ديسمبر 22. 2024

كيف تتعامل المنظمات العاملة في كنف الاحتلال بعنصرية مقيتة مع الكُرد في عفرين؟

عفرين بوست-خاص

تمارس المنظمات المتواجدة في كنف الاحتلال التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكردي المحتل، عنصرية ضد السكان الأصليين الكُرد، حيث يتم منح المستوطنين فيها كل شيء، وحجبها عن الكُرد بحجج مختلفة.

ففي التفجير الذي ضرب عفرين قبل أيام، منحت المنظمات 1000 يورو لكل عائلة مستوطنة فقدت فرداً لها ضمن التفجير، إلا أنها لم تقدم شيئاً يذكر للكُرد، مع العلم إن 9 أشخاص من سكان عفرين الأصليين فُقدوا حياتهم في التفجير.

ووفق مصادر “عفرين بوست”، تعمل في الإقليم المحتل تركياً مجموعة منظمات مؤتمرة في المحصلة من قبل الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، ويبلغ عددها 34 منظمة.

وذكرت المصادر أسماء تلك المنظمات وهي: “منظمة الشفق، منظمة الحق، منظمة الرحمة، منظمة IHH، منظمة الإخلاص، منظمة الإيمان، منظمة الرسالة، منظمة لواء الإسلام، منظمة راية الإسلام، غراس، احسان، تكافل، اطفال عالم واحد، احياء الامل، لأنك انسان، القلب الكبير، سيما، سامز، أطباء بلا حدود، تعليم بلا حدود، مداد، رحمة بلا حدود، وحدة تنسيق الدعم، الاطباء الاحرار، اس ار دي، سيريا ريليف، قطر الخيرية، سيريا شيريتي، عطاء، افاق، بهار، اي واي دي، هيئة الاغاثة الدولية، Afad”.

مواقف عنصرية وحجج لعدم تقديم الإغاثة للكُرد

ووفقاً لمصادر “عفرين بوست” جميع موظفي المنظمات تلك هم من المستوطنين، فيما يتواجد عدد قليل منهم من سكان عفرين الأصليين الكُرد، وفي سياق المواقف العنصرية لتلك المنظمات، قالت “ياسمين\اسم مستعار ضرورات أمنية” العاملة مع إحدى المنظمات في عفرين: “قالت لي رفيقتي بأنها كانت الكردية الوحيدة في المنظمة التي تعمل فيها، وقد أرادت منظمتهم أن تنتقل من مشروع لمشروع آخر، لكن الموظفين المستوطنين رفضوا إصحابها معهم، ولذلك تركت صديقتي العمل في المنظمة”.

وأضافت نقلاً عن رفيقتها أيضاً “كانت المنظمة في جولة إلى ناحية موباتا، وقد طرقت صديقتي أبواب بعض منازل الكُرد، إلا أنها توقفت بعد مضايقات من موظفي المنظمة المستوطنين”.

وأشارت ياسمين إلى أنه هناك عنصرية واضحة من قبل المنظمات و”إنهم يتقصدون عدم منح الكُرد أي مساعدات تحت حجج إن لهم زيتون وأملاك، بينما الميليشيات الإسلامية استولت على كل الزيتون والأملاك”، ونوهت ياسمين إنهم فصلوا موظفين كُرد من المنظمة بحجة إنهم لا يقبلون اثنان أقرباء في نفس المنظمة.

اختلاق الحجج والذرائع

وفي الصدد، قالت مواطنة كردية طلبت عدم الإفصاح عن هويتها: “زوجي متوفي منذ 8 سنوات أي في بداية الآزمة السورية تقريباً، الميليشيات الإسلامية استولت على منزلي في القرية وسرقوا كل ممتلكاتي وأنا الآن لدى بعض الأقارب في عفرين، في الفترات الماضية ذهبت إلى عدة منظمات لتسجيل اسمي كي تصلني الإغاثة لكن كل المنظمات رفضت بحجة إن زوجي كان ضمن وحدات حماية الشعب، بينما على وثيقة الوفاة تم ذكر إنه توفي قبل 8 سنوات بمرض السرطان”.

ذوو الاحتياجات الخاصة غير مستثنون من العنصرية

فيما قالت مواطنة كُردية أخرى من عفرين تدعى “هيفيدار\اسم مستعار”: “طلبنا من عدة منظمات أن يقدموا كرسي لذوي الاحتياجات الخاصة لقريبتي، لكن كل المنظمات رفضت أن تمنحه لنا، بحجة إننا أغنياء ولدينا أملاك”، وأضافت “منذ سنتين لم تأتي أي منظمة وتطرق بابنا أو منحتنا إغاثة”.

فيما ذكرت المواطنة “هيفي\اسم مستعار”: “الإغاثة كلها تذهب للمستوطنين والمنظمات تتعمد ذلك بطلب تركي على ما يبدو، لأن كل المنظمات تأتمر بالأوامر التركية، كل مستوطن يجلب معه مسلح إلى المنظمة لكي يحصل على الإغاثة أولاً، وحصلت عدة مشاكل أمام المنظمات لهذا السبب، أعضاء المنظمات يقولون لنا إن لديكم زيتون ولديكم أناس في اوروبا ولستم محتاجين للإغاثة”.

ويشار إلى أن الاحتلال التركي وميليشياته قد مدوا منذ اليوم الأول لاحتلال عفرين بالكامل في الثامن عشر من مارس، إلى إفراغ الإقليم، ريفاً ومدينة من محتوياتها، بسرقة كل ما وصلت له أياديهم، وهو ما وصفه أهالي عفرين بـ “يوم الجراد”، علاوة على استيلاء الاحتلال التركي وميليشياته على أملاك سكان الأصليين الكرد المهجرين، بما فيها المواسم الزراعية والمنازل والعقارات، بجانب استهداف ممنهج للكرد بعمليات خطف متواصلة بهدف الحصول على فدى مالية، بغية إفقارهم ودفعهم للتهجير القسري عن أرضهم، ليستبيحها المسلحون وذوهم المستوطنون.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons