نوفمبر 22. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: الإفراج عن قتلة مسن كُردي واستشهاد ثالث في غضون شهر.. 7 مختطفين على الأقل.. قتل مستوطنة بتهمة شرف.. تهجير 65% من أهالي قرمتلق.. استيلاء على بيوت وأراضي.. اقتتال وكمائن بين المسلحين

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال مدة أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الخامس عشر إلى الواحد والعشرين من مايو\أيار، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

جرائم القتل..

في السادس عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أفرجت عن قاتل المسن الكُردي “علي أحمد” من أهالي بلدة ميدانكي التابعة ناحية “شرا\شران”، بعد نحو أسبوعين فقط من اعتقاله، بذريعة أنه حَدَث في السابعة عشرة من عمره، وأن ذوي الشهيد قد أسقطوا حق دعواهم الشخصية. وقالت المصادر أن وجهاء من ذوي المجرم “فهد المرعي”، وهو من مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” زاروا عائلة الشهيد “علي أحمد” وطالبوهم بإسقاط حقهم الشخصي، قائلين” في كل الأحوال سيتم إطلاق سراحه لأنه طفل ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره”، وذلك في مسعاهم للضغط عليهم لإسقاط دعواهم في حقهم الشخصي. وبالصدد، وفي تصريح خاص لـ “عفرين بوست”، قال عضو الهيئة الإدارية للهيئة القانونية الكُردية المحامي حسين نعسو إن “الجريمة التي ارتكبها المرتزقة المستوطنين بحق المسن الكردي احمد علي (عليكي) والتي افضت الى موته نتيجة للضرب الشديد، الوصف القانوني لها في حدها الادنى وكأضعف ايمان هو الايذاء المفضي الى الموت، والتي عقوبتها هي الاشغال الشاقة المؤقتة من خمس سنوات الى خمس عشرة سنة، وفقاً لنص المادة (543) من قانون العقوبات السوري، إن لم يكن قتلاً قصداً او عمداً”. متابعاً: “وبالتالي فان إطلاق سراح الجاني بعد أيام من ارتكاب جريمته البشعة تلك، يمثل انتهاكاً واستهتاراً بالقانون تحت أية حجة أو ذريعةٍ كانت، وإن كنا ندرك بان تلك الجماعات المرتزقة وحكومة الاحتلال التركي لا يعيران أية اهتمام أو احترام للقوانين، حتى ولو كان الجاني كما يدعى بأنه حدث (قاصر) لم يتم الثامنة عشرة من عمره”. مردفاً: “ذلك لان نص المادة 29 /ج من قانون الاحداث الجانحين السوري لعام 1974، واضح وصريح في هذا الصدد، اذ تنص بانه تفرض على مرتكبي الجنايات من الاحداث الذين اتموا الخامسة عشرة عقوبة الحبس مع التشغيل من سنة الى خمس سنوات، إذا كانت الجريمة التي ارتكبها تعتبر من الجنايات المستحقة عقوبة الاشغال الشاقة المؤقتة أو الاعتقال المؤقت”. وختم نعسو حديثه بالقول: “إن اخلاء سبيله بهذه السرعة بحجة وجود إسقاط للحق الشخصي فيه مخالفة أخرى للقانون، ذلك لأن إسقاط الحق الشخصي يعتبر من الاسباب المخففة التقديرية المبررة لتخفيف العقوبة للنصف، وليس إلغاء العقوبة كلياً، لأنه عذر مخفف وليس بعذر مُحلْ للعقوبة”.

في العشرين من مايو\أيار، أشار مراسل “عفرين بوست” إلى استمرار عمليات الاختطاف والقتل، وبحسب أخر المعلومات الواردة من الإقليم، فإنه قد عثر يوم أمس الثلاثاء على جثمان المواطن الكُردي المُسن “مسلم أحمد عمك\٨٧ عامآ” من أهالي قرية كوران التابعة لناحية “جندريسه\جنديرس”، بعد اختفائه لمدة ٥ أيام بشكل مفاجئ. وفي إطار متصل، أفاد مصدر من ناحية “بلبله\بلبل” بأن المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي قد خطفت المواطن فرحان حسن من أهالي قرية خليلاكا التابعة للناحية، بتاريخ ١٧ مايو الجاري، مطالبين ذويه بفدية مالية بقيمة ١٥٠٠ ليرة تركية، حيث تم الإفراج عنه ذلك اليوم، عقب دفع الفدية للمسلحين. وتتواصل عمليات القتل بشكل مباشر أو بعد الاختطاف، أو أثناء تنفيذ عمليات السطو المسلح، بحق المسنين والمسنات الكُرد، حيث فقد خلال الشهر الحالي والماضي، العديد منهم حياته، دون أن يقدم الاحتلال ومسلحوه على تقديم أي مجرم من مسلحي المليشيات للعدالة، عدى عن عدم إيمان أهالي عفرين بالقضاء التابعة للمحتل التركي ومسلحيه. ويدرك أهالي عفرين أن الإقليم سيستمر في حاله تلك من الاستباحة الشاملة، والتي تتم تحت إشراف الاحتلال التركي وبتنفيذ مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، حتى يتم التطهير العرقي الشامل بحق ل من تبقى في عفرين، علماً أن نسبة الكُرد هناك لم تعد تتجاوز الـ25% في أفضل التقديرات، مقارنة مع نسبتهم التاريخية في الإقليم والتي كانت تقدر بأكثر من 98%.

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في السادس عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية راجو، إن مسلحين من مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح”، قد اختطفوا مواطنين كُرد من أهالي قرية “معملو\معمل أوشاغي” التابعة للناحية، مطالبين ذويهما بمبلغ مالي وقدره 400 دولار امريكي للإفراج عن كل واحد منهم. وأشار المراسل أن المختطفيّن هما كل من “أنوار عثمان حمكولينو” البالغ من العمر 40 عاماً، والذي اختطف بتاريخ 30 ابريل/ نيسان الشهر المنصرم. إلى جانب مجموعة أخرى خطفت بتاريخ 10 أيار/مايو، وهم كل من: “كيماو أنور كردي البالغ من العمر 31 عاماُ”، و”أحمد عثمان محمد البالغ من العمر 27 عاماً”، و”أحمد وحيد مصطفى البالغ من العمر 24 عاماً”، و”حسن جميل حسن البالغ من العمر 25عاماً”، و”دمخاش عثمان البالغ من العمر 33عاماً”، و”محمد عثمان البالغ من العمر 24 عاماً”، و”دوزيار كُردي البالغ من العمر 30 عاماً”، حيث لا يزال مصير هؤلاء المخطوفين مجهولاً.

الاستيطان في عفرين..

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” إنه قد وجدت جثة امرأة مستوطنة مرمية في وادي بالقرب من قرية قزلباشا التابعة للناحية بريف عفرين، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال التركي قد تكتمت على الأمر. وأوضح المراسل أن على جثة امرأة مستوطنة كانت على مقربة من المنزل الذي احتلته في قرية قزلباشا، مضيفاً أن زوجها ذاهب إلى ليبيا، وإنه لديها 4 أولاد، في حين لم يستطع المراسل تحديد اسم الامرأة. وأشار المراسل إن مسؤولي الاحتلال التركي تكتموا على الأمر وقالوا “في حال عاد زوجها سنخبره بأنها كانت تعمل في الدعارة، ادفنوها هنا بأرضها”. وتنتشر حالات الاغتصاب بكثرة في عفرين بين متزعمي المسلحين وزوجاتهم، وكان أبرزها المرأة التي فضحت اغتصاب “أبو عمشة” لها، وهي زوجة أحد مسلحيه في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، كما لا يتردد المسلحون في تحويل المنازل التي هجرها سكانها الكُرد إلى بيوت للدعارة.

في التاسع عشر من مايو\أيار، تطرقت “عفرين بوست” في هذا التقرير إلى قرية قرمتلق التي تقع إلى الغرب من مركز ناحية “شيه\شيخ الحديد” بـ 4 كم تقريباً على الحدود التركية السورية. ورسمت الحدود في القرية بموجب اتفاقية التنازل عن لواء الاسكندرون بين الانتداب الفرنسي واتاتورك عام 1938، وبهذا كان أول ظلم لحق بالقرية نتيجة استيلاء الدولة التركية على سهل القرية الخصب والذي يعتبر امتداداً لسهل العمق (دشتا حمقيه) ويقدر بحوالي 1500 هكتار. وعقب العدوان التركي على إقليم عفرين الكردي في العشرين من يناير العام 2018، تمكن الاحتلال ومسلحوه من احتلال القرية في 16/2/2018. وكانت تتكون القرية قبل الاحتلال من قرابة 370 عائلة كُردية، وبعد الاحتلال عادت إليها 130 عائلة فقط، جلهم من كبار السن، فيما يحتل المستوطنون المنحدرون من ريف حماه وإدلب باقي المنازل والبالغ عددها 240 منزل. وتم الاستيلاء على الأراضي الزراعية الواقعة جنوبي القرية والعائدة للمواطن “حسين ده دو” وتحوليها لمعسكر تدريب لميليشيا “السلطان سليمان شاه – حيث تم جرفها بشكل كامل ولم تعد صالحة للزراعة. فيما استولي متزعم الميليشيا المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة” على المنازل العائدة لآل داوود (حنيف وأخوه عسكر وأبناء عمومتهم، واحتلها وأسكن فيها أقربائه). وقدمت القرية عدداً من الشهداء: ومنهم المقاتلة في “وحدات حماية المرأة” حياة عبد الله بنت عدنان. إلى جانب الشهيدين أحمد بكلرو بن حسين وزوجته قدرت بكلرو بنت عزت، في قصف لطيران التركي على حاجز ترنده\الظريفة، أثناء محاولتهم الخروج من المدينة. كذلك، استشهد المواطن علي أحمد قاضي، الذي أصيب نتيجة انفجار لغم به عند عودته مع قطيع أغنامه إلى القرية، وتم نقله إلى المشافي التركية وأخبروا أهله بأنه توفي، لكن لم يعيدوا جثمانه إلى القرية وقيل إنه دفن في تركيا. فيما المواطن “محمد حجيكو” مفقود منذ الغزو التركي لـ عفرين، ولا يعرف عنه شيء حتى الساعة. أما حال القرية أثناء الغزو التركي وعقب إطباق الاحتلال العسكري فكانت كالتالي: – لم تتعرض القرية للقصف كونها قرية حدودية وقريبة من المخافر الحدودية التركية.. وقد خرج أهلها مبكراً منها، فلم تتعرض لأضرار كبيرة نتيجة الأعمال الحربية. – المليشيا المحتلة للقرية هي مليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، ومؤخراً بعد التحاقه بالمعارك في ليبيا ينوب عنه شقيقه سيف الدين الجاسم، وهم ينحدرون من قرية جوصة جنوبي السقيلبية. – عادت أوائل العائلات إلى القرية بداية شهر نيسان العام 2018، ومنعتهم في البداية قوات الاحتلال بحجة وجود الألغام، وتبين فيما بعد بأنهم قاموا خلال تلك الفترة بسرقة بيوت القرية كلها، ومن ثم باعوا محتويات المنازل لأصحابها! – تمت إعادة الآليات الزراعية من جرارات ومحاريث وسيارات مقابل مبالغ مالية ضخمة لا تقل عم 5 آلاف دولار للآلية الواحدة. – أملاك المهجرين خارج القرية تم تسليمها لأقاربهم، ويؤخذ 35 % من الموسم كإتاوة من قبل المسلحين، أما الباقون في القرية فيدفعون ما نسبته 10 إلى 15 % إلى الميليشيا. – تدفع عائلات القرية شهرياً 10 آلاف ليرة سورية للميليشيا – لقاء الإقامة في بيوتهم! – انتهاكات الميليشيا بحق الشباب وأهل القرية لا تعد ولا تحصى من حملات اختطاف مستمرة، وعادة ما يتم إطلاق سراحهم بعد دفع فدى مالية تتراوح بين ألف دولار لـ عشرة آلاف دولار للمختطف الواحد. – بتاريخ التاسع والعشرين من فبراير 2019، تم بناء سور على الحدود التركية السورية، وتم قضم ٢٥ م من العرض على طول الحدود المرسومة قديماً، وعلى ذلك تم قلع ١٥٠٠ شجرة زيتون لأهل القرية يتجاوز عمر الشجرة فيها الـ٥٠ سنة.

التفجيرات في عفرين..

في التاسع عشر من مايو\أيار، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من سوق الهال وسط مدينة عفرين، وسط أنباء عن إصابة شخص جراءه. وبحسب مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، فإن عبوة ناسفة انفجرت عند دوار القبان بالقرب من “سوق الخضار\سوق الهال” في مركز المدينة، مشيراً أن التفجير تم عبر عبوة نسفة مزروعة سابقاً، مما أدى لإصابة شخص لا تزال هويته مجهولة. وتقع معظم هذه التفجيرات في إطار تصفية الحسابات بين المليشيات المتنافسة على السطوة ومناطق النفوذ والحواجز والاتاوات، إلى جانب استغلال التفجيرات لتنفيذ عمليات سلب ونهب في محيط المنطقة المستهدفة. ولا يحاول الاحتلال التركي مُلاحقة أي من منفذيها، مستمراً في إلقاء اللوم على القوات الكُردية، في سياق محاولاته لضرب سمعتها، والتنكيل بالكُرد المتبقين في عفرين بحجة تنفيذهم للتفجيرات. ولم تعهد عفرين خلال سبع سنوات من حكم أبنائها لها ضمن نظام “الإدارة الذاتية” من العام 2012 إلى آذار العام 2018، أياً من هذه التفجيرات، حيث كان يتكفل أبناء الإقليم بحمايته، رغم كل محاولات المليشيات الإسلامية التي كانت تحاصر عفرين من كل حدب وصوب في اعزاز دارة عزة وأطمة. لكن عفرين لم تعرف سلاماً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على أرضها، المرافق بعملائه من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في السادس عشر من مايو\أيار، حولت المخابرات التركية منزل مواطن كُردي مُهجر، إلى مقر أمني خاص لمَن يعتقل من المواطنين الكُرد في إقليم عفرين المحتل. وأشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران”، أن ملكية المنزل تعود للمواطن الكُردي “حج منان”، وهو من اهالي قرية “ماتينا/ماتنلي”، ويقع على طريق بين ماتينا – شران، حيث كانت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” تستولي عليه، إلى أن سلمته مؤخراً للاستخبارات التركية. وأوضح المراسل أن المقر الأمني يعد الأخطر في الإقليم، نظراً لأن المعتقل الذي يصل إليه، يتم تحويله إلى داخل الأراضي التركية، منوهاً أن شتى صنوف التعذيب والتنكيل تُمارس فيه ضد المعتقلين الكُرد.

في السابع عشر من مايو\أيار، طلبت مليشيا “فرقة السلطان مراد” في قرية “استارو\كوندي استير” من أهالي القرية تقديم ثبوتيات الأراضي الزراعية لها، مهددة بانتزاع الأراضي التي لا يملك أصحابها نسخ من ثبوتياتها. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين أن كل مزارع من أهالي القرية كان قد قام بزراعة أرض أحد أقربائه المهجرين، عمدت المليشيا إلى الاستيلاء على الأرض تلك من المكلفين برعايتها من قبل أقربائهم المهجرين. ولفت أنه من بين أصحاب الأراضي التي تم سلبها من المشرفين عليها، أرض تابعة لبيت “فاضل جمو” من المكون العربي، وأرض تابعة لبيت “حسن حسن” من المكون العربي، إضافة إلى أرض المواطن الكُردي “روجهلات سيدو”. وفي إطار متصل، قال المراسل إن مستوطناً من بلدة “دير جمال” قد استولى على محضر عند الجسر الجديد بمركز عفرين، حيث يقوم حالياً على بناء كازية فوقها، ويعود المحضر لبيت “أوصمان آغا”، مشيراً أن ذات المستوطن مستولي على كازية دجلة بالمحمودية. كذلك، أجرت مليشيا “أحرار الشرقية” مستوطناً من بلدة عندان بريف حلب الشمالي، بمبلغ 200 مليون سوري، مدينة الألعاب “جودي لاند” الواقعة على طريق راجو بقلب عفرين، وعقب أن قام بتجهيز المدينة بشهر، عمدوا إلى طرده منها دون أن يعيدوا له ماله.

في التاسع عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن متزعميّن في ميليشيا “الجبهة الشامية” يدعيان بـ “نضال بيانوني” و”أحمد هاشم” يستوليان لوحدهما على 67 منزلاً بمحيط حي المنطقة الصناعية في حي الأشرفية بقلب عفرين، إضافة لأكثر من 80 محلاً تجارياً. وأكدت المصادر أن المدعوان بـ “بيانوني” و”هاشم “، يستثمران تلك المنازل والمحال التجارية لصالحهما الشخصي، بعد أن استولوا عليها عقب تهجير أصحابها الحقيقيين الكُرد من سكان المدينة الأصليين، نتيجة الغزو التركي الإخواني في الفترة الممتدة ما بين يناير ومارس العام 2018. وأضافت المصادر أن المذكوريّن قاما سابقاً ببيع 17 شقة سكنية للفارين من أهالي إدلب وريف حماه. وفي السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المركز، أن مستوطناً منحدراً من بلدة “تل جبين” بريف حلب، قام ببيع “دكان\محل تجاري” بمبلغ 700 دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المحل التجاري يقع على طريق السرفيس بجانب فرن “زاد الخير”، وتعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجر” جميل أبو محمد”، من أهالي قرية “خليلاكا/خليلاك أوشاغي” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”.      

السرقات والأتاوات في عفرين

في الثامن عشر من مايو\أيار، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبل/بلبله”، أن مسلحاً من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” قد أقدم قبل يومين على سرقة محل صرافة في بلدة “كوتانا/كوتانلي” التابعة للناحية. وأشار المراسل إلى أن المسلح قد تمكن من سلب المحل مبالغ بعدة عملات، ومنها 2700 ليرة تركية، و1100 دولار أمريكي، إضافة لـ 400 ألف ليرة سورية.

كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم بوقوع ثلاث حالات سرقة، في مركز عفرين، قام بها مسلحون تابعون لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، وسط تكرار تلك الحالات بشكل يومي. وأوضح المراسل أن حالات السرقة تلك، قام بها مسلحون تابعون للمتزعم في المليشيا المدعو بـ”الشيشاني”، وطالت سرقة ثلاث دراجات نارية، الأولى عند معهد فيان آمارا، والثانية عند مطعم فين، والثالثة عند مجوهرات “شو” على طريق راجو ضمن المدينة، منوهاً أن المسلحين يفكون الأسلاك التي يربط بها أصحاب الدراجات بالأشجار أو أي شيء ليحمي به دراجته من السرقة، ومن ثم يسرقونها. ولفت المراسل إلى أن السرقات قد تضاعفت بشكل لا يطاق في مدينة عفرين، خصوصاً بعد قطع الاحتلال التركي المرتبات عن بعض المليشيات الإسلامية، مشيراً أن المدنيين أضحوا أكبر المتضررين من ذلك، حيث يلجئ المسلحون للسطو المسلح والسرقة ببساطة لتأمين الأموال لأنفسهم، وتعويض القطع، علماً أن السرقة كانت تتم سابقاً حتى في ظل وجود مرتبات للمسلحين.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في السادس عشر من مايو\أيار، أفاد مصدر لـ “عفرين بوست”، أن مسلحيّن اثنيّن تابعين لمتزعم في مليشيا “فرقة السلطان مراد”، قد هاجما منزل كهل مستوطن، واعتدوا عليه وسرقا دراجته النارية، وسط ازدياد هذه الحالات بين أدوات الاحتلال التركي في عفرين. وتحدث مصدر من داخل عفرين لـ “عفرين بوست” إن المسلحيّن “مصطفى وأبو صقر” وهما من جماعة المتزعم “الشيشاني” التابعة لميليشيا “السلطان مراد”، اقتحما منزل مستوطن من الغوطة، وهو كبير في العمر، واعتدوا عليه بالضرب وسرقوا دراجته النارية. وقال المصدر إن المنزل الذي يستولي عليه المستوطن يقع في حي عفرين القديمة، وإنه كافة أهالي الحي رأوا المسلحيّن عندما اقتحما منزله. وأشار المصدر إن حالات السرقة كثرت بشكل كبير في عفرين بالذات، كون الميليشيات الإسلامية تحلل كل شيء فيها لنفسها تحت ذريعة إنهم “حرروها”، فيما تأتي هذه الحالات بعد عدم دفع أنقرة مرتبات البعض من الميليشيات بسبب رفضهم الذهاب إلى ليبيا، وهو ما يعتبر خروجاً عن الطاعة التركية.

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي المحتل، إن مسلحاً من مليشيا “الشرطة العسكرية” يدعى “أبو ضياء”، قد أوقع مسلحيّن أثنين من مليشيا “أحرار الشرقية” في كمين ببيت للدعارة فيه خمس نساء صغيرات في السن، تم إنشائه تحت مسمى بيت “زوجات الشهداء” في حي المحمودية في محيط مدرسة تشرين. وأوضح المراسل أن الكمين تضمن صراخ النساء، بناءً على اتفاق مُسبق مع المدعو “أبو ضياء”، الذي سارع إلى التدخل وإلقاء القبض عليهما بحجة “اقتحام المنزل والتحرش بالنساء”، حيث تطلب مليشيا “الشرطة العسكرية” حالياً، 3 آلاف دولار من كل واحد منهما تحت مسمى “شرفية”.  وكان المرصد السوري قد ذكر في الخامس عشر من مايو، أن مسلحيّن مخمورين، أقدموا على اقتحام منزل يسكنه نساء وأطفال فقط وسط مدينة عفرين، في محاولة منهم للاعتداء على النساء. وذكر المرصد آنذاك أن المخموريّن أطلقا النار من المنزل السكني بعد أن اقتحموه، في محاولة منهم لترويع النساء تحت تأثير الخمور، ليقدم مسلحون من مليشيا “أحرار الشرقية\التي ينتمي لها المسلحان”، وآخرون من مليشيا “الشرطة العسكرية” على محاصرة المنزل، وإلقاء القبض على المسلحين بعد اشتباك مسلح دار معهما.

في التاسع عشر من مايو\أيار، أصيب مواطنان كُرديان في اشتباكات نشبت بين مجموعتين من مسلحي ميليشيات الاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، وذلك بسبب خلاف نشب أمام متجر لبيع قوالب الثلج، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأوضح المراسل أن خلافاً نشب بين مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” مُنحدرين من مدينة “تل رفعت”، ومستوطن مُنحدر من بلدة “القلمون” بريف دمشق، والذي يدير متجراً لبيع قطع الثلج في محيط “دوار نوروز” بقلب عفرين، بسبب إصرار المسلحين على عدم الالتزام بالطابور، ما أدى لتدخل مستوطنين لمساندة قريبهم، ليتطور الموقف إلى اشتباكات مسلحة بين الطرفين. وأكد المراسل أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة الشاب الكُردي “بانكين خليل عبد الله”، من أهالي قرية شيخوتكا، والذي يدير متجراً للخضار في موقع الاشتباك المسلح، وكذل إصابة الطفل “رشيد محمد رشيد/ 12 عاماُ”، وهو من أهالي قرية علمدارا التابعة لناحية راجو. وأضاف المراسل أن الاشتباكات بين الطرفين امتدت إلى حي الأشرفية، الذي شهد انتشار مكثفاً للمسلحين في الشوارع وعلى أسطح المنازل، كما شهد إطلاق رصاص غزير، أدى لمقتل مسلح من مستوطني الغوطة، علاوة على إصابة طلقات الرصاص شرفات المنازل وواجهات المحال التجارية. ونوه المراسل إلى أن سكان حي الأشرفية اضطروا للبقاء في منازلهم لساعات طويلة، محتميّن بالغرف الداخلية والملاجئ، في ظل حالة من الهلع والخوف من دفعهم ثمن اقتتال المسلحين وذويهم المستوطنين.

في العشرين من مايو\أيار، اندلع اشتباك مسلح بين مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” ومستوطنين مسلحين من ريف دمشق، بسبب اتهام الطرف الأول للطرف الثاني بسرقة قواطع الكهرباء في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”. وأكد المراسل أن ان الاشتباك المسلح بين الطرفين أسفر عن إصابة مستوطن واحد على الأقل بشكل بالغ. وفي السياق ذاته، أقدم مسلح من ميليشيات الاحتلال المسماة بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر” الخميس الماضي، على إطلاق الرصاص على الطرف السفلي لمسلح من ميليشيا “الشرطة المدنية” على مرأى جنود الاحتلال التركي، وذلك على الحاجز المقام في المدخل الجنوبي لمدينة عفرين “ترنده” وذلك بعد أن طلب مسلح “الشرطة المدنية” من الأول التوقف على الحاجز. وأوضح المراسل أنه جرى نقل المسلح المصاب إلى المشفى، حيث تم تخييره بين إسقاط حقه أو الفصل من عمله، منوهاً أن المسلح المُصاب اختار إسقاط حقه في الدعوى الشخصية. إلى ذلك تشهد منطقة دوار “القبان” استنفاراً كبيراً لمسلحي ميليشيا ” اللواء 51″ المنضوية في ميليشيا “الجبهة للشامية”، وسط أنباء عن تجهيز جماعة القلمون تحضيرات للهجوم على” الشامية” على خلفية الاشتباكات التي جرت يوم أمس.

كذلك، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مليشيا “الشرطة العسكرية” في عفرين، عمدت إلى اعتقال “ناشط مدني” من مستوطني حي التضامن بالعاصمة دمشق في ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية في شمال سوريا سابقاً. وأوضح المرصد أن الاعتقال تم بسبب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه وضع مسلحي مليشيا “الشرطة العسكرية” لعلم الاحتلال التركي على لباسهم الجديد ووصفهم بالمنافقين. وفي سياق الترهيب والاذلال الذي نشره المسلحون من عملاء أنقرة على المستوطنين، بدأ مؤخراً بروز أصوات من هؤلاء المستوطنين ممن غُرر بهم بوعود الاحتلال التركي، وانساقوا خلفه، لتنفيذ سياساته في التطهير العرقي بحق الكُرد وتغيير ديموغرافية عفرين، ليبدأ هؤلاء بأنفسهم التنديد بممارسات المسلحين، بعد أن بدأت تطالهم أنفسهم، رغم تجاهلهم لها عندما كانت تطال أهالي عفرين الأصليين الكُرد بمفردهم.

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

في السابع عشر من مايو\أيار، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإخوانية التابعة له، قصفت قرى ناحيتي شرا وشيراوا بريف عفرين وهي مناطق آهلة بالمدنيين، باستخدام الاسلحة الثقيلة. وأشار المراسل أن القصف طال كل من قرى (صوغانكه وآقيبه وخربكه ودير جمال) بناحية شيراوا، وقرى (شوارغة وقلعة شوارغة ومرعناز ومالكية) بناحية “شرا\شران”، لافتاً أنه وبعد القصف، حلقت طائرة حربية مجهول الهوية فوق قرى شيراوا وشرا. وفي السياق، قصف كذلك جيش الاحتلال التركي بأكثر من ٨ قذائف، الحرش الواقع بين قريتي صوغانكه وآقيبه، مما أدى إلى اندلاع حريق بالأشجار الحراجية، فيما قال المراسل أن وفداً روسياً توجه برفقة سيارات الاسعاف نحو الحرش، دون توضيح أن كان هناك ضحايا أم لا. ويقيم في قرى الشهباء وشيراوا عشرات الآلاف من المهجرين العفرينيين، الذين خرجوا من أرضهم تحت وابل القصف التركي والجرائم التي يقوم بها مسلحو المليشيات الإسلامية. ويواصل هؤلاء حياتهم في مهاجرهم القسرية ضمن مختلف المصاعب التي لا تنتهي عند فقدان الأعمال وتهالك المنازل التي يقيمون فيها، وقصف الاحتلال بين الفينة والأخرى، عاقدين العزم على البقاء فيها حتى العودة إلى عفرين عقب تحريرها من براثن المحتلين.

في الثامن عشر من مايو\أيار، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى، على محاور مارع وسد الشهباء وتل مضيق وحربل بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأوضح مراسل “عفرين بوست” إن الاشتباكات استمرت حتى ساعات صباح ذاك اليوم، دون التمكن من معرفة حجم الخسائر، خاصة لدى مسلحي المليشيات الإسلامية العملية لأنقرة.

اثار عفرين..

في الثامن عشر من مايو\أيار، نفذت مليشيا “لواء المعتصم” أعمال حفر بواسطة باكير وبلدوزر في محيط تل قيباريه الأثرية، الواقعة على طريق معسكر “عرش قيبار”، والتي بدأت منذ قرابة الثلاثة أيام ولا تزال مستمرة. ومن جهة أخرى، سقطت صخرة في مقلع “ترنده\الظريفة” الذي تديره مليشيا “الجبهة الشامية” على العاملين فيه، مما أدى لمقتل عاملين أثنين ينحدران من ريف حلب، حيث يعود المقلع لـ “أبو إبراهيم” وهو من المكون العربي من أهالي قرية برجكيه. ‏وتطرقت صفحات موالية للمسلحين إلى الحادثة وقالت إنها أدت لمقتل كل من (الأخوين محمد ومصطفى ابراهيم طاحوش) من بلدة قبتان الجبل بريف حلب الشمالي الغربي.

في التاسع عشر من مايو\أيار، حصلت “عفرين بوست” على صور جديدة توضح ما طرأ على تل كعنيه الأثري الواقع بالقرب من نبعة دروميه – قرية عربا، التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”. وتظهر الصور التدمير الذي أصاب التل بعد عمليات الحفر والتجريف التي نفذتها ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” بإشراف المخابرات التركية في الموقع الأثري، كما تظهر الصور اقتلاع المئات من أشحار الزيتون والكروم والجوز واللوز والمشمش العائد لمواطنين من قرية عربا.

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، تمدُّ أنقرة أياديها الآثمة منذ احتلالها لــ عفرين في أذار 2018، لتنهب آثارها وتُنشئ مافيــا لتجارتها في السوق السوداء، فالسرقة مستمرة وتدمير المعالم والأوابد عبر أدواتها النّشطة من المجموعات السورية المسلحة في محاولةٍ يائسة منها لمَحو حضارة وتاريخ المنطقة المُوغِلةِ في القِدم، وذلك وفق ما جاء في تقرير لموقع الاتحاد برس. جرافاتٌ المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بدأت الشهر الماضي بشكلٍ يوميٍّ حفر التلّة الأثرية في قرية “عرابو” عرب أوشاغي التابعة لناحية معبطلي في ريف مدينة عفرين شمال غربي حلب، المُحاطةُ بغابات السرو والبلوط والزيتون التي اقتطعتها تلك المليشيات نفسها، فيما يُواصل مُسلّحو مليشيات (سمرقند والسلطان مراد) التنقيب والبحث عن الأثار في مختلف الريف العفريني بحثاً عن كنوز المنطقة الأثرية. أيضا، يواصل مسلّحو مليشيا “السلطان سليمان شاه” التركماني المعروف بـ(العمشات)، عمليات حفرٍ وتنقيبَ يومية في تل “أرندة الأثري” بناحية “شيه\الشيخ حديد” في الريف الغربي لعفرين. وعلى بُعد(45) كم عن مركز مدينة عفرين، تلوح أطلالُ مدينة كورش أو “النبي هوري“، أو مدينة القدّيسينَ على سفحٍ جبليٍّ تُغطيه كروم الزيتون، وإلى شرقه يمرُّ نهر سابون. المؤرخ “سلمان حنّان” تحدث للاتحاد برس، عن شهرة كبيرة تمتعت بها المدينة في الماضي، والتي كانت أحد أهم المراكز الدينية والعسكرية وذات شهرة كبيرة، حيث حملت المدينة القديمة تسمياتٍ قُدسيّة عدّة منها، أجيالوس أو مدينة القديسين “دميالوس” وكوزما اللذين دُفنا فيها، وشُيّدت على قبرهما كنيسة، كما شيّد القديس سمعان الغيور كنيسةً فيها دُفن فيها عُرفت باسم دير سمعان. وحملت النبي هوري اسم قلعة “هوري”، وكُتبت في المؤرَّخات القديمة باسم “كورش” أو قورش، وتحدّثت روايةٌ أخرى عن تسمية يونانية عُرفت بها وهي “سيروس” أو مدينة سيرهوس في مقدونيا، فيما أعادتها مصادر أخرى إلى حقبة النبي “داؤود”، وأن تسميتها تعود لأحد قادة جيوشه المعروف بــ”أوريا بن حنّان” الذي قُتل في إحدى المعارك التي خاضها في الألف الأولى قبل الميلاد ودُفن فيها. وأشارت مصادر إعلامية إلى أهم الاكتشافات في الموقع، وهي الطريق الرئيسية المرصوفة ببلاط حجري بازلتي، يصل البوابة الشمالية بالجنوبية، إضافةً إلى البيت الروماني الذي يضمُّ أرضية فسيفساء “سيروس” الرومانية، والعديد من الأبنية المدنية والصُّروح الدينية. وتحيط بمدينة كورش الأسوار الدفاعية المتينة التي حصّنت قلعتها والعائدة إلى الحقبة البيزنطية، وسيطرت القلعة على جهاتها الأربعة بأربع بوابات، ووصف المتخصص بالآثار وعضو هيئة الأثار في مقاطعة عفرين “صلاح سينو” مسرحها الروماني على سفح الإكروبول، بأنها الأهمَّ من بين المسارح الرومانية القديمة في سوريا. وخارج المدينة تنتشر المدافن المحفورة في الصخور بعضها عائدة لعوائل، وأخرى عائدة لشخصيات يبدو أنها كانت بارزة في تلك الفترة تُسمى بـ”المدفن الهُلامي”، وعلى مقرُبةٍ منه دُفن قائد روماني في مدفنٍ على شكل برجٍ مُسدَّس. وتشتهر المدينة بانتشار الجسور الرومانية التي أكد “سينو” أن جسرين منها بحالةٍ جيدة. وتحت مظلّة صيانة وترميم مدينة النبي هوري (سيروس)، وإعادة تخريبه وترميمه مُجدداً، تواصل حكومة الاحتلال التركية تدميرها لهوية المنطقة، ونهب كل ما يدلُّ على سكانها الأصليين، ومحاولتها كما أشار صلاح سينو : ”التستُّر على قضية اختفاء اللوحات الفسيفسائية التي سرقتها من الموقع الأثري ومازال مصيرها مجهولاً إلى اليوم”. المتخصِّص بتوثيق التعديات على الآثار في الشمال السوري سينو، قال إنه واعتماداً على مقارنة صورٍ جويَّة تعود لفترة ما قبل دخول القوات التركية للمدينة، مع صورٍ جويّة حديثة، وضّح أن الأسد البازلتي الكبير في موقع “عين دارة” لم يعُد موجوداً، والذي يُعتبرُ واحداً من أهمّ التلال الأثرية في عفرين، وحُوِّل إلى موقعٍ عسكري من قبل المليشيات الإسلامية الإخوانية. وينتشر في جغرافيا عفرين أكثر من (80) تلَّاً أثريــّا، منها (37) مُسجّلا لدى المديرية العامة للأثار السورية بالقرار 244/ الصادر سنة 1981، وحوالي 45 تل غير مسجل تم إحصائه حسبما أشار إليه صلاح سينو في الفترة التي سبقت الاحتلال التركي، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية العائدة للفترة الكلاسيكيّة (يوناني – روماني – بيزنطي)، والتي كانت أغلبها محتفظةً بأبنيتها من معابد و كنائس وفيلات و بيوت ومخازن مختلفة الوظيفة، و جسوراً ومدافن مختلفة، وتقع أغلبها في جبل “ليلون” بالكردية، وعددها حوالي الثلاثين موقعا كانت بحالة جيدة قبل الاحتلال بحسب سينو. وخضعت المعالم الأثرية لمسحٍ أثريٍّ من قِبَلِ بعثةٍ يابانية سورية، وأحصت “56” موقعاً عائداً لحقبة ما قبل الميلاد، وأعطت نتائج التنقيب من قبل البعثة في “كهف الدودرية” نتائج مذهلة على الصعيد الأثري والأنثروبولوجي، أثر كشف هيكل عظمي لطفل “نياندرتالي” يعود لحوالي مئة ألف عامٍ، فيما وضّح سينو أن أقدم المكتشفات في الكهف عائدة لـ 300 ألف سنة بحسب نتائج التنقيب لعام 2008. ولازالت تركيا السوقَ السوداءَ، والبوابة الشمالية التي تَعبُرُ منها الآثار المنهوبة من الشرق الأوسط، ولاسيّما العراق وسوريا واليمن إلى العمق الأوربي. وازدهرت هذه التجارة التي أشار إليها الباحث “صلاح سينو” بشكل كبير بعد الأزمة السورية، وحاجة الأطراف التي لا تملك تمويلاً ” لمتابعة حروبها في إشارة منه إلى المليشيات الإسلامية التابعة لأنقرة، وسعيها لتدمير الإرث التاريخي والحضاريِّ لجميع المناطق السورية من جهة، وادِّخارِ ماجَنَتْهُ من بيعها إرث البلاد بشراء الرصاص لقتل الشعب السوري، وهو ما سعت تركيا جاهدةً لتحقيقه وقد نجحت في ذلك. وأكدت تقارير مديرية آثار النظام السوري والمنظمات الدولية، أن المعالم الأثرية في مناطق سيطرة المليشيات الإسلامية، هي الأكثر تضرُّراً لأسباب أرجعها سينو إلى ” ذهنية هذه الجماعات الراديكالية، واعتبارها للآثار إرثاً وثنيَّاً وغنيمةً في الحروب التي خاضتها لصالح تركيا، وهناك ديوانهم الخاص لتسيير أمور البحث اللاشرعي، وتخريب الآثار يسمى بديوان الرِّكاز”. وحول مصير القطع الأثرية المسلوبة قال سينو:” لازالت مجهولةً وغيرُ معلومٍ لدينا إلى أين نُقلت، وطالبنا الجهات الدولية المعنية بمتابعة البحث عنها ومنها لوحات الفسيفساء الخاصة بمدينة النبي هوري”. وتُعدُّ سرقة الآثار وتهريبها والاتجار بها، أحد أبرز التجارات وأكثرها رواجاً على مستوى العالم، إذ تُعادل سرقة القطع الأثرية والاتجار بها وعرضها للبيع في مزادات شرعية أو تداولها في السوق السوداء، تجارة المخدرات الأكثر ربحاً في العالم. حيث أكد الرئيس المشترك لمديرية آثار مقاطعة عفرين حميد ناصر في تصريحات صحفية، وجود أكثر من 16 ألف قطعة أثرية في متاحف تركية سُرقت من سوريا، مُعظمها عائدة لآثار مدينة عفرين. وحذّر ناصر ممّا وصفه بالإبادة التاريخية التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي بحقِّ المواقع والمعالم الأثرية في سوريا عموماً وعفرين خصوصاً. فيتالي تشوركين، السفير الروسي لدى الأمم المتحدة وفي رسالة وجّهها في وقت سابق إلى مجلس الأمن، اتهم فيها الحكومة التركية بالتورط بعملية انتقال الآثار إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وأكد أن المركز الرئيسي لتهريب المواد التراثية الثقافية هو مدينة غازي عنتاب التركية، حيث تُباعُ البضائع المنهوبة في مزاداتٍ غير شرعية، من خلال شبكات متاجر للآثار في السوق المحلية. الدبلوماسي الروسي أشار إلى تحول مدن إزمير ومرسين وأضنة إلى مستقر المجوهرات والعملات وغيرها من المواد الأثرية المنهوبة، وأن في تلك المدن جماعاتٌ إجرامية مَهمّتها إصدار وثائق مزورة بشأن أصل تلك القطع، تمهيدًا لإخراجها من تركيا بصورة شرعية. وقد أُصدرت بين القرنين الـ17 والـ 19، فرماناتٌ قدّم العثمانيون الأتراك بموجبها آثار الحضارات القديمة في الشرق إلى الأوروبيين لقمةً سائغة، إذ أصدر السلاطين من آل عثمان فرمانات التنقيب التي أباحت التنقيب الأوروبي عن الآثار، ومن ثمّ امتلاك كل ما يتم الكشف عنه، وترحيله مباشرة إلى بلد المكتشف، وخرجت الآثار اليونانية والآشورية والحيثية وغيرها من الباب الكبير لإسطنبول، بعد أن قبض العثمانيون مقابلها مالياً أو عينياً. وصُنّفتِ المتاجرة بالقطع الأثرية بطريقة غير شرعية وسرقتها من المواقع الأثرية أو نهبها من المتاحف، من أكثر الأعمال التجارية غير الشرعية في العالم، إذ تزايدت تلك التجارة جرّاء نهب وسرقة المشغولات والقطع الأثرية خلال فترات الحرب السورية.

اشجار عفرين..

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، أضرمت المليشيات الإسلامية بأوامر الاحتلال التركي، النيران بين أشجار الزيتون العائدة ملكيتها لأهالي قرية كيمار في ناحية شيراوا بريف عفرين، حارقةً عشرات الأشجار، في وقت تستمر فيها الانتهاكات بعفرين وحرق أراضي زراعية في مقاطعة الشهباء. وبحسب مراسل “عفرين بوست” فإن مليشيا “فرقة الحمزة” أضرمت خلال ساعات الظهيرة، النيران بكروم الزيتون لأهالي قرية كيمار في شيراوا، ونتيجة استمرار الحرائق لساعات، وصلت النيران إلى قرية صوغانكة، وحرقت أشجاراً حراجية، ومتسببةً بحريق في منازل المدنيين. ويأتي الحريق بالتزامن مع آخر اندلع يوم أمس الأربعاء، بفعل المليشيات الإسلامية في قرية “عرب ويران” بناحية “شرا\شران” في ريف عفرين، كما تسبب قصف الاحتلال التركي لقرية “أقيبة\عقيبة” و”صوغانكة” يوم أمس، بحرق عشرات الأشجار الحراجية في القريتين. ووفي السياق، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي اضرمت النيران بأكثر من ٥٠ هيكتاراً في الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في قرية حاسيا وحساجك في مقاطعة الشهباء، حيث كان قد زرعها أهالي الشهباء وعفرين المهجرين للمنطقة. ومع استمرار القصف وتعمد مليشيات الاحتلال إضرام الحرائق في الشهباء ومناطق شرق الفرات، وضعف الإمكانيات، يصعب على الأهالي التمكن من السيطرة على النيران وإخمادها.

نشر التطرف..

في السادس عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن استخبارات الاحتلال التركي هددت ميليشيتي “أحرار الشرقية” و”الجبهة الشامية” بقطع الرواتب عنهما، في حال امتنعت عن إرسال 800 “مسلح\قاتل مأجور” من صفوفهما إلى ليبيا. وأكدت المصادر أن المخابرات التركية تطلب من ميليشيا “الجبهة الشامية” 500 “مسلح\قالت ماجور”، ومن ميليشيا “أحرار الشرقية” 300 “مسلح\قاتل مأجور”، مشيرةً إلى أن المخابرات طلبت منهما إرسال “المسلحين\القتلة” عقب انقضاء فترة عيد الفطر مباشرة. إلى ذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” أن ميليشيا “لواء الوقاص“ قد أرسلت 40 “مسلحاً\قاتلاً مأجوراً” بعد سحبهم من قرى (هيكجيه ومروانيه وسناريه)، إلى منطقة حوار كلس تمهيداً لإرسالهم إلى ليبيا. وأضاف المراسل أن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه\العمشات” قد كانت جهزت دفعة جديدة من مسلحيها إضافة لعدد من مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة”، و20 مسلح من ميليشيا “لواء سمرقند”، حيث جرى تجميعهم منذ يوم أمس الجمعة، في عدد من المعاصر الفنية في الناحية، تمهيداً لإرسالهم عبر قريتي قرمتلق ويلانقوز إلى داخل الأراضي التركية، ومنها إلى ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية الاخوانية، ضد قوات الجيش الوطني الليبي. كما أرسلت ميليشيا “المعتصم” 40 “مسلحاً\قاتلاً مأجوراً” من مركز عفرين وقرية “قيباريه\عرش قيبار” إلى منطقة حوار كلس للذهاب إلى ليبيا. وعلى النقيض، وصلت 35 جثة للمسلحين\القتلة المأجورين ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، والذين قتلوا في المعارك الدائرة بليبيا، إلى مشفى مدينة إعزاز المحتلة. ومن المرتقب أن يتم دفن 15 جثة في إقليم عفرين المحتل، بينها 3 جثث عائدة لميليشيا “فرقة الحمزة”، سيتم دفنها مساء السبت في “مقبرة كرسانة” بمركز عفرين، بينما سيتم توزيع البقية على باقي المناطق المحتلة تركياً في شمال سوريا.

في الواحد والعشرين من مايو\أيار، أوضحت مصادر خاصة لـ”عفرين بوست” أن الاحتلال التركي أنشئ معسكراً في مدينة مارع المحتلة بريف حلب الشمالي، ليكون مقراً لتدريب ونقطة انطلاق لـ “المرتزقة\القتلة المأجورين” من مسلحي المليشيات الإسلامية، الذين ترسلهم أنقرة إلى ليبيا لقتال إلى جانب ميليشيات السراج الإخوانية، ضد قوات الجيش الوطني الليبي. وعلمت “عفرين بوست” عبر مصدر في عفرين، إن الاحتلال التركي أنشئ معسكراً وصفه بالـ “كبير” في مدينة مارع شمال حلب، ونقل المصدر الحديث عن شخص أوصل دفعة من المسلحين إلى ذلك المعسكر، فقال “هناك الآلاف من المسلحين داخل هذا المعسكر، وسيتم إرسالهم كلهم إلى ليبيا”. وأشار المصدر إن أنقرة تخطط لإرسال خمسين ألف مسلح إلى ليبيا، للقتال إلى جانب ميليشيات السراج ضد قوات الجيش الوطني الليبي، منوهاً إن متزعمي الميليشيات الإسلامية في عفرين تقول لعناصرها “تركيا ستقطع الرواتب ولا خيار أمامكم سوى الذهاب إلى ليبيا، ليصبحوا تحت الأمر الواقع”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أرسلت تركيا قرابة 9000 مسلح إلى ليبيا، للمشاركة في النزاع الليبي، في حين أسرت قوات حفتر البعض منهم وسلمتهم للنظام السوري عبر شركة أجنحة الشام للطيران. وأشارت معلومات أخرى لـ “عفرين بوست” إن أنقرة ترسل القاصرين للمشاركة في النزاع الليبي، حيث تم إرسال أربعة قاصرين من عفرين وعادوا كلهم مقتولين. وتحدث مصدر من عفرين لـ “عفرين بوست”، وقال إن تركيا ترسل القاصرين أيضا إلى ليبيا، وأشار إنه عرف ألقاب أربعة منهم ذهبوا من عفرين وعادوا إليها مقتولين. ولفت المصدر إن ألقابهم هي “أبو طلق” و”أبو باسل” و”شيخ حمزة” و”أبو سوريا”، وأضاف: “تم تعليق صورة أبو طلق في عفرين والميليشيات تقول عنه شهيد!”. وتابع المصدر “قادات الفصائل تغرر هؤلاء الأطفال بالمال بينما تأخذ القيادات رواتب المتوجهين إلى ليبيا ويعطونهم 400 دولار بدلاً من 2000 دولار حسب ما حصلنا عليه، وغالب من يتوجهون إلى ليبيا يعودون مقتولين”.

كذلك، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن طائرة دون طيار لم تعرف هويتها حتى اللحظة، استهدفت قبيل الظهر، سيارة عسكرية على طريق قرية “ايسكا\الشيخ إسكان” جنوب إقليم عفرين الكردي المحتل. وأشار المرصد إلى أن القصف أدى لمقتل من كان بداخل السيارة، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن هوية من كانوا بداخل السيارة المدمرة، وسط اندلاع النيران وتفحم الجثث. وفي السياق، قال مصدر لـ”عفرين بوست” أن القصف أودى لمقتل 3 أشخاص كانوا بداخل السيارة، على الطريق بين قرية “غزويه\الغزواية” وقرية “ايسكا\اسكان”. ووفق المصدر الخاص، فإن الطائرة المسيرة استهدفت السيارة بسبب الاعتقاد أن من كانوا فيها، كانوا قيادات من تنظيم “داعش”، متواجدين عند مليشيا “لواء الشمال”، حيث كانوا في طريق عودتهم من عفرين إلى ادلب.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في السادس عشر من مايو\أيار، يستخدم المستوطنون ومسلحو الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، الترهيب والابتزاز لنهب المدنيين الكُرد الباقين في إقليم عفرين المحتل. وفي السياق، أفادت “جميلة\اسم مستعار” وهي مقيمة في عفرين، إن مسلحاً من ميليشيا “صقور الشام” داهم منزل مواطن كُردي في قرية كمروك التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وقال سنأخذ ابنك لأنه كان يعمل “مع وحدات حماية الشعب”. وأشارت جميلة إلى أن ابنه “م، ج” عمره 15 عام، وعندما كانت “وحدات حماية الشعب” في عفرين، كان عمره 13 عام، وأضافت: “صاحب المنزل قال للمسلح إنه يكذب”. ونوهت إلى أن المسلح ذهب وجلس على كرسي ووضع مسدس بجانبه، وقال للمواطن الكردي: “إما أن تعطيني 1000 دولار أو سأذهب وأقول بأنني رأيت مسدساً في منزلك”. وأردفت “جميلة” أنه بعد حديث طويل، وأخذاً وجذب، تمكن المواطن الكردي من إقناع المسلح بأخذ مبلغ 200 دولار ومجموعة مصاغ والذهاب. وتابعت “جميلة” إنها رأت بعينها طفلاً كان مع امه، وهي مستوطنة من الغوطة، بانه وضع مواداً من داخل محل كانوا فيه في كيس كان معه، وبعد أن أحس صاحب المحل عليه، تعمدت المستوطنة القول بانها لم تقم بتعليم أبنها القيام بذلك، وضربته أمامهم لإيهامهم بأنها ليست على صلة بالحادثة ولا علم لها به”. وأضافت “جميلة” إنه مسلحاً من مليشيا “فرقة السلطان مراد” مر وهو يقود دراجة نارية بجانب بسطة، وسرق كيساً فيه طقم رجالي، على طريق راجو داخل مدينة عفرين.

في السابع عشر من مايو\أيار، تناقلت الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اخباراً منوعة عن إنجازات الاحتلال المزعومة في إقليم عفرين الكردي المحتل، من خلال التطبيل والتهويل لمد الاحتلال لشبكات الكهرباء إلى عفرين، وكأن عفرين لم ترى نور الكهرباء في أي يوم قبل أن يحل الاحتلال لدرجة أنهم وصفوا الوضع في عفرين بأنه كان من العصر الحجري وهو ما ذهب إليه أحد المواقع الإخوانية. ويتعامى الإعلام التابع للإخوان عن حقيقة أن مد خطوط الكهرباء أو الطرقات ليس مكرمة من محتل، بل إمعاناً في الاحتلال، ومحاولة لترسيخه، كما يفعلون هم، عندما يرفض المستوطنون الخروج من منازل السكان الأصليين الكرد، بحجة أنهم أنفقوا الأموال على إصلاحها، علماً أن بيوت الكُرد كما عفرين قد كانت عامرة قبل أن يغزوها المحتل، فيدمر البنية التحتية ويسرقها ثم يتمنن بإعادة تشييدها وكأنها لم تكن من قبل! وكحال باقي المناطق المحتلة في الشريط الحدودي من جرابلس إلى إدلب، يكون الآمر الناهي هو الوالي التركي، فيما يعمل مسلحو تنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” كأجراء وعملاء يمهدون له احتلال الأراضي السورية، ويبيعونها كما يبيعون أي شيئ يملكونه، لكن الفرق هنا أنهم لا يملكون الأرض السورية لأنها ملك السوريين، فيما أضحى هؤلاء مجرد قتلة مأجورين ينقلهم الغازي التركي من سوريا إلى ليبيا وبالعكس، حسب حاجته. والطريف في الموضوع أن الإعلام الإخواني يسلط الضوء على إنجازات الاحتلال في عفرين من خلال اللقاء مع مستوطن من ريف دمشق، أو آخر من ريف حلب، ليتحدث له عن الوضع في عفرين، عقب أن أضحوا أدوات الاحتلال في التغيير الديموغرافي والتطهير العرقي، وغير مدركين أن الاحتلال زائل كزوالهم، مهما طال أمده. وعقب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وبعيد سيطرة أبناء عليها في نهاية العام 2011، حافظ أهالي عفرين وأبنائهم المقاتلون ضمن “وحدات حماية الشعب” على المؤسسات الخدمية المتعلقة بخدمة سكان الإقليم بما فيها أسلاك التوتر العالي التي تنقل الكهرباء من حلب إلى عفرين. لكن ومع تمكن المليشيات الإخوانية بدعم تركيا من احتلال مناطق ريف حلب الشمالي، تم قطع الكهرباء عن عفرين نتيجة سرقة غالبية محولات الكهرباء والمحطات المغذية بالطاقة، وعليها لجأ أهالي عفرين بشكل خاص من العام 2013، إلى استخدام المولدات كطريقة بديلة للتزود بالطاقة. ومع سماح الإدارة الذاتية بتطوير الحياة الاقتصادية في عفرين، بدأ الأهالي خلال الأعوام 2017 فما بعد إلى استخدام ألواح الطاقة الشمسية، إذ لطالما تعرضت عفرين إبان عهد “الإدارة الذاتية”، لعمليات حصار نفذتها المليشيات الإسلامية في إعزاز وإدلب، مما كان يؤدي لارتفاع اسعار المحروقات، وتوقف عجلة الحياة، وتأثر ساعات تزويد المواطنين بالكهرباء من الامبيرات عدا عن إعاقة عمل الافران والمركبات. وفي العامين الأخيرين من عهد “الإدارة الذاتية” بدء الأهالي باللجوء إلى تركيب الواح الطاقة الشمسية، التي كانت تتميز بإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة، مما بات يوفر استقرار نسبياً في امدادات الكهرباء وفق آلية الاكتفاء الذاتية لكل منزل، لكن عقب الحرب على عفرين من قبل تركيا ومسلحيها يناير العام 2018، تم سلب كل الالواح، وعادة المنطقة إلى الاعتماد الكلي على المولدات. ومنذ إعلان الحرب التركية على الشعب الكُردي في عفرين، وهي تتعمد استهداف تخريب وتدمير البنى التحتية، من منشآت ومؤسسات ومواقع أثرية وآليات وممتلكات وأرزاق، بما فيها من أفران خبز ومحطات (تصفية وضخ مياه الشرب) والمدارس، التي فقد طالها جميعها القصف التركي، إضافة لقصف مولدات الطاقة الكهربائية وشبكاتها وشبكات الاتصالات، طرقات عامة والنقاط الطبية والمشافي، وقصف حرم سد ميدانكي أيضاً.

كذلك، في ظل تقاسم النفوذ والمصالح بين الجانبين التركي والروسي، يبدو أن الجانبين يمهدان لترسيخ الاحتلال التركي في شمال غرب سوريا ومن ضمنها عفرين، عبر تمرير الصفقات بين الجانبين على حساب سكان عفرين الأصليين الكُرد، حيث يسعى الاحتلال التركي بكامل ثقله لترسيخ واقع الاستيطان فيها. وفي السياق، وردت أبناء لـ “عفرين بوست” عن قرب افتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء من عند قرية عنابكة التي تحتلها تركيا، حيث من المعروف بأن الشهباء واقعة تحت النفوذ المشترك لروسيا والنظام السوري و”قوات تحرير عفرين”، التي تتمسك بالمنطقة كونها منطقة عمليات محتملة في أي عملية تحرير قد تُشن في المستقبل، والتي تعتمد أساساً على تأمين غطاء جوي مرتبط بتضارب المصالح الروسية التركية، ما قد يسمح بإعادة عفرين للسيادة الوطنية السورية. بيد أن الخطوات التي تتخذها موسكو في هذا السياق، لا تدل بأي شكل من الأشكال على ذلك، مع توقف العمليات العسكرية في إدلب لصالح ترسيخ مناطق النفوذ وتقسيم إدلب إلى جزئين بين أنقرة ودمشق، والتي حصلت بموجبه أنقرة على ما كانت تنادي به، من احتلال إدلب بعمق 35كم، وهو ما يخشى أن يكون قد أقر في اجتماع بوتين-أردوغان في الخامس من مارس الماضي، عقب مقتل 36 جندي تركي في إدلب نهاية فبراير. وأفاد مصدر من قرية معرسكة التابعة لناحية “شرا\شران” إن الاحتلال التركي وبالتنسيق مع روسيا يحضران لافتتاح معبر ما بين عفرين ومناطق الشهباء، وإن المعبر سيكون تجاري وإنساني. وأشار المصدر إلى أنه سيتم افتتاح كراج في قرية كفر جنة وإن المعبر سيكون من كفر جنة إلى معرسكة – مزرعة – مريمين – عنابكة ومن ثم التوجه لليسار والخروج من عند مصبنة النايف إلى الطريق الدولي ما بين غازي عنتاب وحلب. وعن تاريخ افتتاح المعبر، قال المصدر إنه سيتم افتتاحه بعد عيد الفطر، ويأتي ذلك عقب أنباء عن توجه عربات روسية إلى قاعدة كفر جنة قبل أيام، حيث قال المصدر إن جنوداً روس قد تمركزوا في القاعدة. وبحسب مصدر آخر فإن الطريق ما بين غازي عنتاب وحلب سيتم فتحه للتجارة، وذلك ضمن الخطة التي وضعت في اجتماعات استانا. وكانت قد اتهمت وزارة الدفاع الروسية في الثالث من مارس، للمرة الاولى منذ احتلال عفرين، سلطات الاحتلال التركي بتوطّين التركمان في مناطق طردت منها الأكراد، مما أدى إلى تغيير جذري في التركيبة الديمغرافية لتلك المناطق، وذلك على لسان رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء بحري أوليغ جورافلوف. ولفت مركز المصالحة أن عدد المهجرين قسراً من سكان عفرين الأصليين نتيجة الغزو التركي المسمى بـ “غصن الزيتون”، قد بلغ نحو 250 ألف شخص، معظمهم أكراد، إضافة إلى تهجير أكثر من 135 ألف شخص، غالبيتهم أكراد أيضاً، نتيجة الغزو التركي المسمى بـ عملية “نبع السلام”، والتي احتلت عبرها قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، القطاع الممتد بين مدينتي سريه كانيه\رأس العين وكري سبي\تل أبيض. ومن المعروف بأن روسيا كان لها الدور الأبرز في عملية التنازل عن عفرين ضمن اجتماعات الاستانة مع تركيا، مقابل إخلاء مناطق بأرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب من المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ولطالما تظاهر المهجرون قسراً من عفرين في مناطق الشهباء، أمام النقاط الروسية خاصة في قرية الوحشية، مطالبين موسكو بتصحيح خطأها وإعادة عفرين إلى أهلها، والسماح لهم بحكم أنفسهم بأنفسهم ضمن سوريا لامركزية، مؤكدين أن ذلك سيضمن حياة كريمة لهم دون تسلط أحد عليهم. ويؤكد أهالي عفرين أن الهم الأول لهم حالياً، يتمثل في العودة إلى قراهم ومدنهم التي غزاها المسلحون وذوهم المستوطنون من أتباع تنظيم الإخوان المسلمين، والذين عاثوا في الإقليم فساداً لم تعهده على مدار مئات السنين. وقام المسلحون خلال فترة احتلالهم مع الغزاة الأتراك، بخطف المدنيين الكُرد وتعذيبهم والحصول على فدى مالية منهم، والاستيلاء على أملاكهم واستيطان بيوتهم وقراهم ومنعهم من العودة إليها، والتمييز العنصري بحقهم وحرمانهم من المساعدات، وسرقة أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم ومزارعهم ومواسم الزيتون ومختلف المواسم الزراعية التي يُعرف بها الإقليم. كما قام المسلحون وذوهم المستوطنون بانتهاك حرمات الإقليم، فدمروا المزارات المقدسة وقطعوا الأشجار المعمرة ودنسوا مزارات الشهداء، وكانت لهم اليد الطولى في تبرير الغزو التركي للإقليم، من خلال الافتراء والادعاء بأن الكُرد يريدون تقسيم سوريا، لتثبت سنوات الحرب التسع وطنية الكُرد، وعمالة تنظيم الإخوان المسلمين وتبعيته للمحتل التركي الساعي لاقتطاع الأراضي السورية واستعادة ما تسمى بـ “الخلافة العثمانية” البائدة. وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، قد أكد في الأول من فبراير الماضي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة “أوزكور بوليتيكا”، أن عملية تحرير عفرين لن تستغرق وقتاً طويلاً. وتابع عبدي بإن “الوقت حان لإعادة تحرير مناطق عفرين”، مشيراً إلى ذلك سيحصل “حينما يسمح الوقت والظروف”، وأن تلك المناطق ستعود لأصحابها الحقيقيين”، وأن تركيا ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين “لم يستطيعوا كسر قواتنا”، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يشكلون “الهاجس للقوات التركية”.

في الثامن عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن موظفاً تركياً يُدعى “أرجمان” يقوم بتشغيل موظفي شركة مياه عفرين في مشاريعه الخاصة، بدون دفع أجور لهم. وأكد المصادر أن المدعو “ارجمان” قام مؤخراً بسوق عمال ورشة المياه التابعة لشركة مياه عفرين إلى طريق جنديرس – حمام، لتنظيف قساطل تصريف مياه الأمطار على جانبي الطريق دون أن يدفع أجوراً لهم. مشيراً إلى أن العمال لا يستطيعون رفض أوامره أو المطالبة بأجورهم لأن مدير الشركة المستوطن “عبد القادر الحافظ” هددهم بالفصل من العمل في حال لم يطيعوا الموظف التركي. ومنذ اطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي، قام الاحتلال باختطاف العديد من موظفي مؤسسة المياه، إضافة إلى فصل الكثيرين، ومنهم مدير المؤسسة السابق، ليعين الاحتلال مستوطناً من مدينة مارع كمدير عليها يدعى “عبد القادر الحافظ”.

مجالس الاحتلال..

في السابع عشر من مايو\أيار، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن مجلس الاحتلال المحلي في مدينة عفرين يقوم بحجب المعونات الإنسانية عن مستحقيها لبيعها لاحقاً في المحال التجارية المختصة ببيع المواد الغذائية/ بالجملة/، في خطوة تعتبر اسناداً لخطة التجويع المتبعة من قبل الاحتلال التركي ضد من تبقى من السكان الكُرد الأصليين في الإقليم المحتل. وأوضحت المصادر أن المكتب الاغاثي في المجلس يحجبون أسماء المواطنين الكُرد من القوائم ليقوموا بعدها بإرسال مستحقات هؤلاء إلى محل تجاري يقع مقابل الكراج القديم ويعود لصاحبها (أحد أبناء مختار البوبنة) منوهة أن قيمة حصة المعونة تقد بـ 37000 ليرة سورية. وأضافت المصادر أن مجلس الاحتلال المحلي يطبق قوانينه على ما تبقى من السكان الكُرد فقط، دون التجرؤ على إلزام المستوطنين والمسلحين بقراراته، مشيرة إلى المجلس يزيل البسطات العائدة للمواطنين الكُرد من الشوارع الرئيسية، بينما لا يزال المستوطنون يكتسحون أسواق المدينة بالبسطات دون أن يقترب منها المجلس. وفي الصدد، قامت المجالس التي تمثل المستوطنين بتوزيع معونات مادية وعينية، حيث قدم ما يسمى بمجلس “مهحري الغوطة” 200 ليرة تركية وسلات إغاثية من ألبسة ومواد غذائية. كما قدم مجلس مستوطني حمص مبلغ 25 ألف ليرة سورية إضافة لسلة إغاثية من ألبسة وغذائيات، أما مستوطني ريف حماه الشمالي فحصلوا من مجلسهم على سلات إغاثية ووصل ألبسة، وكذلك تم توزيع 300 ليرة تركية، ووصل ألبسة وسلة منظفات وسلة غذائية للمستوطنين التركمان.

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في السادس عشر من مايو\أيار، أفادت “جميلة\اسم مستعار” وهي مقيمة في عفرين، إن مسلحاً من ميليشيا “صقور الشام” داهم منزل مواطن كُردي في قرية كمروك التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، وقال سنأخذ ابنك لأنه كان يعمل “مع وحدات حماية الشعب”. وأشارت جميلة إلى أن ابنه “م، ج” عمره 15 عام، وعندما كانت “وحدات حماية الشعب” في عفرين، كان عمره 13 عام، وأضافت: “صاحب المنزل قال للمسلح إنه يكذب”. ونوهت إلى أن المسلح ذهب وجلس على كرسي ووضع مسدس بجانبه، وقال للمواطن الكردي: “إما أن تعطيني 1000 دولار أو سأذهب وأقول بأنني رأيت مسدساً في منزلك”. وأردفت “جميلة” أنه بعد حديث طويل، وأخذاً وجذب، تمكن المواطن الكردي من إقناع المسلح بأخذ مبلغ 200 دولار ومجموعة مصاغ والذهاب. وتابعت “جميلة” إنها رأت بعينها طفلاً كان مع امه، وهي مستوطنة من الغوطة، بانه وضع مواداً من داخل محل كانوا فيه في كيس كان معه، وبعد أن أحس صاحب المحل عليه، تعمدت المستوطنة القول بانها لم تقم بتعليم أبنها القيام بذلك، وضربته أمامهم لإيهامهم بأنها ليست على صلة بالحادثة ولا علم لها به”. وأضافت “جميلة” إنه مسلحاً من مليشيا “فرقة السلطان مراد” مر وهو يقود دراجة نارية بجانب بسطة، وسرق كيساً فيه طقم رجالي، على طريق راجو داخل مدينة عفرين.

النظام السوري..

في الثامن عشر من مايو\أيار، قال مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إن “النظام التركي يواصل دعم ورعاية التنظيمات الإرهابية الموالية له” في سوريا، وأشار إلى أن “أي وجود القوات أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو احتلال”، بحسب ما نقلته وكالة “سانا” التابعة لـ دمشق. وجاء حديث “الجعفري”، خلال جلسة لمجلس الأمن أُجريت عبر الفيديو حول الوضع في سوريا، قال فيها، تركيا “تنتهك التزاماتها باتفاق أضنة وتفاهمات سوتشي وأستانا وقرارات مجلس الأمن، لا سيما المتعلقة بمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية المدعومة منها، استغلت انشغال العالم بجهود التصدي لكورونا لإعادة تنظيم قواتها وزيادة تسليحها، تمهيداً لارتكاب المزيد من الجرائم”. ونوه “الجعفري” إلى قيام القوات التركية، بقطع المياه من محطة علوك بريف سريه كانيه، وقال ” قامت قوات الاحتلال التركي وأدواته من التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على محطة علوك بقطع المياه وحرمان مواطني مدينة الحسكة وجوارها الذين يزيد عددهم على مليون مواطن من مياه الشرب في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية”. وأعرب الجعفري عن أسفه من موقف الدول الغربية ومنظمات الأمم المتحدة المتخصصة لعدم إدانتها لممارسات الحكومة التركية. وأضاف الجعفري “قام إرهابيي الحزب التركستاني المدعوم تركياً بتدمير برج محطة زيزون الحرارية لتوليد الكهرباء بريف إدلب بعد أن كانوا قد نهبوا بالتعاون مع فنيين أتراك معدات المحطة ونقلوها إلى داخل الأراضي التركية عبر المعابر التي يروج لها البعض في الأمم المتحدة على أنها “إنسانية”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons