عفرين بوست-خاص
تتواصل المعلومات حول إقدام الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، على طرد السكان الأصليين الكُرد من منازلهم في قرىً كثيرة بريف إقليم عفرين الكُردي المٌحتل، بغية توطين المستوطنين فيها، الذين يتشكلون من ذوي المسلحين، ممن انساقوا خلف المحتل التركي في سياسته للتطهير العرقي والتغيير الديموغرافية عفرين، والذين جلبهم من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب ودير الزور وحلب وغيرها.
وفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “بلبلة\بلبل”، إن أكثر من 91% من أهالي قرية “قستليه مقديد\قسطل مقداد”، قد تم تهجيريهم من منازلهم وجلب عائلات مُستوطنة ليحلوا مكانهم.
وأشار المراسل إن 35 منزلاً فقط من أصل أكثر من 400 منزل تتشكل منهم القرية، يحوي على السكان الأصليين الكُرد، فيما يستوطن باقي المنازل عائلات مستوطنة من الغوطة، إضافة إلى نسبة كبيرة من العائلات التركمانية.
وكان الاحتلال التركي قد عمدّ إلى تغيير اسم القرية إلى “سلجوق أوباسي” بعد احتلالها مباشرة، ضمن سلسلة تتريك عفرين وإطلاق الأسماء التركية على قراها، أو استخدام الأسماء المُعربة التي أطلقها النظام السوري في عهده على تلك القرى.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى منذ احتلال إقليم عفرين الكُردي في الثالث من مارس الماضي، على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف، سلطات الاحتلال التركي بأنها تقوم بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق.
ولفت مركز المصالحة حينها، أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض.
ويشير أهالي عفرين في الداخل أن الصمت الذي يتعامل به العالم مع انتهاكات الاحتلال التركي، وعدم الاستجابة لدعوات إرسال فرقة تقصي حقائق إلى عفرين للتأكد من حقيقة المجريات هناك، يؤكد لهم أن القوى العالمية متواطئة مع الاحتلال التركي، وموافقة على سياساته العنصرية بما فيها التطهير العرقي والتهجير القسري والتغيير الديموغرافي الذي يتم تطبيقه في الإقليم الكُردي على مرأى العالم ومسمعه منذ قرابة العامين، دون أن يُحرك ساكناً.
ويدعو أهالي عفرين المجتمع الدولي للتدخل، مطالبين بإعادة عفرين إلى أهلها وإخراج الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، وذويهم من المستوطنين الذين يشكلون عماد سياسات الاحتلال التهجيرية، الرامية إلى هندسة الديموغرافية السورية وفق ما يطيب للاحتلال التركي، كما يطالبون بإعادة الأوضاع في عفرين إلى ما كانت عليه في 19/1/2018.