نوفمبر 22. 2024

أخبار

تذمّر في أوساط الاعلاميين الموالين للاحتلال التركي.. عقب سنوات من الترويج لأجنداته الاحتلالية في سوريا

عفرين بوست-خاص

بدأ إعلاميون موالون للاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري” أو تنظيم جبهة النصرة\هيئة تحرير الشام” بفضح الانتهاكات التي يمارسها عملاء الاحتلال، وذلك عقب عامين من مشاركتهم في غزو عفرين واحتلالها، وانكشاف حقيقة المشروع الاحتلال التركي.

ولطالما ادعى هؤلاء سعيهم لإسقاط النظام السوري، متخذين من الأكاذيب ذرائع لتبرير عملهم مع المحتل التركي ضد باقي المكونات الدينية والأثنية والطائفية السورية، تارة بحجة موالاتهم للنظام، وتارة بحجة الانفصالية، وأخرى بحجة الالحاد والردة، فلم يتبقى مكون سوري إلا وتعرض للاستباحة من قبل المحتل التركي وعملائه، حتى غدى اسقاطهم مطلباً جماهيرياً وجودياً، يتنافى فيه وجود المكونات المختلفة مع وجودهم.

وفي سياق الترهيب والاذلال الذي نشره المسلحون من عملاء أنقرة، بدأ مؤخراً بروز أصوات من أنصار المسلحين أنفسهم تندد بممارستاهم، بع أن بدأت تطالهم أنفسهم، رغم تجالهم لها عندما كانت تطال أهالي عفرين الأصليين الكُرد بمفردهم.

وفي الصدد، كتب إعلامي مستوطن من الغوطة ممن شاركوا في تأييد الغزو التركي لـ عفرين، بغية حرمان أهلها من حقهم في إدارة أمورهم ضمن نظام “الإدارة الذاتية” الذي يمنح مختلف المكونات حقوق متساوية في إدارة مناطقها ضمن نظام لا مركزي، ويسمي صفحته على الفيس بوك بـAmeer Hurputlu”، (كتب): “في عفرين كل شيء مستباح بعيداً عن وسائل الإعلام”. 

مضيفاً: “التشبيح على الإعلاميين في أي حدث كان في هذه المدنية المظلومة أصبح أمر اعتيادي من المؤسسات الحكومية على رأسهم الشرطة”.

متابعاً: “عندما يكون هناك حدث في عفرين (تفجير) لا أذهب إلى مكان الحدث، لأنني أعلم سوف يحدث نزاع بيني وبين الشرطة على الأقل من أجل منع التصوير بالمدينة، لكن ذهبت إلى موقع التفجير الذي حدث مؤخرا وسط مدينة عفرين (بدون كاميرا) رأيت مشاهد دامية لأشلاء وجثث الضحايا المتفحمة”.

مردفاً: “أحد المدنيين يعلم أنني إعلامي كان يقول لي بصوت منخفض (لا تصور شي هلق ضربوا تلات لأنو عم يصوره)، كان الأمر محزن بالنسبة لي لأنها ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء على الإعلاميين بشكل (متعمد)، أشاهد فرق الدفاع المدني والإسعاف كيف تعمل وهناك العديد من الإعلاميين بدون كاميرات يقفون من أجل مشاهدة ماذا يحدث مع المدنيين هناك، وأشعر بالعجز لأنني لم أقوم بواجبي كمصور بنقل واقع المجزرة المروعة التي حصدت عشرات الأرواح، أكثر من خمسين شهيد وعشرات المصابين ناهيك عن المفقودين والجثث التي تم دفنها دون تعرف ذويهم عليهم”.

مستطرداً: “عندما يتم رؤية اعلامي في شوارع المدينة وهو يصور، العشرات من عناصر الشرطة المدنية والعسكرية والفصائل (واستخبارات هي موضة جديدة طبعاً) تقوم بفتح تحقيق لماذا يقوم بالتصوير والكثير منهم تعرض للاعتقال والضرب وإهانة أيضاً بشكل متعمد”.

فيما كتب آخرون على صفحاتهم، منتقدين الدور التركي التخريبي في المناطق السورية، فكتب إعلامي يدعى “وائل عبد العزيز” إن تصوير المشكلة في درع الفرات او عفرين وكامل مناطق شرق وشمال حلب على انها داخلية فقط غير دقيق، هناك إرادة خارجية تركية تريد استمرار الفوضة والانفلات الأمني، محاربة القوى الوطنية كيانات وافراداً، ودعم قطاع الطرق واللصوص كقادة وخلق مشاكل عرقية على حساب ما هو وطني يتم برعاية تركية”.

والغريب أن هذه الصحوة إن كانت حقيقة، فإنها لم تأتي بعد احتلال عفرين واستباحتها فحسب، بل بعد استكمال أنقرة لعبها بهم كعملاء وقتلة مأجورين، فبررت هجماتها على شمال شرق سوريا واحتلت عقب عفرين قطاعاً واسعاً ممتداً بين “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”.

فيما كتب إعلامي ثالث ويدعى عز الدين الهاشمي فقال: “بالنسبة الى مشاكل شمال حلب، انظروا سهام شبيحة تركيا اين تنطلق واعلموا أن الجهة التي يحاربونها هي الجهة التي لم ترضى بقرارات تركيا الأخيرة، وسيتم إنهائها أو إضعافها لإجبارها على السمع والطاعة”.   

ورغم كل جرائم الخطف والتنكيل والاضطهاد العرقي والتهجيري القسري والسرقة والسطو المسلح والنهب وقطع الأشجار وتدمير المزارات وسرقة الاثار وقتل المسنين والمختطفين تحت التعذيب، وسيادة شريعة الغاب والاستيلاء على أملاك المهجرين، ومنع سكان الكثير من القرى من العودة إليها، اخفت الوسائل الإعلامية الموالية للاحتلال التركي تلك الجرائم كلها، وحاولت منذ احتلال عفرين الترويج لأكذوبة “تحرير المنطقة” من أهلها، بذريعة محاربة الإرهاب في إطار تقمص الرواية التركية الممجوجة عن الحقوق الدستورية للكُرد في مستقبل سوريا.

والان، وعقب انفضاح أمر أنقرة، وإرسالهم كقتلة مأجورين مجدداً لكن إلى ليبيا هذه المرة، وبيعهم لنصف مساحة إدلب، واحتمالات بيع النصف الآخر، يبدو أن بعض هؤلاء قد بدأ بتحسس رأسه، لكن بعد أن فوات الأوان.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons