نوفمبر 22. 2024

أخبار

كيف يرتضي الفلسطينيون الاستيطان في أراضي مُهجري عفرين؟

عفرين بوست-خاص

قام الاحتلال التركي بتغيير ديموغرافية إقليم عفرين الكُردي، تطبيقاً لما تعهد بها رئيس الاحتلال التركي أردوغان قبل بدء الغزو بحق الإقليم، عن إعادة عفرين إلى أهلها (على حد وصفه)، حيث قال في خطاباته بأن نسبة الكُرد في عفرين تعادل 35%، من السكان، علما أن نسبتهم التاريخية تفوق الـ98%.

ولم يكن لأحد أن يتصور أن الفلسطينيين أيضاً من سكان عفرين الذين تحدث عنهم أردوغان، إذ استقدم المسلحون مئات العائلات الفلسطينية بشكل خاص من مخيم اليرموك، بغية الاستيطان في أراضي المهجرين الكُرد، سكان عفرين الأصليين، رغم أن المنطق يقول بان هؤلاء ينبغي أنهم قد يشعرون بتأنيب الضمير كونهم أداة بيد الأتراك لإعادة العثمانية، وتطهير الكُرد عرقياً.

وهي تشبه بالتالي معاناة الفلسطينيين المفترضة من الجانب الإسرائيلي الذي لا يزال يشيد المستوطنات، لكن لا حياة فيما يبدو لمن ينادي عليهم أهالي عفرين، إذ يستقر هؤلاء الفلسطينيون في أملاك أهالي عفرين وضمن خيام مقامة على أرض أجبر أهلها على التهجير عنها.

ورغم أن عددهم قد يكون الأقل مقارنة مع المستوطنون المنحدرين من أرياف دمشق وحمص وحماه وإدلب، لكن مجرد قبولهم على أرض هجرها سكانها بفعل الغزو التركي، هو إشارة سلبية عن طبيعة العلاقة الكردية الفلسطينية، وهو ما سيلقي بظلاله على مستقبل علاقتهم بكل تأكيد.

وكان قد قال مركز التوثيق المدني للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري في الخامس عشر من فبراير الماضي، بأن أعداد المستوطنين الفلسطينيين في الشمال السوري يبلغ قرابة الـ7500 مستوطن، تم جلبه من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك.

وقد عمد الاحتلال التركي إلى إنشاء مخيمات استيطانية عديدة في مناطق حدودية بين عفرين وتركيا، كما في قرية “سوركي” التابعة لناحية راجو، ومخيمات قرب قرى “دير بلوط” و”المحمدية”، وآخر بالقرب من مدينة جنديرس، في إطار خططه لإقامة حزام تركماني-إخواني على طول حدود عفرين مع تركيا، لتوطين أدواته فيها، حيث عمد الاحتلال إلى تطبيق التغيير الديموغرافي عبر استجلاب عائلات المليشيات الإسلامية التي تتبع تنظيم الاخوان المسلمين.

وكان قد نقل ناشطون في السابع من مايو \ أيار 2018، أخباراً عن استقدام المزيد من المستوطنين، القادمين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مركز مدينة عفرين ومعسكر المحمدية بريف جنديرس، فيما روج الإعلام على أنه قد تم نقلهم إلى “الباب” ومناطق “درع الفرات”، فيما يستوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينية.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons