ديسمبر 23. 2024

معلمة تعطي دروس اللغة الكردية بالسر في عفرين المحتلة

عفرين بوست-خاص

يتلقى الكُرد داخل إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا، دروس اللغة الكردية بشكل خفي بعيداً عن أنظار الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في موقفٍ يشبه تماماً ما كان يفعله الكُرد قبل اندلاع الأزمة السورية آذار عام 2011.

وقد منع الاحتلال التركي التدريس باللغة الكردية وهي اللغة الأم لسكان عفرين، حيث لم تدرجها أنقرة ضمن قائمة الامتحانات لهذا العام، في حين جعلت من اللغة التركية مادة أساسية.

إلا أن الكُرد هناك، قرروا أن لا يستسلموا للمحتل التركي وميليشياته الإخوانية، حيث أضحى تكاتف الكُرد في الإقليم المحتل، عائقاً أمام تنفيذ مخططات الاحتلال، وفي السياق، ذكرت “روجين\اسم مستعار لضرورات أمنية”، وهي تعطي دروس اللغة الكردية بشكل خفي داخل عفرين، لـ”عفرين بوست” “نحن نعطي دورس اللغة الكردية بشكل خفي بعيداً عن أنظار الاحتلال لأنه في حال اكتشاف أمرنا سيكون مصيرنا الاختطاف “.

وأضافت: “لدي 16 طالبة أدرسهم اللغة الكردية منذ أشهر في مكان ما من مدينة عفرين، 6 منهم أنهوا المستوى الثالث من اللغة الكردية وسأكمل الباقي”.

وأشارت “روجين”: “نحن نفعل ما كنا نفعله قبل الأزمة السورية عندما كان النظام السوري يمنع التدريس باللغة الكردية، لكننا بعد سنوات أخرجنا النظام السوري من عفرين وسنخرج المحتلين أيضاً ولغتنا ستبقى شوكة في أعينهم”.

وكانت قد درست “روجين” في إحدى معاهد اللغة والأدب الكُردي في عفرين قبل الاحتلال، وتخرجت منه، وكانت تدرس اللغة الكردية في المدارس أثناء سيطرة “الإدارة الذاتية”، وبعد الاحتلال عادت لتدرس الشبان مرةً أخرى دون استسلام.

وعقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، وسعى الاحتلال لفصل جميع المدرسين الكُرد من مدارس عفرين، كان منهم ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام ما تسمى بـ “مديرية التربية” التابعة للاحتلال التركي، منتصف سبتمبر\أيلول 2019، بفصل نحو 25 معلم غالبيتهم من الإناث من مدارسهم في ناحية جنديرس من المواطنين الكُرد، وذلك كإجراء تعسفي مقابل تعين مستوطنين من مناطق أخرى إلى عفرين مكانهم.

وحرم الاحتلال التركي عقب شنه العدوان في يناير العام 2018، أكثر من 49 ألف طالب من أبناء عفرين من التعلم بلغتهم الأم الكُردية، إضافة لحرمان المئات من طلاب جامعة عفرين ومعاهدها من إتمام تحصيلهم العلمي.

ومن الانتهاكات التركية لخصوصية الشعب الكُردي والوطن السوري، عمل الاحتلال التركي على إدخال رموزه وشعاراته وتعليمها لأطفال عفرين على أنها رموز وطنية، كوجود العلم التركي كمثال على مرادفة “العلم-AL” ضمن مقرر الصفوف الابتدائية، وهو ما يقدم برهاناً على محاولات الصهر القومي، وسياسات انكار وجود الشعب الكردي.

وبداية مايو 2019، نشرت مواقع إخبارية كردية تقريراً، اكدت فيه انخفاض عدد المدارس التي تستقبل الطلاب في إقليم عفرين، من 324 مدرسة إلى 204 مدرسة، فيما قالت إن عدد الطلاب الذين يلقون التعليم فيها يصل الى 45 ألف، وأن أكثر من 70% من طلابها هم من المستوطنين الذين استجلبهم الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين.

وبحسب المعلومات، تبين أن عدد الطلاب بكافة مراحل الدراسية قد بلغ 45 ألف طالب، حيث كان عددهم قبل الغزو على المدينة 49 ألفاً، كما أن مُعدل الطلبة من أبناء المستوطنين يبلغ 70%، أما نسبة الطلاب من السكان الأصليين الكُرد فتصل الى 30%.

وقبل الغزو التركي على إقليم عفرين، كان معدل الطلاب الكُرد يبلغ 95%، حيث كان هؤلاء يتلقون تعليمهم باللغة الكردية الخالصة في جميع المواد، بينما كان أبناء المكون العربي المقيمين في عفرين يتلقون تعليمهم باللغة العربية.

وبعد الاحتلال التركي، اقتصر تعليم الكُردية على تعليم مادة اللغة الكُردية فقط، فيما بات التعليم حالياً بالعربية إلى جانب ادخال لغة الاحتلال التركي بشكل إجباري للمنهاج، إضافة إلى الادلجة الدينية الفاضحة التي يسعى الاحتلال إليها، لتنشئة أجيال على أفكار متشددة وتعليم ديني مكثف!

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons