ديسمبر 23. 2024

في عفرين: طوابير الالتحاق بالقتال في ليبيا من أجل الـ2000 دولار لا تتسع لجميع المسلحين!

عفرين بوست-خاص

بات المسلحون في عفرين يبحثون على مورد للمال لهم بعدما أوقعت تركيا بهم وخيرتهم بين الذهاب إلى ليبيا أو الموت جوعاً في الإقليم الكردي المحتل عقب قطع الرواتب عنهم.

وفي السياق، قال مصدر من عفرين لـ”عفرين بوست” إن طوابير الذهاب إلى ليبيا لا تتسع لجميع المسلحين الراغبين بالحصول على الألفي دولار التي يوعدون بها!

وأشار المصدر إن مسلحين أتيا إلى أحد المقربين منه وهو مستوطن من الغوطة، ويحتل منزل أحد الكُرد المهجرين في مركز المدينة، عرضا عليه شراء سلاحيّن من قاذفات آر بي جي المضادة للدروع.

وأوضح المصدر أن “المستوطن رفض في البداية، فترجاه المسلحان وقالا إنهم لا يملكان أي مال، فأعطاهم المستوطن عشرة آلاف ليرة سورية، وأخذ القاذفين، لكن اشترط عليهم إنه في حال لم يستطع بيع القاذفين إعادة أمواله”.

ونقل المصدر الكلام عن المسلحيّن، اللذين قالا للمستوطن إنهما كانا يعولان على الذهاب إلى ليبيا، لكن أسمائهم ضمن طابور الانتساب لم يأتي بعد، “فالالتحاق بالقتال في ليبيا لا يسع الجميع”.

ولفت المصدر أن “سياسة التجويع التي يسيرها الاحتلال التركي في عفرين تجعل المسلحين يتوجهون إلى أموال وأملاك المدنيين لينهبوها، دون تحرك المحتل التركي، كون ذلك يخدم أجنداته”.

وكان قد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في الواحد والثلاثين من مايو، إنه و”بعد أن قامت الحكومة التركية بتجنيد مجموعات كبيرة من العناصر المسلحة المنتمية في أغلبها لعدة فصائل وتنظيمات، هي: “الجيش الوطني المؤتمر من قبل تركيا، وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، وهيئة تحرير الشام بالإضافة لمقاتلين جهاديين آخرين”، وإرسالهم للقتال في ليبيا منذ عدة أشهر، سادت حالة من الفوضى والعصيان في صفوف المرتزقة السوريين المرسلين إلى هناك.

وأرجع المرصد الفوضى إلى الأوضاع الصعبة لهم، وعدم إيفاء تركيا بالمغريات التي ادعت تقديمها في البداية، فضلاً عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين منهم، على يد “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر”.

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغت “حصيلة قتلى مرتزقة الحكومة التركية 339 من المقاتلين السوريين، بينهم 20 طفل دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل”.

وحول أسباب لجوء الاحتلال التركي لتجنيد “مرتزقة\قتلة مأجورين” من المليشيات الإخوانية، فأوضح المرصد بأنه يمكن تفسير ذلك، بالآتي:

⦁ -التخوف من تعرض نظام أردوغان لمزيد من الانتقادات وانخفاض شعبيته بالداخل بسبب استهلاك القوى العسكرية والمقاتلين الأتراك في عمليات خارجية لا طائل من ورائها وتكبد مزيدًا من الخسائر على غرار ما حدث إبان مقتل الجنود الأتراك في سوريا.

⦁ -عدم رغبة النظام التركي في التضحية بمزيد من الكوادر العسكرية التركية في معركة مجهولة الملامح، وغير مضمونة المكاسب نظراً لتعقد الأوضاع في الأراضي الليبية وكثرة المتنافسين وتشابك مصالحهم وتضاربها.

⦁ -تحقيق أكبر قدر من الأهداف والمكاسب في ليبيا لاسيما من خلال دعم حكومة الوفاق في مواجهة حفتر والضغط على بعض القوى الإقليمية وتهديد أمنها وإضافة إلى تأمين حصة تركيا من الثروات الليبية كالنفط وغاز شرق المتوسط بأقل تكاليف بشرية ومادية ممكنة.

⦁ -التخلص من العناصر المسلحة التي تعيث فساداً في الريف الحلبي بالإضافة للتخلص من الجهاديين والجماعات المصنفة على لائحة الإرهاب في المناطق المتاخمة تطبيقاً لاتفاق “بوتين – أردوغان” ولضمان أمن واستقرار الدولة التركية، وضمان توغلها في مزيد من مناطق الشمال السوري.

⦁ -استغلال وجود الفصائل التركمانية السورية التي تدربها وتديرها تركيا وهم الأكثر ولاءً وانصياعًا للنظام التركي للروابط القومية المشتركة؛ مما سهل عملية التجنيد لكثير من المرتزقة السوريين خاصة من تلك الفصائل.

⦁ -اللجوء لتجنيد المرتزقة كمحاولة للتنصل والإعفاء من المسئولية الدولية في حال افتضاح الأمر وبروز تبعاته.

⦁ -تحويل ليبيا لحقل تجارب للأسلحة التركية وتسويق الأسلحة التركية في شمال إفريقيا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons