عفرين بوست – خاص
تتواصل الانفجارات التي تقع في إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، في ظل تأكيد النشطاء الكُرد على الأرض، بمسؤولية الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين عنها، في إطار مساعيهم لخلق البلبلة والفلتان الأمني الذي يسمح لهم بمواصلة عمليات التنكيل والخطف والسلب والنهب والاستيلاء بحق السكان الأصليين الكُرد.
وفي السياق، قُتل شخصان وأصيب سبعة آخرين على الأقل، عصر اليوم الثلاثاء، في انفجار شاحنة وقود ملغمة على طريق راجو وسط مركز إقليم عفرين المحتل، وذلك في حصيلة مبدئية كما رصدها مراسل “عفرين بوست”.
وأوضح المراسل أن الشاحنة انفجرت أما مدخل السوق الشعبي، ما أدى لسقوط قتلين إثنين وعدد من الجرحى، إضافة لأضرار مادية ضخمة طالت السوق والمحال التجارية المجاورة لموقع التفجير، مشيراً إلى أن النيران التهمت السوق الشعبي بالكامل ولا زالت النيران مشتعلة.
وأكد المراسل أن أربعة سيارات إطفاء تعمل في موقع التفجير لإطفاء النيران، إلا إنها لم تستطع السيطرة على النيران حتى لحظة نشر الخبر.
ولطالما اتهمت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، “قوات تحرير عفرين” بتنفيذ التفجيرات التي تقع في عفرين منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي عليها آذار العام 2018، بهدف التملّص من المسؤولية.
لكن الناشطين العفرينيين يأكدون أن الميليشيات التابعة للاحتلال التركي هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي أشمل لصالح المستوطنين من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية.
وكان قد وقع يوم السابع من أبريل 2019، انفجار في مركز إقليم عفرين، ناجم عن محاولة أحد المستوطنين زرع لغم على مقربة من مقر إحدى المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، وتناقل حينها نشطاء من المستوطنين، ما اسموه “صورة الارهابي الذي حاول زرع لغم وأنفجر به”، مضيفين أن “الاسم: عبد المنعم الزعبي، من ريف حمص، بلدة الرستن”.
وأضاف هؤلاء المستوطنون، أن المستوطن الذي قتل اثناء محاولته زرع اللغم “ضابط منشق ينتمي لداعش جاء لعفرين منذ 8 شهور تقريباً”، لتدين هذه المعلومات المستوطنين والمليشيات التابعة للاحتلال، بكونهم يشكلون حاضنة تحمي الدواعش وتؤمن لهم الملاذ الآمن، ويعمدون إلى تنفيذ التفجيرات ضد بعضهم البعض، في إطار التنافس على السطوة والنفوذ والمال والحواجز.
ولم تعهد عفرين خلال سبع سنوات من حكم أبنائها لها ضمن نظام “الإدارة الذاتية” من العام 2012 إلى آذار العام 2018، أياً من هذه التفجيرات، حيث كان يتكفل أبناء الإقليم بحمايته، لكن عفرين لم تعرف سلاماً منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على أرضها، مرافقاً بعملائه من مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين، ممن يسمون أنفسهم بـ”الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.