عفرين بوست-خاص
تتواصل الانتهاكات التي يرتكبها المستوطنون من ذوي المسلحين المنتسبين إلى المليشيات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن تم جلبهم من أرياف دمشق وحمص وحماه ودير الزور وإدلب وحلب وغيرها، ممن ارتضوا أن يكونوا أدوات بيد الاحتلال التركي، وبيادق ضمن مُخطط تغيير ديموغرافية عفرين، والقضاء على كُرديتها.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”، إن 3 رعاة مستوطنين اعتدوا اليوم الخميس، بالضرب المبرح على مواطن كُردي من سكان القرية الأصليين، يدعى “جميل ايبش”، إضافة لطفليه حسن وجكسار البالغين من العمر (15- 8 عاماً على التوالي).
وأوضح المراسل أن الحادثة وقعت في قرية “كيلا\كيلانلي”، بسبب تصدي المواطن الكُردي “جميل”، لمحاولتهم رعي اغنامهم في حقل مزروع بالحبوب عائد له.
وكشف المراسل أن المستوطنين ينحدرون من ريف حماه وعددهم ثلاثة، حيث استخدموا العصي في عملية الاعتداء، إلى جانب كونهم كانوا مزودين بأسلحة نارية، حيث يسمح لجميع المستوطنين حمل الأسلحة برفقتهم، فيما يمنع على الكرد حمل سكين مطبخ معه!
وقد أسفر الاعتداء عن إصابة جميل وطفليه برضرض وكسور في مختلف أنحاء أجسادهم، فيما عمدت مليشيا فيلق المجد التي تحتل القرية، إلى توقيف المستوطنين، لكن دون أن يتم تسليمهم إلى مليشيا “الشرطة المدنية”، إذ من المرجح أن يتم الإفراج عنهم، عقب إجبار المواطن الكردي على إسقاط حقه، وهو ما يحصل في العادة مع هكذا اعتداءات، ويحتل الرعاة المستوطنون منازل في القرية، ضمن القسم السفلي.
ويأتي الإجرام الممارس من قبل المستوطنين ليستكمل الإجرام الذي يقوم به أبنائهم من المسلحين، الذين يشكّلون حاضنة ومنتسبي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
وتعتبر هذه الحادثة الثالثة من هذا النوع خلال شهر ونصف، ففي الثاني والعشرين من أبريل الماضي، وقعت جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، عندما أقدم ثلاثة رعاة مستوطنين على ضرب المسن بالعصي واللكمات، وهو “علي محمد أحمد” الملقب “عليكي” البالغ من العمر 74 عام، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين.
وفي الرابع والعشرين من مايو الماضي، وقعت جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة موساكا التابعة لناحية راجو، حيث استشهد المواطن الكُردي المسن “نظمي رشيد عكاش/٦٥ عاماً، نتيجة نوبة قلبية طالته عقب مواجهته لمستوطنين في قريته، عندما اعترض “نظمي” على إفلات أغنام تعود للمستوطنين في حاكورته بجانب منزله، فتهجم عليه حوالي عشرة مستوطنين في القرية وقاموا بالشجار معه، مما أدى لإصابته بجلطة قلبية، أسعف إثرها إلى عفرين، لكنه استشهد أثناء اسعافه.
ومنذ اليوم الاول لإطباق الاحتلال العسكري التركي، قسم الاحتلال إقليم عفرين الكُردي إلى قطاعات، واستلمت مليشيا واحدة دفة الامور في كل قطاع، لتطبق فيها تشريعاتها الخاصة، وتستولي على ما يستطيب لها من أملاك وبيوت وسيارات ومصانع ومشاغل وأرزاق للمُهجرين الكُرد، سكان عفرين الاصليين، ممن ارغمتهم حربٌ ظالمة على ترك أرضهم والتهجير القسري عنها، حيث قامت بتوزيع أملاكهم على ذويهم من المستوطنين، في إطار تغيير ديموغرافية الإقليم الكُردي.