عفرين بوست-العربية
رفع أحد الناشطين الأيزيديين الصوت عالياً محذراً من مجزرة داعشية جديدة تحت الغطاء التركي هذه المرة، ورأى إسماعيل مراد، الناشط الشهير في مجال الدفاع عن حقوق الأيزيديين الذين تعرضوا إلى ما يشبه الإبادة على أيدي تنظيم داعش إثر دخوله إلى مناطقهم في العراق سنة 2014، لا سيما في سنجار\شنكال، أن “الأيزيديين في عفرين السورية يتعرضون لإبادة جديدة”.
كما أكد أن تلك المليشيات هجّرت عشرات العائلات من أرضها، وصادرت بيوت الإيزيديين، وحولتها إلى ثكنات أو مقرات أو سجون.
إلى ذلك، اعتبر المدير التنفيذي لـ “منظمة يزدا” المعنية بحقوق الإنسان في مقابلة مع العربية.نت أن “ما حصل في سنجار عام 2014 يتكرر اليوم في عفرين حيث يُجبر الإيزيديين على تغيير دينهم، كما يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتهجير، تماماً كما فعل داعش عند اجتياحه سنجار بالعراق ذات الغالبية الإيزيدية”، وارتكابه مجزرة راح ضحيتها الآلاف، حيث أعلن المجلس الإيزيدي الأعلى في آب 2016 مقتل 10 آلاف شخص واغتصاب 6 آلاف امرأة وفتاة بسوريا والعراق على يد تنظيم داعش” .
وأكد أن العديد من العائلات الإيزيدية فرت شمال سوريا نتيجة الاضطهاد والتهجير القسري، كما أوضح أن “ما يقارب الـ 22 قرية إيزيدية فرغت مع دخول الجيش التركي والمجموعات المتطرفة الموالية له” حيث اضطر أغلبية أبناء تلك المناطق في عفرين، إلى ترك قراهم والذهاب إلى مخيمات أقيمت جنوب عفرين (مخيمات الشهباء)، ومن هناك خرج الكثير منهم إلى لبنان والعراق، مؤكداً وجود أكثر من 140 عائلة من عفرين فقط في لبنان، هربت خوفاً من بطش الأتراك والموالين لهم، في حين هربت نحو 70 عائلة إلى العراق منذ الاحتلال التركي لعفرين.
إلى ذلك، أضاف أن عدداً قليلاً من العائلات بقي في عفرين في ظل التهديد المباشر لحياتهم، كما لفت إلى أن “الأتراك هدموا عددا من المزارات وأماكن العبادة الإيزيدية في تصرفات مشابهة لما فعله داعش بالإيزيدين في العراق”، وأضاف أنه تم تسجيل حالات تعدي على النساء الإيزيديات أيضاً
إلى ذلك، أكد اسماعيل أن تركيا تمارس كافة الانتهاكات بحق الإيزيدين وكل من هو غير موال لها، كما اعتبر أن تركيا استباحت كل شيء في عفرين، مناشداً المجتمع الدولي التدخل لحماية شمال سوريا من بطش الأتراك والموالين لهم، واصفا ما يجري بالتطهير العرقي.
من جانبه، قال علي عيسى مدير مؤسسة إيزيدينا للعربية.نت إن تعداد الايزيديين قبل “الغزو التركي على عفرين كان حوالي 35 ألف نسمة، لكن حوالي 90 بالمائة من الإيزيديين نزحوا أو هجروا إلى خارج عفرين وفقًا ما رصده فريق يعمل لصالح مؤسسة ايزدينا من داخل عفرين.”
فقد أجرى الفريق، في أواخر عام 2019 بعد احتلال عفرين إحصاءً ميدانياً للايزيديين الذين كانوا متوزعين في أكثر من 22 قرية ايزيدية، بحسب ما أوضح عيسى، لتأتي النتيجة مفاجئة، فقد انخفض عدد الإيزيديين إلى حوالي 1500 شخص فقط معظمهم من كبار السن.
وأضاف أن الانتهاكات بحق الإيزيديين عديدة ومستمرة من قتل متعمد للمدنيين الإيزيديين لدوافع متطرفة، وتدمير واسع للمزارات الدينية التي يتجاوز عددها الـ 18 مزاراً موزعين في منطقة عفرين، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى من خطف وتعذيب للنساء والتعدي عليهن جسديًا ونفسيًا أيضاً، وكما أكد للعربية.نت أن جميع تلك الانتهاكات سلمت إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة.
إلى ذلك، تحدث عن اعتقالات تعسفية وعمليات خطف بحق نساء إيزيديات وانتهاكات جسدية، مورست من قبل ما يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لـ أنقرة، كما وثقت مؤسسة إيزدينا شهادات العديد من الفتيات اللواتي تعرضن للاعتقال أو التحقيق، فضلًا عن شهادات لذوي النساء اللواتي قتلن بدوافع متطرفة، ومنها شهادة ذوي نرجس دادو التي قتلت بعشرات الرصاصات في 17.11.2019.
وأكد عيسى أن المؤسسة ترصد منذ عامين جرائم تلك الفصائل ضد المدنيين في عفرين، ومن ضمنها شهادات لأطفال تعرضوا للتحرش، وقد تم تقديم تلك الملفات إلى عدد من المنظمات الحقوقية الدولية، لا سيما لجنة التحقيق الدولية المستقلة للأمم المتحدة.