ديسمبر 23. 2024

مستوطنو المنطقة الشرقية يعترضون موكب مسؤول للاحتلال بجنديرس.. للمطالبة بالإفراج عن متزعميهم

عفرين بوست – خاص

أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “جندريسه\جنديرس”، أن العشرات من المستوطنين المنحدرين من المنطقة الشرقية (دير الزور- الرقة الحسكة) تظاهروا يوم أمس الأربعاء، في مركز مدينة جنديرس، للمطالبة بالإفراج عن متزعمين لميليشياتهم كالمدعو “أبو خولة” و”أبو الباز”.

وأضاف المراسل أن المتظاهرين اعترضوا موكب رسمي يضم مسؤولي الاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل، ومنعوهم من إكمال مسيرهم صوب معبر حمام الحدودي، مشيراً إلى أن الموكب كان يضم “المدعو بولنت” الضابط البارز في الاستخبارات التركية الذي يدير شركة زاسكي للخدمات في الإقليم.

وكانت ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلت المتزعم في ميليشيا “شهداء الشرقية” المدعو “أبو خولة” في أيار 2019 بذريعة مكافحة المفسدين في صفوف ميليشيا “الجيش الوطني”، فيما أكد مناصروه أن السبب الحقيقي يعود إلى إقدام مليشيا “شهداء الشرقية” على فتح جبهة مع جيش النظام السوري.

حيث أقدمت مليشيا “شهداء الشرقية” على فتح محو للقتال في جنوبي مدينة الباب المحتلة، وتمكنت الميليشيا على إثرها من السيطرة على مدينة تادف دون التنسيق مع جيش الاحتلال التركي، الأمر الذي عدّ خرقاً لخطوط أنقرة الحمراء، وهي حصر مهمة هذه الميليشيا “الجيش الوطني السوري” في مُحاربة الكرد فقط.

 وكان قد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في الثامن والعشرين من أكتوبر 2018، أن قائد مليشيا “تجمع شهداء الشرقية” أعلن حل فصيله المكون من أكثر من 800 مسلح.

 وأكدت مصادر متقاطعة أنه بالإضافة للأسباب التي ذكرها قائد المليشيا والمدعو “أبو خولة”، من عمليات خطف وقتل وسرقة يتم نسبها للمليشيا (وفق زعمه) والحالة المرضية التي يعانيها، فإن المليشيا تعرضت لمضايقات وتضييق من سلطات الاحتلال التركي ومليشيات مقربة منها.

 وجرت محاولات سابقة لمحاصرته إضافة لتهديده بالاعتقال، لحين قيام قائد المليشيا بحل “تجمع شهداء الشرقية”، وتسليم الآليات والأسلحة لديه للقضاء العسكري في ريف حلب.

كما أن “أبو خولة” قد رفض سابقاً الامتثال للأوامر التركية بمنع الاشتباك مع قوات النظام وحلفائها في ريف حلب الشمالي الشرقي، وأظهر المدعو “أبو خولة” اعتراضاً تجسد بقتال دار بين المليشيا التي يقودها وقوات النظام في منطقة تادف.

وفي الثامن عشر من نوفمبر العام 2018، وقعت اشتباكات بين المليشيات الإسلامية المسماة بـ”الجيش الوطني السوري” من جهة، و مليشيا “تجمع شهداء الشرقية” بزعامة “أبو خولة”، في وسط مدينة عفرين المحتلة.

حيث أعلنت سلطات الاحتلال التركي فرض حظر للتجوال في المدينة، يشمل المدنيين وعناصر الفصائل المسلحة التابعة لها، تضمن حالة استنفار شديد بعد إعلان الحظر، فما استقدم الاحتلال التركي ما تسمى بـ “قوات المهام الخاصة”، للقيام بحملة تمشيط وتفتيش في عفرين شملت بالخصوص مليشيا “شهداء الشرقية” تحت مسمى محاربة المفسدين.

وفي التاسع عشر من نوفمبر 2018، أفاد نشطاء بمقتل 25 مسلحاً على الأقل، جراء الاشتباكات العنيفة بين المليشيات منضوية تحت راية “غصن الزيتون” بمشاركة الجيش التركي في عفرين المحتلة، ونشر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر لحظة استسلام عشرات المسلحين من مليشيا “تجمع شهداء الشرقية” الذي ينحدر معظم عناصره من محافظة دير الزور.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، أن عدداً من جثث مسلحي “شهداء الشرقية” لا تزال تحت أنقاض القصف الذي استهدف مقار المليشيا في مركز مدينة عفرين.

ونُفّذت الحملة تحت ذريعة ارتكاب “شهداء الشرقية”، عمليات سرقة ونهب وقتل وخطف وابتزاز في عفرين، في حين أن تلك الممارسات لا تقتصر على مليشيا بعينها، وتشمل جميع المليشيات المشاركة في عملية احتلال عفرين.

وأصدرت ما تسمى بـ“هيئة الأركان العامة” في “الجيش الوطني” بياناً في ذات اليوم، زعمت فيه على أن الحملة الأمنية لا تزال مستمرة وستتوسع كي تشمل مليشيات أخرى في منطقة غزوتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات”، بيد أن باقي المليشيات واصلت الخطف والقتل والترهيب دون رادع حتى يومنا الحاضر.

وادعى المتحدث باسم “أركان الجيش الوطني”، حسب النشطاء، توصل طرفي القتال إلى اتفاق، بوساطة مليشيا “فيلق الشام”، يقضي بانسحاب مسلحي “شهداء الشرقية” وعوائلهم من عفرين إلى محافظة إدلب، مع حصولهم على ضمانات أمنية من مليشيات “الجيش الوطني”.

فيما أكد “المرصد السوري” أن الاتفاق المبرم نص على تسليم متزعم مليشيا “شهداء الشرقية” المدعو أبو خولة لنفسه، على أن يجري تسليم مسلحي فصيله لأنفسهم فيما بعد، على شكل دفعات خلال الساعات اللاحقة.

وأشار “المرصد” إلى أن المليشيات الإخوانية المتحالفة مع “قوات المهام الخاصة” التركية، قد سيطرت يومها على مواقع مليشيا “شهداء الشرقية” في مركز عفرين.

لكن تسجيلات صوتية لـ “أبو خولة” نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نفت أن تكون الحملة الأمنية على مسلحيه بسبب الفساد، بل كونه كان قد شن هجوماً مؤخراً ضد مواقع قوات الأسد في تادف قرب مدينة الباب.

وبالتزامن، قالت وسيلة إعلامية معارضة أن خروج مسلحي “تجمع شهداء الشرقية” من عفرين، ترافق مع انتشار تسريبات صوتية ومصورة لقادة في مليشيا “الجيش الوطني” قيل إنهم “يتآمرون فيها” على “أبو خولة” قائد “الشرقية”، وقد تسرّبت أيضاً صور لما يسمى بـ “قائد أركان الجيش الوطني” في جلسة حميمة مع امرأة.

كما تسرب مقطع صوتي، لمتزعم مليشيا “الفيلق الاول” في “الجيش الوطني” الملقب بـ “أبو عمار”، وهو يتحدث فيها عن رفع دعوى ضد قائد “تجمع شهداء الشرقية” الملقب بـ “أبو خولة”، بسبب اتهامه قادة “الجيش الوطني” بـ “الخيانة والتواطؤ” نتيجة عدم مساندته أثناء عمل عسكري نفذه “شهداء الشرقية” منفرداً ضد قوات النظام في تادف “نصرة لحوران”.

كما انتشر تسجيل صوتي نُسِبَ إلى ما يسمى “قائد أركان الجيش الوطني” المدعو هيثم العفيسي، يرد فيه على “ابو عمار” ويطلب منه عدم ذكر موضوع معركة تادف أمام الإعلام، كي لا يظهر “أبو خولة” كبطل، وطلب عفيسي، في التسجيل إثارة دعاوى فساد ضد “أبو خولة”، وبعد إلقاء القبض عليه، تتم محاسبته، بشكل سري، على قيامه بعملية تادف ضد النظام.

وفي السابع والعشرين من نوفمبر 2018، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً لـ أبو خولة، أوضح فيه تفاصيل الاشتباكات التي جرت مع مليشيات “الجيش الوطني السوري” في مدينة عفرين.

ورفض “أبو خولة” جميع التهم المنسوبة لمسلحيه المتمثلة بالفساد، مؤكداً أن المليشيا معروفة بعملها وتاريخها الثوري، وأن التهم التي وجهت له بـ “الفساد” كانت للتغطية على السبب الأبرز الذي كشف عنه وهو “هجومه على مدينة تادف الخاضعة لسيطرة النظام” شرق حلب.

ولفت “أبو خولة” إلى أنه فوجئ وعناصره ببدء حملة عسكرية على مناطق تواجده في مدينة عفرين، ما اقتضى منه المواجهة، والتي خسر فيها تسعة من مسلحيه، قبل أن يقبل بالانسحاب.  

وفي الثامن والعشرين من مايو\أيار العام 2019، قالت مواقع إعلامية موالية للمليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” و”الجيش الوطني” التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أن مسلحي مليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقلوا متزعم مليشيا “شهداء الشرقية” المدعو “أبو خولة موحسن”، عند حاجز الشط غربي مدينة “إعزاز” بريف حلب الشمالي.

لتصدر مليشيا “شهداء الشرقية” بياناً طالبت فيه بالإفراج الفوري عن متزعمها، محمّلةً مليشيا “الشرطة العسكرية” وكافة مليشيات “الجيش الوطني” المسؤولية عن اعتقاله.

وطالب بيان لمليشيا “شهداء الشرقية” بخروج مظاهرات في عموم المناطق المُحتلة من قبل تركيا والمليشيات الإسلامية، خاصة من جانب مستوطني المناطق الشرقية في عفرين، للمطالبة بالإفراج عن متزعمها.

وكثيراً ما يدفع المدنيون الكُرد ثمن المواجهات العبثية بين مليشيات الاحتلال، التي تحدث نتيجة الفلتان الامني وغياب القانون والمحاسبة، ففي الثامن العشرين من مايو\أيار 2019، استشهد المواطن الكُردي “سليمان طوبال”، بعد تلقيه رصاصة عشوائية خلال مواجهات دامية جرت بين ميليشيا “شهداء الشرقية” ومليشيا “أحرار الشام”، على خلفية اعتقال “أبو خولة موحسن” متزعم الأولى من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مفرق اعزاز.

وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس حينها، أن المواطن الكُردي سليمان طوبال بن سليمان/34 عاما/ متزوج ولديه أربعة أطفال، قد تلقى رصاصة عشوائية في حنجرته، بينما كان يعتزم إغلاق محله الواقع في الحارة التحتانية بمدينة جنديرس نتيجة اندلاع الاشتباكات بين ميليشيا الاحتلال، ما أدى لاستشهاده على الفور.

وتحولت مراسم تشييع الشهيد سليمان إلى مقبرة المدينة إلى تظاهرة عامة وغاضبة، ردد فيها المشيعون شعارات تحيي الشهيد سليمان، كما أقدمت العشرات من النسوة الكُرد على مُهاجمة حاجز الميليشيات الإسلامية في المدخل الشرقي للمدينة، مُوجهين الشتائم إلى المسلحين، فيما يتعمد الاحتلال التركي خلق حالة من عدم الراحة في عفرين وريفها، لدفع الكُرد لترك ارضهم للمستوطنين، حيث تمكن فعلاً من تهجير أكثر من 75% من سكان عفرين الاصليين الكُرد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons