدّي جماعية عليهم، بغية منعهم من الرد على تجاوزاتهم وانتهاكاتهم المستمرة والمتنوعة بين سرقة وسلب ونهب واستيلاء وسلبطة واستحواذ مواد دون مقابل مالي.
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيرن، تمكنت “عفرين بوست” من كشف سجن سري تديره ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يحوي على العشرات من المختطفين والمختطفات الكُرد، وتمارس الميليشيا فيه شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم. ويقع السجن في قبو مبنى “هيئة الادارات المحلية” إبّان فترة الإدارة الذاتية السابقة، والذي يقع في محيط دوار “كاوا” وسط مركز مدينة عفرين، وتُعرف حالياً تحت مسمى “أمنية كاوا” نسبة للدوار. ويدير السجن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” المدعو “أحمد جمال كبصو”، حيث يتم اختطاف مَن تبقى من المواطنين الكُرد من القطاعات التي تسيطر عليها الميليشيا في حي الأشرفية، ويتم فيها احتجاز المختطفين والمختطفات، ومن ثم يتم التواصل مع ذويهم لابتزازهم مالياً حيث يطلب المسلحون فدى مالية. وتمارس الميليشيا شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحق المختطفين والمختطفات مثل (بلانكو- بساط الريح – الدولاب – كهرباء – اقتلاع الأظافر بالسكين)، في هذا الإطار تحدثت المختطفة الكُردية (ن.خ) وهي في العقد الرابع من عمرها لـ “عفرين بوست” عما لاقته خلال فترة اختطافها في ذلك السجن. وقالت (ن.خ): ذهبت إلى مدينة عفرين لزيارة شقيقي، إلا أن ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفتني من على حاجزها في محيط دوار كاوا بذريعة العمل لدى الإدارة الذاتية سابقا وتم سوقي إلى “أمنية كاوا”. وتضيف الأربعينية (ن.خ): تم تعليقي من أرجلي في السقف مغمضة العينين، مدة 3 دقائق فقط وضربي بخراطيم المياه، أحسست فيها بألم شديد في مختلف أنحاء جسمي، كنت سأموت إن لم يتم انزالي على الأرض”. وتابعت: “لم أكن وحيدة في السجن، بل كانت هناك نساء كُرديات أخريات في السجن، والعديد من الشباب الكُرد، وكانوا يقدمون لنا وجبة طعام واحدة مؤلفة من رغيف خبز وثلاث حبات زيتون، ولم يكن يسمح لنا بالخروج إلى الحمامات سوى مرة واحدة فقط في اليوم الواحد”. وتؤكد المختطفة الكردية أنها لم تكن تمتلك الفدية المالية المطلوبة كونهم فقراء جداً، تم تحويلها إلى سجن ميليشيا “الشرطة العسكرية” في ثانوية التجارة” حيث حكمت عليها بقضاء 3 أشهر في السجن، مع دفع غرامة مالية وقدرها “2100”ليرة تركية، حيث ساهم في دفعها أصدقاء شقيقيها. ويأتي الكشف عن السجن الجديد، فيما لا يزال ملف المختطفات لدى مليشيا “فرقة الحمزة” والذي تم الكشف عنه نهاية مايو الماضي، لدى اقتحام مقرهم الرئيسي الكائن في “مركز قوات الأسايش بمركز عفرين سابقاً”، معلقاً.
اقتتال المليشيات التركية والإخوانية
في العشرين من يونيو/حزيرن، اقتحم مسلحون من ميليشيا “جيش الشرقية” اليوم السبت، مقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” المنضوية في صفوف ميليشيا “الحمزة”، وهما ميليشيتان تابعتان للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وسط إطلاق كثيف للرصاص في الهواء، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن ميليشيا “جيش الشرقية” استولت بموجب الهجوم على مقر ميليشيا “لواء صقور الكرد” وما يسمى بـ “الهيئة العليا لكُرد سوريا”، وهي تنظيم سياسي حاول بعض أدوات الاحتلال الترويج له على أساس أنه يمثل الكُرد في عفرين، لتثبت الواقعة أن مسلحي الإخوان لا يقبلون حتى من يطلقون على أنفسهم لقب “الكُرد”، حتى لو كان عميلاً للاحتلال التركي مثلهم. وأزالت مليشيا “جيش الشرقية” كافة اللوحات من على واجهة المقرات التابعة لمليشيا “لواء صقور الكُرد”، وأشار المراسل أن نحو ستة مسلحين من ميليشيا “لواء صقور الكُرد” كانوا متواجدين في المقر قبيل مداهمته، حيث لاذوا بالفرار. ويقع المقر في البناء السكني العائد للمرحوم “جاهيد الغباري” في مثلث “دوار جنديرس”، حيث استولى عليه المسلحون، ويتبادل المسلحون السيطرة عليه، حسب القوة التي تمتلكها كل مليشيا بين الحين والآخر.
في الثاني والعشرين من يونيو/حزيرن، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن خلافاً على توزيع السلات الغذائية نشب بين ميليشيات “أحرار الشام” و”أحرار الشرقية” أمام مركز لتوزيع الإغاثة في شارع بمدينة “جندريسه\جنديرس”، ما دفع بمسلح من الأولى إلى إلقاء قنبلة يدوية بين الجموع المحتشدين أمام المركز، مسفراً عن سقوط 7 جرحى في صفوف المستوطنين. وأضافت المصادر أنه رغم تدخل ميليشيا “الكتيبة 23” بين الطرفين، إلا أن التوتر تطور إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين أدت لسقوط قتيل من أحد الطرفين أمام مخفر المدينة.
مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..
في الرابع والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: يقيم المغني “جمعة حاج دادو/82عاماً”، من أهالي قرية أومارا في ناحية شرا، حالياً في مهجره القسري بقرية بابنس في مناطق الشهباء، بعد احتلال إقليم عفرين الكردي شمال سوريا، في الثامن عشر من آذار العام 2018. ويروي العم “جمعة” لـ “عفرين بوست” سيرته فيقول: “عندما كنت أبلغ من العمر 15 عاماً، لم يكن للتلفاز والتكنولوجيا الأخرى وجود في حياتنا، كان والدي يجمع أصحاب الصوت الخام والمواهب مع عازف الطنبور على سطح منزلنا في القرية ويغنون ويعزفون حتى ساعات الصباح، وكنت أخذ دور المشاهدة والاستماع، وكهبةٍ من الله حينما كانوا يسردون أغنية أمامي كنت أحفظها عن ظهر قلب وأوديها مثلهم وفي بعض الأحيان كنت أؤديها أفضل منهم، وهذه الموهبة أمارسها منذ 50 عاماً”. ويتابع: “استمعت للكثير من الأغاني الشعبية والتراثية القديمة واستطعت حفظ أصعبها وأدائها مثل أصحابها تماماً، وأترك أثراً كبيراً على من يستمع لي، أذكر في إحدى المرات وبينما كان الفنان الراحل علي تجو موجوداً في إحدى الجلسات، فأديت أغنيته التي كتبها هو بنفسه لـ “ليلى قاسم” فتأثر بصوتي وبكى معه حتى”. وعايش المغني التراثي الغزو التركي لإقليم عفرين، وحولها قال لـ”عفرين بوست”: “في الحرب التي دارت بقريتنا والمقاومة التي قدمت فيها، غنيت أول أغنية عن الهجمات على عفرين وكانت ذلك على الطريق في قريتي آوماروا وهي من تأليفي، وفي قرية عالكة استطعت تأليف أغنية أخرى، وكل غارة وقصف لقذيفة كان ينبض قلبي حزناً على عفرين وليس خوفاً، وكانت أغنيتي الثالثة من تألفي على مقاومة عفرين في قرية ترندة”. ويسعى المهجرون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إلى مُواجهة قسوة التهجير ولوعة الشوق إلى أرضهم التي خرجوا منها عنوة عنهم، من خلال الغناء والرسم والموسيقا وسائر الفنون التي يعبر من خلالها الإنسان عن أوجاعه وهمومه المُعتصرة في صدره، نتيجة الظلم المُطبق عليهم من الغزاة وأذنابه.
كذلك، قال تقرير آخر لـ”عفرين بوست”: رغم ظروف التهجير القسري القاسية التي يعيشها سكان إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلا أن المهجرين يسعون إلى التغلب عليها بالمزيد من الإصرار على الإبداع والتألق في مختلف المجالات، من مهاجرهم القسرية في مناطق الشهباء وغيرها. ومن هؤلاء المهجرين، شابة كردية تدعى “شرفين”، طردها الاحتلال التركي ومسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” من بيتها في عفرين، حيث تسعى إلى التغلب على واقعها بالرسم، رغم أن ألمها مضاعف بكونها تعاني من الصمم منذ صغرها. وفي السياق، قال الشاب محمد علو عن شقيقته شرفين: “منذ ولادة شقيقتي وهي تعاني من حالة الصم والبكم، وكان سبب حالتها الصحية هي أن والدتي حينما كانت حامل بأختي تعرضت لوضع صحي صعب وهذا ما تسبب بتأثير المباشر على صحتها وهذا كان قدرها”. متابعاً: “تبلغ شقيقتي شرفين من العمر 21 عاماً، حاولت عائلتي كثيراً الوصول إلى علاج لوضعها الصحي بمراجعة أطباء مختلفين وأجراء العمليات أن لزم الأمر، إلا أن الأطباء لم يمنحوا أي أمل بالعلاج، فأرادوا تسجيلها في مدرسة خاصة بحالات الصماء والبكم، إلا أنها كانت متواجدة حصراً في مدينة حلب ونحن كنا قاطنين في عفرين، وظروفنا العائلية لم تسمح لنا بالذهاب إلى مدينة حلب، لهذا لم يكن لها النصيب من هذه الفرصة ايضاً”. وأردف: “وفي إحدى الأيام زارنا أحد أصدقاء العائلة، وكان محترفاً في مجال الرسم، ووضع في يد شقيقتي القلم والورق وطلب منها رسم أي شيء، وحينما بدأت بالنقش على الورق، كان هو أول من اكتشف في شخصية شقيقتي شرفين موهبة الرسم، فصمم على والدي بالاهتمام بموهبتها والعمل على تنميتها”. واستكمل: “واجهنا حينها في عفرين مشكلة في صعوبة الوصول لمعلم يشرف على تنمية مواهب شرفين في الرسم، فيما تم بعد ذلك افتتاح مركز الثقافة والفن في عفرين، والذي غدّ فرصةٍ كبرى أمام شقيقتي لتتردد إليه وتنمي موهبتها بالرسم والابداع، فيما دعمها والدي كثيراً بتوفير جميع احتياجات ومستلزمات التعليم”. واستطرد: “ويوماً بعد أخر تطورت شرفين في مجال الرسم والتفنن فيه إلى أن وصل بها المجال للمشاركة في العديد من معارض الرسم التي افتتحت في عفرين قبل الهجوم والاحتلال التركي بالعديد من اللوحات المؤثرة، إذ تملك احساساً وخيالاً واسع جداً، فعلى سبيل المثال، حينما نزح أهالي حي الشيخ مقصود من ديارهم بفعل هجمات المسلحين إلى عفرين، عاشت الكثير من العوائل حينها في المدارس، فلجأت شرفين على الفور للرسم وعبرت حينها برسمة لفتاة مشردة يغطي شعرها المتشابك نصف وجهها ونصف الأخر من وجهها يظهر بكاء ودموع تلك الفتاة”. وأشار بالقول: “لفت انتباهنا حينها، قدرتها على تخيل وتصور الواقع الذي يعيشه من حولها ومدى قوة تعبيرها في إظهار هذه الحقائق عبر الرسم، ولها الكثير من اللوحات التي رسمتها بعدما تهجرنا من عفرين وهي تحاكي مدى المعاناة والمأساة التي عاشها الأهالي في ظل النزوح من عفرين للشهباء”. وشدد “محمد” أن “البعد عن عفرين أثر عليها كثيراً وحزنت جداً، وكانت تتسأل دائماً لماذا خرجنا من عفرين وجائنا إلى هنا، خاصةٍ أننا لم نستطيع إخراج رسوماتها ولوحاتها حينما خرجنا من الإقليم، إلا أنها رفضت الوقوف والاستسلام واستمرت في رسمها بالذهاب مرة أخرى لمركز الثقافة والفن في الشهباء، وشاركت في رسم أكبر لوحة في العالم والتي رسمت في الشهباء بأنامل أطفال عفرين، كما أنها أرسلت العديد من لوحاتها التي رسمتهم في الشهباء لعرضها في معارض نظمت على مستوى شمال شرق سوريا، كما أنه وضعت بصمتها في الرسم على العديد من الكتب التي طبعت في اتحاد المثقفين بالشهباء برسم صفحاتها الأساسية”. وختم محمد حديثه عن شقيقته بالقول: “بكون أن شرفين لم تستطع الذهاب لمدرسة الصم والبكم، إلا أنها تستطيع أن تتواصل معنا عبر الإشارات، ولم تتعلم القراءة والكتابة، لكن بمبادرات من أفراد العائلة، سعينا لتعليمها كتابة أسمها وأسماء أمها، أبيها وأخواتها، فيما تملك هي رغبة كبرى في تعلم لغتها الأم، وأنا أسعى لتعليمها ذلك عبر الإشارات، لكنها بحاجة لوقت أطول لتسطيع التعلم بشكلٍ جيد تماماً”.
نشر التطرف..
في الثاني والعشرين من يونيو/حزيرن، توجهت 26 عربة من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري”، من قرى بناحيتين بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، إلى ليبيا رافعين العلم الليبي عليها، وذلك بحسب مراسل “عفرين بوست”. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “جندريسه\جنديرس”، إن 26 عربة للميليشيات الإسلامية توجهت من قرى في ناحيتي جندريسه وشيراوا التابعتين لعفرين إلى ليبيا. وأشار المراسل إنه تمت مشاهدة العربات وهي تمر ليلاً من سوق جندريسه يوم الجمعة الماضي\التاسع عشر من يونيو، وأضاف أن المسلحين كانوا يرفعون العلم الليبي، وقد توجهوا في البداية إلى مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد”، حيث يوجد مركز لتجميعهم وترحيلهم. ولفت المراسل إنه عَلِمَ فيما بعد إن المسلحين قدموا من قرى “كفر صفرة، أشكا، كورا، أخجلة، بافلورة، ايسكا، شاديرة، رماضانا”، وهذه القرى تتبع لناحيتي جندريسه وشيراوا. لافتاً إلى إن المسلحين المتوجهين هم من ميليشيات “لواء وقاص، أحرار الشام، جيش الشرقية، فيلق الشام، سمرقند ولواء المعتصم”. وتطرق المراسل إلى عدد المسلحين، وقال إنه قلَّ كثيراً منذ ذهابهم إلى ليبيا، وخصوصا في سهل “جومة” التابع لـ جندريسه، حيث قال إن 70% من المسلحين في هذه المنطقة توجهوا بالفعل إلى ليبيا.
تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..
في الثاني والعشرين من يونيو/حزيرن، أوعز الاحتلال التركي إلى الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بإخلاء مقراتها من داخل مركز إقليم عفرين المحتل، والتوجه إلى مواقعها خارج المدينة، خلال مهلة حُددت بثلاثة أشهر، بحسب مراسل “عفرين بوست”. وأفاد المراسل نقلاً عن عدة مصادر بينها أوساط في ميليشيا “الجبهة الشامية” و”أحرار الشرقية”، أن الاحتلال التركي أمهل في وقت سابق، مختلف الميليشيات الإسلامية عدا ميليشيات “الشرطة المدينة” و”العسكرية” بتسليم مقراتها والخروج من المدينة. وترفض الميلشيات الإسلامية الخروج من مركز مدينة عفرين بعد تلقيها الأمر التركي، حيث نشبت اشتباكات لم تدم طويلاً بين ميليشيا “الشرطة العسكرية” والميليشيا “فرقة الحمزة”. حيث عَلِم مراسل “عفرين بوست” إن اشتباكات وإطلاق رصاص متبادل لم يدم طويلاً، جرى اليوم الثلاثاء، ما بين مسلحين من ميليشيا “الشرطة العسكرية”، وآخرين من ميليشيا “فرقة الحمزة” في بلدة “ترندة\الظريفة” التابعة لمدينة عفرين. وأشار مصدر لمراسلنا إلى أن الميليشيات الإسلامية ضمن ما يسمى بـ”الـجيش الوطني السوري” ترفض القرار التركي بإخلاء مقراتها في عفرين، حيث يهدف الاحتلال التركي إبقاء جنوده وما يسمى “الشرطة العسكرية” و”الشرطة المدنية” فقط في مركز الإقليم. وأضاف المصدر: “الميليشيات غاضبة من الشرطة العسكرية، حيث أعطى الاحتلال التركي الصلاحية لهذه الميليشيات باعتقال أي مسلح من أي ميليشيا كانت حتى لو كان قيادياً”. وتابع المصدر إن “الاشتباكات دارت بين مسلحين من الجهتين بالقرب من مقر للحمزة في ترندة، بعدما قال مسلحو الشرطة العسكرية لمسلحي الحمزة إنهم سيخرجون، وإن جبهات ليبيا في انتظارهم، فامتعض مسلحو الحمزة من ذلك، وبدأوا إطلاق الرصاص المتبادل”. وأشار المصدر إنه بعد الحادثة، جاءت مليشيا “الشرطة العسكرية” واعتقلت مسلحين من “فرقة الحمزة” بتهمة القيام بأعمال تخريبية.
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيرن، يسارع السوريون الذين يرغبون في شراء رغيف خبز أو ملء خزانات المحروقات الخاصة بهم في أجزاء من شمال البلاد إلى استبدال الليرات السورية بالتركية، حيث تقوم الشركات بتبديل العملات في محاولة لعزل نفسها عن اقتصاد متداع بعد سنوات من الحرب، بحسب صحيفة وول ستريت جورونال. وتطرح أنقرة عملتها في الأجزاء السورية التي تخضع لاحتلالها، في محاول لاستغلال الانهيار الاقتصادي لجارتها الجنوبية، وتوطيد سيطرتها على هذه الأجزاء، بحسب الصحيفة. وذكر أصلي أيدينتاسباس، كبير زملاء السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن “استخدام الليرة التركية في الشمال السوري هو مؤشر آخر على أن تركيا تعتبر هذه المناطق امتدادا لحكمها، وان تواجدها سيطول هناك”. وأرسلت أنقرة شحنات من الليرة التركية إلى أدواتها من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين في محافظة إدلب وأجزاء أخرى من شمال سوريا بعد انهيار العملة المحلية في الشهر الماضي، بحسب عمر أوزكيزيلسيك، المحلل في مؤسسة سيتا، وهي مؤسسة بحثية مقرها في أنقرة مقربة من الحكومة. وأضاف أوزكيزيلسيك أن الليرة التركية يتم ضخها من خلال نقاط صرف العملات ومكاتب البريد، مشيراً إلى أن السكان يتبادلون الليرات السورية وأحيانا الدولار الأميركي مقابل العملة التركية، وأن محلات الصرافة في شمال سوريا مزدحمة بالزبائن. من جانبه، صرح مسؤول بوزارة المالية التركية أنه ليس لديه معلومات عن تسهيل تدفق الأموال التركية إلى هذه الأجزاء من سوريا، وقال البنك المركزي التركي إنه غير مشارك في الخطة. وبعد غزوات عسكرية متعددة على مدى السنوات الماضية، باتت أنقرة تسيطر على سلسلة من المناطق المحاذية لحدودها الجنوبية وتمثل حوالي 5٪ من أراضي جارتها، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، هناك ما يقدر بأربعة ملايين سوري في الأراضي الواقعة تحت احتلال تركيا. وكانت الليرة التركية تستخدم بالفعل لدفع أجور المسلحين والمدنيين الذين يعملون في الهيئات الإدارية المدعومة من أنقرة، والتي بنت أيضاً أعادت تشغيل مدارس ومستشفيات ومكاتب البريد في المناطق الخاضعة لاحتلالها، وربطت بعضها بشبكة الكهرباء الخاصة بها. وأكدت الصحيفة الأميركية أن استبدال الليرة السورية بالليرة التركية يساعد أنقرة على دمج هذه الأجزاء في نسيج الاقتصاد التركي بشكل أكثر إحكاماً. فيما لم يعلق النظام السوري على اعتماد العملة التركية، لكنه يكتفي بالتعهد باستعادة الأراضي السورية بالكامل.
كذلك، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تقريراً رسميا عن الإرهاب خلال 2019، تحدثت فيه بشكل مطول عن تركيا ودورها في تصدير الإرهابيين. وجاء في التقرير، المنشور على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية أن “تركيا بلد مصدر وعبور للمقاتلين الإرهابيين الذين يسعون للانضمام إلى داعش والجماعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل في سوريا والعراق”. وأضاف “استخدم المدعون في تركيا تعريفا واسعا للإرهاب وتهديد الأمن القومي لتوجيه اتهامات جنائية ضد مجموعة واسعة من الأفراد ومحاكمتهم، بما في ذلك الصحفيون وسياسيون المعارضة والناشطون وغيرهم ممن ينتقدون الحكومة”. وأشار التقرير إلى أن الحكومة التركية واصلت “اعتقال مواطنين أتراك وأجانب مقيمين في تركيا – بمن فيهم مواطنون أميركيون وموظفون محليون في بعثة الولايات المتحدة إلى تركيا – بتهم متعلقة بالإرهاب غالبا بدون أدلة كافية وبالحد الأدنى من الإجراءات القانونية الواجبة”. وأبرز كذلك أن حكومة تركيا قامت بفصل الموظفين العسكريين والأمنيين والمدنيين من الوظائف العامة في عام 2019″. وتابع “منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، قامت الحكومة بفصل أكثر من 130.000 موظف مدني وأفراد من القوات المسلحة من الوظائف العامة وسجن أكثر من 80.000 مواطن، وأغلقت أكثر من 1500 منظمة غير حكومية”. كما أورد التقرير أن تركيا “استمرت في عمليات اعتقال المشتبه في مساعدتهم أو تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك بعض السياسيين المنتخبين في عام 2019”.
كذلك، أقدمت استخبارات الاحتلال التركي على اعتقال عدد من المعلمين الكُرد العاملين لدى مؤسسات الاحتلال، في القرى التابعة لناحية راجو، وذلك بتهمة العمل سابقاً، لدى مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال سوريا، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وتمت عملية الاعتقال في العشرين من يونيو الجاري، وطالت كل من: “هوريك تراش من قرية “كويرا”، “علي حسين خشمان” من قرية “هاليله”، “رودين رياض مصطفى” من قرية “ماساكا”، و”إبراهيم شكري علي” من قرية “دُمليا”. وذكرت منظمة حقوق الانسان في عفرين، أن المعلمين المعتقلين من سلك التعليم والذي تديره مدير التربية التركية في ولاية هاتاي/أنطاكية، تم فصلهم من العمل قبل أيام من اعتقالهم. حيث كانت قد علمت “عفرين بوست” من مصادرها في الثامن عشر من يونيو الجاري، أن ما يسمى بـ (المجلس المحلي لمدينة عفرين) قد عقد اجتماعاً مع متزعمي ميليشيات الاحتلال (الجيش الوطني – الشرطة العسكرية – الشرطة المدنية – الاستخبارات التركية). وقد تمخض عنه تعهد ميليشيا “الجيش الوطني السوري” بعدم التدخل في أمور المدنيين، شريطة أن يقدم الطرف الأول على فصل كافة الموظفين الكُرد في مؤسساته، وخاصة ممن عمل سابقاً في مؤسسات “الإدارة الذاتية” السابقة التي أسسها أبناء عفرين الأصليون الكرد خلال الأعوام الممتدة من 2014 إلى 2018. وأكدت المصادر حينها، أن رئيس مجلس الاحتلال المدعو “محمد سعيد سليمان” تعهد في الاجتماع بفصل كافة الموظفين الكُرد الذين عملوا سابقاً لدى “الإدارة الذاتية” السابقة، وذلك في مهلة محددة وقدرها “شهرين” من تاريخ انتهاء الاجتماع.
جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..
في العشرين من يونيو/حزيرن، رصدت عفرين بوست جملة من الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” وبإشراف مباشر من قبل الاستخبارات التركية، مستهدفةً الوجود الكردي التاريخي في إقليم عفرين، منذ احتلاله أواسط آذار/مارس 2018. وفي الصدد، أقدم مسلح من ميليشيا “فرقة الحمزة” في تمام الساعة العاشرة من ليلة الأحد الواقع في 14/6/2020 على إطلاق 3 رصاصات على الشاب الكُردي شعبان عبد الرحمن عطش الملقب بـ “خه ل ديني”، أثناء مروره من أمام مقر الميليشيا في قرية شنكيليه التابعة لناحية راجو، ما أدى لإصابته برصاصة في فخذه وتم اسعافه لأحد مشافي عفرين. ووفق منظمة حقوق الانسان في عفرين، فإن إطلاق الرصاص على المواطن “عطش” جاء بسبب رفضه للاستعباد الذي تمارسه الميليشيا بحق أبناء القرية الأصليين، حيث طلب المسلح تلك الليلة منه تنظيف مقر الميليشيا وإعداد الطعام لمسلحي المقر! كذلك، أقدم مسلحو ميليشيا ” فرقة السلطان مراد” يوم أمس الجمعة\التاسع عشر من يونيو، على الاعتداء بالضرب المبرح على المواطن محمد حسن عرب، بعد تقييده بينما كان يقوم برعي أغنامه في واد يقع بين قريتي كفرجنة ومشاليه/مشعلة، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وعمد المسلحون بعدها إلى سلب 3 رؤوس ماشية من المواطن محمد عرب وهو من المكون العربي، من القاطنين في قرية “كفرجنة” التابعة لناحية “شرا\شران”. أما في ناحية “بلبله\بلبل”، فتقوم ميليشيا “فيلق الشام” بسلب وجني موسم “ورق العنب/اليبرق” أمام أنظار أصحاب الحقول في قرى (دراقليا وميدان اكبس) وعلى طريق (بيباكا – قرية كاريه وعشونة)، وتشحن المحاصيل إلى سوق الهال في مركز إقليم عفرين وبيعها لصالحها. وفي ناحية “موباتا\معبطلي”، خيّرت ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه- العمشات” يوم أمس الجمعة، مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد في قرية “كاخريه” بين دفع إتاوة مالية أو الطرد من منازلهم وقريتهم. وأكد مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيا تطلب من كل عائلة كُردية دفع مبلغ 200 دولار أمريكي، أو تسليم منازلهم وممتلكاتهم للميليشيا، ليتم إسكان المستوطنين بدلاً عنهم فيها، مشيراً إلى أن الميليشيا أجبرت عائلات كردية على إسكان مستوطنين في منازلهم في القرية. وفي الأثناء، اعتدى مسلحان من ميليشيا “فيلق الشام” بتاريخ 17السابع عشر من يونيو، على مواطنين كُرديين في قرية دراقليا بشكل وحشي، بسبب تحدثهما باللغة الكردية. وتعرض كل من المواطنيّن “محمد شيخو” و”إبراهيم شيخو” للتعذيب والضرب بأخمص البنادق، لمجرد تحدثهما باللغة الكُردية في حضور المسلحين. وختاماً، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن المكتب الاغاثي التابع لمجلس الاحتلال في مدينة عفرين، يقوم ببيع الأسمدة للمزارعين، رغم أنه من المفروض أن يتم توزيعها مجاناً على مزارعي الإقليم الكُردي المُحتل.
مقاومة الاحتلال..
في الواحد والعشرين من يونيو/حزيرن، أعلنت “قوات تحرير عفرين” تمكنها من القضاء على 14 مسلحاً تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وأشارت القوات إلى تمكنها كذلك من الاستيلاء على كمية من الأسلحة والذخائر أثناء تنفيذ العملية، وذلك خلال بيان نشر اليوم الأحد، إذ ذكرت فيه القوات أن العملية تأتي انتقاماً لرفاقهم الذين استشهدوا بتاريخ 13 حزيران الجاري. وجاء في نص البيان: “بتاريخ 19 حزيران الجاري: نفذت قواتنا عملية انتقامية نوعية استهدفت عدة نقاط عائدة لمرتزقة الاحتلال التركي في المنطقة الواصلة بين قريتي كفر نبو وبرادة التابعتين لناحية شيراوا في منطقة عفرين، حيث قُتل خلالها 14 مرتزقًا، وأُصيب عدد آخر بجروح، كما استولت قواتنا على كمية من الأسلحة والذخيرة العائدة للمرتزقة”. وذكرت القوات أنواع تلك الأسلحة، وهي كالتالي: “4 قطع سلاح AK-47 وجعبة واحدة – 1 قطعة سلاح BKC مع ذخيرتها – 1 قطعة سلاح RPG-7 – 1 قطعة سلاح برنو – 1 قطعة منظار رؤية حراري (THERMAL) – 3 أجهزة موبايل”. وأوضحت القوات أن العملية تأتي “انتقاماً لرفاقنا الشهداء آكر عفرين، جودي رستم، ويلماظ عفرين الذين استشهدوا بتاريخ 13 حزيران الجاري”. وذكرت القوات أنه يواصل جيش الاحتلال التركي قصفه المدفعي للمناطق والقرى الآهلة بالمدنيين في ناحيتي شيراوا وشرا، كما تحلق طائرات الاستطلاع التابعة للاحتلال في سماء المنطقة بشكل مستمر.
النظام السوري..
في الخامس والعشرين من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: وسط ما يوجهونه أهالي عفرين من نزوحٍ قسراً بعيداً عن أرضهم في الشهباء بفعل الدولة التركية وما تعانيه سوريا عموماً من عقوبات قانون قيصر، يحارب النظام السوري مهجري عفرين القسريين بفرض حصار آخر على الشهباء ومنع دخول المواد الأساسي إليها. وكان يعتمد أهالي عفرين مع الأزمة السورية على عملية الاكتفاء الذاتي بافتتاح سكانها مشاريع كبيرة وصغيرة وكانت الزراعة، التجارة والمهن المتنوعة متواجدة في كل منزل، قرية وناحية، إلا أنه لم يدم ذلك بعدما هجروا قسراً من ديارهم، وفقدوا على آثرها جميع ممتلكاتهم ومصدر رزقهم، وباتت الظروف المعيشية صعبةٍ عليهم يوماً بعد أخر خاصةٍ مع اقترابهم من العام الثالث من التهجير. ولم يتوقف الأمر على هذا الحال فحسب، إذ يحارب النظام السوري أهالي عفرين ايضاً بجانب لاحتلال التركي، بفرضه حصاراً جائراً واستخدام الطرقات بحواجزها ورقة تهديد لتتحكم بها بأوضاع أهالي عفرين، حيث أنه منذ التهجير وحتى يومنا الرهن، يضيق النظام السوري الأهالي بفرض ضرائب على المساعدات القادمة من شمال وشرق سوريا، عبر منع دخول المنظمات الإنسانية والإغاثية للمنطقة وسط عدم مبادرته لتقديم يد العون للنازحين المتواجدين في المنطقة. ويأتي هذا الحصار بحسب مزاجية عناصر النظام السوري على الحواجز، حيث أنهم في بعض الأحيان يفتتحون الطريق من مدينة حلب ومناطق شمال شرق سوريا للشهباء بفرض الضرائب من الأهالي التجار، وفي الكثير من الأحيان يتحكمون بإغلاقه لمحاربة الأهالي به. ومنذ ما يقارب الأسبوعان عاود النظام السوري بإغلاق هذه الحواجز ومنع دخول المحروقات التي تعتبر من المواد الأساسية للحياة اليومية في الشهباء، بالإضافة للمواد الغذائية والأدوية الطبية، وجاء ذلك فور تطبيق قانون “القيصر”، على سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. ويضع الحصار الأهالي بوضعٍ مأساوي وحرج في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد والأدوية بسوريا بعد فرض العقوبات يواجه أهالي عفرين في الشهباء ارتفاع الأسعار وفقدان المواد وسط ما يعشونه من معاناة بتأمين لقمة العيش بعدما خسروا مصادر رزقهم بالهجرة. ويحاصر النظام مناطق الشهباء من الجهات الأربعة، بدلاً من السعي لتقديم يد العون والمساعدات لأهالي عفرين المهجرين كما وأنهم ليسوا من الشعب السوري، كما يفرض الضرائب ويتاجر بدمائهم من خلال عمليات النهب والتشليح ويستغل حاجة الأهالي للمشافي والمستلزمات الطبية في مدينة حلب، حيث أن الكثير من الحالات المرضية ذو الحالات الصعبة فقدوا حياتهم في الشهباء بسبب الحصار ومنع النظام مرور الحالات الاسعافية لمشافي حلب. ومن أبسط نتائج حصار خلال الأسبوعين الماضيين على يد النظام السوري بعدما كانت الكهرباء تقدم للأهالي عدة ساعات من الظهيرة و6 ساعات مساءٍ، تم اقتصار على 3 ساعات في المساء نظراً لافتقار المنطقة لمادة المازوت، ليضحى مصير الأهالي في الشهباء مجهولاً في حال استمرار الوضع على ذلك النحو.