عفرين بوست – خاص
علمت “عفرين بوست” من مصادرها، أن الرُعاة المستوطنين الثلاثة وعائلاتهم الذين تشاركوا في قتل المسن الكُردي “علي محمد أحمد” الملقب بـ “عليكي”، قد غادروا بلدة ميدانكي التابعة لناحية “شراّ/شران” بطلب من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي تحتل البلدة إلى جانب ثلاث ميليشيا أخرى، دون أن تتوضح بعد الجهة التي توجهوا إليها.
وأكدت المصادر أن فناء دار الشهيد “عليكي” كان مسرحاً لتنفيذ الجريمة المروعة، حيث كان الشهيد قد طالب المستوطنين بإبعاد قطعان أغنامهم عن حقل زيتون مزروع بالخضار ويقع بجانب منزله، إلا أن الجُناة استشاطوا عضبا قائلين له “نحن حررنا هذه الأرض بدمائنا ويحق لنا إطلاق قطعاننا أينما نشاء، وعليكم ككُرد أن تغادروا هذه الديار”.
وأشارت المصادر أن الاعتداء بالعصي واللكمات طال المسنة “أمنية”، زوجة الشهيد رغم أنهما يعانيان من أوضاع صحية سيئة.
وكان قد أشار مراسل “عفرين بوست في ناحية “شرا\شران” أمس الأربعاء، إلى وقوع جريمة مروعة بحق مسن كُردي في بلدة ميدانكي، حيث أقدم ثلاثة رعاة مستوطنين على ضرب المسن بالعصي واللكمات، مما أدى لاستشهاده أثناء إسعافه إلى مشافي مدينة عفرين.
ولفت المراسل إلى أن استشهاد المسن الكردي، جاء بعد أن تصدى للمستوطنين من التركمان ينحدرون من منطقة كرم الميسر بحلب، والذين كانوا يسرحون بقطعان أغنامهم بين حقل الزيتون العائد له.
ويأتي الإجرام الممارس من قبل المستوطنين ليستكمل الإجرام الذي يقوم به أبنائهم من المسلحين، الذين يشكون حاضنة ومنتسبي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
ومنذ اليوم الاول لإطباق الاحتلال العسكري التركي، قسم الاحتلال إقليم عفرين الكُردي إلى قطاعات، واستلمت مليشيا واحدة دفة الامور في كل قطاع، لتطبق فيها تشريعاتها الخاصة، وتستولي على ما يستطيب لها من أملاك وبيوت وسيارات ومصانع ومشاغل وأرزاق للمُهجرين الكُرد، سكان عفرين الاصليين، ممن ارغمتهم حربٌ ظالمة على ترك أرضهم والتهجير القسري عنها.
وفي الوقت الذي تُحامي فيه المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي لذويها من المستوطنين، خاصة في مُواجهة السكان الاصليين الكُرد، بات الكُرد بلا حول ولا قوة، نتيجة تهجير أكثر من 75% منهم في عموم الإقليم، وغياب الشبان في السجون أو توجههم إلى مناطق التهجير القسري في الشهباء وحلب وشرق الفرات، خشية تعرضهم للاختطاف والتعذيب من جانب المسلحين.
ورغم كل المعلومات التي كانت ولا تزال تنقلها المراصد الإخبارية الكُردية للعالم والمنظمات الحقوقية والإعلامية حول هول الانتهاكات المرتكبة في عفرين، لا تزال تلك الجهات تلتزم الصمت المُطبق، حتى في تقاريرها المتعلقة بالوضع الكارثي في عفرين.
وتحاول المنظمات الدولية تحاشي اتهام سلطات الاحتلال التركي بالمسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها مسلحو المليشيات الإسلامية في عفرين، مُلقية باللوم على المسلحين فحسب، رغم أن هؤلاء ما فتئوا يرفعون العلم التركي بجانب رايات تشكيلاتهم الميليشاوية، في تأكيد منها على تبعيتها للاحتلال التركي وتنفيذها سياسات أنقرة الرامية إلى القضاء على آخر مركز بشري كُردي صاف غرب الفرات.