عفرين بوست
تشهد المنطقة المحتلة تركيا، الممتدة بين مدينتي جرابلس وإقليم عفرين، والمعروفة اصطلاحاً بمناطق غزوتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، انفجارات، اقتتالات واشتباكات متقطعة ومتكررة بين المليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، “تعود أسباب معظمها لخلافات شخصية وصراعات مناطقية” وفق الإعلام الموالي للمسلحين أنفسهم.
وفي السياق، سُمع دوي انفجار عنيف في مدينة الباب الخاضعة لاحتلال مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بــ”الجيش الوطني السوري”، في ريف حلب الشمالي الشرقي، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة عسكرية تابعة لأحد المليشيات ضمن مناطق غزوة “درع الفرات”، واقتصرت الأضرار على الماديات فقط، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتكرر عمليات الاقتتال بين المليشيات الإسلامية نتيجة هيمنة العقلية العصابتية عليها، وعدم خضوعها لأي قانون، حيث يحكمها منطق القوة، وتسعى إلى تطبيق ما تراه مناسباً لمتزعميها وأهوائهم بالقوة المسلحة والإكراه.
وكانت قد قالت مواقع موالية للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في السابع عشر من مايو، إن امرأة قتلت وأصيب أربعة أخرون على الأقل، جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين ميليشيتي “فرقة الحمزة” و”الجبهة الشامية”، على أطراف مدينة الباب المحتلة، شرق حلب.
وأضافت تلك المواقع إن زوجة متزعم في مليشيا “فرقة الحمزة” يدعي النقيب “أبو عبدو” قد قتلت، فيما أصيب زوجها وأخته إصابات بليغة، كما أصيب مسلح من مليشيا “الشرطة المدينة” جراء الاشتباك ذاته، الذي اندلع عند دوار المروحة الواصل بين مدينة الباب وبلدة بزاعة المحتلة.
إلى ذلك، تتواصل حالة الفوضى الأمنية والانتهاكات والجرائم في إقليم عفرين الكُردي المحتل، في ظل سيادة قانون الغاب والاستباحة الشاملة التي تمارسها ميليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” بإشراف كامل من المخابرات التركية، التي أطلقت العنان للمسلحين الاسلاميين دون رقيب أو حسيب، وصمت من المجتمع الدولي الذي يلتزم التجاهل حيال الفوضى في مناطق الشمال السوري المحتلة عموماً.
ويشمل ذلك إجبار السكان المحليين في كامل المناطق المحتلة تركياً على الانصياع لقراراتهم، حيث يعمدون إلى استخدام القوة ضد من يرفض قراراتهم الكيفية، والتي كان من بينها في عفرين، إطلاق النار على مواطن كردي يدعى “دلو عربو” في قرية باصوفان، بتاريخ الثلاثين من مارس، نتيجة رفضه إخلاء منزله لمليشيا “فيلق الشام”، التي ردت بإطلاق طلقتين عليه في بطنه.