عفرين بوست-خاص
يواصل مسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وذويهم من المستوطنين، الاستيلاء على أملاك السكان الأصليين، بالقوة المسلحة والإكراه، في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا سابقاً.
وفي السياق، حوّل مستوطنون من الغوطة مكتبة “بينوس” للكتب في حي عفرين القديمة، إلى مكان لتربية الحمام “حميماتي”، وأشار مصدر خاص لـ”عفرين بوست” أن المستوطنيّن “أبو قصي” و”أبو عدي” و”أبو حمزة” و”أبو عرب”، قد استولوا على المكتبة العائدة لصبحي أبو وصال منذ عام، حيث كان شخص آخر قد استأجره يبيع فيه كتب.
وبينما كان الكُرد ينشرون العلم في مدينتهم، لم يجلب المستوطنون إليها سوى تربية الأبل والطيور، إلى جانب الاستيلاء على أملاكهم وأراضيهم، والادعاء بأنهم جلبوا طرق حديثة للزراعة في عفرين، علماً أن عفرين من أشهر المناطق على مستوى سوريا بالزراعة، ولدى أهلها خبرات زراعية هائلة، فلم يعيث المستوطنون إلا الخراب والسرقة والنهب لكل ما صادفهم من ممتلكات سكان عفرين الأصليين الكُرد.
ويسعى الاحتلال التركي إلى تغيير معالم عفرين بالكامل، ومنها صورة بثها ناشطون في الثالث من يونيو، على مواقع التواصل الاجتماعي لمركز ناحية جندريسه\جنديرس، عقب التفجير الأخير الذي استهدف أحد متزعمي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في الأول من يونيو، حيث أظهرت بشكل جلي نوايا أنقرة لضم عفرين واحتلالها، أو ذلك ما تحول إيحائه للأهالي.
حيث بيّنت الصورة، “لافتة طرقية” وسط مركز ناحية جندريسه\جنديرس، مكتوبة باللغتين التركية والعربية، لكن لم تكن تدل الزائرين أو الغريبين عنها إلى طريق عفرين أو حلب، بل كانت تدلهم على الطريق نحو الريحانية وهاتاي، وهما ولايتان تركيتان، في إيحاء من المحتل التركي بأن الإقليم الكُردي المحتل شمال غرب سوريا، وكأنه قد بات جزءً من الأراضي التركية.
أما حول فرض اللغة التركية، فهي جزء من مساعي الاحتلال التركي لصبغ الإقليم بالتركية، عبر فرض لغته عليها، من خلال استخدامها إلى جانب العربية في كتابة اللوحات الطرقية، وفي كل المرافق الخدمية والعامة التي يديرها الاحتلال أو عملائه فيما تسمى بـ”المجالس المحلية”.
ويهيمن الاحتلال التركي على إدارة كل المشاريع والأعمال اليومية للمؤسسات التي يتكفل بتمويلها، حيث يتعامل معها كجزء من ولاياته، ويُحلق قسماً من عفرين إدارياً بولاية كلس، ويلحق القسم الثاني بولاية هاتاي.
ومنذ بدء الحرب الاهلية السورية في العام 2011، تبنت المليشيات الإسلامية في تعاملها مع الشعب الكُردي رواية أنه مُلحد أو كافر، ليبرر من خلالها المسلحون الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين، قتالهم ضد أبناء الشعب الكُردي.
وفي عفرين، استخدم المسلحون تلك الرواية لتبرير تهجير الكُرد من ارضهم، وسرقة املاكهم على أنها غنائم “الملاحدة والكفار الاكراد”، فيما سمح الاحتلال التركي على مدار الأيام الثلاث الأولى من اطباق الاحتلال العسكري في الثامن عشر من آذار العام 2018، بسرقة كل شيء امام عدسات الكاميرات.
وخلالها، سرق مسلحو المليشيات الإسلامية (الجيش الحر، الجيش الوطني) عشرات الآلاف من الجرارات والسيارات والمعامل والورش الصناعية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المهجرين وسرقة ونهب كامل محتوياتها، وهي أفعال لا تزال مُستمرة منذ اطباق الاحتلال العسكري وحتى الوقت الحاضر!