عفرين بوست
تحدثت مجلة الفوربس الأمريكية في تقرير لها عن الاضطهاد الذي يتعرض له الايزيديون في الشرق الأوسط، وقالت إن “الأيزيديين في العراق عام 2014 تعرضوا لفظائع الإبادة الجماعية من قبل مرتزقة داعش، والآن، بعد ست سنوات، يواجهون تهديداً وجودياً آخر في الشرق الأوسط”.
وفي 29 أيار/مايو 2020، أرسلت نادية مراد، الحائزة على جائزة نوبل للسلام وسفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، تحذيراً مروّعاً من أن “المجموعات المدعومة من تركيا تنفذ حملة تطهير عرقي ضد الأيزيديين في عفرين، إنهم يختطفون النساء ويقتلون المدنيين ويدمرون المنازل والأضرحة”.
كما أفادت منظمة يزدا أنه “بسبب هويتهم الدينية، يعاني الايزيديون في عفرين من مضايقات واضطهاد من قبل الجماعات المدعومة من تركيا، وتشمل الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين إجبارهم على تغيير دينهم، واغتصاب النساء والفتيات، والإذلال والتعذيب، والسجن التعسفي، والتشريد القسري”.
وقالت إن ما يقرب من 80٪ من المواقع الدينية الأيزيدية في سوريا قد تم نهبها أو تدميرها أو تدنيسها، بما في ذلك ضريح الشيخ جنيد في قرية فقيرة، ومعبد ملك عدي في قرية كيمار وضريح الشيخ حسين ومعبد جيل خانا في قرية كيمار، ومعبد الشيخ ركاب في قرية جدير، حيث تم تدنيس تلك الأضرحة والمقابر.
كما لفتت يزدا إلى أن الأيزيديين في عفرين يضطرون إلى “إخفاء هويتهم، وعدم القدرة على ممارسة عقيدتهم، ويعيشون في خوف دائم على حياتهم”.
وأكدت أن الوضع الحالي ليس ظاهرة جديدة بل مستمرة منذ الاحتلال التركي لعفرين، حيث اضطر آلاف الايزيديون إلى الفرار من منازلهم في 22 قرية متضررة.
ووفقاً ليزدا، يعيش الآن حوالي 3000 إيزيدي فروا من عفرين في ثلاثة مخيمات للنازحين داخلياً وثلاث قرى هي: مخيم العودة ومخيم العصر ومخيم المقامة وقرية تل رفعت والزوار الكبير وقرية الزيارة، وتقع جميعها في منطقة الشهباء، كما فر 1200 إيزيدي من سريه كانيه/رأس العين إلى مخيم واشوكاني للنازحين داخلياً والذين يعانون من أجل الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
ومع ذلك، لا يقتصر الأمر على آلاف الأشخاص المشردين فحسب، بل يتعلق أيضاً بمصير كل شخص متضرر، فمبادرة نادية، وهي منظمة غير حكومية أسستها نادية مراد، أبلغت عن عدد من القضايا ذات الصلة، من ضمنها أن أرين حسن، وهي فتاة إيزيدية، تم اختطافها في 27 شباط/فبراير 2020، ولم يفرج عنها بعد، كما تم اختطاف غزالة بطال من قبل مرتزقة تركيا ولا يزال مصيرها مجهولاً، ونرجس داود، فتاة تبلغ من العمر 24 عاماً، التي استشهدت بعدة أعيرة نارية أطلقها مرتزقة تركيا، وكما فقدت فاطمة حمي حياتها بعد أن ألقى المرتزقة قنبلة يدوية على منزلها في قرية قطمة.
ويتطلب الوضع استجابة شاملة، ففي نهاية نيسان/أبريل 2020، أثارت لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية (USCIRF) في تقريرها السنوي قضية أن الأقليات الدينية في المناطق التي احتلتها تركيا في وقت سابق، مثل عفرين، شهدت استمراراً في التعرض للاضطهاد والتهميش، خاصة ضد الأيزيديين والمسيحيين.
وكانت قد دعت (USCIRF)الإدارة الأمريكية إلى “ممارسة ضغط كبير على تركيا لتوفير جدول زمني لانسحابها من سوريا، مع ضمان ألا يقوم جيشها ولا مجموعاتها بتوسيع نطاق سيطرتهم في شمال شرق سوريا، وألا تنفذ عمليات تطهير عرقي في المنطقة أو استغلال حقوق الأقليات الدينية والعرقية الضعيفة هناك”.
ويحتاج الايزيديون المستهدفون في سوريا إلى مساعدة عاجلة، فالهجمات التي تستهدفهم تهدد حياتهم ومستقبل وجودهم في الشرق الأوسط وذلك في ظل الاستهداف الأخير لهم في عفرين وكذلك المجازر التي ارتكبها داعش بحقهم قبل بضع سنوات، والاضطهادات السابقة.