سبتمبر 21. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: مقتل مواطن من المكون العربي.. 16 حالة خطف موثقة بينهم 2 من النساء الكُرد.. محاولة الاحتلال التشويش على المختطفات الكُرد باستغلال حادثة قتل مواطنة بريف اعزاز.. زوجان كُرديان مختفيان منذ عامين.. ومواصلة حالات السرقة والاستيلاء

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين السادس إلى الثاني عشر من يونيو/حزيرن، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).. على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في العاشر من يونيو/حزيرن، أفادت “لجنة الرصد والتوثيق في الهيئة القانونية الكردية” نقلاً عن مصادر متطابقة من ناحية جنديرس عن تعرض المواطن “مصطفى حج عبد” من المكون العربي، المقيم منذ عقود في قرية يلانقوز التابعة للناحية، لعملية تسميم من قبل المليشيات الإسلامية التابة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت اللجنة أمس الثلاثاء\التاسع من يونيو، إن عملية التسميم أدت الى وفاته، وذلك وفقاً لتقرير الطبابة الشرعية، عقب مطالبته بمنزله المستولى عليه من قبل المسلحين. وأشارت اللجنة إنه قد تمت دعوته من قبل المسلحين الذين يستوطنون منزله لمناقشة أمر إخلاء المنزل وتناول معهم فنجان من القهوة، تبين فيما بعد بأنه قد تم وضع مادة سامة فيها، الامر الذي أدى إلى وفاته. ولفتت اللجنة إلى أن المغدور (حج عبد)، سبق وأن اعتقل من قبل المسلحين لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر بتهمة التعامل مع الادارة الذاتية السابقة، وتعرض عدة مرات للضرب والتعذيب بسبب مطالبته بإخلاء منزله المستولى عليه من قبل المسلحين وذويهم المستوطنين، الموالين في المجمل لتنظيم الإخوان المسلمين.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في السادس من يونيو/حزيرن، قال مراسل “عفرين بوست” في “شيه\شيخ الحديد”، إن الاستخبارات التركية اعتقلت اليوم السبت، المواطن الكُردي أمين كيلو، من منزل أحد أقربائه في قرية “أرنده” التابعة للناحية، واقتادته إلى جهة مجهولة. وكانت الاستخبارات التركية حاولت اعتقاله في قريته “سوركيه” التابعة لناحية راجو إلا أنها لم تعثر عليه. كما اعتقلت ميليشيا “الأمن السياسي” التابعة للاحتلال التركي، المواطنة الكُردية “سيلفانا قره جول”، من منزلها في حي الأشرفية بعفرين، بذريعة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً، وتم سوقها إلى السجن المُفتتح حديثاً، والكائن في مقر مطبعة “جريدة روناهي” سابقاً، الكائن في محيط مدرسة أزهار عفرين.

في السابع من يونيو/حزيرن، اختطفت ميليشيات الاحتلال التركي، عائلة كُردية من منزلها في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل، وفقا لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن ميليشيات الاحتلال اقتحمت منزل المواطن الكُردي “عثمان مجيد نعسان”، وأقدمت على اختطافه إلى جانب ثلاثة من أبنائه وزوجة أحدهم، وساقتهم إلى جهة مجهولة. وأشار المراسل إلى أن العائلة الكُردية تنحدر من أهالي قرية “روتا/روتانلي” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي”، لكنها تقيم في مركز عفرين منذ فترة طويلة.

وبعدها، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في الحادي عشر من يوينو، على سرقة كافة محتويات منزل عائلة كُردية، واستولت عليه، بعد أن قامت في وقت سابق باختطاف كافة أفراد العائلة، واقتادتهم إلى مجهولة، بذريعة الارتباط بـ “قوات سوريا الديمقراطية”، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن المنزل يقع في حي الأشرفية وسط عفرين، وذلك في الشارع المقابل لمخبز “زاد الخير”. ووثق المراسل اليوم أسماء أفراد العائلة الكردية المختطفة وهم كل المواطن “عثمان مجيد نعسان وزوجته زينب” وثلاثة من أبنائهما وهم (“بانكين عثمان نعسان” و”محمد عثمان نعسان”) أما الثالث لم يتمكن المراسل من توثيق اسمه.  وأكد المراسل أن الميليشيا لا تزال في المنزل، وأخضعت المنازل المجاورة له للتفتيش أيضاً، مسببة حالةً من التوتر والخوف لدى سكان الشارع.

في الثامن من يونيو/حزيرن، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الأكاديمي الكُردي الدكتور “رياض منلا” موجود في سجن تديره ميليشيا “الحمزة” في مدينة الباب. وأوضحت المصادر أن كافة مختطفي قرية “جوقيه\جويق” وعددهم 5، وبينهم الدكتور “رياض” لا يزالون موجودين في سجن الزراعة بمدينة الباب الذي تديره ميليشيا “فرقة الحمزة”. وأكدت المصادر أن الأكاديمي الكردي كان اختطف بتاريخ 23/أيلول 2018، في مدينة عفرين وتحديد على الأوتوستراد الغربي أمام مكتب السعادة من قبل مسلحي “الحمزة”، وحالياً موجود في مدينة الباب في سجن الزراعة، وهو بصحة جيدة. ويعرف عن الدكتور رياض، أنه أكاديمي كُردي بتخصص التجارة والاقتصاد، وصاحب مدرسة ‹الأصدقاء› الخاصة، وكذلك كان يملك مطعم ‹جبل هاوار – جيايي هاوار› الذي اتخذته قوات الاحتلال التركي مقراً لها، وسلمته فيما بعد لمليشيا “فرقة الحمزة”. وقد طالت سرقات “الجراد\لصوص المليشيات الإسلامية”، إفراغ المطعم من الأدوات والعدة من الطاولات والكراسي والبرادات، وكذلك سرقة الأثاث الإداري للمدرسة المملوكة له، ومستودعها بالكامل، بذريعة إنها غنائم، فلم تبقى منها إلا الجدران. كما قاموا بالاستيلاء على منزل الدكتور رياض الواقع بجانب مدينة الملاهي (ألعاب الأطفال) بعد طرد والدة زوجته المسنة.

كذلك، شنت ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي اليوم الإثنين، حملة مداهمات واعتقالات في قرية “معملا\معمل أوشاغي” التابعة لناحية راجو، وأسفرت عن اعتقال ثلاثة شبان كُرد، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المراسل أن ميليشيا “الشرطة المدنية” بالتعاون مع ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” اقتحمت ثلاثة منازل في القرية، وأقدمت على اعتقال كل من (لاوند عمر سمو 20 عاماً، محمد منان بريم 32عاماً، وجوان شكري عمر 20 عاماً)، وذلك بذريعة الانتماء لـ”وحدت حماية الشعب”، مشيراً إلى المعتقلين تم سوقهم لجهة غير معروفة.

في التاسع من يونيو/حزيرن، قالت “الهيئة القانونية الكُردية” إن مسلحي الاحتلال التركي وبإشراف مخابراته، شنوا حملة مداهمات في قرى عفرين المحتلة، طالت بشكل خاص أهالي قرية “راجا” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وذكرت الهيئة نقلاً عن مصدر من القرية إن مسلحي مليشيا “الجبهة الشامية” قد اقتحموا يوم الجمعة الموافق للخامس من يونيو الجاري، وللمرة الثانية القرية، واختطفوا منها من المواطنين: 1- هوريك نعسان بن رشيد 37 عام، 2- عزيز حسين بن شيخو 60 عام، 3- حميد ابراهيم بن خليل 70 عام، 4- آزاد ابراهيم بن جميل 30 عام، وتم اقتيادهم الى جهة مجهولة. وذكرت الهيئة إنه سبق أن تم اقتحام القرية قبل ذلك التاريخ بقرابة العشرة أيام، وتم حينها اختطاف كلاً من: 1- حسين شيخو (مختار القرية)، 2- بطال محمد شيخو، 3- علي حمو، 4- هيثم رمزي حجي حمو، 5- حنيف عارف شعرة، 6- محمد بريم، 7- حنيف حنان، مشيرة إلى أنه قد تم إطلاق سراحهم بعد أيام من اعتقالهم لقاء دفعهم للفدية المالية.

في الحادي عشر من يونيو/حزيرن، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن عملاء الاحتلال اختطفوا مواطنيّن كُردييّن هما “حنان كوت” و”عبدو”، اللذين يعملان في مكتب بيع دراجات نارية في المنطقة الصناعية بمحيط فرن جودي. ولم يتمكن المراسل من استحواذ الكثير من المعلومات حولهما، إلا أن الأول ينحدر من قرية “آشكيه روهلات\آشكان شرقي”، وقد تم اختطافها بداية الأسبوع الجاري، بتهمة تفخيخ الدراجات النارية من قبل مليشيا الأمن الجنائي”.

كذلك، أفاد مصدر خاص لـ “عفرين بوست” من مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن مسلحين أثنين حاولا خطف المستوطن “أبو اليوسف الغوطاني”، الذي يحتل منزل أحد المهجرين الكُرد، وذلك أثناء توجهه للصلاة في الجامع في حي المحمودية. وقال المصدر أن المسلحين حاولا خطف الكهل مستوطن، ظناً منهم أنه كردي، إذ دأب المسلحون في الفترة الأخيرة على خطف المسنين الكُرد، كونهم في غالبهم قد بقوا بمفردهم دون معيل، عقب أن تم تقتيل وتعذيب الشبان الكُرد بغية تهجيرهم من عفرين، وهو ما نجح الاحتلال التركي في إحرازه إلى حد بعيد. وأشار المصدر إن المسلحين مسكا بيد المستوطن البالع من العمر 60 عاماً تقريباً، وحاولا أن يدخلاه إلى السيارة، وأضاف “إلا أن المستوطن صرخ ورفض دخول السيارة، ليأتي الناس ويهرب المسلحان من سياراتهما”، حيث يساعد المستوطنون بعضهم في وجه المسلحين، لكنهم في الغالب يتجنبون التدخل عندما تكون الضحية من السكان الأصليين الكُرد.

النساء في عفرين..

في الثامن من يونيو/حزيرن، كشف مراسل “عفرين بوست” في ناحية “ماباتا/معبطلي” اليوم الإثنين، تفاصيل جديدة حول ظروف اختطاف خمسة مواطنين كُرد بينهم امرأة في قرية “جوقيه\جويق” التابعة للناحية، وأماكن احتجازهم الحالية وكذلك المسؤولين عن عملية الاختطاف. وقال المراسل أن مجموعة من مسلحي ميليشيا “الحمزة” اقتحمت بتاريخ السادس من سبتمبر\أيلول العام 2018، في تمام الخامسة فجراً منازل المواطنين الكُرد الخمسة في القرية وأقدمت على اختطاف كل من (محمد منلا محمد بن عبد الكريم 42 عاماً- عبد المنان منلا محمد بن طاهر 65عاماً- طاهر منلا محمد بن عبد المنان 23 عاماً). وأضاف المراسل أن المجموعة المسلحة التي كان يقودها كل من الأمني في الميليشيا المدعو (أحمد زكور وأبو عبدو البوشي)، قامت بالاعتداء على المسن عبد الكريم والد المختطف محمد منلا محمد) وأطلقت الرصاص الحي بين أرجله وأدخلوه عنوة إلى غرفته بعد محاولته صد المسلحين وثنيهم عن اختطاف نجله. وأكد المراسل أن المجموعة المسلحة التابعة لميليشيا “فرقة الحمزة” كانت قادمة من قرية “داركير” التابعة للناحية، حيث كانت اختطفت كل من (روكان منلا محمد بنت عبد المنان 27 عاماً وزوجها كاوا جمال عمر 35 عاماً) من منزلهما في القرية، ومن ثم عادت إلى قرية “جوقيه\جويق” لتستكمل اختطاف بافي أفراد عائلة المواطنة روكان وهم شقيقها وأباها. وأشار المراسل أن المجموعة توجهت بعد ذلك مباشرة إلى منزل المواطن فريد شيخ حمو في القرية ذاتها، واختطفت نجليه وهم كل من (عارف فريد شيخ حمو 21عاماً ومحمد فريد شيخ حمو 22 عاماً) وساقت كافة المختطفين إلى مقرها في مدينة عفرين، في مبنى الأسايش سابقاً، واحتجزتهم هناك لمدة 17 يوماً، ومن ثم نقلت الرجال منهم إلى سجن الزراعة في مدينة الباب، بينما ظهرت روكان منلا محمد في المقطع المصور الذي ظهر إبان اقتحام مستوطني الغوطة لمقر “فرقة الحمزة” في مدينة عفرين، حيث تبين انها كانت طيلة الفترة الماضية في سجن مقر المليشيا. ونوه المراسل نقلاً عن مصادره أن ذوي المختطفين من عائلة منلا، زاروا سجن الزراعة في مدينة الباب في وقت سابق، وتأكد وجود كافة المختطفين فيه حتى تاريخ اليوم. وكانت القرية (جوقيه\جويق) شهدت في الأيام الأولى للاحتلال اختطاف الشاب الكردي “حسين أمين بين أنيس/35عاماً” وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا زال مصيره مجهولاً حتى اليوم.

كذلك، أعلن فريق الدفاع المدني في معرفاته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي، أنه عُثر على جثة امرأة مرميةٍ على أطراف قرية الفيرزية شرقي مدينة اعزاز شمالي حلب وأنه جرى تسليم الجثة للمشفى الوطني بحضور الطبابة الشرعية. في حين قال نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل إعلام محلية وإقليمية أن الجثة المرمية تعود للقاصرة الكُردية المختطفة ملك نبي جمعة خليل، من أهالي قرية درويش/شران. والجدير بالإشارة أن مجموعة “الكابوس- جرابلس” الإعلامية على قناة تيليغرام كانت أول من نشرت سلسلة منشورات مرفقة بالصور عن المرأة المقتولة (الساعة التاسعة صباحا)،  من جهتها تابعت شبكة عفرين بوست الإخبارية حيثيات الجريمة الشنيعة، ولم تتوصل بعد إلى التأكد من أن الجثة عائدة للفتاة المُختَطفة “ملك نبي خليل”، ولكنها لن تتردد في نشر كل ما تصلها عبر مراسليها من تفاصيل حول هذه الجريمة. وكانت القاصرة الكُردية ملك نبي خليل، قد اختطفت في وقفة عيد الفطر الموافق لـ 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”.  

في العاشر من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: تستمر المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطاف وإخفاء المئات من أبناء إقليم عفرين الكردي المحتل، منذ الأيام الأولى للغزو التركي في العشرين من يناير العام 2018، ومن تلك الحالات، حالة زوج وزوجة يدعيان أحمد ونادية. حيث قرر الزوجان الشابان “أحمد رشيد\23 عاماً، من أهالي قرية “بيباكا” التابعة لناحية “بلبله\بلبل”، و”نادية حسن سليمان\20 عاماً، من أهالي قرية “قزلباشا” التابعة للناحية ذاتها، العودة إلى عفرين المحتلة بعد فترة وجيزة من زواجهما، وتمكنا من الخروج من مناطق الشهباء إلى مدينة كوباني ومنها توجها إلى منبج ودخلا منها إلى منطقة جرابلس الخاضعة للاحتلال التركي. إلا أن ميليشيات الاحتلال التركي اختطفت الزوج أحمد على طريق كفرجنة – عفرين، ما دفع بـزوجته “نادية” للتوجه لبيت خالها، والسكن فيه فترة، متأملة في خروج زوجها من السجن، إلا أن خالها قرر في تلك الفترة الرحيل إلى حلب، ما دفعها للانضمام إلى إحدى صديقاتها في منزلها، فداهمت دورية مسلحة المنزل واختطف دنيا والعائلة المستضيفة (رجل وزوجته). وقد ظهر اسم “نادية” في تقرير لمنطقة حقوق الانسان في عفرين، وقالت إنها كانت بين المختطفات اللواتي ظهرن في المقطع المصور الذي تسرب بعيد اقتحام ميليشيا “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” لمقر ميليشيا “فرقة الحمزة” في “مبنى الأسايش سابقاً”.. ولا زال مصيرها ومصير زوجها “أحمد رشيد” مجهولاً حتى اليوم. وفي السياق، التقت “عفرين بوست” مع والدة الزوجة “نادية”، وهي مهجرة في مناطق الشهباء، وتدعى “زينات حسن سليمان”، والتي قالت: “انا من أهالي قرية قزلباشا (عفرين- بلبل) واسمي زينات حسن سليمان، اسم ابنتي نادية، خرجنا من عفرين وجئنا إلى هنا “تل رفعت”. مضيفةً: “لا نعلم شيء عن ابنتنا منذ عامين، اسمها نادية حسن سليمان، لا نعلم لا عنها ولا عن زوجها شيء”، متابعةً: “في البداية تم اختطاف زوجها، ثم ذهبت ابنتي إلى منزل خالها لتقيم في منزله حتى يفرج عن زوجها أحمد، لكن خالها رحل إلى حلب فاضطرت للذهاب إلى منزل صديقتها لتقيم عندها”. مؤكدةً “أن دورية للمسلحين داهمت المنزل واختطفوها هي وصديقتها وزوجها”، وقالت: “أتمنى أن يفرج عنها فأنا أحترق شوقاً لرؤيتها، وخاصة أن زوجي متوفي، وأنا وحيدة بانتظارها”.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في السابع من يونيو/حزيرن، أخرجت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروف بـ “العمشات” مواطن كُردي من منزله في حي المحمودية، بعد تهديده بالقتل، ووطّنوا بدلاً منه عائلة لمسلح يعمل ضمن الميليشيا نفسها. وعلمت عفرين بوست عبر مصادرها في مركز عفرين، إن مسلحي العمشات طردوا المواطن “عصمت ماماد” من منزله في حي المحمودية، ووطّنوا بدلاً عنه عائلة لمسلح يعمل ضمن العمشات. كما نشر شقيق “عصمت” ويدعى “عدنان ماماد” منشوراً على صفحته، وأكد النبأ وقال أيضاً إن المسلحين هددوا شقيقه أما أن يخرج أن يقتلوه. وفي تصريح له لـ “عفرين بوست”، قال “عدنان” إن شقيقه وزوجته “حورية إبراهيم” لهما ثلاثة أطفال، وهما لازكين ونيجرفان وميرفان وإن شقيقه وعائلته الآن في مكان ما من عفرين دون أن يحدد المكان. وأضاف “أقول للذين أخرجوا أخي وعائلته من منزله، نحن نحب الحياة ونحب أطفالنا مثلكم، نعيش على أرضنا التي ورثناها من أجدادنا الذين ورثنا منهم الحب والصدق وألا نتعدى على أحد بغير حق، موطننا هو كردستان ونموت على أرض كردستان”. وناشد عدنان كافة الاحزاب الكُردية، وقال “كردستان هي أرض كل كردستاني ومن حقه أن يعيش بكرامة، كفانا نعيش في تشرذم نذوق طعم المر وراء الاختلافات السياسية”. وقال في نهاية حديثه: “عائلة أخي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تطرد من منزلها بل هي بداية للتغيير الديمغرافي، أحمل المسؤولية الأولى للأحزاب الكُردية في حال وصول أي أذى لأخي وعائلته”.

في الثامن من يونيو/حزيرن، منذ الأيام الأولى للاحتلال التركي، عمدت قواته إلى الاستيلاء على مجمع سكني وسط مدينة عفرين، حيث حولته إلى منطقة عسكرية بعد أن نهبت الميليشيات الإسلامية كافة الأثاث المنزلي وباقي الممتلكات منه. وفي السياق، أوضح مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم المحتل، أن المجمع السكني يتألف من نحو 75 منزلاً، ويقع في المنطقة الواقعة بين مقر الأسايش سابقاً ومدرسة ميسلون بحي الأشرفية، مشيراً إلى أن المنطقة تم تحويلها لمنطقة عسكرية حيث يتمركز جنود أتراك في فيلا تتوسط المجمع السكني، وكانت في السابق مقراً لوحدات حماية المرأة. وأكد المراسل أن قوات الاحتلال قامت بواسطة تركسات تركية بهدم عدد من المنازل ونقلت مخلفات البيوت المهدومة إلى الضفة الشرقية لنهر عفرين، بعد أن استخرجت منها الحديد المسلح، ولم تسمح لأصحابها إخراج ممتلكاتهم من تلك المنازل البالغة عددها عشرة بيوت (المهدومة فقط). أما باقي المنازل فقامت الميليشيات الإسلامية باستقدام الشاحنات ونهبت بواسطتها كل ما تحويه المنازل وعلى مرأى من أصحابها، حتى وصل الأمر بهم لاستخراج أسلاك الكهرباء من الشقق السكنية، وقاموا أيضاً بفك ديكورات المطابخ وأحجار المراحيض ونهبها!  وأشار المراسل إلى أن أصحاب الشقق والأبنية الواقعة في تلك المنطقة السكنية قد توجهوا في بداية فترة الاحتلال، إلى مقر الوالي التركي الكائن في مبنى “المجلس التشريعي لمقاطعة عفرين سابقاً”، لتقديم شكاويهم له إلا أنه لم يستقبلهم. ووثقت “عفرين بوست” أسماء عدد من أصحاب المنازل التي تم هدمها وهم كل من: (عارف قطمة- عبدو ترندة- أحمد عثمان- حيدر حيدر)، أما أسماء أصحاب المنازل التي تم الاستيلاء عليها فهي كالتالي: رشيد محمد(جويق)- أحمد رشيد محمد- عدنان رشيد محمد- وليد عبدو- عائلة رزو- علي “صاحب صهريج مياه” – كاوا بكر- عبدو بحري- عائلة جاويش (معبطلي)- نديم شيخو (بناء سكني كامل) – صبحي جمو- عائلتين من الباب – عزت عبدو (منزل وبناية) – بكر حسو- عزالدين شيخ حمزة- كميران خليل – ريزان خليل-  أمل سيدو- هوريك حسو- أبو عبدو ترنديه- زكريا حبش (٤ منازل) – يحيى حبش (منزلين)- رشيد خوجة- شريف نجار- زعفران محمد- حميد قسطل- أبو بهجت (قيبار).

في الحادي عشر من يونيو/حزيرن، حوّل مستوطنون من الغوطة مكتبة “بينوس” للكتب في حي عفرين القديمة، إلى مكان لتربية الحمام “حميماتي”، وأشار مصدر خاص لـ”عفرين بوست” أن المستوطنيّن “أبو قصي” و”أبو عدي” و”أبو حمزة” و”أبو عرب”، قد استولوا على المكتبة العائدة لصبحي أبو وصال منذ عام، حيث كان شخص آخر قد استأجره يبيع فيه كتب. وبينما كان الكُرد ينشرون العلم في مدينتهم، لم يجلب المستوطنون إليها سوى تربية الأبل والطيور، إلى جانب الاستيلاء على أملاكهم وأراضيهم، والادعاء بأنهم جلبوا طرق حديثة للزراعة في عفرين، علماً أن عفرين من أشهر المناطق على مستوى سوريا بالزراعة، ولدى أهلها خبرات زراعية هائلة، فلم يعيث المستوطنون إلا الخراب والسرقة والنهب لكل ما صادفهم من ممتلكات سكان عفرين الأصليين الكُرد.

السرقات والأتاوات في عفرين

في السادس من يونيو/حزيرن، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا، أن ميليشيا “فرقة الحمزة” نفذت أعمال سرقة وسلب ونهب ممنهجة في مواسم الفاكهة (الخوخ والمشمش والجانورك) في كل من قريتي “باسوتيه\باسوطة” و”برجيه\برج عبدالو”، وعمدت إلى بيعها بأسعار زهيدة في سواق الهال، بالتعاون مع مستوطنين المُنحدرين من قرية “تل جبين” بريف حلب الشمالي. وأضاف المراسل أن الميليشيا تمنع فلاحي قرى “عنداريه\عين دارة” و”باسوتيه\باسوطة” و”برجيه\برج عبدالو”، من سقاية حقولهم الزراعية وتشترط عليهم دفع 20% من نسبة المبيعات للمحاصيل الموجودة في تلك القرى. إلى ذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” في قرية “فقيرا\فقيران” التابعة للناحية، أطلقوا الخميس الرصاص العشوائي دون التمكن من معرفة تفاصيل إضافية. ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه ميليشيات الاحتلال في حي الأشرفية بمركز مدينة عفرين، سرقة ما تبقى من الأكبال الكهربائية وعلى مرأى من ميليشيا “الشرطة العسكرية”، حيث يبيعون النحاس المستخرج منها بمبلغ 8 آلاف ليرة سورية مقابل الكيلو الواحد.

كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد”/ أن ميليشيا “الوقاص” تفرض اتاوة مالية على سكان قريتي “هيكجيه” و”سناريه\سناره” بحجة فواتير المياه، رغم أن جمعيات خيرية تُدير محطة ضخ المياه وتدفع تكاليفها. وأشار المراسل أن الميليشيا تفرض مبلغ أربعة آلاف ليرة سورية شهرياً، على كل منزل في القريتين المذكورتين.

في العاشر من يونيو/حزيرن، قالت تقرير لـ”عفرين بوست”: تطرق المكتب الإعلامي-عفرين لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في السادس من يونيو الجاري، إلى وضع معامل البيرين وإنتاج صابون الغاز في إقليم عفرين الكردي المُحتل من قبل أنقرة والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين. وقال المكتب إنه “من المعروف أن الاحتلال التركي قام باستهداف البنى التحتية الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية لمنطقة عفرين، بالعدوان عليها واستدامة حالة الفوضى والفلتان فيها وإفلات أيادي قطعان الميليشيات المرتزقة لتنتهك وتُجرم وتسرق وتنهب”. متابعاً: “فكانت معامل استخراج زيت عرجوم الزيتون وصناعة الصابون عرضة للسرقات ما أن دنس جيش الاحتلال ومرتزقته أراضي المنطقة؛ حيث تم فك ونقل وسرقة كامل معملي “حسو وقدح” ونصف معمل “علوان” لاستخراج زيت العرجوم، إضافةً إلى سرقة مجموعات توليد كهربائية وتركسات وبعض المحركات الكهربائية والتجهيزات الخاصة بـ /14/ معملاً آخراً، ومخزون الـ /17/ معملاً من الفحم المنتج والمحروقات (مازوت، كيروسين)، فلا يشتغل منها حالياً سوى ثمانية معامل”. مردفاً: “أما معامل صناعة الصابون الـ /20/ فكانت كل واحدة منها تختزن ما بين /400-500/ طن صابون سنوياً وكميات كبيرة من الكوستيك والزيت، إضافةً إلى التجهيزات، سُرقت معظمها من قبل المرتزقة أو تم دفع أتاوى كبيرة لاستعادة قسمٍ منها، بينما لا يشتغل منها حالياً سوى /11/ معملاً بطاقة انتاجية سنوية دنيا /100-150/ طن صابون”. وأشار المكتب إن “هذه المعامل كانت رائدة على مستوى سوريا، من حيث كمية الانتاج ونوعيته وجودته، وكانت تُصَدِّر كميات كبيرة منها إلى الخارج، فتعود بالنفع على الوطن والمواطن، بينما حالياً تُعاني الضعف ومعظم أصحابها يدفعون أتاوى- منها شهرية- تجنباً لسرقات جديدة وابتزازات تطالهم على يد المرتزقة المسلحين الموالين للائتلاف السوري- الإخواني المعارض وتركيا، إضافةً إلى إجمالي خسائر جمة تُقدر بعشرات ملايين الدولارات”. وكنتا قد شهدت الصناعة في عفرين خلال عهد “الإدارة الذاتية”، تطوراً ملحوظاً على صعيد توسع المعامل والصناعات الموجودة، حيث استقدمت الى عفرين صناعات لم تكن موجودة فيها في السابق، وعلى راسها صناعة الألبسة الجاهزة والعبوات البلاستيكية وغيرها. ومع الإعلان عن الإدارة الذاتية تم منع افتتاح معامل بيرين جديدة كون المعامل السابقة، تكفي لمعالجة بقايا انتاج المعاصر، فيما توجه قسم كبير من الصناعيين في حلب إلى الإقليم الكردي نتيجة لتوفر الأمان فيه مقارنة مع مختلف المناطق السورية التي كانت بؤراً مشتعلة للحرب. وكان منتجو الألبسة الجاهزة الأكثر تأثرا بالحرب في حلب، حيث لجئوا إلى عفرين للبحث عن ملاذ آمن يتمكنون من خلاله متابعة أرزاقهم، دونما خوف عليها من الحرب أو السرقة، ولم تكن هناك منطقة أخرى في عموم سوريا أنسب من عفرين. وبدأ دخول المعامل وتوسع الإنتاج مع منتصف العام 2014، أي بعيد مرور حوالي السنة والنصف الصراع المسلح بحلب، حيث دفع تقطع سبل العيش بالمواطنين أصحاب تلك الورش الإنتاجية الى إعادة افتتاحها في عفرين حيث الايادي العاملة والامن. فقد تعرض قطاع الإنتاج بمختلف أنواعه في حلب خلال سنوات الحرب، إلى حملة ممنهجة من التخريب طالت بشكل أساسي بنيته التحتية عبر السرقة والنهب أو التدمير على يد مليشيات تنظيم الإخوان المسلمين. إذ كانت تعتبر حلب عاصمة الصناعة السورية، وأولى المدن السورية التي تعرضت منشآتها الصناعية الضخمة إلى عمليات مدبرة للتخريب والسرقة، بعد أن قامت جماعات محترفة بتفكيك أكبر الآلات الإلكترونية والمعقدة الباهظة الثمن ونقلها إلى الأراضي التركية تحت مرأى ومسمع حكومة أنقرة. وحينها علت التصريحات والنداءات السورية المطالبة بوقف هذا النهب الممنهج وطالب اتحاد غرف الصناعة السوري النظام السوري بتوجيه رسائل إلى الأمم المتحدة تشكو فيها تركيا سماحها ومشاركتها في تفكيك البنية الصناعية السورية في حلب. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام عشرات الصور والفيديوهات التي تظهر شاحنات ومختلف أنواع الآليات وهي تقوم بشحن مصانع بأكملها إلى تركيا بمساعدة المليشيات الإخوانية التي كان شغلها الشاغل تدمير وتخريب سوريا. وأكد رجال أعمال أتراك في جنوب شرقي تركيا أن أعضاء المليشيات الإخوانية يفككون أجهزة ومعدات المعامل التي توقفت عن العمل في سوريا ويهربونها إلى تركيا. وجاء ذلك بعد أن أشهر عديدة على توجيه وزارة الخارجية النظام رسالتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بداية العام 2019، قالت فيهما “إن نحو ألف معمل في مدينة حلب تعرض للسرقة والنقل إلى تركيا بمعرفة تامة وتسهيل من الحكومة التركية وهو عمل غير مشروع يرقى إلى أفعال القرصنة ومرتبة عمل عدواني يستهدف السوريين في مصادر رزقهم وحياتهم الاقتصادية”. وكان للصناعيين في هذا الصدد تحركات عديدة أهمها ما قام به رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، فارس الشهابي، عندما وجه كتابا إلى خارجية النظام السوري تحدث فيه عن قيام “المجموعات الإرهابية بسرقة الآلات والتجهيزات والعديد من الآليات كالسيارات والحفارات والروافع وكذلك المواد الأولية من حلب، ونقلها إلى تركيا عبر البوابات الحدودية المعروفة التي تسيطر عليها العصابات الإرهابية”. وعلى مدار سنين الأزمة استمر تفكيك ونقل المعامل تباعا إلى تركيا حتى وصل عددها مع الورشات المنهوبة أيضا إلى أعداد لا تحصى بشكل دقيق. وكان لبرلمان النظام السوري في ذلك الوقت حديث لكشف فيه عن النوايا والأطماع في سوريا، عندما أكد عضوه أنس الشامي، لوكالة “سبوتنيك” في فبراير العام 2019، أن “النظام التركي الأرودغاني منذ اللحظات الأولى، له حلم يطمع به منذ أمد بعيد، نحن ندرك تماما إدراك العمق الجغرافي الاستراتيجي لتركيا بمحافظة حلب السورية الشمالية، وهي خط الحرير، وهي أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، بلد الصناعة والتجارة الهامة والمعروفة جداً، فقد عمل أردوغان ونظامه الحاقد منذ اللحظات الأولى على دمار حلب وسرقة خيراتها، حيث أننا ندرك أن مصانع حلب قد غطت بشكل كبير على ما يوجد في شمال شرقي تركيا، وبالتالي هم يحلمون اليوم أن يسيطروا على تلك المناطق وعلى خيراتها، وقد سرقت معامل حلب بواسطة العثمانيين”. وفي تقرير لصحيفة الاخبار اللبنانية في التاسع من تموز العام 2019، قال فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، إن الشريط الحدودي الشمالي له “أهميته الصناعية والزراعية والتجارية، وسابقاً كانت هناك اتفاقية بين البلدين لإنشاء منطقة تجارة حرة فيه”. واستند الشهابي في تأكيده البعد الاقتصادي للمشروع التركي في سوريا على “عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها معامل حلب ومصانعها والمحاصيل الزراعية الاستراتيجية من قمح وقطن وزيتون، إضافة إلى محاولة إغراق الأسواق السورية بالسلع التركية المهربة للإضرار بالصناعة السورية”.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في السادس من يونيو/حزيرن، عُثر صباح اليوم السابق، على جثة مُسلح من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” على طريق مركز ناحية “شرا\شران”، حيث تم تصفيته من قبل مجهولين بين حقول الزيتون. وحسب مراسل “عفرين بوست” فإن الجثة تعود للمدعو ” محمد أحمد” وهو مُسلح من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، ويعمل في مقر الميليشيا الواقع بالقرب من المعصرة الفنية بمركز الناحية، وهو مسلح تركماني ينحدر من ريف مدينة الرستن بحمص. إلى ذلك انتشلت ما تسمى بـ “فرق الدفاع المدني” جثة المستوطن “عبد الله الصغير” بعد غرقه في قناة الري الواقعة بحي المحمودية، حيث ينحدر المُستوطن من بلدة معصران بريف إدلب. وكان قد تطرق موقع “العين الإخبارية” في الأول من يونيو الجاري، إلى الاقتتال الدوري بين المسلحين، وقال إن المعارك المستعرة بين “المجموعات الإرهابية في الشمال السوري لا تندرج في سياق الاشتباكات العابرة أو المناوشات المعتادة، وهي ليست غريبة أو مفاجئة، بل يمكن القول إنها تحصيل حاصل لتطور الصراع الذاتي بينها على النفوذ وعلى المكاسب وعلى المصالح الظرفية المتاحة وعلى المصالح الكامنة في طيات المستقبل الذي يتوهمون أن دوراً ما سيكون لهم فيه”. وتابع الموقع: “تلك المصالح يتطلب نوالها والاستئثار بها عملاً كبيراً ومعارك طاحنة لإزاحة الآخر بل وإلغائه للفوز بالغنائم دون تقاسمها مع أي طرف آخر، هذا ما تشي به خارطة الصراع الحالية بعد أن اتضحت معالم وأهداف كل مجموعة من جهة، ووظيفة كل منها من جهة أخرى، ولا يخرج عن هذا المشهد تصور الأبعاد والتطورات المقبلة باعتبار أن جميع المجموعات المسلحة المتناحرة نبتت وازدهرت وتفرعت في حاضنة واحدة هي أردوغان”. وذكر الموقع أن “قراءة متأنية لطبيعة وحيثيات دوافع أردوغان ومخططاته وأجندته، وكذلك غاياته ومراميه التي يسعى لتحصيلها وتحقيقها جراء حرب التصفيات الدائرة بين مجموعاته المسلحة، تُفضي إلى أن العثماني الجديد لم يجد مناصاً من افتعالها بطرق غير مباشرة، وتغذيتها وتأجيجها لتكون حرباً بين مجموعاته المسلحة بدل أن يجد نفسه وجنوده في مواجهة عسكرية معها جميعاً وفقا لما تنص عليه القرارات الدولية التي صنفت جبهة النصرة ومن يواليها كمنظمات إرهابية ولابد من استئصالها، وهو الراعي والحامي لها، وكذلك ما فرضته اتفاقات سوتشي وتفاهمات مسار آستانا عليه، وتعهداته بشأن إنهاء الوجود الإرهابي للمسلحين التابعين له في الشمال السوري” .      

في الثامن من يونيو/حزيرن، قال مراسل عفرين بوست أن قنبلة صوتية انفجرت وسط حديقة في حي المحمودية، والتي تعج بالمستوطنين، حيث سُمع دويها في كافة أرجاء مركز إقليم عفرين المحتل، ما تسبب بحدوث حالة من الهلع في صفوفهم، دون أن تسفر عن إصابات. وفي سياق منفصل، وقعت اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في حي الأشرفية، بسبب رفض إحداها التوجه إلى ليبيا. واسفرت الاشتباكات التي جرت في محيط فرن الكعك على الطريق نحو القوس، عن إصابة ثلاثة مسلحين في صفوف الطرفين، تم اسعافهم إلى المشفى العسكري وهو “مشفى الشهيد فرزندا العسكري سابقاً” والذي تم تشييده في عهد “الإدارة الذاتية”.

كذلك، لم يبقى لمتزعمي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أي قيمة في عفرين من جانب المحتل التركي، حيث باتوا حطباً لأنقرة تحرقهم في ليبيا واليمن. وفي السياق، قال مصدر لـ “عفرين بوست” إن “المتزعمين باتوا مكروهين من الكل، والأتراك منعوا وضع حرس أمام منازلهم”. وعلمت “عفرين بوست” من مصدر داخل عفرين، إن أنقرة منعت وقوف حرس أمام منازل متزعمي الميليشيات الإسلامية في مدينة عفرين، وأضاف المصدر: “هؤلاء المتزعمون باتوا حطباً لتركيا تحرقهم في ليبيا واليمن”. وأشار المصدر إنه بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام الليرة السورية، بات خيار التوجه إلى ليبيا واليمن هو الخيار الوحيد أمام المسلحين أو الموت جوعاً. وأضاف المصدر “كان كل متزعم ميليشيا يضع حرساً أمام منزله لحراستهم، إلا أن تركيا منعت ذلك أيضاً، الآن باتت الكلمة لميليشيا الشرطة العسكرية في عفرين”.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في الثامن من يونيو/حزيرن، مع مواصلة الاعتداءات وانتهاكات جيش الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\ الجيش الحر”، على إقليم عفرين المحتل، مستهدفاً البشر، الحجر والشجر، ورداً على تلك الممارسات، تتصاعد إرادة وردة فعل الأهالي المهجرين من عفرين في الشهباء، بوجه الاحتلال التركي. وفي هذا السياق، خرج الآلاف من أهالي عفرين والشهباء، كرداً وعرباً بتظاهرة حاشدة رافضة لتلك الانتهاكات والوجود التركي على الأراضي السورية، وشارك ايضاً في التظاهرة ممثلات عن مؤتمر ستار، اتحاد المرأة الحرة للشهباء، الإدارة الذاتية الديمقراطية، حزب سوريا المستقبل، مجلس إدارة مقاطعة الشهباء. ورفع المشاركون المئات من صور الشهداء، وصور الشابة ملك ومزار شهداء عفرين التي دمرت بيد الاحتلال التركي، بالإضافة للافتات كتبت عليها “بالإصرار والإيمان سنحطم الاحتلال، لا الانتهاكات وعنف جيش الاحتلال التركي، هل تسمعون صرخة النساء في عفرين، لا للتغيير الديمغرافي، لا لعودة الاحتلال العثماني مجددا، أين عدالتكم، أوقف أرهبك وفاشيتك أردوغان، لا تحزني عفرين الزيتون أننا عائدون”. وانطلقت التظاهرة بالقرب من مشفى آفرين في الشهباء، مرددين الهتافات التي تحي مقاومة الشعوب في الشهباء وعفرين وشمال شرق سوريا، وتؤكد على التمسك والإصرار بتحرير عفرين، وترفض انتهاكات ووجود الاحتلال التركي. وبعد الوقوف دقيقة صمت، ألقت الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين شيراز حمو، كلمة أكدت أن اعتقال النساء وارتكاب أبشع الجرائم بحقها في عفرين وصمة عار على جبين الإنسانية. وأكدت شيراز أن عفرين هي لشعبها العفريني لا محال، وهو الشعب الذي حارب التاريخ الأسود ومثل إرادة الشعوب بثقافتها وحفاظها على التراث. وبعدها ذكرت عضوة منسقية مؤتمر ستار نوروز هاشم في كلمة لها، أن خروج التظاهرة يعني أن الأهالي المحاصرون في عفرين ليسوا لوحدهم، وأننا معهم، مؤكدةً أن الإنسانية وحقوقها تضطهد وتباد في عفرين وسط صمت دولي مطبق ومريب.

اشجار عفرين ومحاصيلها..

في السادس من يونيو/حزيرن، أضرمت المليشيات الإسلامية بأوامر الاحتلال التركي، النيران بين أشجار الحراجية في قرى (كفر نبو، براد) المحتلتين، لتنقلها الرياح صوب قريتي (صوغانكه وآقيبه) الخاضعة لـ “قوات تحرير عفرين”، في ناحية شيراوا بريف عفرين، لتطال الحرائق الاشجار والأراضي المزروعة بالمحاصيل لأهالي تلك القرى.

في التاسع من يونيو/حزيرن، أضرم الاحتلال التركي ومسلحو ميليشياته الإسلامية النار في جبل هاوار مرة أخرى، في خطوة تهدف للانتقام من طبيعة عفرين الخضراء التي كانت عاملاً مساهماً في المقاومة العسكرية بوجه القوات الغازية إبان غزوة ما تسمى بـ”غصن الزيتون” والتي تم عبرها احتلال الإقليم الكردي بالقوة العسكرية وتطبيق تطهير عرقي فيها، أدى إلى تهجير أكثر من 75% من سكانها الأصليين الكُرد. وقد أفاد مصدر من داخل عفرين لـ “عفرين بوست” إن الاحتلال التركي ومسلحو ميليشياته الإخوانية المعروفة بـ”الجيش الوطني السوري”، قد أضرموا النيران في جبل هاوار بالقرب من قرية “ديكة” في ناحية راجو بعفرين. وأشار المصدر إن النيران التهمت الجبل وأكلت الأخضر واليابس عليه، وأضاف “تركيا تهدف لتغيير حتى طبيعة عفرين في ظل استمرار التغيير الديمغرافي في هذا الإقليم الذي تحتلها تركيا منذ أكثر من عامين”، مشيراً بأن لا أحد يستطيع إخماد النيران التي تتوسع فيه.

في العاشر من يونيو/حزيرن، أضرمت المليشيات الإسلامية النيران بأشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قرية “برج القاص” و”كالوتيه” في ناحية شيراوا بريف إقليم عفرين، مما أدى إلى احترق أكثر من 3000 شجرة زيتون بالإضافة لحرق الأراضي الحراجية. وبحسب مراسل “عفرين بوست”، فإن الأشجار التي احترقت عائدة لكل من المواطن (نجيب حمادة، علي حمادة، عصمت حمادة، وجلال حمادة) من أهالي “برج القاص” بالإضافة لمواطنين من أهالي قرية “كالوتيه” وهم كل من (حسن علي، علي خضرو وحسن رتلو). وفي السياق أقدمت المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي على قطع أشجار زيتون في قرية “قارقينا\قارقين” في ناحية “موباتا\معبطلي”، وأوضح مراسل “عفرين بوست” في الناحية، إن مليشيا “الحمزة” قطعت أكثر من 300 شجرة زيتون عائدة لمواطنين كُرد من أهالي تلك القرية.

في الحادي عشر من يونيو/حزيرن، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن عملاء الاحتلال اختطفوا مواطنيّن كُردييّن هما “حنان كوت” و”عبدو”، اللذين يعملان في مكتب بيع دراجات نارية في المنطقة الصناعية بمحيط فرن جودي. ولم يتمكن المراسل من استحواذ الكثير من المعلومات حولهما، إلا أن الأول ينحدر من قرية “آشكيه روهلات\آشكان شرقي”، وقد تم اختطافها بداية الأسبوع الجاري، بتهمة تفخيخ الدراجات النارية من قبل مليشيا الأمن الجنائي”.

خلاص عفرين..

في السادس من يونيو/حزيرن، أكدت رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية “إلهام أحمد” أن أي لحل للأزمة لابد وأن يمرُّ عبر تحرير كافة الأراضي السورية لاسيما تلك الي تحتلها تركيا كـ (عفرين- سري كانية/رأس العين – تل أبيض- الباب -اعزاز -جرابلس) إضافة إلى كف يدها عن محافظة ادلب. جاء ذلك عقب اجتماع لإلهام أحمد أمس الجمعة، مع مجموعة من الكتل والأحزاب السياسية والشخصيات المجتمعية في منطقتي عفرين والشهباء، وذلك بناحية فافين الواقعة بمنطقة الشهباء شمال سوريا. وتحدثت رئيسة الهيئة التنفيذية بـ مسـد “إلهام أحمد” عن المشهد السياسي في سوريا وتطوراته في ظل غياب أي أفق لحل شامل ونهائي للأزمة التي دخلت عامها العاشر وسط تزايد معاناة أبناء الشعب السوري بكافة مكوناته وأطيافه. وحمّلت “أحمد” النظام السوري المسؤولية الكبرى عن تفاقم الأزمة السورية بسبب تعنته ورفضه للحل السياسي منذ بداية الأزمة واستخدامه العنف والنهج العسكري في قمع مطالب الشعب السوري بالتغيير والديمقراطية. وتطرقت الى وضع عفرين والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بشكل ممنهج بحق النساء وسكان عفرين، بقصد تغيير ديمغرافية المنطقة وشرعنة احتلالها. وحثت الناس على الحرص واليقظة من الألاعيب التي تحيكها أنقرة، وقالت من الضروري فضح هذه الألاعيب للرأي العام وعدم نسيان عفرين، فالنسيان يعني الخيانة. وفي سياق متصل، تحدثت “أحمد” عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، الأمر الذي يزيد من معاناة السوريين في ظل افتقاد معظم السكان لمقومات العيش الكريم، وبالأخص مهجري عفرين وسكان منطقة الشهباء حيث تتواجد مئات الآلاف ضمن مخيمات النزوح. وأفادت أحمد في تصريح خاص لـ”نورث برس” بأن “العقوبات التي فرضها الكونغرس الأمريكي وفق بنود قانون قيصر تستهدف السلطة السورية”، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي ايضاً لانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار وهو ما سيكون له تأثير كبير على حياة الشعب السوري. وأضافت أن مناطق ريف حلب الشمالي التي يتنشر فيها مهجرو عفرين والتي تقع تحت سيطرة الروس والنظام، ستتأثر أيضاً نتيجة انخفاض قيمة الليرة السورية. وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم أكثر من سبعة آلاف شخص، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والتي تعمل في مناطق الشهباء، إضافة لعشرات الآلاف من المهجرين العفرينيين الذين يعيشون في شيراوا ومناطق تل رفعت ومحيطها.

نشر التطرف..

في السابع من يونيو/حزيرن، خرجت دفعة كبيرة من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، صباح أمس السبت، من ناحيتي “موباتا\معبطلي” و”بلبله\بلبل”، متوجهين إلى معبر باب السلامة في إعزاز، ومنها إلى ليبيا للقتال فيها كـ “مرتزقة\قتلة مأجورين” لصالح حكومة الوفاق الليبية الاخوانية، كحالهم في عفرين وقتالهم فيها لصالح أنقرة. وتكونت الدفعة الجديدة من 110 مسلحين منتمين لميليشيا “فرقة السلطان مراد” تم تجميعهم من قرى ناحية “بلبله\بلبل”، حيث تم نقلهم بواسطة ثلاثة حافلات تركية وأربع سيارات تويوتا “رباعية الدفع”، إلى معبر باب السلامة للالتحاق بمرتزقة آخرين في مركز التجمع الكائن في منطقة حوار كلس التابعة لمدينة إعزاز الحدودية، للانطلاق منها إلى ليبيا عبر الأراضي والمطارات التركية. من جهتها، جمعت ميليشيا “جيش النخبة” نحو 30 مسلحاً من مقراتها في قريتي “عمارا” التابعة لـ “موباتا\معبطلي” و”ميدانكي” التابعة لناحية “شرا\شران”، وأرسلتهم إلى منطقة حوار كلس في دفعة منفصلة. وفي الإطار ذاته، توجهت دورية من الاستخبارات التركية إلى مقرات ميليشيا “أحرار الشرقية” في حي المركز الثقافي وشارع الفيلات، وأنذرت متزعميها لتجهيز دفعة من مسلحيها بهدف إرسالهم إلى ليبيا خلال أسبوع واحد، وإلا ستقوم بطرد كافة مسلحي الميليشيا إلى خارج إقليم عفرين المحتل.

كذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “جندريسه\جندريس”، إن متزعماً في ميليشيا “جيش الشرقية” يدعى “أبو أحمد”، أقدم يوم الجمعة\الخامس من يونيو، على فض عرس كُردي بعد ساعة من عقده، في قرية “خالتان\خالطة”، بذريعة وجود “شهداء” سقطوا في ليبيا. وأوضح المراسل أن الميليشيا طلبت من ذوي العريس إيقاف الموسيقا وقرع الطبول وفض العرس مباشرة، بحجة أن مسلحيهم يقتلون في ليبيا والكُرد يعقدون أعراساً في عفرين.

في التاسع من يونيو/حزيرن، رصد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا/معبطلي” قيام الاحتلال التركي قبل نحو ثلاثة أيام، بإعادة ثمانية مسلحين مصابين من ساحات القتال في ليبيا، إلى المناطق التي تحتلها ميليشيا “لواء سمرقند” في الناحية. وأشار المراسل إلى أن المسلحين الذين تمت إعادتهم إلى عائلاتهم، مصابون بإعاقات كبيرة نتيجة المعارك في ليبيا، لكن دون أن يقدم لهم الاحتلال التركي لهم العناية الطبية أو الإعانات المالية الموعودة، وأضاف المراسل أن الميليشيا جمعت خلال الأسبوع الماضي، نحو 40 مسلحاً وأرسلتهم عبر الأراضي التركية إلى ليبيا. وفي السياق ذاته، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز مدينة عفرين، إن جيش الاحتلال التركي سحب مسلحين آخرين من ليبيا بعد تلقيهم إصابات بليغة وبينهم المسلح حمزة من ميليشيا “الحمزة” وهو من أهالي رتيان/ريف حلب، وهو بحالة بتر في ساقه اليمين. كذلك هو حال المسلح “أبو لؤي” من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وهو من أهالي مدينة حمص وقد أصيب بشلل تام، وأيضاً المسلح “محمد حرامي” من أهالي إدلب، والذي أصيب بشلل تام، وكذلك المسلح “أبو خليل” من أهالي قريبة عقيبة ومُصاب بشظايا. وأضاف المراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” من جهتها، أرسلت 70 مسلحاً من منتسبيها إلى مركز للتجمع في مدينة مارع المحتلة، ليتم إرسالهم فيما بعد إلى ليبيا.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في السابع من يونيو/حزيرن، بعد انفضاح أمرهم وسقوط القناع عن وجههم الحقيقي القبيح، لجأ مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بقيادة المدعو “جميل رزق أبو سعيد” إلى إعداد تمثيلية هزلية ساذجة يمثّل فيها أنّه حريص على كرامة النساء في عفرين!!! ولكن سذاجتهم فضحتهم في فيديو مفبرك مرّة أخرى. ونشرت صفحات موالية لمليشيا فرقة الحمزة في الثاني من يونيو الجاري، مقطعاً مصوراً زعموا فيه أنّهم يعاقبون مواطناً تحرّش بامرأة في مدينة عفرين المحتلة!! وعقب السخط الشعبي من قبل أهالي عفرين وعموم الشعب الكردي، والمنظّمات الحقوقية والإنسانية، بعيد انتشار مشاهد مسرّبة من إحدى مقرّات ومعتقلات مليشيا “الحمزة” في مدينة عفرين المحتلة، والتي اقتحمها مستوطنون مسلحون من الغوطة، وظهر فيها نساء مختطفات “كنّ عاريات”. وبعد ما تبعها من ردود فعل غاضبة كشفت فيها حقيقة أولئك المسلحين التابعين للاحتلال التركي، بدأت المليشيا محاولاتها لتلميع وجهها الذي انكشف أمام الجميع، وذلك باللّجوء إلى “التمثيل” وتلفيق فيديوهات مفبركة. ويظهر في الفيديو الساذج والهزلي المتزعم المدعو “جميل رزق الملقب بأبو سعيد”، وهو يمثّل أنّه يضرب رجلاً مربوطاً بساقيه إلى الأعلى، وقد غطّوا وجهه حتى لا يتعرّف أحد على ذلك الممثل. ويقول المدعو “أبو سعيد” لامرأة ترتدي النقاب “والتي احضروها لتمثّل معهم أيضاً”: “نحن نحافظ على كرامة النساء، ونحاسب كلّ من ينتهك ويتحرّش بالنساء”. وفي نهاية الفيديو يلوّح المدعو “أبو سعيد” بيده للمصوّر، ويشير إليه بإيقاف البثّ، ما يؤكّد أنّه مجرّد مشهد تمثيلي في محاولة من المسلحين إظهار أنفسهم عبر تلك المشاهد التمثيلة على أنّهم حريصون على كرامة النساء. لكن الفيديو الحقيقي المسرب من أحد مراكزهم ومعتقلاتهم كانت أبلغ، وأظهر حقيقة قبح وجههم وأخلاقهم والتي لا يمكن إخفاؤه بهكذا تمثيليات ساذجة.

كذلك، يسعى الاحتلال التركي عبر عملاءه، لتبييض صفحته وإظهار نفسه بريئاً من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين، ويسعى في سبيل ذلك إلى إبراز بعض الشخصيات العميلة وكأنها الحل القادم إلى عفرين، عبر الادعاء بأن الاحتلال التركي لا يعادي الكُرد عموماً، وإنما يعادي حزباً واحداً منهم، وهو ما أثبتت الأيام كذبه في عفرين. فعلى مدار عامين وأربعة شهور من الاحتلال العسكري لـ عفرين، عاث الاحتلال التركي عبر مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين بمسميات “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، فساداً لم تعهده عفرين حتى في عهد النظام السوري، فعمت الفوضى والفلتان الأمني والخطف الفدى المالية، والسرقات والنهب والاتاوات، إلى جانب الصاق التهم الجاهزة بالسكان الأصليين الكُرد، بقصد ترهيبهم وتهجيرهم، واستكمال التطهير العرقي الذي وصل إلى 75%، من سكان عفرين الأصليين الكُرد. وفي السياق، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الأمني في ميليشيا “فرقة الحمزة” المدعو “نبيه موسى الطه”، المُنحدر من ريف الباب، من أصول كُردية، يتجول في قرى ناحية “جندريسه\جنديرس” ويلتقي بالسكان الأصليين الكُرد فيها، ويحثهم خلال زياراته المُتكررة على قبول تطويع أبنائهم في صفوف ميليشيا جديدة يعتزم تأسيسها، بذريعة حماية الإقليم وحكمه بدلاً عن الميليشيات المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري”. ويتزعم المدعو “نبيه موسى الطه” كياناً سياسياً جديداً يُدعى “الهيئة العليا لكُرد سوريا” والذي افتتح له مقراً له في قلب مدينة عفرين، دون أن ينسى عمالته للاحتلال التركي فيرفع علم الاحتلال على مقره، كما يطلق تصريحات متقمصاً فيها دور أهالي عفرين، ويقول إن أهالي عفرين يريدون بقاء الاحتلال التركي، في فعل مشين، يخالف أدنى قيم الانتماء القومي الكُردي، خاصة في عفرين التي دمرها الاحتلال وحولها من مركز تنوير واستقطاب ثقافي واقتصادي وسياسي، إلى مرتع للمتطرفين والجماعات التكفيرية. ومن الواضح أن الكيان الجديد قد تم إنشاؤه بأمر من الاستخبارات التركية ولا يختلف عما يُسمى بـ “رابطة المستقلين الكُرد”، بهدف تجريد الأحزاب الكُردية التقليدية من شرعية تمثيلها لطموحات الشعب الكُردي في عفرين وغيرها، وخلق تنظيمات عميلة لأنقرة مستترة تحت لقب “الكُرد”، وعاملة بنسبة 100% لصالح العثمانية الجديدة والاحتلال التركي.

في الثامن من يونيو/حزيرن، قال تقرير لـ”عفرين بوست”: ادعى المتزعم في المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، المدعو “مصطفى سيجري” إن هناك مُخطط لدولة الإمارات العربية المتحدة في شمال سوريا، يستهدف أنقرة “بعد خسارتها الفادحة في ليبيا أمام قوات حكومة الوفاق” الإخوانية. وقال “سيجري” في تغريدة عبر حسابه “تويتر”: “تحركات إماراتية للسيطرة على منطقة كسب الحدودية مع تركيا عبر مشاريع اقتصادية وتمويل شركات أمنية بالشراكة مع الروس، تمهيداً لاستئناف العمليات الإرهابية لإقامة اقليم كُردستان سورية والعمل على احتلال عفرين مجدداً وصولاً للمنفذ البحري عبر إدلب”. وواصل المتزعم في المليشيات الإسلامية أكاذيبه وتلفيقاته بتحذير مسلحي تنظيم الإخوان المسماة بـ “الجيش الوطني السوري” مما أسماها “المخطط الإماراتي في المنطقة”، قائلًا: “تأخرنا بالسيطرة على كسب سندفع ثمنه غاليًّا”. ويشير حديث المتزعم الإخواني إلى نية مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين وربيبتهم أنقرة في الهجوم على مناطق الساحل السوري، بما فيها منطقة كسب الاستراتيجية، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع صراع جديدة بين الاحتلال التركي وروسيا، إلا في حال كانت موسكو قد باعت المنطقة كما باعت عفرين سابقاً. وترسل المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بفرعه السوري، بشكل دوري المئات المسلحين، الذي بات عددهم يفوق وفق تقديرات أكثر من 12 ألف مسلح، حيث يعملون على تنفيذ أجندات أنقرة في ليبيا، عبر عملهم لصالحها كـ”مرتزقة\قتلة مأجورين”. وهي ذات المهمة التي أوكلت لهم إبان الغزو التركي لـ “إقليم عفرين الكردي شمال سوريا”، حيث عملوا لدى أنقرة كـ “عملاء ومطايا”، بغية تبرير احتلال الأراضي السورية، ومنع الكُرد من استحواذ حقوقهم بشكل دستوري في مستقبل البلاد.

في التاسع من يونيو/حزيرن، أغلقت غالب المحال التجارية في إقليم عفرين الكُردي المحتل، أبوابها بعد الارتفاع الكبير للدولار أمام الليرة السورية، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار، فيما بات بعض الأهالي غير قادرين على تأمين السلع الأساسية لذويها، كالخبز. وفي السياق، أفاد مصدر من مركز عفرين لـ”عفرين بوست” إن غالب المحال التجارية باتت مغلقة في عفرين، بعد ارتفاع سعر الدولار الأمريكي وأضاف “هناك محال مفتوحة لكنها لا أحد يشتري شيء، تقول إنها المدينة متوقفة تماماً”. وأضاف المصدر “هناك عدة صيدليات مفتوحة لكنها لا تبيع شيئاً للمدنيين، في ظل نقص الأدوية وعدم قدرة الأهالي على الشراء”. في حين نشر أحد الإعلاميين المنحدرين من عفرين بوستاً على صفحته في الفيسبوك، قال فيها إن 4 رغفان خبز أضحت بـ 500 ل.س، فيما علق شخص متواجد داخل عفرين على منشوره وقال “اليوم كل الأفران متوقفة وست أرغفة حقها بات 1500 ل.س، والبعض يبيع بـ 2000، وأنا من الأشخاص الذين لم يستطيعوا شراء الخبز اليوم”. وازدادت معاناة السكان الأصليين الكُرد في عفرين بعد احتلالها من قبل أنقرة والميليشيات الإسلامية التابعة لها، حيث سادت عمليات الخطف والسرقة والنهب والاستيلاء وكل انواع الانتهاكات. وقبل الاحتلال التركي لـ عفرين، وخلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان سعر ربطة الخبز السياحي البالغة من الوزن 1 كغ، 200 ليرة سورية، أما الخبز العادي فكان بـ 110 ليرات سورية للكيلو الواحد. وكانت عفرين تمتلك (35) فرناً في مركز عفرين والنواحي السبعة، وتتلقى جميعها الدعم الحكومي من “الإدارة الذاتية”، وتصلها مخصصاتها بشكل يومي، فيما كانت تشرف هيئة التموين التابعة للإدارة الذاتية على مخبزين هما: فرن عفرين المركزي ومخبز ناحية شران الآلي، أما الاحتياطيات فكانت تكفي عادة لموسم كامل، وذلك في استعداد دائم للتعامل مع الحالات طارئة. لكن وخلال الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، تعمدت استهداف وتخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس، فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، إلى جانب قصف الطرقات العامة والنقاط الطبية والمشافي، دون أن يغفل الاحتلال عن قصف حرم سد ميدانكي أيضاً. وعقب إطباق الاحتلال التركي، استولت المليشيات المسلحة على معاصر زيتون وأفران خبز والمحلات التجارية وغيرها من أنشطة ربحية، حيث تُجبر الأهالي على تأمين حاجياتها عن طريقها، في وقتٍ دفعت فيه الكثير من المنشآت العائدة للسكان الأصليين الكُرد إلى الإفلاس، جراء الحصار والمضايقات والسرقات وفرض أتاوى مالية وعينية.

في الحادي عشر من يونيو/حزيرن، يستمر الإعلام الإخواني في محاولة التغطية على جرائم مسلحيه من جهة، إلى جانب محاولة توريط الوسائل الإعلامية الكردية التي تتابع ملف الانتهاكات في إقليم عفرين الكردي المحتل من قبل الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين المعروف بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”. وفي السياق، عرضت تلك الوسائل ما قالت إنه بيان عما تسمى بـ “مديرية أمن” إعزاز المحتلة شمال سوريا، والذي جاء فيه: “تم إبلاغنا بوجود جثة لفتاة مقتولة بطلق ناري وذبح بأداة حادة على أطراف قرية الفيرزية بريف مدينة اعزاز الشرقي، حيث وجهت المديرية قوة لمكان الحادثة لجمع الأدلة ومعرفة القاتل، وبين تقرير الطب الجنائي أن المغدورة هي بالعقد الثالث بالعمر، وبعد تداول شائعات عن أن المقتولة هي ملاك نبيه خليل تم إحضار عائلة ملاك لمشفى إعزاز الوطني وقاموا برؤية الجثة، وأكدوا أن الجثة لا تعود لابنتهم ذات الستة عشر عاما المعتقلة في سجون فرقة الحمزة التابعة للجيش الوطني”. وحاول الإعلام الإخواني تصيد الخطأ الذي تم التحضير له في الغالب من قبل الغرف السرية لمخابرات الاحتلال، بغية ضرب مصداقية المواقع الإخبارية المعنية بنشر أخبار عفرين، عبر إشاعة خبر عن مقتل شابة كردية، مستغلة عدم مقدرة المواقع الكردية على متابعة الاخبار بشكل سريع، واكتفائها في بعض الأوقات بالاعتماد على مصدر واحد دون مقدرتها على تأكيده. كما رغبت الوسائل الإخوانية من خلال تلفيق خبر مقتل ملك ونشره على صفحات التواصل الاجتماعي، يحمل بعضها أسماء وهمية ومنها اسم “عفرين” بحذ ذاته، لكن يديرها مستوطنون ومسلحون، في التشويش على خبر المختطفات الكرديات لدى مليشيا “فرقة الحمزة”، والمختطفات الأخريات لدى باقي المليشيات، وسط دعوات واسعة من الأطراف الكردية للمجتمع الدولي بتشكيل لجان تحقيق دولية، للوقوف على جرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية. كما برر الإعلام الموالي للاحتلال خطف “ملك نبيه خليل جمعة”، بحجة أنها مطلوبة من قبل المكتب الأمني بمليشيا “الفرقة 22″، بتهمة الاشتراك بعمليات سطو وسرقة من مناطق مختلفة في الشمال السوري المحتل من قبل أنقرة وتنظيم الإخوان المسلمين، وهي كذبة مفضوحة إذ أن المواطنين الكُرد غير قادرين على التنقل بحرية بين عفرين وريفها، فكيف بهم والتنقل بين مناطق الاحتلال كمارع واعزاز وجرابلس وغيرها، حيث السطوة الأمنية الإخوانية، إلى جانب كونها فتاة قاصرة، وهو ما يفضح بوضوح كذب وافتراء المسلحين على الشابة الكردية المختطفة. وقالت تلك الوسائل، أن المرأة المقتولة هي بيان محمود باضت، ابنة الثمانية وعشرين عاماً، وهي أم لثلاثة أولاد، ونازحة من حيّ الكلاسة ومقيمة في مخيم باب السلامة بريف حلب، ووفق المصادر، جرى التوصل إلى أن القتلة هم أقارب الضحية. وكانت “عفرين بوست” قد قالت في السابع من يونيو الجاري، أن مجموعة “الكابوس- جرابلس” الإعلامية على قناة تيليغرام، كانت أول من نشرت سلسلة منشورات مرفقة بالصور عن المرأة المقتولة (الساعة التاسعة صباحا).  وتابعت “عفرين بوست” حيثيات الجريمة الشنيعة، ولم تتوصل إلى التأكد من أن الجثة عائدة للفتاة المُختَطفة “ملك نبي خليل”، حيث قالت في السابع من يونيو، أن الجثة تعود لامرأة مجهولة الهوية، وهو ما أثار امتعاض بعض النشطاء من عفرين، ممن أثرت غرف الاحتلال على مشاعرهم، وتمكنت من توريطهم في نشر خبر غير موثوق، مع العلم أن “ملك” لا تزال مخطوفة. كما دأبت المخابرات التركية على توجيه سلطات الاحتلال بعدم الشفافية في التحقيقات أو محاولة محاسبة المجرمين في كافة الجرائم المرتكبة منذ احتلال إقليم عفرين، وكذلك تضغط عبر أدواتها على ذوي الضحايا وتجبرهم على الادلاء بمعلومات مغلوطة مهددة إياهم بالقتل في حال أفشوا الحقائق، بهدف تضليل الرأي العام والتغطية على الجرائم التي تُرتكب تحت إشرافها المباشر. وكانت القاصرة الكُردية ملك نبي خليل، قد اختطفت في وقفة عيد الفطر الموافق لـ 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”، ولا تتوانى ميليشيات الاحتلال التركي عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق ما تبقى من سكان عفرين الأصليين من نهب وسرقة وخطف وقتل في إطار خطة أنقرة لإبادة الكُرد في مناطقهم التاريخية. ويؤكد مراقبون أن الاحتلال التركي وعملائه من تنظيم الإخوان المسلمين، سيعملون بشكل دوري على ترويج أخبار كاذبة لتتلقفها بعض المواقع الكردية، ثم تعود المواقع الإخوانية لنفيها، بقصد ضرب مصداقية المواقع الكردية التي تنقل أخبار عفرين، وهو ما يتطلب من المصادر الكردية الحرص والحذر قبل نشر الأخبار، خاصة أن الكثير من الصفحات التي تحمل اسم عفرين، بات يديرها مستوطنون بقصد التشويش على المتابعين، دون أن يتوانوا عن نشر بعض المنشورات الكُردية حتى، بقصد كسب ثقة الأهالي.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في التاسع من يونيو/حزيرن، في مقابلة نادرة بالفيديو نشرتها صحيفة “ذا انفستجيتيف جورنال – تي آي چيه” البريطانية، كشف مسلح سابق بـميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، والمسمى أصطلاحاً بـ “الجيش السوري الحر”، ويدعى “محمود خلف” للصحفية ليندسي سنيل أن “الجيش” الذي آمن به يوماً ما قد اغتصب النساء في سوريا وأساء معاملتهن. وقال خلف الذي غطى وجهه بقناع أسود خلال مقابلة حصرية بالفيديو أجرتها تي آي چيه أثناء إطلاق أنقرة غزوة “غصن الزيتون” في إقليم عفرين الكردي، في يناير (كانون ثاني) ٢٠١٨، “إن اغتصاب النساء في عفرين هو عرف سائد بين أفراد الجيش السوري الحر”. وتحدث “خلف” عن أحد الأمثلة خلال اللقاء قائلاً أن “جندي من الجيش السوري الحر رأى سيدة سورية عائدة من السوق وتتبعها الى منزلها وطلب من والدها أن يتزوجها، لكن عندما رفضت الفتاة هدد بقتل والدها بالسلاح، ثم أحضر شخصاً ما، زعم أنه شيخ لعقد مراسم الزواج الصورية، لم يكن ذلك سوى أداة لتبرير اغتصاب الفتاة كل يوم، لا يمكننا أن نطلق على هؤلاء الجيش السوري الحر، بل اللصوص أو المرتزقة”. وقد قٌتل مئات المدنيين وهُجر مئات الآلاف فيما قام جيش الاحتلال التركي ومسلحو ميليشياته بنهب الإقليم. واعترف خلف قائلا، “شنت تركيا غارات جوية أثناء قيام الجيش السوري الحر بالعمليات البرية، وكنت من المقاتلين الذين ذهبوا إلى عفرين، الأتراك أبلغونا أننا سنقاتل حزب العمال الكردستاني وداعش، لكن بعد دخولنا أدركنا أن ذلك لم يكن صحيحاً”. وأجرت ليندسي مقابلة أخرى مع أحمد يايلا، الرئيس السابق لشرطة مكافحة الإرهاب التركية الذي خدم في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا عام ٢٠١٤. وذكر يايلا أن “تركيا كانت تعلم بعدم وجود مقاتلين تابعين لداعش في عفرين، وأن ذلك الزعم كان مجرد غطاء للتدخل في المنطقة، وأمر أردوغان الجيش التركي بدخول عفرين لأنه لم يكن يريد وحدة حماية الشعب الكردية هناك”، وأكد يايلا أن تركيا والميليشيات التي استخدموها مثل ميليشيا “الجيش السوري الحر” نهبت عفرين. وقد أدان السياسيون وقادة العالم تدخلات أردوغان المتكررة في سوريا، الذين اعتبروا أفعاله محاولات إجرامية وغير أخلاقية وغير قانونية لتوسيع قبضته على المنطقة من خلال احتلال المزيد من الأراضي في البلدان المنكوبة بالحرب مثل سوريا وليبيا. وأوضحت جولي وورد، السياسية البريطانية وعضو سابق في البرلمان الأوروبي، دوافع أردوغان قائلة، “إن الهجوم على عفرين الذي تكرر في أماكن أخرى هو بالتأكيد جزء من طموحات أردوغان التوسعية، كانت عفرين مدينة ناجحة ومسالمة للغاية، فاستهداف مكان كهذا وفرض التهجير الجماعي وقتل المدنيين الذين كانوا يفرون للنجاة بحياتهم ما هو إلا شكل من أشكال التطهير العرقي”. وانضمت النساء الى المقاومة السورية الكردية منذ عام ٢٠١١، وتتكون المجموعة التي تسمى “وحدة حماية المرأة” التي تضم في غالبيتها نساء كُرديات من ٢٤ ألف مقاتلة. وذكرت أفشين، وهي مقاتلة وعضو في الوحدات أنه “عندما يحتل الجيش السوري الحر الأرض، فإنه لا يحمي الناس، بل يسرق ويسيء معاملة النساء”. وأجرت ليندسي مقابلة مع كامل عاكف، المتحدث باسم “مركز العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي”، الذي تأسس لتنظيم المجتمع بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام ٢٠١١، وخلال المقابلة، علق عاكف قائلاً إن “تركيا تلعب لعبة قذرة، فخطتها ليست احتلال منطقة بعينها، بل السيطرة على جميع المناطق التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية”.

مقاومة الاحتلال..

في الحادي عشر من يونيو/حزيرن، يتكاتف الكُرد داخل عفرين ويساندون بعضهم بشكل خفي في ظل عدم تقديم المنظمات التي تأتمر بأوامر أنقرة، المساعدات لهم بشكل متعمد ومقصود، ليكون تكاتفهم داخل عفرين شوكة في حلق المحتلين وعملائه من تنظيم الإخوان المسلمين. وتواصلت “عفرين بوست” مع إحدى المساهمات في مساعدة الكُرد الذين نهبتهم أنقرة وميليشياتها العميلة المعروفة بـ|الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، حيث قالت “ايفلين\اسم مستعار لضرورات أمنية”، إنهم متعاونون في ظل الخذلان من كافة الأطراف، وتعمّد مؤسسات الاحتلال عدم تقديم المساعدات للكُرد. وأضافت “ايفلين”: “نحن لا ندع الكُرد هنا يحتاجون للميليشيات الإسلامية أو الاحتلال التركي، نسأل عن كل العائلات المحتاجة بشكل خفي، ونحن عدة أشخاص نجمع مساعدات ونرسلها لهم دون أن يشعر بنا أحد”. وأشارت “ايفلين” إن المساعدات تصل للمحتاجين دون حتى معرفة من هم المرسلون، وأضافت “نعتبر ذلك وقوفاً أمام سياسات المحتل التركي، فهو يريدنا أن نخرج باتباع سياسات متعددة، إلا أننا نساند بعضنا وسنقبى شوكة في عين المحتلين”. وقالت “ايفلين” إنهم إما يرسلون أموال أو مساعدات غذائية، وتابعت “قبل الآن كان طفل يحتاج لعملية وكان يحتاج 200 دولار، جمعناها وأجرينا العملية”. وكانت قد رفعت جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، في الحادي عشر من أبريل، مذكرة حول منطقة أردوغان “الآمنة” في شمال سوريا، إلى حكومات الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بعد مرور أربع سنوات على الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وكذلك بعد مرور عامين على احتلال إقليم عفرين الكُردي. وأورد التقرير تصريحا للدكتور كمال سيدو، يقول فيه إن الرئيس التركي أردوغان يريد توطين مليون لاجئ سوري رغماً عنهم في شمال سوريا، وأن جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية المتطرفة تمارس سياسة الترويع والترهيب بحق السكان الكُرد والمسيحيين والايزيديين، والتي أسفرت عن تهجير حوالي مليون ونصف منهم. وطالب المجتمع الدولي الإعلان عن موقفه مما يتعلق بجرائم الحرب التي ترتكبها تركيا في مدينتي رأس العين وعفرين والمناطق الاخرى.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons