عفرين بوست-خاص
بدأت روايات مروعة بالانتشار حول تفجير عفرين الارهابي، مع استعادة الشهود توازنهم بعد أجواء الرعب التي لاقوها في مسرح الجريمة.
وفي هذا الصدد، قال أحدهم ويدعى “أبو كانيوار\اسم مستعار” لـ”عفرين بوست”: “لو لم يؤجلني الصرّاف لبضع دقائق حتى يجيب عن سؤالي المتعلق بمعرفة سعر صرف الدولار … لكنت الآن في عداد الموتى… كان الأمر أشبه بالقيامة الحقيقية، فلأول مرة أرى أشخاصاً يركضون في الشوارع والنيران تلتهم أبدانهم، وآخرون يتقبلون يميناً ويساراً على الأرض في محاولة لاطفاء النيرن وإنقاذ أنفسهم”.
فيما قال آخر ويدعى “قهرمان\اسم مستعار”: “كان هناك الكثير من الناس عالقون داخل السوق الشعبي، كانت النيران قد أغلقت مدخل ومخرج السوق، طلبنا المساعدة من المسلحين لكنهم لم يحركوا شيئاً، كان هناك فجوة في سقف السوق، والتي فتحت نتيجة سقوط برميل المحروقات عليه، جمعنا الطاولات والكراسي وأخرجنا نحو 40 شخصاً عبر تلك الفجوة وأنقذناهم”.
ويقول شاهد آخر يدعى “أبو بيمان\اسم مستعار”: “رأيت بأم عيني كيف كان المسلحون يلقون بالجثث في أتون اللهب ليكتمل احتراقها.. ربما لإخفاء أثار الجريمة”، مضيفاً أن “التفجير تم بواسطة سيارة فان بيضاء اللون، وكذلك سيارة سوزوكي كانت مركونة في زاوية تقاطعات شارع السياسية”.
بينما يقول “دلسوز\اسم مستعار”: “قبل ثلاث دقائق من وقوع التفجير كنت في المكان ذاته، وجلبت بضع لترات من البنزين، وما أن وصلت إلى المكتب المجاور للموقع حتى اهتز البناء، وتشظى الزجاج المكسور في كل مكان.. يجب أن تخففوا عن الأهالي مما يفعله كلاب الائتلاف في عفرين.. يجب أن تتحرك الأحزاب والاعلام.. يجب انقاذ ما تبقى من عفرين”.
ولم تعهد عفرين خلال سبع سنوات من حكم أبنائها لها ضمن نظام “الإدارة الذاتية” من العام 2012 إلى آذار العام 2018، أياً من هذه التفجيرات، حيث كان يتكفل أبناء الإقليم بحمايته، لكن عفرين لم تعرف سلاماً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على أرضها، مرافقاً بعملائه من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
وعقب التفجير يوم الثلاثاء، أشار مراسل “عفرين بوست” أن المصابين الكُرد رفضوا التوجه إلى المشافي الخاضعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وفضلوا تلقي العلاج في منازلهم، خشية اسعافهم إلى تركيا ومن ثم قتلهم وسرقة أعضائهم.
وجاءت خشية الكُرد من سرقة أعضاء من أجسادهم في المشافي، نتيجة التجارب السابقة في التفجيرات التي حصلت على مدار عامين من الاحتلال في عفرين، حيث تكون التفجيرات فرصةً لقتل المواطنين الكُرد وسرقة أعضائهم، إلى جانب كونها فرصة لمسلحي المليشيات الإخوانية، لسلب المحال التي تقع التفجيرات في محيطها.
وقد ارتفعت حصيلة التفجير الإرهابي الذي يعد الأقوى من نوعه من ناحية الخسائر البشرية والمادية بعد تفجير سوق الهال، إلى 61 قتيلا، بينهم عدد من الشهداء الكُرد (فواز علوان/قره تبه وحسين محمد/كورزيل وريزان جعفر/ماراتيه، رمزي خليل/سوغانكيه) علاوة على وجود نحو 70 إصابة وصلت إلى مشافي المدينة، وإعزاز عدا الذين فضلوا الخضوع للعلاج في منازلهم، وفقاً لمراسل “عفرين بوست”.
ونقل المراسل روايات من أوساط المستوطنين، تفيد بوقوف ميليشيات “السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” وراء التفجير، كونها ترفض إرسال كافة مسلحيها إلى ليبيا كما طلبت منها المخابرات التركية، في إطار مهلة تنتهي نهاية الشهر الجاري، لذا تقدم على افتعال التفجيرات وخلق المزيد من الفوضى ليضغطوا على الأتراك ويدفعوهم للتراجع عن خطتهم.
وأعقب التفجير عمليات سرقة واسعة قام بها المسلحون الذي كانوا يطلقون الرصاص في الهواء لبث الرعب وإبعاد الأهالي عن محالهم التجارية، وقاموا بسرقة ما سلم من البضائع في السوق الشعبي، كما طالت السرقات أيضاً محلين لصياغة الذهب ومحلات الصرافة (عدد 2) إضافة لمكتبة صبحي بكر للقرطاسية، ومحال للإلكترونيات والأقمشة والأحذية والمنظفات.