عفرين بوست-خاص
تختلف الأساليب والطرق التي يسعى من خلالها المستوطنون للاستيلاء على أملاك المهجرين الكُرد من إقليم عفرين المُحتل، فيما لا تزال تحتفظ المناطق المجاورة لعفرين بالصدارة في درجة الأذى الملحق من قبلهم بسكان عفرين الأصليين الكُرد.
فمنذ بدء المظاهرات في سوريا، وتحولها إلى صراع مسلح على السلطة بين النظام السوري وتنظيم الإخوان المسلمين، كان للمناطق المجاورة لـ عفرين شرقاً وتحديداً أعزاز، والمجاورة جنوباً في أطمة ودارة عزة النصيب الأكبر في خطف المواطنين الكُرد، وحصار عفرين، بغية إرغامها على القبول بالتنظيم ومسلحيه الذين كانوا يطلقون على أنفسهم مسمى “الجيش الحر”، قبل أن تقوم أنقرة بتحويله إلى مسمى آخر هو “الجيش الوطني السوري”.
ومع بدء الغزو التركي لـ عفرين يناير العام 2018، كان لتلك المناطق ومسلحيها الدور الأبرز في احتلال عفرين، على اعتبار أنهم كانوا الأكثر معرفة بجغرافية المنطقة وبعض تضاريسها.
وعند إطباق الاحتلال العسكري التركي يوم الثامن عشر من مارس 2018، كان لمسلحي اعزاز ومارع وتل رفعت ومنغ ودارة عزة وأطمة وسرمدا، الدور الأكبر في سرقة ممتلكات أهالي عفرين وآلياتهم وسياراتهم ومصانعهم، حيث جرى بيع جزء منها في ريف حلب الشمالي، والقسم الآخر في إدلب.
والان عقب سنتين وأكثر من إطباق الاحتلال، يُعشّم المستوطنون المنتمون إلى تلك المناطق أنفسهم ببقاء الاحتلال التركي في عفرين، بغية الاستيلاء على بيوت الكُرد وأملاكهم، وتسجيلها على أسمائهم لدى الاحتلال التركي، فيما لم تم ضم عفرين إلى أنقرة، وهو ما بات يمثل ذروة أحلام تنظيم الإخوان المسلمين.
حيث يسعى التنظيم إلى ضم المناطق الحدودية من سوريا من إدلب إلى جرابلس مروراً بـ”عفرين”، ووصولاً إلى القطاع الممتد بين مدينتي “سريه كانيه\رأس العين”، و”كري سبي\تل أبيض”، إلى أنقرة، عبر استفتاء وهمي قد يجري على شاكلة استفتاء احتلال لواء الاسكندرون، في مسعى انفصالي خطير.
وفي السياق، يؤكد مراسلو “عفرين بوست” أن بعض العائلات من اعزاز وغيرها من مناطق ريف حلب الشمالي وريف إدلب، تركت السكن في منازلها، عبر الإبقاء على عدد قليل من الأفراد هناك، وتوجهت للسكن في منازل المهجرين الكُرد في ريف عفرين بشكل خاص.
وأشار المراسلون أن الدافع الأساسي وراء ذلك، هو رغبة هؤلاء المستوطنين في الحصول على أراضي زراعية وبيوت في ريف عفرين، في حال بقاء الاحتلال العسكري مطبقاً على الإقليم الكُردي لفترة طويلة.
ويتوهم هؤلاء بأنه قد يكون بمقدورهم أن يسجلوا تلك الأملاك على أسمائهم، أو أن أهالي عفرين قد يتنازلون عن حقهم بالعودة إلى أرضهم وطرد الاحتلال وعملائه منها، سوآءاً أكانوا مسلحين أم مستوطنين.